سيدتي، بعد التحية والسلام دعيني أعبر عن منتهى سروري لأنني اليوم أحل ضيفة على هذا المنبر الجميل الذي لطالما كنت من قارئاته الوفيات. فرواق قلوب حائرة هو الركن الذي يزين موقع النهار بكثير من جمالية الروح وحلاوة الطرح وكذا رجاحة الرد، وأنا من جهتي أهنئك سيدتي على ما أحر زته من تفان في خدمة قرائك.

لن أطيل كثيرا في الحديث، ودعيني  أبثّ بين يديك ما يقتلني فأنا زوجة إنتكست بعد أن إكتشفت خيانة زوجها لها بزواجه من ثانية.

ولعل نكستي زادت أنّ زوجي طلّق من منحها إسمه طمعا في مالها وتركها منكسرة فقط حتى لا أتركه. وحتى يبقى صرح بيتنا الذي يضرب به المثل في التماسك والمتانة والتراص.

قصتي بدأت منذ سنة ونصف حيث إكتشفت أن لزوجتي من تهاتفه وتحدثه عن أمور في غاية الخصوصية في أوقات جد حرجة، في البدء حاول إقناعي من أن الأمر متعلق بصفقة في عمله. إلا أن حدس الأنثى الذي بداخلي أبى أن يصدقه. فبحثت في الأمر لأكتشف أن لزوجي حليلة أخرى سواي. تزوجها طمعا في مالها ورغبة في التملق عليها. لا أخفيك سيدتي أن أحلامي إنهارت وأحسست أن جميع السبل سدت في وجهي، كيف لا وأنا الزوجة التي لطالما ضحت وأثرت على نفسها بتحمل صعوبة مراس زوجها فقط حتى تظهر للغير مثاليتها وتماسك زواجها.

كأي أنثى لملمت أشلائي الممزقة وبقايا كرامتي المهدورة وهرعت نحو بيت أهلي. معربة عن رغبتي في عدم العودة إلى بيت زوجي. لكن لم تمر ايام حتى جاءني زوجي باكيا مؤكدا لي ندمه على فعلته تلك، مشيرا إلى أنه طلق زوجته الثانية ومن أنه لم يبقى لها اثر في حياتنا قط. طالبا مني العودة وكأن شيئا لم يكن .

لا أخفيك سيدتي أنني ترددت في البدء وإمتعضت، فأنا لا أعتبر نفسي سد خانة في حياة زوج ضحيت معه ولأجله بالنفس والنفيس.إلا أنني سرعان ما فكرت من أنه لا يمكن لأي أنثى أن تمنح زوجها وكل ما ضحت من أجله على طبق من ذهب لأنثى أخرى ستكسب رهان عمرها. لكن ثمة ما يؤرقني ويرهق تفكيري.هل سأكون سبب تعاسة إمرأة لا ذنب لها سوى أنها أرادات بناء حياتها وقبلت بالزواج من رجل متزوج أوهمها بالسعادة السرمدية؟.هل سأعتبر جاحدة لأنني إمتعضت على شرع الله؟

أنا في حيرة كبيرة سيدتي، فلا تبخلي عليّ بما من شأنه أن يبددّ حيرتي.

 أختكم ن.ميساء من الشرق الجزائري.

الرد:

أختاه، كان الله في عونك حتى تتمكني من إجتياز هذه المرحلة التي أدرك أنها أرقتك وحرمتك راحة البال،وصدقيني أن مشكلتك غير معقدة. بالقدر الذي تتصورينه، كما أنها والله ليست بالسهلة.

تمكن زوجك من خداعك وإيهامك بالولاء وتزوج من أخرى بالرغم من أنك لم تبخلي عليه بشيء من الحب والحنانـ، والدليل أن أسرتك تعد مضرب المثل في التماسك. والتراصـ أمام معارفك وكل أهلك، هذا التراص الذي لم يكن إلا بفضل الله وتضحياتك الجسيمة التي بذلتها في سبيل إرساء دعائم الحب والمودة مع زوجك.

زوجك الذي وعلى ما يبدو لم يحسب حسابا لذكائك وحدسك الأنثوي الذي جعلك تتفطنين لزواجه المشروع أي نعم، إلا أنّ إخفاءه لأمره هو ما زاد الطين بلة. كان حريا على زوجك أن يخبرك على الأقل بمكامن النقص التي جعلته يقدم على إختيار أنثى أخرى رفيقة للدرب.هذه الأنثى التي لم تتمكن من جذبه سوى بمالها، حيث أنني أظن أنه لم يكن للتوافق الإجتماعي. أو الروحي آيّ محلّ للإعراب بينهما، والدليل أنه سرعان ما تخلى عنها ليعود ليحلق في سمائك أنت أم اولاده ومن بنت حياتها معه على المرة قبل الحلوة.

لست المذنبة في أي قرار سيتخذه زوجك من تطليق لزوجته الثانية، فهو لم يستشرك قبل زواجه كما أنه راهن على بقاء زوجته الثانية على ذمته ببقائك جاهلة لمسألة زواجه. هذا ما يجعلك أختاه مجبرة على العودة إلى بيتك وعشك الذي لطالما راعيته وسهرت لأجله وهو مملكتك بلا منازع. لكن قبل ذلك عليك على الأقل أن تأخذي من زوجك وعدا بعدم تكرار الأمر وجعله نزوة. وإن كان له أن يتخذ زوجة ثانية على سنة الله ورسوله أن يحسب حسابا للأمر ويشركك في القرار ولا يتصرف وراء ظهرك مهما كان الأمر، فقد يأتيه يوم يخسرك فيه بسبب تصرفه المتعنت والأناني.

لن تبني سعادتك على حطام أنثى أخرى هي من بادرت لـأن تقتحم حياتك وتخسرك ما بينته طيلة سنوات. فلا بأس أختاه أن تقبلي على الدنيا وتبدئي. من جديد رحلة كفاحك وكأن شيئا لم يكن لكن بكثير من الحيطة والحذر والتأني.

ردت: س.بوزيدي.

المصدر: النهار أونلاين

كلمات دلالية: لم یکن

إقرأ أيضاً:

وكيل أوقاف الفيوم: حفظة القرآن الكريم هم النماذج المضيئة التي يجب أن يحتذى بها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهد الدكتور محمود الشيمي، وكيل أوقاف الفيوم، مساء الثلاثاء،حفل تكريم المتميزين من حفظة القرآن الكريم، وبالمسجد الكبير، التابع لإدارة فيديمين بالفيوم.

جاء ذلك بحضور الشيخ طه علي، مسؤول المساجد بالمديرية، والشيخ محمد حسن، مدير الإدارة، وأولياء أمور وأسر الأطفال المشاركين بالمسابقة.

وفي بداية الحفل قدم فضيلته، تهنئته لجميع الفائزين بمسابقة حفظ القرآن الكريم، مثمنًا جهود أسرهم وأولياء أمورهم في تنشئتهم على حفظ كتاب الله تعالى وفهم تعاليم الدين الوسطي الحنيف، مؤكدًا أن حفظة كتاب الله تعالى هم بركة الحياة، وهم النماذج المضيئة التي يجب أن يحتذى بها، مشيدًا بالمشاركة الكبيرة من الفتيات في مسابقة حفظ القرآن الكريم.

ومن جانبهم،أعرب أهالي القرية،عن تقديرهم لدور مديرية أوقاف الفيوم في نشر تعاليم الدين الوسطي،ونبذ العنف والتطرف والأفكار الهدامة، داعيا الله أن يحفظ مصر وشعبها من كل مكروه وسوء، وأن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار.

وجاء ذلك في إطار اهتمام وزارة الأوقاف المصرية بالقرآن وأهله، وتنفيذا لتوجيهات معالي وزير الأوقاف  الدكتور أسامة السيد الأزهري، ورعاية من الشيخ سلامة عبد الرازق، وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم. 

مقالات مشابهة

  • أحمد الحمد.. عاشق مندلي الذي حملها في الغربة وعاد إليها شعرًا وتوثيقًا
  • وكيل أوقاف الفيوم: حفظة القرآن الكريم هم النماذج المضيئة التي يجب أن يحتذى بها
  • خلى بالك.. لو زوجك أكرهك بالتوقيع على مستندات أعرفى ازاى تستردى حقوقك؟
  • عبد الله حمدوك.. المدني الذي آثر السلامة فدفعه الجيش إلى الهامش
  • آية سماحة: أنا متعقدة مش سهل أجيب طفل وأنا نفسي لسه ما عشتش حياتي
  • سهيل بن عمرو.. خطيب قريش الذي تحول إلى داعية للإسلام
  • آية سماحة: رفضت الإنجاب بسبب مخاوف الطفولة.. أنا متعقدة
  • هذا الذي يدور في اليمن‬ .. ‫وهذا القادم‬ !
  • وزير أردني سابق: إسرائيل تختلق ذرائع لتحقيق أهدافها وتغيير المنطقة
  • دعاء الصائم عند الإفطار .. اغتنم الدعوة التي لا ترد