19 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة: تصاعد التوترات في شمال سوريا بين الأطراف المتنازعة، حيث تبدو المنطقة أمام مشهد معقد قد ينذر بصراع كردي-عربي واسع النطاق، في ظل التدخل التركي المتزايد والتغيرات السياسية في دمشق.

تصريحات أنقرة الأخيرة بشأن تحرير المناطق “المحتلة” من قبل وحدات حماية الشعب الكردية تأتي في سياق تحركات ميدانية على الأرض وإعادة تموضع للقوى الإقليمية والدولية.

تحدثت وزارة الدفاع التركية عن عدم وجود أي مفاوضات مع ما أسمتها “المنظمات الإرهابية”، مؤكدة استعدادها العسكري المستمر للضغط على المليشيات الكردية شمال سوريا لتسليم أسلحتها. هذه التصريحات جاءت في وقت تشهد فيه الحدود التركية السورية نشاطًا عسكريًا مكثفًا، مع حشد القوات التركية وتحضيرها لعملية عسكرية قد تكون وشيكة.

تزامن هذا التصعيد مع سقوط الرئيس السوري بشار الأسد وفراره إلى روسيا، مما أتاح لأنقرة فرصة لتصعيد لهجتها ضد وحدات حماية الشعب، التي تعتبرها امتدادًا لحزب العمال الكردستاني المصنف إرهابيًا في تركيا وأغلب الدول الغربية.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد مؤخرًا عزم بلاده “سحق التنظيمات الإرهابية”، وهو تصريح يعكس تصميم أنقرة على تغيير الواقع الميداني في شمال سوريا.

من جهتها، تجد الإدارة الجديدة في دمشق نفسها أمام معضلة إعادة السيادة على أراضيها الممزقة بين أطراف عدة.

الدعم التركي لمطالب المعارضة السورية بمواجهة المليشيات الكردية يتقاطع مع هدف النظام الجديد في دمشق لاستعادة السيطرة على الشمال السوري، لكنه يفتح الباب أمام احتمالات صدام بين الأطراف التي تسعى لملء الفراغ الناجم عن غياب السلطة المركزية.

على الجانب الآخر، تصر الولايات المتحدة على الحفاظ على دعمها لقوات سوريا الديمقراطية، التي تُعد وحدات حماية الشعب العمود الفقري لها، باعتبارها حليفًا رئيسيًا في الحرب ضد تنظيم  (داعش). هذا التباين في المواقف بين القوى الكبرى يعقد إمكانية الوصول إلى تسوية سلمية ويزيد احتمالات التصعيد.

الصراع في سوريا لا يقتصر على الأطراف المحلية، بل يحمل أبعادًا إقليمية ودولية، حيث جاء في تصريحات لوزارة الدفاع التركية انتقاد لإسرائيل بشأن توسعها في مرتفعات الجولان المحتل، وربطت هذا بالتطورات الأخيرة في الجولان، بما في ذلك احتلال الجيش الإسرائيلي لمواقع جديدة.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

بعد تأخر الانسحاب الإسرائيلي: هل تلوح حرب جديدة في جنوب لبنان؟

أكد الخبراء في الشؤون العسكرية والسياسية، أن احتمال اندلاع حرب جديدة في جنوب لبنان في الوقت الحالي غير مرجح، رغم عدم تنفيذ الانسحاب الاسرائيلي الكامل الذي كان من المفترض أن يتم بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

وأرجع الخبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز" ذلك إلى عدة عوامل، أبرزها انتشار الجيش اللبناني في منطقة جنوب الليطاني، فضلاً عن أن إسرائيل ليست في وضع يمكنها من القيام بتحركات عسكرية جديدة بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدتها خلال الحرب الأخيرة.

وقال العقيد المتقاعد جميل أبو حمدان إن إسرائيل فرضت شروطها في جنوب لبنان ولم تلتزم بالانسحاب الكامل، لافتًا إلى أن النقاط التي بقيت فيها تشكل منطقة عازلة تسعى إسرائيل إلى فرضها. كما أشار إلى أن الجيش الإسرائيلي أصبح في تماس مباشر مع الجيش اللبناني، مما يزيد من خطر حدوث احتكاكات، خصوصًا مع رغبة المدنيين في العودة إلى قراهم.

أما بالنسبة لحزب الله، فقد رأى أبو حمدان أن المواجهة الجديدة مع إسرائيل "أمر مستحيل في الوقت الراهن"، حيث إن الحزب تعرض لخسائر كبيرة في بنيته العسكرية والقيادية في الحرب الأخيرة، وفقد القدرة على الاستفادة من العامل الأرضي الذي كان يميز تحركاته على الحدود الجنوبية. كما أكد أن عمليات المراقبة الدقيقة التي تجريها إسرائيل تعيق تحركات حزب الله في كافة الأراضي اللبنانية، في حين أن وجود الجيش اللبناني في الجنوب يمثل حاجزًا يمنع أي تحركات علنية للحزب.

من جهتها، أكدت الدكتورة مي عبد الرحمن أن "عدم الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جنوب لبنان كان أمرًا متوقعًا، ومن الممكن أن يستمر الاحتلال في النقاط التي بقي فيها لفترات طويلة"، مشيرة إلى أن إسرائيل تستفيد من التغيرات الإقليمية والدولية، خاصة مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ودعمه الكبير لإسرائيل.

وأضافت عبد الرحمن أن "المطالب الدولية والإقليمية المتزايدة لنزع سلاح حزب الله لا تشكل ضغطًا حقيقيًا على إسرائيل"، مشيرة إلى أن الحكومة اللبنانية لم تفرض سيطرتها الكاملة بعد على الأراضي الجنوبية.

ورأت أن العودة إلى الحرب بين حزب الله وإسرائيل "مستبعدة في الوقت الحالي"، حيث إن الحزب "غير قادر على خوض حرب جديدة"، كما أن الظروف الإقليمية والدولية الحالية "لا تدعم تصعيدًا جديدًا". وأشارت إلى أن أي محاولة من حزب الله لإظهار قوته، حتى لو كان ذلك تحت ذريعة تحرير الأرض، قد تعطي إسرائيل مبررًا لاستكمال عملياتها العسكرية في لبنان، ما قد يؤدي إلى فقدان الحزب لأي قدرات عسكرية متبقية. (ارم نيوز)

مقالات مشابهة

  • سوريا.. اتفاق على دمج (قسد) في الجيش الجديد وترتيب لزيارة الشرع الى شمال شرقي البلاد
  • سوريا.. بعد سقوط نظام الأسد هل سترفع العقوبات عنها؟
  • “غزة ليست للبيع”.. أوروبا تنتفض ضد خطة التهجير التي يتبناها ترامب
  • نشاط عسكري روسي متزايد في ليبيا والسودان بعد سقوط الأسد في سوريا
  • الاتحاد الأوروبي يعتزم تعليق عقوبات مفروضة على سوريا في هذه المجالات
  • ايران وقطر يؤكدان أهمية إنجاح العملية السياسية الشاملة في سوريا
  • بعد تأخر الانسحاب الإسرائيلي: هل تلوح حرب جديدة في جنوب لبنان؟
  • الدفاع المدني : إزالة مخلفات الحرب في سوريا، خطوة مهمة لتحقيق السلام والاستقرار وتعافي المدنيين بعد سنوات من حرب نظام الأسد وحلفائه
  • بعد مقتل قيادي لـ«داعش» شمال سوريا.. «ترامب» يعلّق!
  • صادرات الحبوب التركية إلى سوريا تسجل 56 مليون دولار خلال يناير