فى الوقت الذى يستخدم فيه البعض تقنيات الذكاء الاصطناعى، ومنها تقنية «التزييف العميق» فى شرح العلوم وتبسيطها وخلق الإبداع الفنى وتقديم الفائدة للآخرين، هناك من يستخدمها فى تزييف الحقائق ونشر الأكاذيب لتحقيق أهداف ومصالح شخصية أو إلحاق الضرر بالآخرين من خلال تشويه سمعتهم وابتزازهم.. فما هذه التقنية؟ وكيف تتم؟ وكيف يمكن كشفها ومواجهتها؟
بحسب توضيح خضر غليون، الخبير الدولى فى الذكاء الاصطناعى، فإن «التزييف العميق» أو «Deepfake» هى تقنية متقدمة مثيرة للجدل، يمكنها دمج وتعديل الصور ومقاطع الفيديو والتسجيلات الصوتية بطريقة احترافية للغاية، بحيث يصعب على الشخص العادى تمييزها عن الأصلية، وتعتمد على استخدام الخوارزميات المعقدة وتقنيات الذكاء الاصطناعى، مثل الشبكات العصبية الاصطناعية والتعلم العميق، لاستنساخ أنماط الوجه البشرى وحركاته ونبرات الصوت بدقة متناهية، ما يتيح إمكانية تزييف مقاطع الفيديو أو التسجيلات الصوتية بشكل يبدو وكأنه حقيقى تماماً.

وفى الوقت الذى تتيح فيه تقنية «التزييف العميق» فتح آفاق إبداعية هائلة أمام العاملين فى مجالات عديدة مثل السينما والدعاية والفنون والتعليم والطب، حيث يمكن استخدامها لخلق محاكاة واقعية لتجارب ومواقف قد يصعب إيجادها أو محاكاتها فى الحياة الواقعية، هى أيضاً لها انعكاسات سلبية خطيرة، تشمل نشر الأخبار المزيفة والمعلومات الخاطئة، والتشهير بالأشخاص.

والتلاعب بالحقائق بهدف التضليل والخداع، إذ يمكن لأى شخص ماهر فى استخدام تطبيقات وبرامج التزييف العميق، أن يضع كلمات لم تقل فى فم شخصية عامة، أو يدمج صورة شخص ما فى موقف محرج أو غير أخلاقى، ما قد يلحق أضراراً جسيمة بسمعته ومكانته، دون أن يكون بمقدور الشخص نفسه إثبات زيف تلك المقاطع.

كما كشفت الدكتورة أسماء سعد، المدرس بكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعى جامعة مدينة السادات، بعض الاستخدامات السلبية الأخرى لتطبيقات الذكاء الاصطناعى وتقنية «التزييف العميق»، منها التزييف السياسى والاجتماعى، إذ يمكن استخدامها فى تصميم فيديوهات مزيفة للشخصيات السياسية أو العامة بهدف نشر أخبار كاذبة أو تشويه سمعتها، وأيضاً استخدامها فى الاحتيال والتلاعب، بإنشاء مقاطع فيديو مزيفة للقيام بأعمال احتيالية أو التلاعب فى السوق المالية، ما يؤثر على الثقة والأمان فى النظام المالى، إلى جانب أيضاً استخدام سلبى آخر لهذه التقنية وهو الابتزاز والتشهير، باستغلال مقاطع الفيديو المزيفة فى ابتزاز الشخصيات العامة أو الأفراد لتشويه سمعتهم أو الحصول على مكاسب مالية.

ولكشف التزييف العميق فى الصور ومقاطع الفيديو والتسجيلات الصوتية، هناك بعض الطرق التى يمكن اتباعها، منها التأكد من مصدر المعلومات، والتحليل التقنى، وذلك من خلال استخدام تقنيات التحليل الرقمى للكشف عن الجوانب غير الطبيعية فى التزييف العميق، مثل التشويش فى الصورة أو الفيديو، أو عدم تطابق حركة الشفاه مع الكلام المنطوق، كما يمكن أيضاً استخدام تقنيات التعرف على الوجه والتحقق من الهوية للتحقق من صحة الفيديو أو الصورة، ومقارنتها بالبيانات الموثوقة للشخص المقصود، كما يمكن الاعتماد على النمو السريع لتقنيات التعلم الآلى والتعلم العميق التى يمكنها التنبؤ بالمحتوى الزائف فى العديد من مجالات التطبيقات، بما فى ذلك التلاعب بالصور والفيديو.

كما توجد عدة أدوات مختلفة فى تقنيات الذكاء الاصطناعى يمكن من خلالها كشف «التزييف العميق»، منها (forensics – Vue – ai – Clarifai – V7Encord – Kili – Anyline – INTSIG – Google vision AI)، بحسب توضيح الدكتورة رضوى عبداللطيف، خبيرة الذكاء الاصطناعى، إلا أنه ورغم ذلك، فإن اكتشاف التزييف العميق يتطلب جهوداً مشتركة بين الباحثين والمؤسسات الأمنية وشركات التكنولوجيا لتطوير تقنيات جديدة للكشف عن التزييف ومشاركة المعرفة والتجارب، وحتى يتم ذلك لا بد من الحذر واتباع نهج نقدى عند التعامل مع المحتوى الذى يمكن أن يكون مزيفاً، والاعتماد على مصادر موثوقة والتحقق من صحة المعلومات قبل انتشارها.

الوطن نيوز

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعى التزییف العمیق

إقرأ أيضاً:

«حياة كريمة» تزور مدرسة نهضة مصر الثانوية للتكنولوجيا التطبيقية

شرفت مؤسسة حياة كريمة، أمس، بزيارة مدرسة نهضة مصر الثانوية للتكنولوجيا التطبيقية؛ بهدف تعزيز سبل التعاون بينهما، برعاية البنك المركزي.

وتفقدت المؤسسة، محتويات المدرسة من فصول ومعامل مجهزة بأحدث التقنيات، ومطابخ تحتوي على درجات عالية من الأمان؛ للحفاظ على سلامة الطلاب.

وخلال الزيارة، جرى التعريف بطرق التحاق الطلاب بالمدرسة، والمسارات المتاحة لهم، بالإضافة لتلقيهم التدريب في أكبر الفنادق للربط بين المحتوى العملي والنظري.

التعاون مع نهضة مصر

وتتشرف مؤسسة حياة كريمة بالتعاون مع نهضة مصر على مدار 3 سنوات ماضية، وتثمن المؤسسة استمرار التعاون في المزيد من المشروعات خلال الفترة المقبلة.

وحضر الزيارة كلا من:

1- الدكتورة داليا إبراهيم، المدير التنفيذي لمؤسسة نهضة مصر.

2- الدكتورة غادة توفيق، رئيس قطاع المسئولية المجتمعية بالبنك المركزي.

3- عهود وافي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة حياة كريمة.

4- الدكتورة بثينة مصطفى، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة حياة كريمة.

5- الدكتورة ندى خضر، رئيس قطاع التمكين الاجتماعي بمؤسسة حياة كريمة.

مقالات مشابهة

  • «واشنطن بوست»: جوجل زودت إسرائيل بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في حرب غزة
  • تقرير: جوجل تزود الجيش الإسرائيلي بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي خلال حرب غزة
  • فيلم The Brutalist المرشح للأوسكار استخدم الذكاء الاصطناعي في الإنتاج
  • "حدثت أمور مدهشة".. تقارير تزعم أن غوغل زودت الجيش الإسرائيلي بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في حربه
  • واشنطن بوست: غوغل زودت إسرائيل بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي بالتزامن مع حرب غزة
  • «حياة كريمة» تزور مدرسة نهضة مصر الثانوية للتكنولوجيا التطبيقية
  • استخدام الذكاء الاصطناعي المولد قد يجلب نحو 600 مليار دولار لدول "بريكس+"
  • خبير يوضح كيفية استغلال الذكاء الاصطناعي بشكل آمن
  • تحذير عاجل| استخدام هذا النوع من المناديل يهدد صحتك
  • قبل تنصيب ترامب.. ستارمر يشيد بالتحالف العميق مع واشنطن