«الموضوع فيه إنّ».. قصة رسالة مُشفرة في مثل شعبي أنقذت حياة أمير
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
الأمثال الشعبية تحمل في طياتها حكمة الأجداد وتجاربهم الحياتية، وتستخدم يوميًا للتعبير عن مواقف متعددة، ومن بين تلك الأمثال الشهيرة والتي تستخدم حال الشك بوجود أمر خفي وراء الظاهر «الموضوع فيه إنّ»، ولم يعرف الكثيرون أن هذا المثل يعود إلى قصة حقيقية حدثت في مدينة حلب، وتشير إلى أن استخدم الذكاء في صياغة الكلمات لإيصال تحذير مبطن أنقذ حياة أمير شجاع.
يعود المثل الشعبي إلي قديم الزمان بمدينة حلب العريقة، كان هناك أمير ذكي وشجاع يدعى علي بن منقذ، يتبع الملك محمود بن مرداس كان علي معروفًا بفطنته وحسن تصرفه وولائه للملك، لكن الأيام جاءت بما لا يشتهي، إذ نشب خلاف بينه وبين الملك، مما جعله يشعر بالخطر فذكائه كان ينبئه بأن الملك يضمر له شرًا ولم ينتظر الأمير طويلًا، وهرب بحذر إلى دمشق.
لكن الملك الذي لم يكن ليترك الأمور تمر دون محاولة لاستعادته، أمر كاتبه أن يرسل إليه رسالة تطمئنه وتستدعيه للعودة إلى حلب وفي ذلك الزمن، كانت وظيفة الكاتب ذات شأن عظيم وغالبًا ما يكون الكاتب أحد أكثر الرجال دهاء وذكاء، فهو ليس فقط صاحب القلم بل حارس الأسرار والقادر على إيصال الرسائل المكتوبة بطرق خفية بين السطور، وكتب الكاتب رسالة عادية جدًا ظاهرها الطمأنينة، لكن بذكائه ووفائه أراد أن يحذر الأمير دون أن يثير غضب الملك.
حكاية المثل الشعبي الموضوع فيه إنّ الأصليةفوضع في نهاية الرسالة عبارة بسيطة، لكنها ليست عادية: «إن شاء الله تعالى» مع تشديد النون في كلمة «إنّ»؛ وعندما وصلت الرسالة إلى الأمير علي بن منقذ في دمشق قرأها بعناية وكان علي يعرف الكاتب جيدًا، ويدرك مهارته الفائقة في صياغة الرسائل فتوقف عند عبارة «إنّ» المشددة، وبدأ يفكر لم يكن هذا التشديد عشوائيًا، بل تذكر فورًا الآية الكريمة: «إنّ الملأ يأتمرون بك ليقتلوك»، وعندها أدرك أن الكاتب يحذره من العودة إلى حلب، وأن وراء دعوة الملك نية مبيتة للغدر.
الأمير علي نجح في تفادي الغدر بعد فهم الرسالة المبطنةلم يتردد الأمير في الرد لكنه أراد أن يطمئن الكاتب بأنه فهم الرسالة الخفية، وكتب ردًا مليئًا بالشكر للملك على كرمه وثقته ثم ختم رسالته بعبارة «إنا الخادم المقر بالإنعام»، وعندما قرأ الكاتب الرد فهم أن الأمير قد التقط التحذير وأن الأمير يرد بالآية الكريمة «إنا لن ندخلها أبدًا ما داموا فيها»، ليخبره بوضوح أنه لن يعود إلى حلب طالما أن الملك يخطط لشيء خبيث، ونجح الأمير علي في تفادي الغدر بفضل ذكائه وحنكة الكاتب، ومن ذلك اليوم بات الناس يرددون المثل الشعبي «الموضوع فيه إنّ» كلما شعروا أن هناك أمرًا خفيًا وراء الظاهر، أو أن الشكوك تحيط بموقف ما.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأمثال الشعبية المثل الشعبي
إقرأ أيضاً:
تفاصيل اجتماع السبت المتوتر ومكالمة هاتفية سرعت اتفاق غزة.. من المتصل وما الرسالة؟ | عاجل
كشفت صحيفة «ذا جارديان» البريطانية تفاصيل المكالمة هاتفية التي أجراها ستيفن ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، فاجأت مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، موضحة أنّ الاتصال الهاتفي كان مساء الجمعة الماضي، وخلاله أعلن «ويتكوف» أنّه قادم إلى إسرائيل وسيلتقي نتنياهو.
ماذا جاء في المكالمة الهاتفية؟وفي المكالمة الهاتفية، تجاهل ويتكوف (67 عاما) اقتراح مساعدي نتنياهو بلقاء نتنياهو بمجرد انتهاء يوم الراحة اليهودي، وأصر على أن يلتقيا في صباح السبت، ووصفته بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنّه اجتماع متوتر.
وخلال الاجتماع ألقى «ويتكوف» رسالته؛ حيث أكد الرئيس المنتخب أنه يريد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن المحتجزين.
وقال مسؤول حكومي إسرائيلي كبير لقناة 14 الإسرائيلية: «ما حدث هو أنّ ويتكوف نقل رسالة صارمة من الرئيس الأمريكي القادم، الذي طالب بشكل لا لبس فيه بإبرام الاتفاق».
ماذا أدرك نتنياهو في النهاية؟وأوضح مقال في «صحيفة يديعوت» الإسرئيلية، أنّ نتنياهو أدرك فجأة أنّ ترامب يتحدث بوتيرة سريعة، ولن يتمكنوا أبدا من التفوق خاصة أنّ الرئيس الأمريكي المنتخب يريد التوصل إلى اتفاق غزة.
ولم يكن «ويتكوف» هو الشخص الوحيد الذي يعمل على التوصل إلى اتفاق، فخلال عطلة نهاية الأسبوع وحتى هذا الأسبوع، كان الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، ووزير خارجيته أنتوني بلينكن، وشخصيات بارزة من مصر والخليج ــ وهم جميعا وسطاء في المفاوضات الطويلة الأمد ــ يعملون على الضغط على إسرائيل وحماس لإنهاء المحادثات.
ورغم التفاؤل المتزايد بأنّ الجانبين يقتربان بسرعة من التوصل إلى اتفاق، فإنّ الأيام التي أعقبت اجتماع «ويتكوف» مع نتنياهو تميزت بسلسلة من الأزمات حول التفاصيل الدقيقة، بما في ذلك مزاعم المناورات حتى الساعات الأخيرة، والرسائل المتناقضة.
ولكن بحلول ظهر الأربعاء، بدأت المؤشرات تشير بسرعة إلى أنّ الاتفاق وشيك، حيث أعلن جدعون ساعر، وزير الخارجية الإسرائيلي، أنّه سيعود إلى إسرائيل من رحلة إلى الخارج ليكون متاحا للتصويت على الاتفاق.
ومن جانبه، وجّه نتنياهو الشكر للرئيس ترامب في مكالمة هاتفية الأربعاء، على جهوده ومساعدته للتوصل لاتفاق لإعادة المحتجزين ووضع نهاية لمعاناة العشرات من عائلاتهمن بحسب ما جاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو، والذي كشف عن أنّ الأخير اتفق على مقابلة ترامب قريبا في واشنطن.