لماذا تعاني النساء من الأرق أكثر من الرجال؟
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
تعد مشاكل واضطرابات النوم أمرا شائعا بين البالغين، غير أن النساء -وفق العديد من الأبحاث والإحصائيات- هن أكثر عرضة للإصابة بالأرق من الرجال، ما يؤثر بالتبعية على صحتهن الجسدية والعقلية.
ووفقا لاستطلاع حديث أجرته المؤسسة الوطنية الأميركية للنوم، تعاني النساء بشكل ملحوظ من مشاكل النوم أكثر مما يعاني الرجال.
وتنجم اضطرابات النوم عن مجموعة من العوامل البيولوجية والنفسية؛ بعضها عام عند معظم النساء، والبعض الآخر يختلف باختلاف العمر أو عند المرور بمراحل الحمل والرضاعة، وتساعد معرفتها في التعامل مع مشاكل النوم والتغلب عليها أو تخفيفها على الأقل.
تغيرات الدورة الشهريةووفق فيونا بيكر، الأستاذة والباحثة الأميركية في الموضوعات المتعلقة بالنوم بجامعة "ويتواترسراند" جنوب أفريقيا، فإن التغيرات الهرمونية الناتجة عن الدورة الشهرية؛ مثل تقلبات المزاج والشعور بالقلق والاكتئاب، وكذا الأعراض الجسدية مثل التقلصات والانتفاخ وألم الثديين، تتسبب في إصابة النساء باضطرابات في النوم.
وقالت فيونا في حديث لصحيفة "نيويورك تايمز" إنه خلال الأيام التي تسبق الدورة الشهرية تنخفض مستويات هرمون البروجسترون وتبدأ أعراض متلازمة ما قبل الطمث التي تزيد احتمالية الإصابة باضطراب في النوم، كما تصاب بعض النساء باضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي، وهو نوع أكثر شدة من متلازمة ما قبل الطمث.
اضطرابات النوم تنجم عن مجموعة من العوامل البيولوجية والنفسية (بيكسلز) الحمليُحدث الحمل مجموعة من التغيرات الفسيولوجية والنفسية لدى النساء، وتصاحبه في الشهور الأولى أعراض مثل الغثيان والقلق والتغيرات المزاجية والهرمونية، تساهم جميعها بصورة كبيرة في تغير نظام النوم عند النساء، كما أوضحت شيلبي هاريس، الأستاذة المساعدة في علم الأعصاب وعلم النفس في كلية ألبرت أينشتاين للطب.
وخلال الثلث الأول من الحمل قد تجعل التغيرات الهرمونية النساء أكثر نعاسا من المعتاد، ولكن بحلول الثلث الثالث تتفاقم مشكلات النوم بسبب الشعور بعدم الراحة الناتج عن التغيرات الجسدية الكبيرة والاضطرار إلى التبول كثيرا.
رعاية الرضعلا يتوقف الأمر عند أشهر الحمل، إذ تأتي بعده أشهر العناية بالمولود الجديد، والتي يصعب معها النوم بشكل منتظم.
وتشير هاريس إلى أنه "في بعض الأحيان تكون النساء في حالة من التأهب لسماع بكاء أطفالهن، ما يجعل أدمغتهن في حالة من اليقظة الشديدة والاستعداد للاستجابة في أي وقت، وهو ما يؤثر سلبا على قدرتهن على النوم والاسترخاء".
العناية بالمولود الجديد قد تحرم الأمهات من النوم المنتظم (بيكسلز) انقطاع الطمثذكرت دراسة نشرتها "المكتبة الوطنية للطب" أنه خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث (التي قد تصل إلى حوالي 4 سنوات)، يعاني ما يصل إلى 80% من النساء من أعراض التعرق الليلي وومضات الحرارة، وقد تستمر لعدة سنوات بعد ذلك، وتؤثر هذه الومضات سلبا على النساء في عدة نواح منها قدرتهن على النوم.
وقالت بيكر إن "حوالي 20% من النساء يعانين من نوبات متكررة وشديدة من الهبات الساخنة ويتسبب ذلك في إصابتهن باضطرابات في النوم".
وفي دراسة أخرى نشرتها "المكتبة الوطنية للطب" أيضا، ذكرت أن النساء بعد انقطاع الطمث أكثر عرضة للإصابة بانقطاع التنفس خلال النوم، وهو حالة تحدث عندما تسترخي عضلات مجرى الهواء وتعيق التنفس مؤقتا، مما يؤدي إلى الاستيقاظ ليلا بشكل متكرر.
كما قد تساهم زيادة الوزن المرتبطة بانقطاع الطمث دورا أيضا في التعرض لانقطاع التنفس أثناء النوم.
اضطرابات نفسيةتتعرض النساء أكثر من الرجال إلى خطر متزايد للإصابة ببعض الاضطرابات النفسية؛ مثل القلق والاكتئاب، مما يؤثر بشكل كبير على جودة نومهن.
ووفقا لاستطلاع أجرته مؤسسة "غالوب" (Gallup) في مايو/أيار السابق، وجد أن نسبة النساء اللاتي أفدن أنهن يعانين من الاكتئاب هي ضعف نسبة الرجال.
كما ذكرت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية أن احتمال إصابة النساء باضطراب القلق أكثر مرتين من الرجال خلال حياتهن.
احتمال إصابة النساء باضطراب القلق أكثر مرتين من الرجال خلال حياتهن (بيكسلز) أمراض جسديةبعض الحالات الصحية تتعرض لها النساء أكثر من الرجال؛ منها "متلازمة المبيض المتعدد الكيسات" (Polycystic Ovary Syndrome PCOS) التي تؤدي إلى اختلالات هرمونية تفاقم أزمات النوم، وقد تؤدي أيضا إلى الإصابة بانقطاع التنفس خلال النوم.
كما تعاني النساء أيضا أكثر من الرجال من اضطراب الفيبروميالغيا (الألم العضلي الليفي) الذي يسبب آلاما في العضلات في جميع أنحاء الجسم ويجعل النوم صعبا.
وتصاب النساء بسلس البول بنسبة تصل إلى ضعف نسبة الرجال، وذلك بسبب التغييرات العديدة التي تطرأ على الجهاز التناسلي أثناء الحيض والحمل والولادة وانقطاع الطمث، ويسبب ذلك اضطرابا في نومهن بسبب الحاجة إلى التبول عدة مرات في الليلة.
كيف تحصلين على نوم أفضل؟يمكنك الاستعانة ببعض نصائح المختصين لتحسين جودة نومك والتغلب على أزمات النوم أو تخفيف أثرها على الأقل، وذلك عبر:
ممارسة الرياضة: وخصوصا في الأيام التي تسبق الطمث، إذ تساعد على الشعور بالتعب آخر اليوم والنوم بسهولة أكبر.
وسائد الحمل: استخدمي وسائد الحمل التي تساعد في تخفيف تأثير التغيرات الجسدية، خاصة خلال الأشهر الأخيرة. وتوصي كريستين وون، مختصة النوم بجامعة ييل، بالنوم مع رفع الرأس لتقليل ارتجاع المريء والشخير المرتبطين بالحمل.
الهرمونات البديلة: وتقول بيكر إن "العلاج بالهرمونات البديلة، والذي يتضمن مكملات الهرمونات المفقودة خلال فترة انقطاع الطمث، يعتبر الطريقة الأكثر فعالية لعلاج ومضات الحرارة، لكن يفضل أخذ أقل جرعة لأقصر فترة زمنية"، وتكون بوصف من الطبيب المختص".
خلال فترة انقطاع الطمث حاولي تجنب الأطعمة الغنية بالتوابل (غيتي)تجنبي التوابل: خلال فترة انقطاع الطمث حاولي تجنب الأطعمة الغنية بالتوابل، والتي يمكن أن تزيد ومضات الحرارة.
العلاج السلوكي المعرفي: تقول هاريس إن "العلاج السلوكي المعرفي (أحد طرق العلاج النفسي) من أفضل طرق علاج الأرق، وثبتت فاعليته في تحسين النوم وتخفيف أعراض الاكتئاب".
نصائح عامة: وهناك بعض النصائح العامة أيضا لتحسين جودة النوم؛ منها تجنب الكافيين بوقت كاف قبل النوم، والنوم والاستيقاظ في مواعيد ثابتة بقدر الإمكان، والحد من النظر في الهاتف قبل النوم بساعة، ومحاولة النوم في غرفة باردة ومظلمة وهادئة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أکثر من الرجال خلال فترة ما قبل
إقرأ أيضاً:
«الصحة»: سيتم تفعيل نظام الإحالة بين المستشفيات والوحدات الإنجابية
قال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن سيتم تفعيل نظام الإحالة بين المستشفيات ووحدات الصحة الإنجابية، لضمان استمرار تقديم الخدمة بجودة عالية، وربط السيدات بالخدمات الصحية المناسبة لاحتياجاتهن، وتفعيل خدمات المشورة وفحص ما قبل الزواج، وكذلك متابعة السيدات المنقطعات عن الاستخدام من خلال الآليات التي تضمن التعرف على الأسباب ومعالجة الحالات المرتبطة بالخدمة.
جهود الوزارة لسد العجز في الكوادر الطبيةوكشف «عبدالغفار» في بيان، عن جهود الوزارة لسد العجز في الكوادر الطبية وتحسين بيئة العمل، من خلال انتداب الأطباء من المستشفيات العامة والمركزية للعمل في الوحدات الصحية، وتقديم خدمات الصحة الإنجابية، وتقديم حوافز مالية للأطباء والعاملين في المناطق النائية، مع توفير أماكن إقامة مناسبة لضمان استمرارية الخدمة، ورفع كفاءة مقدمي خدمات الصحة الإنجابية من خلال برامج تدريب مستمرة تضمن تقديم استشارات طبية دقيقة ومبنية على أحدث المعايير الصحية.
ولفت إلى تأثير تكثيف حملات التوعية المجتمعية حول الصحة الإنجابية، من خلال تنفيذ الحملات الإعلامية الموسعة عبر التلفزيون والإذاعة ووسائل التواصل الاجتماعي، للتوعية بأهمية الصحة الإنجابية، والشراكة مع المؤسسات الدينية والمجتمع المدني لضمان إيصال رسائل التوعية بشكل فعال.
تعزيز دور الرجال في اتخاذ قرارات تنظيم الأسرةونوه «عبدالغفار» إلى أهمية تشجيع مشاركة الرجال في كل ما يتعلق بالصحة الإنجابية، وتعزيز دور الرجال في اتخاذ قرارات تنظيم الأسرة من خلال توعيتهم بالخيارات المتاحة، ودعم دورهم كشركاء في الصحة الإنجابية.
يذكر أن الوزارة أعلنت عدم تجاوز أعداد المواليد حاجز الـ2 مليون مولود سنويا، لأول مرة منذ عام 2007، وفقا لإحصائيات، الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، حيث انخفضت أعداد المواليد خلال عام 2024، إلى 1.968 مليون مولود، مقارنة بـ2.045 مليون مولود في عام 2023 بمعدل انخفاض قدره 77 ألف مولود بنسبة 3.8%، وهو أقل معدل إنجاب منذ عام 2007، بانخفاض معدل الإنجاب الكلى عام 2024 إلى 2.41 مولود لكل سيدة، مقارنة بـ2.54 مولود في 2023، مما يعكس تحولًا مجتمعيًا نحو زيادة «الوعي» في ما يتعلق بالتخطيط الأسري.