الجزيرة:
2025-03-17@10:58:22 GMT

لماذا تعاني النساء من الأرق أكثر من الرجال؟

تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT

لماذا تعاني النساء من الأرق أكثر من الرجال؟

تعد مشاكل واضطرابات النوم أمرا شائعا بين البالغين، غير أن النساء -وفق العديد من الأبحاث والإحصائيات- هن أكثر عرضة للإصابة بالأرق من الرجال، ما يؤثر بالتبعية على صحتهن الجسدية والعقلية.

ووفقا لاستطلاع حديث أجرته المؤسسة الوطنية الأميركية للنوم، تعاني النساء بشكل ملحوظ من مشاكل النوم أكثر مما يعاني الرجال.

وتنجم اضطرابات النوم عن مجموعة من العوامل البيولوجية والنفسية؛ بعضها عام عند معظم النساء، والبعض الآخر يختلف باختلاف العمر أو عند المرور بمراحل الحمل والرضاعة، وتساعد معرفتها في التعامل مع مشاكل النوم والتغلب عليها أو تخفيفها على الأقل.

تغيرات الدورة الشهرية

ووفق فيونا بيكر، الأستاذة والباحثة الأميركية في الموضوعات المتعلقة بالنوم بجامعة "ويتواترسراند" جنوب أفريقيا، فإن التغيرات الهرمونية الناتجة عن الدورة الشهرية؛ مثل تقلبات المزاج والشعور بالقلق والاكتئاب، وكذا الأعراض الجسدية مثل التقلصات والانتفاخ وألم الثديين، تتسبب في إصابة النساء باضطرابات في النوم.

وقالت فيونا في حديث لصحيفة "نيويورك تايمز" إنه خلال الأيام التي تسبق الدورة الشهرية تنخفض مستويات هرمون البروجسترون وتبدأ أعراض متلازمة ما قبل الطمث التي تزيد احتمالية الإصابة باضطراب في النوم، كما تصاب بعض النساء باضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي، وهو نوع أكثر شدة من متلازمة ما قبل الطمث.

اضطرابات النوم تنجم عن مجموعة من العوامل البيولوجية والنفسية (بيكسلز) الحمل

يُحدث الحمل مجموعة من التغيرات الفسيولوجية والنفسية لدى النساء، وتصاحبه في الشهور الأولى أعراض مثل الغثيان والقلق والتغيرات المزاجية والهرمونية، تساهم جميعها بصورة كبيرة في تغير نظام النوم عند النساء، كما أوضحت شيلبي هاريس، الأستاذة المساعدة في علم الأعصاب وعلم النفس في كلية ألبرت أينشتاين للطب.

وخلال الثلث الأول من الحمل قد تجعل التغيرات الهرمونية النساء أكثر نعاسا من المعتاد، ولكن بحلول الثلث الثالث تتفاقم مشكلات النوم بسبب الشعور بعدم الراحة الناتج عن التغيرات الجسدية الكبيرة والاضطرار إلى التبول كثيرا.

رعاية الرضع

لا يتوقف الأمر عند أشهر الحمل، إذ تأتي بعده أشهر العناية بالمولود الجديد، والتي يصعب معها النوم بشكل منتظم.

وتشير هاريس إلى أنه "في بعض الأحيان تكون النساء في حالة من التأهب لسماع بكاء أطفالهن، ما يجعل أدمغتهن في حالة من اليقظة الشديدة والاستعداد للاستجابة في أي وقت، وهو ما يؤثر سلبا على قدرتهن على النوم والاسترخاء".

العناية بالمولود الجديد قد تحرم الأمهات من النوم المنتظم (بيكسلز) انقطاع الطمث

ذكرت دراسة نشرتها "المكتبة الوطنية للطب" أنه خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث (التي قد تصل إلى حوالي 4 سنوات)، يعاني ما يصل إلى 80% من النساء من أعراض التعرق الليلي وومضات الحرارة، وقد تستمر لعدة سنوات بعد ذلك، وتؤثر هذه الومضات سلبا على النساء في عدة نواح منها قدرتهن على النوم.

وقالت بيكر إن "حوالي 20% من النساء يعانين من نوبات متكررة وشديدة من الهبات الساخنة ويتسبب ذلك في إصابتهن باضطرابات في النوم".

وفي دراسة أخرى نشرتها "المكتبة الوطنية للطب" أيضا، ذكرت أن النساء بعد انقطاع الطمث أكثر عرضة للإصابة بانقطاع التنفس خلال النوم، وهو حالة تحدث عندما تسترخي عضلات مجرى الهواء وتعيق التنفس مؤقتا، مما يؤدي إلى الاستيقاظ ليلا بشكل متكرر.

كما قد تساهم زيادة الوزن المرتبطة بانقطاع الطمث دورا أيضا في التعرض لانقطاع التنفس أثناء النوم.

اضطرابات نفسية

تتعرض النساء أكثر من الرجال إلى خطر متزايد للإصابة ببعض الاضطرابات النفسية؛ مثل القلق والاكتئاب، مما يؤثر بشكل كبير على جودة نومهن.

ووفقا لاستطلاع أجرته مؤسسة "غالوب" (Gallup) في مايو/أيار السابق، وجد أن نسبة النساء اللاتي أفدن أنهن يعانين من الاكتئاب هي ضعف نسبة الرجال.

كما ذكرت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية أن احتمال إصابة النساء باضطراب القلق أكثر مرتين من الرجال خلال حياتهن.

احتمال إصابة النساء باضطراب القلق أكثر مرتين من الرجال خلال حياتهن (بيكسلز) أمراض جسدية

بعض الحالات الصحية تتعرض لها النساء أكثر من الرجال؛ منها "متلازمة المبيض المتعدد الكيسات" (Polycystic Ovary Syndrome PCOS) التي تؤدي إلى اختلالات هرمونية تفاقم أزمات النوم، وقد تؤدي أيضا إلى الإصابة بانقطاع التنفس خلال النوم.

كما تعاني النساء أيضا أكثر من الرجال من اضطراب الفيبروميالغيا (الألم العضلي الليفي) الذي يسبب آلاما في العضلات في جميع أنحاء الجسم ويجعل النوم صعبا.

وتصاب النساء بسلس البول بنسبة تصل إلى ضعف نسبة الرجال، وذلك بسبب التغييرات العديدة التي تطرأ على الجهاز التناسلي أثناء الحيض والحمل والولادة وانقطاع الطمث، ويسبب ذلك اضطرابا في نومهن بسبب الحاجة إلى التبول عدة مرات في الليلة.

كيف تحصلين على نوم أفضل؟

يمكنك الاستعانة ببعض نصائح المختصين لتحسين جودة نومك والتغلب على أزمات النوم أو تخفيف أثرها على الأقل، وذلك عبر:

ممارسة الرياضة: وخصوصا في الأيام التي تسبق الطمث، إذ تساعد على الشعور بالتعب آخر اليوم والنوم بسهولة أكبر.

وسائد الحمل: استخدمي وسائد الحمل التي تساعد في تخفيف تأثير التغيرات الجسدية، خاصة خلال الأشهر الأخيرة. وتوصي كريستين وون، مختصة النوم بجامعة ييل، بالنوم مع رفع الرأس لتقليل ارتجاع المريء والشخير المرتبطين بالحمل.

الهرمونات البديلة: وتقول بيكر إن "العلاج بالهرمونات البديلة، والذي يتضمن مكملات الهرمونات المفقودة خلال فترة انقطاع الطمث، يعتبر الطريقة الأكثر فعالية لعلاج ومضات الحرارة، لكن يفضل أخذ أقل جرعة لأقصر فترة زمنية"، وتكون بوصف من الطبيب المختص".

خلال فترة انقطاع الطمث حاولي تجنب الأطعمة الغنية بالتوابل (غيتي)

تجنبي التوابل: خلال فترة انقطاع الطمث حاولي تجنب الأطعمة الغنية بالتوابل، والتي يمكن أن تزيد ومضات الحرارة.

العلاج السلوكي المعرفي: تقول هاريس إن "العلاج السلوكي المعرفي (أحد طرق العلاج النفسي) من أفضل طرق علاج الأرق، وثبتت فاعليته في تحسين النوم وتخفيف أعراض الاكتئاب".

نصائح عامة: وهناك بعض النصائح العامة أيضا لتحسين جودة النوم؛ منها تجنب الكافيين بوقت كاف قبل النوم، والنوم والاستيقاظ في مواعيد ثابتة بقدر الإمكان، والحد من النظر في الهاتف قبل النوم بساعة، ومحاولة النوم في غرفة باردة ومظلمة وهادئة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أکثر من الرجال خلال فترة ما قبل

إقرأ أيضاً:

في يوم النوم العالمي.. اضطرابات النوم ترتبط بالأمراض المزمنة

أكدت وزارة الصحة أن اضطرابات النوم قد تكون مؤشراً على وجود بعض الأمراض المزمنة مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية، مما يبرز أهمية العناية بجودة النوم للحفاظ على الصحة العامة.

تأثير اضطرابات النوم على الصحة

وخلال شهر رمضان المبارك، يواجه الأفراد تغييرات كبيرة في عاداتهم اليومية، ومن أبرزها تأثير الصيام على النوم بسبب اختلاف مواعيد الطعام والعبادات، وهو ما ينعكس على جودة النوم ومدى شعور الشخص بالراحة والنشاط خلال النهار.
وفي هذا السياق، أوضح أخصائي أمراض النوم، الدكتور مشني السعيد، بمناسبة يوم النوم العالمي، أن تأخير النوم بسبب صلاة التراويح والسحور يؤدي إلى تقليل إجمالي عدد ساعات النوم، مما يؤثر سلباً على التركيز والمزاج، بالإضافة إلى الأداء البدني والذهني.
كما أشار إلى أن التغير في مواعيد تناول الطعام والسوائل قد يؤدي إلى اضطرابات النوم مثل الأرق أو الاستيقاظ المتكرر ليلاً، نتيجة الشعور بالعطش أو الامتلاء بعد وجبة السحور.
وأضاف أن التغير في إفراز هرمون الميلاتونين، الناتج عن تأخير النوم، يؤثر على جودة النوم ويؤدي إلى الشعور بالتعب والإرهاق خلال النهار.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } د. مشني السعيد

أخبار متعلقة توعية وإرشاد.. "بيئة أضم" تعزز وقاية المزارعين من الأمراض الحيوانيةفيديو| "صحتك في رمضان" تصحح السلوكيات الخاطئة لدى الصائمين بالشرقية48 ساعة لاعتماد الإجازة المرضية.. تنظيم جديد يشرك الأطباءتقنيات وإرشادات تحسين جودة النوم

وأشار الدكتور السعيد إلى أن التطورات التكنولوجية الحديثة أسهمت في تحسين جودة النوم، خاصة خلال الفترات التي تتغير فيها العادات اليومية مثل شهر رمضان.
ومن بين هذه التقنيات، أجهزة تنظيم إيقاع النوم، مثل مصابيح العلاج بالضوء، التي تساعد في إعادة ضبط الساعة البيولوجية عبر التحكم في التعرض للضوء، وكذلك الأجهزة القابلة للارتداء التي تراقب أنماط النوم وتوفر توصيات لتحسينه.
كما تشمل هذه التطورات التطبيقات الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، التي تقدم برامج استرخاء وتمارين تنفس تساعد على الوصول إلى النوم العميق، بالإضافة إلى الأدوية المحفزة لإفراز الميلاتونين، والتي يمكن أن تساهم في تنظيم النوم، ولكن ينبغي استخدامها تحت إشراف طبي لتجنب أي آثار جانبية غير مرغوبة.

وفي إطار تحقيق توازن صحي بين العبادة والنوم خلال الشهر الفضيل، قدم الدكتور السعيد مجموعة من الإرشادات التي تسهم في تحسين جودة النوم والحد من الأرق والإرهاق.
وأكد أن الالتزام بجدول نوم ثابت قدر الإمكان يساعد في تقليل اضطرابات النوم، حيث إن النوم والاستيقاظ في أوقات متقاربة يومياً يسهم في ضبط الساعة البيولوجية للجسم.
كما أوصى بتجنب التعرض للضوء الأزرق قبل النوم، من خلال الحد من استخدام الهواتف الذكية وشاشات التلفاز، نظراً لتأثيرها السلبي على إفراز الميلاتونين الطبيعي.

دور التغذية في تحسين النوم

أما من الناحية الغذائية، فقد شدد الدكتور السعيد على أهمية اختيار وجبات خفيفة ومتوازنة عند السحور، والابتعاد عن الأطعمة الدهنية أو الثقيلة التي قد تؤثر سلباً على جودة النوم.
كما أكد على دور القيلولة في تعويض نقص النوم الليلي، مشيراً إلى أن قيلولة قصيرة تتراوح مدتها بين 20 إلى 30 دقيقة بعد الظهر تساعد في تقليل الشعور بالإرهاق وتحسين الأداء الذهني، في حين أن النوم لمدة ساعتين ظهراً قد يساعد في تعويض قلة النوم ليلاً.

كما نصح بممارسة التمارين الخفيفة بعد الإفطار، مثل المشي، لتعزيز جودة النوم والمساعدة على الاسترخاء. واختتم الدكتور السعيد حديثه بالتأكيد على أهمية الاستماع لاحتياجات الجسم وتنظيم العادات اليومية بطريقة تضمن الراحة والاستفادة القصوى من الشهر الفضيل، مشيراً إلى أن رمضان يمكن أن يكون فرصة لتعزيز الصحة والنشاط بدلاً من أن يكون مصدراً للإجهاد والتعب.
وأكد أن الوعي بأهمية النوم وجودته ينعكس إيجابياً على صحة الأفراد وأدائهم اليومي خلال الشهر الكريم.

مقالات مشابهة

  • لماذا يتأخر الكشف المبكر لسرطان القولون لدى النساء؟
  • العلاج الهرموني لانقطاع الطمث.. هل هو الخيار المناسب لك؟
  • لماذا غضب نتنياهو من صفقة تبادل الأسرى التي وافقت عليها حماس؟
  • وفاة 8 من إخواتي .. محمد رجب: والدتي كانت تعاني مشكلة نفسية
  • الاستماع إلى نصائح النساء يعزز اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً وفعالية
  • لماذا ارتفع مستوى سطح البحر العالمي أكثر من المتوقع في عام 2024؟
  • دراسة توضح.. عمر النساء أطول من عمر الرجال لهذا السبب
  • المجلس الوطني لحقوق الإنسان يدعو إلى مواجهة التحديات التي تعاني منها فئة ذوي الاحتياجات الخاصة
  • تعرف على المخاطر الصحية الجسيمة التي يتعرض لها من ينامون أقل من 8 ساعات يوميا
  • في يوم النوم العالمي.. اضطرابات النوم ترتبط بالأمراض المزمنة