تقنية ثورية تقود إلى أول ولادة بشرية حية باستخدام الخلايا الجذعية
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
بيرو – طور علماء تقنية جديدة تسمى “فيرتيلو” (Fertilo)، تعتمد على الخلايا الجذعية لمساعدة الأجنة على النضوج خارج جسم الأم، ما أدى إلى أول ولادة بشرية حية في العالم باستخدام هذه التقنية.
وأعلنت شركة شركة Gameto عن ولادة أول طفل تم الحمل به باستخدام تقنية “فيرتيلو” الجديدة في السابع من ديسمبر في فيرتيلو، في بيرو.
وتشير الشركة إلى أن تقنية “فيرتيلو” هي بديل أسرع وأكثر أمانا ويسهل الوصول إليها من التلقيح الصناعي التقليدي.
ومنذ ولادة أول “طفل أنابيب” في العالم في عام 1978، أصبح التلقيح الصناعي (IVF) علاجا شائعا للأزواج الذين يعانون من مشكلات العقم.
وعلى الرغم من نجاح هذه التقنية، إلا أنها تواجه العديد من التحديات، من بينها التكلفة المرتفعة، والمدة الطويلة التي تستغرقها، والأعراض الجانبية المحتملة مثل متلازمة فرط تحفيز المبيض التي تسبب تورما مؤلما في المبايض.
وعادة، يتضمن التلقيح الصناعي جمع البويضات الناضجة من مبايض المرأة وتخصيبها في المختبر ثم نقل الأجنة المخصبة إلى الرحم.
وتتطلب العملية حقنا هرمونية لتحفيز إنتاج البويضات، والتي يمكن أن تصل إلى 90 حقنة لكل دورة علاج.
وفي حين أن معدل نجاح التلقيح الاصطناعي مرتفع نسبيا، إلا أنه ليس خاليا من العيوب، بما في ذلك الإجهاد البدني الناتج عن الحقن الهرموني المتكرر والتكلفة العاطفية للعملية.
ولذلك، تبدو تقنية “فيرتيلو” بديلا أكثر أمانا وكفاءة.
وتستخدم عملية “فيرتيلو” نهجا مبتكرا لتحسين عملية التلقيح الاصطناعي. وبدلا من الاعتماد على حقن الهرمونات لتنضج البويضات، تأخذ “فيرتيلو” خلايا دعم المبيض (ovarian support cells) المشتقة من الخلايا الجذعية متعددة القدرات (iPSCs) وتستخدمها لمساعدة البويضات غير الناضجة على النضوج في المختبر.
وتحاكي هذه الطريقة عملية نضوج البويضات الطبيعية، ما يجعل الإجراء أسرع وأقل تدخلا.
وأظهرت دراسة أجريت عام 2023 أن “فيرتيلو” يحسن بشكل كبير نضوج البويضات وتكوين الأجنة.
وتدعي شركة Gameto، وهي شركة تكنولوجيا حيوية تعمل على تطوير حلول علاجية جديدة لصحة المرأة، ومقرها نيويورك، أن إجراء “فيرتيلو” يلغي 80% من حقن الهرمونات المطلوبة في التلقيح الاصطناعي التقليدي ويقصر دورة العلاج إلى ثلاثة أيام فقط.
وأوضح الدكتور لويس غوزمان، الباحث الرئيسي في مختبرات برانور في بيرو، والمسؤول عن إجراء “فيرتيلو” الذي نتج عنه أول ولادة حية: “إن القدرة على إنضاج البويضات خارج الجسم بأقل تدخل هرموني تقلل بشكل كبير من المخاطر مثل متلازمة فرط تحفيز المبيض، وتخفف من الآثار الجانبية الناجمة عن جرعات عالية من الهرمونات”.
وأُجريت أول ولادة بشرية حية باستخدام طريقة “فيرتيلو” في ليما، بيرو، في عيادة سانتا إيزابيل. وقد أعربت والدة الطفل عن امتنانها بنهج “فيرتيلو”. وقالت: “كانت طريقة فيرتيلو الخيار المفضل مقارنة بالطرق التقليدية”.
وأعلنت شركة Gameto مؤخرا عن شراكة مع IVF Australia. وقد تمت الموافقة على تقنية “فيرتيلو” الآن في العديد من البلدان، بما في ذلك أستراليا واليابان والأرجنتين وباراغواي والمكسيك وبيرو. كما تستعد الشركة لتجارب المرحلة الثالثة في الولايات المتحدة، والتي قد تجعل التكنولوجيا متاحة لعدد أكبر من السكان.
المصدر: Interesting Engineering
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: أول ولادة
إقرأ أيضاً:
الكوكب الأحمر في عهد ترامب.. هل تفتح واشنطن الطريق أمام أول بعثة بشرية إلى المريخ؟
مع بداية الولاية الثانية لدونالد ترامب، عاد ملف إرسال بعثة مأهولة إلى المريخ ليتصدر المشهد من جديد، بعدما أكد الرئيس الأمريكي في خطاب تنصيبه أن الوصول إلى الكوكب الأحمر يمثل "الحدود التالية" لواشنطن في الفضاء.
ورغم حماس الساسة، لا تزال هناك تحديات علمية ولوجستية هائلة تجعل تحقيق هذا الهدف بحلول عام 2029 محل شك كبير لدى الخبراء، فهل تنجح الولايات المتحدة من تحقيق هذا الإنجاز التاريخي، أم أن الوصول إلى الكوكب الأحمر سيظل حلمًا مؤجلًا لعقود قادمة؟
تحديات تقنية ومخاطر بيئيةيبعد المريخ عن الأرض بمتوسط 225 مليون كيلومتر، ما يجعله الوجهة الأكثر تعقيدًا في استكشاف الفضاء. ورغم نجاح وكالة ناسا في إرسال روبوتات إلى سطحه، إلا أن 12 عملية فقط من أصل 19 عملية هبوط كانت ناجحة، ما يعكس الصعوبات التقنية المرتبطة بهذا الكوكب.
ومن بين التحديات الرئيسية التي تواجه أي بعثة مأهولة، الغلاف الجوي الرقيق للمريخ، الذي يتكون بنسبة 95% من ثاني أكسيد الكربون، ما يجعله غير صالح للتنفس. كما أنه يشهد عواصف ترابية هائلة قد تستمر لأسابيع، مما قد يؤثر سلبًا على توليد الطاقة الشمسية اللازمة لتشغيل المعدات.
إضافة إلى ذلك، فإن بُعد كوكب المريخ عن الأرض يجعل من المستحيل تنفيذ أي إصلاحات فورية في حالة تعطل المعدات، ما يستدعي تطوير أنظمة "دعم حياة" متقدمة للغاية.
اتصلت "يورونيوز" بوكالة ناسا للحصول على تحديث حول تطوير هذه التقنيات، لكنها لم تتلق ردًا.
ولضمان نجاح أي مهمة بشرية، تحتاج ناسا إلى بناء أنظمة دفع متطورة تعمل بالطاقة النووية، ومركبات هبوط قادرة على تحمل الظروف القاسية، وبدلات فضائية متينة، إضافة إلى أنظمة طاقة سطحية يمكنها التكيف مع التقلبات الحادة في درجات الحرارة. لكن حتى الآن، لا تزال هذه التقنيات في مراحل التطوير الأولية، ولم تكشف ناسا عن جدول زمني دقيق لاستكمالها.
القمر كمحطة تجريبية قبل المريخأوضح هيرمان لودفيج مولر، مدير معهد السياسة الفضائية الأوروبي، أن ناسا ستجري اختبارات على القمر للعديد من التقنيات التي تخطط لاستخدامها في بعثاتها إلى المريخ.
وترى وكالة ناسا أن إرسال البشر إلى القمر قبل المريخ خطوة ضرورية لاختبار التقنيات المستقبلية. وتعمل حاليًا على بعثتي "أرتميس 2" و"أرتميس 3"، اللتين تهدفان إلى إعادة البشر إلى سطح القمر لأول مرة منذ برنامج "أبولو".
ووفقًا للوكالة، سيهبط رواد فضاء "أرتميس" على القطب الجنوبي للقمر لإجراء أبحاث تمهد لمهام المريخ، حيث سيتم اختبار أنظمة الطاقة والهبوط والحياة على سطح كوكب آخر. لكن التأخيرات المستمرة في برنامج "أرتميس"، التي أجلت الجدول الزمني لإطلاق "أرتميس 2" إلى عام 2026 و"أرتميس 3" إلى عام 2027، تثير تساؤلات حول إمكانية تنفيذ بعثة المريخ في المستقبل القريب.
ويرى مولر أن تركيز إدارة ترامب على الوصول المباشر إلى المريخ، دون الاستفادة من خبرات البعثات القمرية، قد يمنح الصين أو الهند أو أوروبا السبق في العودة إلى القمر.
دور إيلون ماسك وسبيس إكس في تحقيق الحلمفي ظل غياب خطة واضحة من إدارة ترامب، تبرز "سبيس إكس" كشركة رائدة في مجال استكشاف الفضاء، خاصة أن مؤسسها، إيلون ماسك، يعد أحد الداعمين الرئيسيين لفكرة "استعمار المريخ". وقد قدم الملياردير تبرعات ضخمة لحملة إعادة انتخاب ترامب، ما جعله أحد أقرب مستشاريه في هذا المجال.
Relatedتحضيراً لزيارة المريخ.. ناسا تكشف عن منزل يحاكي العيش على الكوكب الأحمرتقاعد المركبة الفضائية إنسايت التابعة لناسا بعد 4 سنوات بالمريخشاهد: المريخ يخرج عن صمته... كوكب هادئ بسرعتَي صوتوتعمل "سبيس إكس" حاليًا على تطوير صاروخها العملاق "ستارشيب"، الذي يبلغ ارتفاعه 123 مترًا، ويستطيع حمل 150 طنًا متريًا. وتهدف الشركة إلى استخدام هذا الصاروخ لنقل البشر إلى المريخ بحلول عام 2028.
لكن التجارب الأخيرة لم تكن مشجعة، إذ انفجرت المركبة الفضائية في كانون الثاني/يناير الماضي خلال اختبارها السابع، ما يعكس مدى التحديات التقنية التي لا تزال تواجه المشروع.
وفي أيار/مايو الماضي، أصدرت مجموعة من الباحثين الألمان تقريرًا يحذر من وجود "ثغرات تكنولوجية كبيرة" في خطة ماسك للمريخ، مشيرين إلى أن المعلومات المتاحة حول أنظمة المركبة الفضائية الحالية لا تتيح حتى الآن سيناريو واضحًا لمهمة ناجحة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "الوجه الغامض" على المريخ يظهر في صورة جديدة لمركبة ناسا المدارية ناسا تبحث عن متطوعين لـ"محاكاة العيش على المريخ".. فما هي الشروط؟ تحضيراً لزيارة المريخ.. ناسا تكشف عن منزل يحاكي العيش على الكوكب الأحمر علم اكتشاف الفضاءناسادونالد ترامبالقمرإيلون ماسكالمريخ