“إمبراطورية منخوليا” و”هذيان” تخطفان الأضواء في مهرجان الرياض للمسرح وسط إشادة نقدية واسعة
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
شهد مهرجان الرياض للمسرح، الذي يتواصل بفعالياته الثقافية المميزة لليوم الثالث، ليلة استثنائية حملت الجمهور إلى عوالم من الدراما والتشويق، من خلال عرض مسرحيتي “إمبراطورية منخوليا” و”هذيان”.
وفي مسرحية “إمبراطورية منخوليا”، يتصدر غانم المشهد، الحاكم الحالم الذي يطمح لتأسيس إمبراطورية خالدة ترتكز على قيم العدل والمساواة حيث يسير غانم بخطى واثقة لتحقيق رؤيته المثالية، إلا أن طموحاته الجريئة تصطدم بعقبات جمة، تتجسد في أعداء يتربصون به وبأحلامه التي لا تنتهي.
ورغم سيطرته على العالم، تبقى روحه قلقة متعطشة للمزيد، ليصبح التساؤل الأبرز: هل يمكن له أن يحقق أحلامه في عالم يغلفه الكمال؟
كما سلطت المسرحية الضوء على الوهم الذي يسكن الإنسان، حينما يركض خلف أحلامٍ مثالية، فتُغرقه في متاهة من التعاسة، بينما يكمن الخلاص في مواجهة الحقيقة، مهما بدت مؤلمة ولكن من خلال إبداع بصري ساحر وسينوغرافيا تحاكي العوالم الخيالية، استطاع العرض أن يجسد الصراع الأبدي بين الحلم والواقع.
فيما أخذت مسرحية “هذيان”، الجمهور في رحلة نفسية عميقة عبر شخصية نحات يعيش صراعًا داخليًا مع ذاته لتبدأ المسرحية بظهور زوجته من إحدى لوحاته، حيث يبدأ بالتفاعل معها في مشاهد تفيض بالعاطفة والتوتر، لينتهي الأمر بمأساة قتلها ليدخل المحقق إلى المشهد، مجسدًا ضمير النحات، محاولًا فك ألغاز حياته المتشابكة وربط الأحداث المليئة بالأسئلة والندم.
وفي خضم الصراع، يرسم النحات صورة حبيبته المثالية، التي تتجسد أمامه لكنها ترفض البقاء بسبب ماضيها وذروة العرض تأتي مع ظهور روحه، تلك المرآة الصادقة التي تعيده إلى كل أخطائه قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.
وحملت المسرحية طابعًا فلسفيًا مؤثرًا، مزجت بين الواقع والهذيان، وطرحت تساؤلات عميقة عن الحياة، الخيال، والحقيقة.
كما شهد مهرجان الرياض للمسرح حراكًا فكريًا مميزًا من خلال تنظيم ندوتين نقديتين سلطتا الضوء على العملين المسرحيين “إمبراطورية منخوليا” و”هذيان” وجاءت هذه الندوات لتعكس عمق التفاعل الثقافي مع الأعمال المقدمة ضمن المهرجان، حيث ناقش نخبة من النقاد والمختصين أبرز الجوانب الإبداعية والرسائل الفنية في هذين العرضين.
وحظيت مسرحية “إمبراطورية منخوليا”، التي قدمتها فرقة “المشخصاتي”، بإشادة واسعة خلال الندوة النقدية التي أدارتها الدكتورة أميرة بخاري، وشاركت فيها الناقدة اللبنانية رشا الدبيسي حيث أشادت الدبيسي بالنص المسرحي الذي وصفته بأنه مليء بالإسقاطات الفكرية العميقة، مع توظيف السينوغرافيا، خاصة المرايا، بشكل إبداعي يعكس الفلسفة العبثية في إطار واقعي.
اقرأ أيضاًالمنوعاتارتفاع أسعار النفط مع ترقب “الفائدة الأمريكية”.. واستقرار الذهب
وأكدت أن الإخراج أضاف الكثير للشخصيات، خاصة شخصية الجندي، ما أضفى على العمل زخمًا دراميًا، كما أثنت على الأداء التمثيلي المتميز لجميع الممثلين، مع إشادة خاصة بالفنان محمد لادان، الذي تألق بثقة رغم كونه فاقد البصر، مما أضفى بُعدًا إنسانيًا ملهمًا على العمل.
فيما شهدت الندوة النقدية لمسرحية “هذيان”، إشادة واسعة من الكاتب المسرحي والناقد الأدبي العماني علي المعمري، الذي قدم قراءة نقدية عميقة أبرزت الجوانب الإبداعية للعمل.
أشاد المعمري بأداء بطل المسرحية، واصفًا إياه بالمتميز والقادر على إيصال المشاعر بصدق، كما أثنى على الجمل الحوارية التي تميزت بالترابط والتماسك، إلى جانب العلاقات المتقنة بين الشخصيات والانتقالات السلسة التي أضفت عمقًا على النص والعرض المسرحي.
واعتبر أن الاستهلالية كانت من أبرز مميزات العمل، حيث قدمت استعراضًا بصريًا مميزًا من خلال الإضاءة والتعبير الحركي المتقن للممثلين، مما جذب انتباه الجمهور منذ اللحظات الأولى كما أثنى على أداة التعبير لشخصية النحات صالح، التي قدمت أداءً دراميًا لافتًا عكس معاناته بصدق وإبداع.
يذكر أن مهرجان الرياض للمسرح الذي انطلق في الأحد الماضي يستمر حتى 26 من ديسمبر الجاري يعد واحدًا من أبرز التظاهرات الثقافية التي تحتفي بالمسرح في المملكة العربية السعودية.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية مهرجان الریاض للمسرح من خلال
إقرأ أيضاً:
اعلان غير سار من اليونيسيف للأسر اليمنية التي كانت تحصل على مساعدات نقدية
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" إيقاف مشروع الحوالات النقدية غير المشروطة، بعد سبع سنوات على إطلاقه.
وأوضحت في بيان صحفي أن دورة الصرف الحالية هي الـ 19 والأخيرة، مشيرة إلى أنها تمكّنت من مساعدة 1.4 مليون أسرة من خلال 18 دورة دفع سابقة.
وتعهدت المنظمة الأممية بأنها ستظل "ملتزمة بخدمة وحماية الأطفال في اليمن وتواصل العمل مع السلطات على تطوير برامج نقدية أخرى ستؤثّر إيجابياً على حياة الأطفال وأسرهم".
وأجبر نقص التمويل في 2024 المنظّمات الإنسانية على تقليص أو إنهاء برامج المساعدة الأساسية. وبالإضافة إلى القيود المالية، فإن القيود الإدارية التي تفرضها السلطات وخاصةً في مناطق سيطرة الحوثيين تجعل الوصول إلى السكان المنكوبين صعباً.
ونظراً لارتفاع تكلفة المعيشة، قامت اليونيسف بتقديم مبلغ إضافي للأسر المحتاجة في دورة الصرف التاسعة عشرة بما يقارب 50% من المبلغ الأساسي.
وعلى الرغم من حجم الاحتياجات وجهود التنسيق التي تبذلها العديد من المنظّمات غير الحكومية، فإن الاستجابة الإنسانية تواجه تحديات متعدّدة، إذ لم يتم حتى 1 ديسمبر جمع سوى 47.9% من متطلّبات التمويل لخطة الاستجابة الإنسانية في اليمن المقدّرة بـ 2.7 مليار دولار، والمطلوبة لمساعدة 18.2 مليون شخص يعيشون محنة مستهدفين بالمساعدات الإنسانية.
وفي السنوات الأخيرة، أصبحت المساعدات النقدية والقسائم شكلاً شائعاً بشكل متزايد من أشكال المساعدة في العمل الإنساني- واليمن ليست استثناءً.
وبين يناير وسبتمبر 2024، قدّم الشركاء الإنسانيون 153 مليون دولار من المساعدات النقدية والقسائم إلى مليوني شخص في اليمن.
وكان الكثير من هذا في شكل مساعدات نقدية متعدّدة الأغراض، وهو شكل من أشكال التحويل النقدي غير المشروط الذي يمكّن الناس من تلبية احتياجات أساسية مختلفة، بما في ذلك الغذاء والمياه والصرف الصحي والمأوى والأدوية، ما يتيح المرونة للأسر لاتخاذ خياراتها الخاصة.
وتؤكد الأمم المتحدة أنه في العديد من السياقات، تكمل المساعدات النقدية المساعدات العينية وتوفّر أداة فعّالة من حيث التكلفة تعمل على تمكين الأشخاص المتضرّرين من الأزمات.
وتوضّح في تقرير "المستجدات الإنسانية لشهر نوفمبر" أنه عندما يتلقّى الناس مساعدات نقدية، فإنها تولّد أيضاً تأثيرات إيجابية في المجتمع من خلال تحفيز الأسواق والاقتصادات المحلية.
كما أن المساعدات النقدية تقدّم مجموعة من المزايا الأخرى، إذ يمكن أن تساعد في تحسين نتائج الحماية، وخاصةً بالنسبة للنساء والأطفال.