سواليف:
2025-04-15@05:43:48 GMT

سوريا وطن يخرج من رحم المعاناة الى نور الحرية

تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT

#سوريا وطن يخرج من رحم المعاناة الى #نور_الحرية, الدولة المدنية هي الأساس لدولة حضارية و قوية

بقلم : المهندس محمود “محمد خير” عبيد

من رحم المعاناة يولد الامل، ومن قلب المأساة يولد الابداع، لقد عانى السوريون مدى ستة عقود من نظام قمعي, مجرم, خائن لأمته, خائن لوطنه و خائن لشعبه, نظام ما هو الا امتداد للنظام الصهيوني, فكان نظام صهيوني بقناع وطني, فهل يعقل ان يكون هناك قائد وطني يعمل على بيع وطنه مقابل حفنة من المال و منصب فمن يرفعون شعار الوطنية و القومية و يتباكون على نظام بائد نذكرهم بان النظام البائد باع الجولان عام 1967 بمائة مليون دولار في حينه و وعد بان يحظى بالسلطة في سوريا و ان يكون نظامه تحت حماية النظام الدولي ما دام يسير ضمن مخططاتهم الصهيونية حتى لو اباد شعب سوريا عن بكرة ابيه, يا وطنيين لماذا لم يطلق النظام البائد رصاصة على الصهاينة المحتلين للجولان و ارض فلسطين منذ مسرحية عام 1973 و الأسلحة التي تم شرائها بأموال السوريين تم قتلهم و ابادتهم بها, ما ادونه ليس من نسج الخيال و انما حقيقة بشهادة العديد من السياسيين الذين عاصروا و عرفوا هذا النظام عن قرب, فمن يفعل ذلك من المؤكد ان يكون صهيوني حاله حال الكثيرون ممن نعايشهم اليوم من قادة و زعماء صهاينة اكثر من الصهاينة انفسهم حتى اصبح الصهاينة يتعلمون الخيانة و الغدر و الكذب و النفاق في مدارس زعماء الصهيونية الإقليميين الذين يجلسون على عروش الذل و العار و الخيانة, النظام البائد في سوريا لم يكن وطنيا” في يوم انما كان حاله كحال الكثيرين ممن يتولون امر هذه المنطقة الجغرافية من العالم صبي من صبية الصهاينة عمل على سرقة موارد سوريا و اودعها في حساباته لدى اسياده من الصهاينة المستعمرين و التي غدا” سوف يصادروها تحت أي مبرر كما صادر أموال سوريا و السوريين و عبث بمقدرات الأمة و اباد شعب سوريا و اودعهم في المعتقلات ووأدهم في المقابر الجماعية انتصارا” لصهيونيته, الشعب السوري وصل الى مرحلة لن ينتصر فيها الا لحريته, يتطلع الى امان اجتماعي, امان سياسي, امان اقتصادي, تطلع الى ان يواكب العصر في تطلعاته نحو المستقبل لا ان تكون سوريا الحضارة من كانت تغزوا العالم بفكرها و حضارتها و ثقافتها تعيش على اطلال حضارة الغير, فالنظام البائد أعاد سوريا و السوريين 1000 عام الى الخلف بسياسة التغييب و الجهل الممنهج الذي انتهجه فليس من مصلحة الصهيونية و العالم ان يكون الشعب السوري منفتح على العالم لأنه بانفتاحه سوف يغطي على الكثيرين ممن صعدوا سلالم المجد على اكتاف الثقافة و الفكر السوري.

اليوم و سوريا على اعتاب مرحلة جديدة و هم يعملون على كتابة تاريخ سوريا من جديد باحرف التحرر من نظام بائد ذهب الى مزبلة التاريخ عليهم ان يَعُوا ان القادم سوف يكون باذن الله افضل اذا ما انفردوا باتخاذ قراراتهم السيادية و الوطنية بأنفسهم بعيدا” عن أي املاءات إقليمية او دولية, فسوريا التي كانت الأغنى في العالم و ستبقى الأغنى بشعبها و ارادتها تستطيع ان تكون مستقلة استقلال تام بمواردها البشرية و الزراعية و المعدنية و سوف يحج العالم اجمع لكسب رضاها اذا ما حافظت على كينونتها و استقلال قرارها و أبعدت كل من يريد بها شرا” و يعمل على زرع الفرقة و النزاعات الطائفية و العرقية بين السوريين, فالسوري قبل ان يكون مسلم هو سوري و المسيحي قبل ان يكون مسيحي هو سوري و الدرزي قبل ان يكون درزي هو سوري و العلوي قبل ان يكون علوي هو سوري و الشيعي قبل ان يكون شيعي هو سوري و الأرمني قبل ان يكون ارمني هو سوري و الكردي قبل ان يكون كردي هو سوري, فلتكن سوريا من شمالها الى جنوبها و من شرقها الى بحرها هي الحضن الدافئ الذي يعمل على جمع كل السوريين بكافة اطيافهم فالنسيج السوري لا يكتمل الا بتكاتف و تعاضد كل السوريين و عدم تهميش أي سوري مهما كان و لأي سبب كان فالجميع سوف يكون له دور من اجل إعادة لسوريا مكانتها الحضارية و الثقافية و الفكرية بين العالم, اعلم علم اليقين ان الشعب السوري شعب واعي و لكن واجبنا ان نحذر من القوى الأقليمية التي هي اشرس من القوى الدولية و صهاينة اكثر من الصهاينة من يحملون الحقد الحضاري و الثقافي بين جنبات قلوبهم, تلك القوى التي مزقت ليبيا و دمرت اليمن و زرعت الفتنة في السودان و تدعم الفصائل المتناحرة و قبل ذلك دمرت لبنان بحرب أهلية و دمرت العراق و كان الوقود الذي دمر سوريا لن تتوانى عن ان تدمر سوريا فهؤلاء يعتقدون ان احتلال الأمويين لسوريا جعل لهم حق مكتسب في ارض سوريا الحضارة و الثقافة و العلم, لذا انتبهوا يا أهلنا في سوريا ممن يطلق عليهم أبناء جلدتكم اكثر ممن ان تتنبهوا من عدوكم الحقيقي, فهؤلاء يتسللون الى عقر داركم و هم يحملون الغدر و سموم الفرقة و التقسيم لكم فلا تأمنوا جانبهم.

مقالات ذات صلة انهيار التحالف الحاكم في ألمانيا وحجب الثقة المفقودة عن المستشار الألماني 2024/12/19

علينا ان لا نتجاهل بان سوريا اليوم أصبحت من اغنى الدول بشريا” لأن شعبها الذي هاجر الى بقاع العالم هربا” من اهوال النزاع الذي شعل فتيله النظام البائد استطاع ان يضيف الى فكره وعلمه وثقافته الشيء الكثير مما كسبه من الدول التي هاجر اليها بحيث سوف يعمل على استثمار ما كسبه هذا الشعب من ثقافات الشعوب التي استضافته خلال فترة تهجيره من وطنه الكثير وسوف يضيف ما تعلمه الى حضارة وطنه و تقدم وطنه.

سوريا اليوم مقبلة على مرجلة جديدة من تاريخها لذا عليها ان تكون نموذج لدول العالم والمنطقة بمنظومتها السياسية والفكرية والحضارية والتي تعكس اصالة وفكر وحضارة الشعب السوري، لذا عليهم ان يعملوا على صياغة خارطة طريق جديدة تخطوا من خلالها سوريا و اجيالها القادمة نحو مستقبل مضيء و على ارض وطنية صلبة يتجنبوا من خلالها النزاعات والفرقة و يشدوا من خلالها ازرهم و هذا لن يتم الا من خلال صياغة دستور جديد عنوانه الدولة المدنية السورية لتكون مثال يحتذى به بين الدول كافة, فصراعات العالم كافة على مر التاريخ كانت و ما زالت و ستبقى اذا لم نستيقظ صراعات عقائدية و طائفية مسقطين باننا بشر في المقام الأول من خلق المسلم هو من خلق المسيحي و خلق اليهودي و البوذي و الهندوسي و اوجد التنوع الفكري و الثقافي على هذه الأرض, فهذه الأرض ما كانت لتعمر و هذه الحياة ما كانت لتكون لو كانت حصرا” لطائفة او عقيدة او عرق واحد لذا يجب ان نتقبل التنوع و قد قال عز وجل في محكم كتابه” يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍۢ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْ ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”, فالصهاينة ينتظرون ان تعلن سوريا انها دولة إسلامية و لبنان دولة مسيحية, حتى تبرر للمجتمع الدولي انها دولة يهودية و تستشهد بالدولة السورية و تسقط حق الفلسطينيين بارضهم و وطنهم, من هذا المنطلق و حتى تسير سوريا في المسار الصحيح يجب ان يتم فصل الدين عن الدولة و حتى لا نترك للصهاينة أي ثغرة يستثمروها ضد أهلنا في فلسطين فالمرجعية الدينية للنظام السوري الجديد سوف يتماشى مع شعار يهودية الكيان المحتل, ان عملية فصل الدين عن الدولة هو من خلال عدم إخضاع الفعاليات السياسية بكل درجاتها والاقتصادية بكل اشكالها لاحتكار أية سلطة دينية مستقلة من خلال ادعاء البعض انهم خلفاء الله على الأرض و تهميش كافة المكونات الإنسانية الأخرى و ذلك من خلال ادعاء البعض بانهم هم فقط من يمتلكون الحقيقة المطلقة بشؤون الدولة وفعالياتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية, و هنا لا بد ان ننوه بان فصل الدين عن الدولة لا يعني باي حال من الأحوال فصل الدين عن المجتمع، وإنما عدم السماح لرجال الدين ووعاظه بالعمل على استغلال الدين لمصالحهم الذاتية و فتاويهم الجائرة بحق الناس و المجتمع و فرض إملاءاتهم على الحرية الشخصية للفرد, و توظيف فتاويهم في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتعليمي, فعملية فصل الدين عن الدولة تتم من خلال مجلس التشريع مستقل القائم على دستور مدني يحفظ حقوق و واجبات كافة مكونات الوطن السوري و يعمل على تنظيم دولة المواطنة بحيث كافة مكونات المجتمع و اطيافه متساوون أمام القانون بصرف النظر عن الدين والمذهب واللون والجنس والأصل أو العرق والقانون فوق الجميع، وكلهم متساوون تحت سماء الوطن السوري, من خلال فصل الدين عن الدولة والسياسة يؤدي الى احترام ادين و عقائد و عبادات كافة أطياف المجتمع وقيمهم الروحية, إضافة الى حماية دين وعقيدة السوريين من العابثين بهما من خلال عدم السماح باستغلال الدين والشعائر والطقوس لأهداف و مصالح خاصة, ان عملية فصل الدين عن الدولة لا يعني باي شكل من الأشكال تهميش دور الوعاظ و رجال الدين و منعهم من التداول بالسياسة او منعه من اعتلاء أي منصب سياسي اذا ما كانت إرادة الشعب قامت بتزكيته ليتبوأ أي منصب, و في نفس الوقت الدولة السورية تتطلع الى ان يديرها تكنوقراط بغض النظر عن العقيدة و الدين و الطائفة بحيث من يستطيع ان يقدم لسوريا و السوريين فعلى الرحب و السعة, المدنية لم تكن في يوم القشور التي يعمل البعض على اجترارها و ذلك من اجل تشويه المجتمع المدني, فالعالم المتحضر و السلمي قام على الدولة المدنية و المدنية لم تكن في يوم تعني الانحلال الاخلاقي ولا الالحاد. المدنية ليست بعقيده جديده كالدين ضد اديان اخرى وليست حزب يحارب للوصول للسلطة ضد احزاب أخرى , المدنية عبارة عن منظومة تدابير تنظيميه وقانونيه للمجتمع وصلت اليها الشعوب مرورا” بمراحل عديدة من اجل احتواء السلطات المجتمعية و الوطنية و العمل على رفع يد العشيرة و القبيلة والدين و الطائفة و العقيدة عنها بحيث عملت على تفكيك هذه الفئة من المتعصبين لقبائلهم و عشيرتهم و عقيدتهم و طائفتهم عن السلطة, ففكت تشابك هذه السلطات العصبية مع سلطة الدولة بما يضمن حرية المواطن على ارضه و في وطنه, فليس هناك رجل دين او متعصب لدين او طائفة يعمل على فرض رأيهاو السيطرة على المجتمع باسم الدين . الدولة المدنية لا يستسيغها رجال الدين و القبليين و العشائريين لذلك يتهموها بان الدولة المدنية عبارة عن اعلان الحاد و انحلال خلقي و أخلاقي, علما” تن الدولة المدنية تصون حقوق اتباع كل الأديان و الطوائف و المعتقدات تضمن لهم تأدية طقوسهم بحريه تامه داخل معابدهم, فالمدنية ما هي الا صيغة تنظيميه تستبعد كل عوامل النزاع والخلافات في الدولة والمجتمع والتي تهدد امنه وسلامته .

ان الصراعات الدينية و الطائفية ازهقت في الحروب الدينية من الارواح اكثر بكثير من كل انواع الحروب الاخرى منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا .

لذلك نتمنى على من يعمل على صياغة الدستور الجديد لسوريا ان يكون الدولة المدنية الجامعة لكافة أطياف المجتمع السوري و ان يتم فصل الدين عن السياسة حتى يصل المواطن السوري الذي عانى على مدى ستة عقود من القهر و العذاب و التهميش الى دولة المواطنة والحريات والقانون, و على المتدينين ان لا يخافوا فغالبيتكم خلال هجرتكم الى الغرب عشتم تحت مظلة دولة مدنية صانت لكم حقوقكم و عباداتكم فما عاصرتموه في المهجر لماذا تنكروه على وطنكم و ارضكم و مجتمعكم, فالمؤمن الحقيقي من الدين بالنسبة له ليس ارتزاق و قناع يرتديه من اجل بث الفرقة و التعصب و تهميش الأخرين, الدولة المدنية سوف تصون معتقداتكم وتصونكم وتصون حقوقكم.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: نور الحرية الدولة المدنیة النظام البائد الشعب السوری قبل ان یکون هو سوری یعمل على من خلال من اجل

إقرأ أيضاً:

الجميع بألف خير والتحية لكل المناضلين من اجل الحرية والسلام والديمقراطية

الجميع بألف خير والتحية لكل المناضلين من اجل الحرية والسلام والديمقراطية بمناسبة ٦ أبريل التى شهدت إنتصارات لإرادة الشعب والقوى النضالية فى ١٩٨٥، ٢٠١٩ رغم محدودية التغيير ولكنها اصبحت رمزاً ثوريا يؤكد على مر السنين طموح وتوق وعشق الشعب السودانى للحرية والسلام والديمقراطية. وهى التطلعات التى لا تزال تنبض بالحياة فى وجدان هذا الشعب وستظل متقدة إلى ان تتم إرادة هذاالشعب بوطن معافى.

لاتزال نضالات الشعب السودانى تتواصل من اجل ذات الهدف منذ مقاومة الإستعمار، فكانت ثورة اكتوبر المجيدة وهى محطتنا الأولى التى أزكت وأوقدت شعلة الثورة المستمرة مرورابإنتفاضة أبريل العظيمة ووقوفا عند محطة ملحمة ديسمبر ٢٠١٨ الكبرى كنقطة مفصلية فى إسقاطأبشع نظام للبطش ألا وهو النظام الكيزانى البغيض. ولكن للأسف لم تكتمل الثورة او تصل إلى مقاصدها المرجوة لكن لاتزال المقاومة مستمرة رغم الحرب والعنف والدمار .
ما أردت قوله ان التوق والعشق الأبدى للحرية الذى يكمن فى جينات هذا الشعب لم يتحقق بعد منذمقاومة الإستعمار وحتى اليوم. فكل هذه الإنتفاضات والثورات هى عبارة عن ثورة واحدة تأخذ دوراتهاولكنها لا تصل إلى غاياتها حتى الآن.
تضج الاسافير بالمغالطات والصياح والنواح بينما الوطن يحترق تحت النيران التى تشتعل فى كل أركانه. والقوى المدنية جميعها لا تجتمع على كيفية الخروج من المأزق التأريخي.
لم يُنجز بعد مشروع الدولة السودانية وهى دولة المواطنة من قبل خروج الإستعمار وحتى اليوم. وفىإعتقادى ان عدم وجود القيادة الحقيقية او القائد الحقيقى الذى يتمتع بالكاريزما والرؤية والعزيمة هوالذي ادى إلى ما وصلنا اليه الآن.
لقد فقدت القوى المدنية أرضيتها الشعبية وأدواتها فى النضال واضحت فى مقاعد المتفرجين لا حول لها ولا قوة تنتظر نتيجة البندقية المليشيوية. بل حتى في هذا انقسمت فيما بينها. وللأسف الشديد فيها من يراهن على بندقية الدعم السريع لجلب السلام والديمقراطية والعدالة ويا له من رهان. وفيها من يراهن على الجيش لذات الغرض. ان خطاب القوى المدنية وشعارها (لا للحرب) الماثل الآن خطابعاطفى فقط لأنه ليس هناك إنسان سوي يدعو للحرب. ان من يدعو للحرب هو من يعد لها العدة فىصمت كامل ويستعد بتكوين الجيوش وتكوين الخلايا والمال حتى ساعة الصفر. وهذا ما فعله الجنجويد إذ كانوا يعدون لهذه الحرب منذ امد طويل ووجدوا الدعم اللازم والفرصة المناسبة فى الإنقضاض وتحديد ساعة الصفر.
فإذا كانت هناك عبرة مستفادة من هذه الحرب هو دحضها لفكرة او نظرية الكفاح المسلح التىناصرناها من قبل.
والآن اعتقد آن الأوان لدمج حركات دارفور المسلحة ما دامت تقاتل بجانب الجيش ابتداء من اليوموليس غدا لأننا الآن فى جدلية إيقاف الحرب والسلام.
فى هذه المداخلة تحديدا سأركز على الجيش السودانى. هناك عدة نقاط او عدة مسلمات يجب ان نتفقعليها وهى:-
اولا هذا الجيش اقدم من الدولة السودانية المعطوبة أصلا منذ قيامها الجغرافى فى عهد محمد علىباشا الذى أسهم إسهاما مقدرا فى تعطيل قيام وبناء الدولة السودانية.
ثانيا الجيش كان اداة سهلة وطيعة فى ايدى المغامرين من داخله او من الأحزاب السياسية المتعطشةللسلطة وبذلك كان الجيش دايما اول وأكثر الخاسرين.
ثالثا وللأمانة التاريخية الجيش كمنظومة متكاملة لم يقم بإنقلاب بمعنى ان الجيش السوداني لم يجتمع ويتفق بكل وحداته وأركانه للإنقلاب على السلطة وإنما تماهى مع من إنقلب عليها. هذه نقطة لابد منتثبيتها.
رابعا هناك فرية واداة من أدوات الحرب الحالية وهى ان مليشيا الدعم السريع هى من رحم الجيش. وهذا كلام عار عن الصحة إذا نظرنا حقيقة إلى كيفية قيام مليشيا الدعم السريع.
فقد أنشيء كترياق ضد الجيش نفسه. وهنا نعطى كل ذى حق حقه فالجيش كمنظومة لم يجتمع بمكوناته وأركانه وقيادته لتكوين الدعم السريع. هذه فرية كان يجب ان لا تنطلى على الكثيرين. وكثير من الضباط كانوا ضد انشاء مليشيا الجنجويد والمجرم عمر البشير جاء بها لحمايته وحماية نظامهوكأداة طيعة للإستمرار فى الحكم.
وجاءت الكارثة الكبرى بعد الثورة من البرهان بإعطاء الدعم السريع إستقلاليته عن إمرة القوات المسلحة ظنا منه انه سيكون أداة طيعة فى يده بنفس حماقة البشير وهو الخطأ الذي اكتشفه البرهان مؤخراً والآن يدفع ثمنه الجميع.
ثم تبعتها اخطاء قوى الحرية والتغيير فى انها أعطت مساحة للمجرم حميدتى.
فلا يمكن ان تكون انت رمزا للثورة والثوار الذين سحقتهم آلة الدعم السريع وشعار الثورة (الجنجويد للحل) وتذهب انت كممثل للثورة لحضور حفل تخريج جحافل القتلة.
خامسا هناك من يقول إن الجيش هو عبارة عن مليشيا كيزانية. هذا ليس صحيحا وإلا ماهى كتائب البراء ومليشيا الدعم السريع؟ هذا الخطاب هو جزء اساسى من هذه الحرب وهو خطاب مدفوع منقوى خارجية طامعة اطلت علينا بواسطة أبواق كالحة ناشطه فى الأسافير ومعهم مجموعة مندسة بين القوى المدنية إستطاعت ان تغير مسار القوى الوطنية. وقد أثبت ذلك إجتماع نيروبى. وبهذه المناسبة نُطالب الرئيس روتو بالإعتذار عن تدنيس قاعة الزعيم جومو كنياتا بهولاء الأوباش ومن شاركهم فى تدنيس إسم احد اكبر زعماء حركات التحرر الأفريقية. ألا رفقا بنا وببلادك يا روتو!
ختاما لقد كنت ومعى كثيرون غير راضين عن كثير من المواقف التى تمت والإتفاقات التي أبرمت. فمثلامن الأساس والمبدأ كان يجب ان لا يكون هناك وجود لحميدتي فى المشهد وكان يجب على القوى رفض الجلوس فى طاولة يوجد فيها هذا الرجل. كما كان فى إعتقادي، مثل الكثيرين، ومنذ الأيام الأولى لثورة ديسمبر، إذ كان جليا انه أتى مدعوما من قوى إقليمية وخارجية لينفذ مشروعه الخاص والمعد سلفا منقبل اندلاع الثورة وهذا ما اثبتته الأيام. كان إعداد حميدتى ومن خلفه القوى الإقليمية الطامعة فىالسودان لخلافة البشير فى السلطة وعندما قطعت الثورة الطريق إلى ذلك التحول تحولت الخطة. وماإتفاق جوبا الذى اعد له وموله حميدتى إلى بداية ذلك التآمر لضرب الثورة إلا دايل على ذلك. وقد نبهلذلك عدد من الكتاب على را سهم مولانا سيف الدولة حمدناالله عبدالقادر متعه الله بالصحة والعافية. فقد كان واضحا كما الشمس وقال ان حميدتى لديه مشروعه الخاص والمدعوم من الإمارات ومنوراءها. أمر آخر جلى وهو فض الإعتصام. نعم لقد إتفقت قيادة الجيش والأمن والشرطة وجميع القوةالعسكرية والأمنية على فض الإعتصام ولكن ليس على الكيفية وما صاحب ذلك من كارثة تظل قيادة الجيش مسؤولة عنه لأنها تركت امر التنفيذ لقوات الجنجويد كأنها ارادت توريطها فى هذا. ولكن قيادة الجيش نفسها تفاجأت بكمية العنف والقتل التى تمت مما عبر عنه الفريق الكباشى بكلمة (حدث ماحدث) او حدس ما حدس او كما قال هذه العبارة. فهي تدل على انه نفسه تفاجا بالطريقة وبررها بهذه الكلمات. فقد انفرط الأمر من يدهم فكما أرادوا ان يورطوا الجنجويد بفض الإعتصام ورطتهم مليشيات الجنجويد بإرتكاب المجزرة البشعة. فحميدتى يتلقى الأوامر من دولة الإمارات وليس من قيادة الجيش
ونواصل.

منتصر اباصالح
كنتكت 8 ابريل 2025

montasiridris@icloud.com

   

مقالات مشابهة

  • فخر الدين الثاني.. الأمير الذي حلم بدولة كبرى واعدم على يد العثمانيين
  • رئيس الدولة يؤكد خلال استقباله أحمد الشرع دعم الإمارات كل ما يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق نحو الاستقرار والتنمية
  • محمد بن زايد خلال استقباله أحمد الشرع: ندعم كل ما يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق
  • مستشفى المعمداني بقطاع غزة يخرج عن الخدمة بشكل كامل
  • 50 عاما على الحرب الأهلية اللبنانية فمتى يخرج أمراء الحرب من المشهد؟
  • المؤتمر: علاقات مصر الخارجية تشهد تطور غير مسبوق وانفراجة كبيرة في الاستثمارات الأجنبية
  • مراسل سانا بحلب: بدء دخول قوات الجيش العربي السوري وقوى الأمن العام إلى سد تشرين بريف حلب الشرقي لفرض الأمن والاستقرار للمنطقة، تنفيذاً للاتفاق المبرم مع قوات سوريا الديموقراطية
  • المؤتمر: علاقات مصر الخارجية تشهد تطوير غير مسبوق وانفراجة كبيرة فى الاستثمارات الأجنبية
  • الجميع بألف خير والتحية لكل المناضلين من اجل الحرية والسلام والديمقراطية
  • هل مصطلح المدنية غطاء لفشل سياسي ؟