هل تنجح في سد الفجوة بين التعليم التقليدي ومتطلبات الاقتصاد الرقمي
وزير الاتصالات: جميع المبادرات التدريبية الرقمية بالمجان.. بركة: متابعة معدلات التوظيف مع الخريجين
تحديث البرامج التدريبية وقلة الوعي.. تحديات تواجه المبادرة


في ظل التحول الرقمي المتسارع الذي يشهده العالم، أطلقت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية مبادرة "أجيال مصر الرقمية"، كخطوة استراتيجية لتمكين الشباب من اقتحام عالم التكنولوجيا المتقدمة، المبادرة تعد جزءًا من استراتيجية مصر الرقمية التي تسعى إلى بناء مجتمع رقمي مستدام قادر على مواجهة تحديات المستقبل.


تواجه مصر، مثل العديد من الدول، تحديات كبيرة في سد الفجوة بين التعليم التقليدي ومتطلبات سوق العمل الرقمي، والمبادرة جاءت لتأهيل الشباب لسوق العمل الرقمي سريع التغير، وتعزيز فرص العمل الحر من خلال تعليم مهارات العمل عن بعد.
وتتبنى مبادرة "أجيال مصر الرقمية" استراتيجية متعددة الأبعاد من خلال تقديم دورات تدريبية مجانية بالتعاون مع شركات عالمية مثل مايكروسوفت، جوجل، وأمازون، كما تعتمد على مزيج من التعليم النظري والتطبيقي لتزويد المشاركين بالخبرات العملية اللازمة، وتمنح المبادرة شهادات معترف بها دوليًا، مما يسهل دخول الشباب إلى الأسواق العالمية، بالإضافة إلى استخدام التكنولوجيا لتمكين الشباب من التعلم عن بُعد بسهولة.
حققت المبادرة نجاحات كبيرة منذ إطلاقها، منها، تدريب آلاف الشباب على البرمجة، تصميم التطبيقات، والأمن السيبراني، وتمكين الشباب من العمل مع شركات دولية عبر الإنترنت.
ورغم النجاحات التي تحققها مبادرة "أجيال مصر الرقمية" فإنها تواجه بعض التحديات، منها ضعف المعرفة بأهمية المبادرة لدى بعض الفئات المستهدفة، والحاجة لتحديث البرامج التدريبية بشكل مستمر لمواكبة التطورات.
وقد شهد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، تخريج المتدربين وتكريم المتميزين بمبادرة "أجيال مصر الرقمية" خلال عام 2024، من خلال تدريب أكثر من 220 ألف متدرب ضمن المبادرة، وتخريج أكثر من 122 ألف متدرب وجارى تدريب باقى المتدربين.
أكد الدكتور عمرو طلعت أن مبادرة أجيال مصر الرقمية تستهدف إتاحة الفرص التدريبية فى تخصصات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لجميع الراغبين فى الحصول على التدريب فى كافة أنحاء الجمهورية مع مراعاة التنوع الجغرافى، وكذلك التنوع فى المراحل العمرية لتشمل جميع الفئات العمرية بدءا من 8 سنوات وحتى 88 عاما، موضحا أن مبادرتى براعم وأشبال مصر الرقمية المقدمة لطلاب المدارس تمثل مرحلة اعداد للمتدربين للمستقبل بما يتيح صقلهم بالمهارات الاساسية فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات التى تمكنهم من النجاح فى مختلف المسارات المهنية مستقبلا، بينما تستهدف مبادرة رواد مصر الرقمية تأهيل المتدربين للمنافسة فى سوق العمل وفقا للمسارات التى يختارها المتدربون.
أضاف طلعت أن منهجية الوزارة فى تنفيذ المبادرات التدريبية تستهدف اعداد أجيال قادرة على المنافسة باقتدار وفاعلية فى سوق العمل العالمى ارتكازا على عدة محاور تتمثل فى بناء مصفوفة متكاملة من المهارات التقنية والشخصية، وتوفير البرامج التدريبية بالتعاون مع شركات القطاع الخاص المتخصصة فى هذا المجال، بالإضافة إلى إتاحة التدريب فى التخصصات التكنولوجية الأكثر طلبا فى سوق العمل الحالى والمستقبلى فى ضوء التطورات التى يشهدها سوق العمل العالمى نتيجة للتطورات التكنولوجية؛ مؤكدا أنه يتم التواصل الدائم مع شركاء العمل من الشركات المتخصصة العاملة فى مختلف مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتأكد من أن المهارات التى يتم إتاحتها عبر هذه المبادرات تلبى متطلبات سوق العمل.
أشار طلعت إلى أنه يتم وضع معايير ومحددات للتأكد من ضمان جودة التدريب كما يتم متابعة نسب ومعايير نجاح المبادرات التدريبية، مؤكدا اهتمام الوزارة بتوفير برامج لصقل مهارات المهنيين المستقلين لمساعدة الشباب فى الحصول على فرص عمل من أماكنهم تتجاوز الحدود الجغرافية.
أوضح طلعت أن جميع المبادرات التدريبية التى تطلقها الوزارة تقدم بالمجان وهو ليس إنفاقا بل استثمارا فى تنمية المهارات الرقمية لجميع الأعمار والتى تعد حجر الزاوية فى استراتيجية مصر الرقمية؛ كما أنها قوام قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وركن أساسى لتمكين الدول من التفوق فى هذه الصناعة.
أكدت الدكتورة هدى بركة مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتنمية المهارات التكنولوجية أهمية بناء الإنسان المصرى باعتباره الركيزة الأساسية لبناء مستقبل مصر؛ مشيرة إلى أن مبادرة 'أجيال مصر الرقمية' ليست فقط تدريبًا، بل استثمار فى عقول وسواعد شباب مصر لتحقيق التنمية المستدامة ومواكبة متغيرات العصر.
وأوضحت في تصريحات خاصة لـ "الوفد"، أن المبادرة تشهد إقبالا متزايدا كل عام ونتيجة لذلك تم إطلاق برنامج صيفى لكل من مبادرتي أشبال وبراعم مصر الرقمية لاستيعاب أعداد أكبر واستثمار فترة الإجازة الصيفية للنشء والشباب فى تعلم مهارات تكنولوجية وثقافية وحياتية، كما يتم تقديم الدورة التدريبية الخاصة بمبادرة رواد مصر الرقمية مرتين فى العام؛ ومن التحديات التى تواجه تنفيذ المبادرة توفير مراكز تدريبية لائقة فى مختلف المحافظات حيث يتم تنفيذ المبادرة فى جميع محافظات مصر تقريبًا وصولا للواحات، وتحديث المحتوى التدريبى والتأكد من مواكبته لمتطلبات سوق العمل حيث يتم التنسيق مع الشركات العالمية لتحديث المحتوى كل عام بالإضافة إلى توفير تدريب عملى لطلاب بناة مصر الرقمية للتأكد من جاهزيتهم لسوق العمل.
وأشارت إلى أنه يتم متابعة معدلات التوظيف مع الخريجين سواء على منصات العمل الحر أو العمل الدائم خارج وداخل مصر لتحسين المخرجات والمؤشرات، موضحة أنه كل عام يتم إجراء عمل استطلاعات رأي للمتدربين بهدف تطوير المحتوى المقدم.
ولضمان شمول جميع المحافظات وتوفير مدربين على أعلى مستوى يتم التدريب من خلال المزج بين التدريب أونلاين والتدريب الفعلى لتوفير مدربين بأعلى كفاءة بجميع المحافظات كما يتم الاستعانة بخريجى بناة مصر الرقمية التى تتربع على قمة الهرم التدريبى لتدريب طلاب براعم وأشبال مصر الرقمية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاتصالات وتکنولوجیا المعلومات المبادرات التدریبیة أجیال مصر الرقمیة سوق العمل من خلال

إقرأ أيضاً:

خبراء: مبادرة رواد رقميون خطوة لبناء كوادر بشرية مؤهلة في التكنولوجيا المتقدمة

أكد عدد من الخبراء أنه مع التسارع التكنولوجى الذى يشهده العالم، أصبحت المهارات الرقمية ضرورة حتمية لمواكبة متطلبات سوق العمل المحلية والعالمية، وأن مبادرة «الرواد الرقميون»، تُعد من أهم المبادرات التى تهدف إلى بناء كوادر بشرية مؤهلة فى مجالات التكنولوجيا المتقدمة، بما يتماشى مع «رؤية مصر 2030»، لتحقيق التحول الرقمى والاقتصاد المستدام.

وقال المهندس محمد الحارثى، خبير تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعى، فى تصريحات لـ«الوطن»، إن المبادرة التى أطلقتها الدولة «مهمة وضرورية»، حيث ساهمت فى فتح المجال أمام كافة الراغبين فى الالتحاق بها، حتى من هم فى العقد الثالث من العمر، كما أن المبادرة لم تقتصر على من حصل على شهادة جامعية، أو أنهى تعليمه الفنى، لكن كل من لديه الرغبة فى تعلم تكنولوجيا المعلومات.

وأوضح أن المبادرة تعطى كل من يرغب فى الانضمام إليها الفرصة الحقيقية للالتحاق بسوق العمل بشكل سريع، كما أعطت له العديد من مميزات التدريب العملى فى كافة التخصصات التى تحتاجها سوق العمل المصرية، خاصة فى مجال التكنولوجيا وبشكل عاجل، وهى ميزة كبرى بأن المتدرب سينجح فى الدخول إلى سوق العمل مباشرة، بعد إنهائه لفترة التدريب، والتى تبدأ من 4 أشهر وحتى عامين، بغض النظر عن التعليم الذى تلقاه قبل الانضمام للمبادرة.

«عزام»: الثقافة الرقمية تعزز فرص المتدرب مع التعليم المستمر لاستشراف المستقبل 

وأكد «الحارثى» أن التخصصات، كتحليل البيانات واختبارات الأنظمة، من الأمور المهمة والمطلوبة فى المجال التكنولوجى عامة، وسينجح كل من يجتاز المبادرة فى العمل ولو بدوام جزئى أو كلى، على حسب التخصصات الأساسية التى تقدمها المبادرة للمستفيدين، كالبرمجة، وبناء الأنظمة الحديثة والمتطورة، وتخصصات الأمن السيبرانى، ذلك لأن كل الشركات تحتاج إلى متخصصين فى تحليل التعاملات، وفقاً لاستراتيجية تطوير الذكاء الاصطناعى المصرى، وبناء الكوادر البشرية بشكل يضمن تطوير المنتجات الرقمية الخاصة بالذكاء الاصطناعى.

وقال محمد عزام، خبير تكنولوجيا المعلومات، إن مبادرة «الرواد الرقميون» من أهم المبادرات التى أطلقتها الدولة فى المجالات المتخصصة، كالمجالات الخاصة بالأمن السيبرانى، والذكاء الاصطناعى، والبرمجيات المدمجة، والتسويق الرقمى، والواقع المدمج والافتراضى، وجميعها من المجالات الأكثر طلباً على مستوى العالم، وأضاف أن التسارع التكنولوجى يفرض على جميع العاملين فى القطاع إقامة نماذج عمل جديدة، ومهارات جديدة طيلة الوقت، كما أنه لا يوجد نظام تعليمى فى أى من دول العالم يواكب حجم التسارع التكنولوجى الكبير، وهو ما يمثل أحد التحديات الكبيرة أمام شركات التكنولوجيا، التى تسارع من أجل اكتساب مهارات جديدة، وأوضح أن المبادرة الأخيرة، التى أطلقتها الوزارة، تسهم فى مساعدة الأشخاص على اكتساب الكثير من الخبرات، بشكل مجانى.

وأوضح «عزام» أن المبادرة شاملة لكل الراغبين فى العمل بالقطاع، بداية ممن تلقى التعليم الجامعى وغيره ممن لم يتلقاه، شريطة أن تكون لديه الرغبة فى دخول هذا المجال الحيوى والمهم، كما أنها متاحة لطلاب الجامعات، أو من يريد تغيير مساره الوظيفى، وهو أمر مهم، نظراً لوجود الكثير من النقص فى هذه النوعية من المهارات المقدمة من خلال المبادرة على مستوى العالم، وقال إن كل من يرغب فى دخول مجال التكنولوجيا عليه أن يغتنم الفرصة التدريبية، التى ستطلقها الوزارة قريباً، لتدريب أكبر عدد من الناس، ويكون لديهم مخزون كبير فى التكنولوجيا المتقدمة، وأمن المعلومات، والفنون الرقمية، والبرمجيات المدمجة، والتصميم الإلكترونى الخاص بتكنولوجيا المعلومات.

مقالات مشابهة

  • الشباب والرياضة بالجيزة تطلق مبادرة زينة رمضان
  • «المنشآت الفندقية»: إطلاق برنامج «مهارات السياحة» لتمكين الشباب وتأهيلهم لسوق العمل
  • جامعة بني سويف التكنولوجية تنظم تدريب مشواري لتأهيل الطلاب لسوق العمل
  • “وزارة الاتصالات” وصندوق تنمية الموارد البشرية يوقعان شراكة إستراتيجية لتمكين الكوادر الوطنية
  • مبادرة الإرشاد المهني تخدم أكثر من 500 ألف طالب بمدارس المملكة
  • منذ إطلاقها حتى نهاية 2024.. استفادة 500 ألف طالب من مبادرة الإرشاد المهني في المدارس
  • 500 ألف طالب مستفيد من مبادرة الإرشاد المهني في المدارس
  • خبراء: مبادرة رواد رقميون خطوة لبناء كوادر بشرية مؤهلة في التكنولوجيا المتقدمة
  • طلاب: مبادرة الرواد الرقميون تسهم في تحويل مصر لمقصد عالمي للاستثمار الرقمي
  • الكوادر التكنولوجية.. تأهيل 12 ألف شاب سنويا بتكلفة 3 مليارات جنيه