لم تمض ساعات على الإطاحة بنظام بشار الأسد في سوريا حتى اتضح جليا أن إسرائيل بدأت في اتخاذ خطوات ملموسة للتكيف مع الواقع الجديد هناك، حسبما يفيد مقال بصحيفة جيروزاليم بوست.

وأشار كاتب المقال هارلي ليبمان، وهو خبير في الشؤون الدولية، إلى أنه ما إن أقر رئيس الوزراء السوري بسقوط نظام الأسد، حتى أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نقل قواته إلى المنطقة العازلة التي كانت تفصل بين البلدين منذ هدنة عام 1974، وسيطر على مواقع عسكرية إستراتيجية على طول الحدود.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أميركا تتجرع الكأس نفسها.. إنترسبت: إرهاب المسيّراتlist 2 of 2موندويس: إسرائيل الكبرى ليست خيالا بل مشروعا يشق طريقهend of list

وفي الوقت نفسه، ذكرت تقارير سورية أن سلاح الجو الإسرائيلي دمر مخابئ ومنشآت سورية وإيرانية قبل أن تستولي عليها إحدى فصائل المعارضة السورية المسلحة.

واعتبر هارلي ليبمان -مؤسس شركة جينيسيس 10 في الولايات المتحدة ورئيسها التنفيذي- كل ذلك تصرفات مفهومة، ومعظمها احترازات منطقية قصيرة الأمد.

وقال إن قصف البنى التحتية العسكرية في سوريا فرصة اغتنمتها إسرائيل بشكل جيد لأنها توفر لها سانحة إستراتيجية في وقت تعاد فيه صياغة المنطقة لسنوات قادمة.

3 محاور

لكن مع إقراره بأن تلك الغارات الجوية ليست سوى خطوات عسكرية اتُّخذت على عجل، فإنه يرى أن أياً منها لم يكن تحركات مستحدثة أو ذات طابع إستراتيجي.

إعلان

وقال ليبمان -وهو عضو اللجنة التنفيذية التابعة للجنة الأميركية الإسرائيلية للشؤون العامة (آيباك)- إن هناك 3 محاور ينبغي على صناع القرار في إسرائيل دراستها لعلها تخدم مصالح تل أبيب على أفضل وجه.

وأول تلك المحاور أن تسعى إسرائيل جاهدة لقطع طرق الإمدادات التي تستخدمها إيران لتزويد وكلائها في المنطقة بالأسلحة والعتاد، والتي تعد سوريا -بنظر الكاتب- جزءا رئيسيا فيها.

والمحور الثاني يتعلق بمسألة حدود سوريا المعترف بها، التي ظل يُتعامل معها "حتى الآن" على أنها دولة واحدة بموجب معاهدة سايكس بيكو لعام 1916، منبهاً إلى أن من المحتمل أن انهيار نظام الأسد قد يتمخض عنه تغيير واقع سوريا كدولة.

وأوعز ليبمان أن هذا السيناريو يمثل فرصة لإسرائيل لتحسين موقفها على طول الحدود مع سوريا بشكل أكثر ديمومة.

وأضاف أن ذلك يمكن كذلك أن يعيد طرح مسألة إقامة منطقة كردية مستقلة في العالم، لا سيما أن الأكراد يتلقون دعما عسكريا كبيرا من الولايات المتحدة في شرق سوريا.

والمحور الثالث و"الأكبر"، حسب ليبمان، يتمثل في الدور الذي ستلعبه القوى الدولية والإقليمية في تشكيل سوريا. ويعتقد كاتب المقال أنه أياً كان من سيحكم في دمشق، فإنه سيحتاج إلى الكثير من المساعدات الاقتصادية لاستعادة مكانة سوريا كدولة مستقلة ذات مستقبل لشعبها.

وأوضح أن من بين تلك القوى، الدول الأوروبية التي ستنظر إلى الوضع الجديد بأنه فرصة سانحة لها لإعادة ملايين اللاجئين السوريين إلى وطنهم.

وهناك تركيا، التي تدعم بشكل كبير الفصائل السورية في الشمال قرب حدودها. أما إيران وروسيا، اللتان طالما كانتا تديران الأمور من وراء الكواليس، فلن يتأتى لهما ذلك بالضرورة على المدى القصير أو ربما حتى لـ5 سنوات مقبلة، على حد تعبير ليبمان.

أحداث تاريخية

ومع أن الكاتب لا يتوقع أن تكون هناك معاهدة سلام في طور الإعداد بين سوريا وإسرائيل، فإنه يرى أن من مصلحة تل أبيب أن تتواصل وتعمل مع من يمول إعادة إعمار سوريا.

إعلان

ورغم أنه يصف ما جرى في سوريا الأسبوع الماضي بأنه أحداث تاريخية، لكنه يستدرك قائلا إن من الحماقة النظر إلى هذه الأيام على أنها نهاية لحقبة واحدة فقط، فهي أيضا بداية صفحة جديدة لسوريا وشعبها.

ونصح ليبمان -الذي يشغل منصب عضو مجلس إدارة صندوق الشراكة من أجل شركة السلام التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية- القيادة الإسرائيلية بأن تدرس ما يمكن أن تجنيه من مكاسب إستراتيجية خلال الأشهر والسنوات المقبلة، في ظل رئيس وإدارة أميركية جديدة مؤيدة بشدة لإسرائيل.

وختم بالقول إن فرصة كهذه تأتي مرة واحدة في العمر، وسيكون من العار تفويتها، على حد تعبيره.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات فی سوریا

إقرأ أيضاً:

5 قتلى في قصف إسرائيلي على سوريا

قتل 5 أشخاص في قصف إسرائيلي، استهدف ريف درعا الغربي بسوريا، بعد ساعات من استهداف القوات الإسرائيلية مطار تدمر العسكري، ومواقع محيطة بالمدينة في ريف حمص.

ونقل مراسل الجزيرة عن  مصادر طبية، أن 5 أشخاص قتلوا، اليوم الثلاثاء، وجرح آخرون في قصف نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء توغلها في بلدة كويا بريف درعا الغربي.

وذكرت المصادر، أن دبابات الاحتلال قصفت البلدة بعدة قذائف، ما أدى إلى نزوح سكان البلدة.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أمني قوله، إن مسلحين أطلقوا النار على قوة من الجيش الإسرائيلي أثناء تنفيذها عملية في قرية كويا دون وقوع إصابات، وأكد أن الجنود ردوا على استهدافهم بإطلاق النار على المهاجمين.

وفي وقت سابق اليوم، قال مصدر عسكري سوري للجزيرة، إن غارات إسرائيلية استهدفت مطار تدمر العسكري، ومواقع محيطة بالمدينة في ريف حمص.

وذكر متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن الهجوم استهدف "قدرات عسكرية متبقية" في منطقة القواعد العسكرية السورية في تدمر وقاعدة "تي-4″.

وكان الجيش الإسرائيلي، استهدف المنطقة ذاتها، قبل أيام قليلة، بغارات جوية أسفرت عن إصابة اثنين من عناصر وزارة الدفاع السورية.

وقال الجيش الإسرائيلي في بياناته، إنه سيواصل العمل لـ"إزالة أي تهديد على إسرائيل".

وبوتيرة شبه يومية، تشن إسرائيل، منذ أشهر، غارات جوية على سوريا، مما يؤدي إلى مقتل مدنيين، وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.

إعلان

وحذّرت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس -من القدس، أمس- من أن الضربات الإسرائيلية على سوريا ولبنان تنذر بـ"تصعيد جديد" في المنطقة.

وتزعم إسرائيل، أنها تريد منع وصول أسلحة الجيش السوري السابق إلى يد السلطات الجديدة في دمشق.

وفي هذا السياق، قالت كالاس "نحن نعتقد أن هذه الأمور غير ضرورية لأن سوريا حاليا لا تهاجم إسرائيل، وهذا يغذّي التطرف المناهض لإسرائيل، وهو ما لا نريد أن نراه".

مقالات مشابهة

  • سوريا.. قتلى ومصابين إثر قصف إسرائيلي على بلدة كويا بريف درعا
  • 5 قتلى في قصف إسرائيلي على سوريا
  • خمسة شهداء بقصف (إسرائيلي) على جنوب سوريا
  • كاتب إسرائيلي يدعو إلى النزول للشوارع لإسقاط نتنياهو.. الخراب قادم لا محالة
  • أكاديمي إسرائيلي: تل أبيب ترتكب إبادة جماعية بغزة وتصدرها للضفة
  • كاتب إسرائيلي يتحدث عن تهديد خفي وجهه ويتكوف إلى مصر
  • كاتب إسرائيلي: ترامب على وشك أن يطلق حربا عالمية ثالثة
  • ضبط عجلة تحمل لوحات عليها علم إسرائيل في بغداد
  • أبرز المواقع التي سيطر عليها الجيش السوداني في الخرطوم
  • الوشق المصري يرهب إسرائيل.. تل أبيب تفحص الحيوان بعد هجومه على الجنود