سر وضع الكرة الصوف أعلى قبعات الشتاء.. استخدامات غريبة
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
مع دخول فصل الشتاء تبدأ القبعات الشتوية في الظهور بكل دول العالم، ويتميز معظمها بكرات صوفية تسمى «البوم بوم»، وقد لا يعرف البعض أن هناك أسبابا تاريخية، لوجود تلك الكرات أعلى القبعات، فما قصتها؟ ومن أين جاء هذا الاسم الغريب؟
تاريخ الكرة الصوف أعلى قبعات الشتاءبعيدا عن أنها أصبحت ضمن الأزياء العصرية، ارتداء الكرات الصوفية بدأ تاريخيًا في المعارك، واستخدامها للحماية، وحتى للدلالة على الحالة الاجتماعية.
ويرجع تاريخ ظهور كرة «البوم بوم» المتواضعة إلى عام 790 ميلاديًا، حسب ما يعتقد المؤرخون، إذ استعرض موقع «دايلي إكسبريس» البريطاني، تطورات تلك الكرة الصوفية، وتحولها من رمز تاريخي إلى اتجاه عصري.
وبحسب التقرير، يعود أحد أقدم السجلات للكرات الصوفية إلى عصر الفايكنج في القرن الثامن، من خلال اكتشاف تمثال صغير للإله الإسكندنافي فرير، إله السلام والخصوبة والمطر وأشعة الشمس، وهو يرتدي قبعة أو خوذة مزينة بكرات صوفية.
واستخدم مشاة نابليون بونابرت، الإمبراطور الفرنسي، الكرات الصوفية على القبعات، للإشارة إلى الكتائب والرتب، ما ساعد على التمييز بين الجنود وسط فوضى المعركة، فيما كانت القبعات التقليدية في المرتفعات الإسكتلندية المعروفة باسم بالمورالز أو جلينجاري، تحتوي أيضًا على كرة صغيرة أو «توري» لتحديد فوج مرتديها، وبحلول القرن الثامن عشر أصبحت البيريه المرنة ذات القمة رمزًا اسكتلنديًا.
ومن ساحة المعركة إلى القوارب، أضاف البحارة الفرنسيون أيضًا كرات صغيرة إلى قبعاتهم، لتجنب اصطدام رؤوسهم بالأسقف المنخفضة في البحار الهائجة، وفي أمريكا الجنوبية، كان السكان الأصليون يرتدونها على الملابس وأغطية الرأس للدلالة على الحالة الزوجية.
في القرن العشرين أثناء فترة الكساد الأعظم، تحولت الكرات الصوفية من علامات لها دلالة إلى موضة، حيث أصبحت شائعة بين الحياكة الذين استخدموا الخيوط المتبقية لإضافة لمسة من الأناقة إلى قبعات الشتاء.
«إن تكرار كلمة (بوم بوم)، ليس عشوائيًا كما قد يبدو، إذ يُعتقد أنها جاءت من الكلمة الفرنسية (بومبون)، التي تعني الكرة الصغيرة من القماش، وهو ما يمكن تفسيره من خلال استخدامها في الجيش الفرنسي»، بحسب التقرير.
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: أرفض إلغاء تدريس أى علم من العلوم..وهذا سبب تراجعنا في القرن السادس
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية الأسبق، إن بعض التيارات المتشددة تهاجم العلوم العقلية وتزعم أنها أضرت بالحراك العلمي الإسلامي، بينما تدعي تيارات أخرى أن العلماء أهملوا تلك العلوم وقاوموا التنوير.
وأضاف الدكتور علي جمعة، خلال بودكاست "مع نور الدين"، اليوم الخميس: "أنا موقفي، أو من رأيي، إن ماينفعش علم يغني عن علم، والأزهر عنده توازن كبير، يعني لما أراد يدرس أصول الفقه، درس معاه المنطق، ودرس البلاغة كمان، أنا اللي فهمني المنطق كان الشيخ شمس – رحمه الله، والبلاغة فهمناها على يد الشيخ شيخون – رحمه الله، وفي الأصول درسنا على الشيخ أبو النور زهير، وكمان الشيخ نور، كنا نقوله مازحين: يا مولانا، إنت لو مشيت وعرقت، هتعرق أصول! يعني ما شاء الله، يفرز جمل أصولية حتى في العرق!".
وتابع: "هو اللي فهمنا المنطق؟، هو اللي فهمنا البلاغة؟، وكان بيجيب لنا أعاجيب في البلاغة ما سمعناهاش قبل كده، والبلاغة ليها علاقة بالمنطق، لأنها كأنها عقل المنطق، واللغة والفكر وجهان لعملة واحدة، والمنطق هو قوانين بترتب حركة الفكر، سواء كانت حركة النفس في المحسوسات أو المعقولات، يعني مفيش استغناء أبدًا عن العلم، في ناس كانت بتقول إن التعمق في العلوم العقلية بيقسّي القلب، فضيّقوا عليها، لدرجة إن في فترة من الفترات الأزهر لغى تدريس المنطق!، وده خطأ، لا، ده احنا نتبحر فيه، ونتوسع فيه، ومافيش كلام".
ثم استشهد الدكتور علي جمعة بما ورد في أحد الكتب التراثية: "الزركشي، في كتابه نهاية المنثور، قال: 'إن من العلوم ما نضج واحترق' بس إحنا بنقول: مفيش علم بيحترق!، العلم ملهوش كلمة أخيرة، العلم شغّال من المحبرة للمقبرة، وكل يوم فيه جديد في كل العلوم، توليد العلوم كان من سمات الحضارة الإسلامية، ولما التوليد ده خف بعد القرن السادس، إحنا اتأخرنا".
وتابع: "العَضُد مثلًا لما وضع علم الوضع، ده كان علم بيني، بين علوم اللغة والمنطق، واخترع علم أفاد في عمق الفهم، فمفيش حاجة اسمها: العلوم احترقت أو انتهت، ولا فيه حاجة اسمها: نوقف تدريس علم أو نهمّله".
وأكمل: "اللي يقول إن القرن الثامن والتاسع كانوا عصور جمود، ده مش دقيق، دول ناس شالوا العلم، وكملوا عليه، واستخرجوا مناهج جديدة من نفس العلوم، واخترعوا كمان مناهج تانية شبيهة، ودي إضافة، وطبقوا ده في الشروح، والحواشي، والتقارير، والتعليقات، علشان يرجعوا ملكة اللغة العربية لناس كانت بدأت تبتعد عنها، كل مرحلة من مراحل العلم – سواء كانت الشرح، أو الحاشية، أو التعليق – كانت مناسبة لعصرها. واللي بيقول إننا في تدهور، ده مش دقيق، الموضوع أوقات بيبقى مرتبط بقرارات إدارية داخل المؤسسات، والقرارات دي ممكن تكون محل نقاش".
وتابع: "لغينا مثلًا علم الهيئة؟ أنا مش مع ده، لغينا علم الوضع؟ برضو مش مع ده، أنا ضد إلغاء أي علم من العلوم، علشان ما يتنساش، ومايبقاش فيه فجوة بيننا وبين مصطلحاته أو مراجعه".