عربي21:
2025-01-19@03:13:38 GMT

تخليص المحور المقاوم من شرنقته

تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT

جولة من الحرب الفاصلة على درب تحرير الأقصى هدأت مؤقتا على الجبهة اللبنانية، وقد أبلى أهلها بلاء حسنا في إسناد المقاومة الفلسطينية منذ عام ونيف، كان فيها اللبنانيون مقاومة وشعبا على الموعد، رغم بعض الحساسيات الممتد نسبها إلى اتفاق "سايكس- بيكو" المشؤوم سنة 1916م، وإلا فلبنان من الأمة، والأمة موحدة في ماضيها وحاضرها ومستقبلها، وإن سعى بعض القُطريين سلخ هذا البلد الجميل من محيطه وتاريخه.



أهو تول يوم الزحف؟

وحدة الساحات تحققت على ثلاث جبهات أو أربع تنفيذا لاتفاق أبرم فيما بينها، فأدت الجبهة اللبنانية واليمنية والعراقية الحق الذي عليها ولا تزال ثابتة في الميدان، بيد أن قائد هذا المحور وراعيه، أي الإيراني، تأخر عن واجبه المنوط به، وهو الذي شجع تحريضه الدائم المقاومين في الجبهات على الإقدام غير مبالين بالتضحيات؛ إذن بقي الإيرانيون يتربصون وطال بهم التربص ولم يقدموا على الوغى إلا مرتين، إحداهما على استحياء والثانية بجرأة جعلت الصهاينة يتحسبون ويعيدون الحساب. ثم نأى الإيرانيون بأنفسهم عن العصا التي لوح بها الأمريكيون، وتركوا الساحات الباقية تواجه مصيرها وحيدة، وتتعرض لأبشع أصناف التنكيل من قوة غاشمة. الأمر الذي طرح السؤال الصعب على الظنون حول مصداقية الولي الفقيه في دعم المقاومة والدفاع عنها، وهو المتمترس وراء عقيدة مذهبية ضيقة، لا تقبل إشراك الأمة في الدفاع عن حياضها ومقدساتها.

أبانت معركة طوفان الأقصى للداني والقاصي أن تحرير فلسطين قضية أمة بأكملها، وليست قضية فصيل منها وإن كان بحجم محور عابر للدول، وهذه القناعة المستخلصة من الحرب الضروس الدائرة رحاها منذ عام ونيف بغزة وما حولها، كانت بحق رافعة لوعي الأمة بأن قضية القدس هي أقدس المقدسات، ودونها يبذل أحرار الأمة الغالي والنفيس بسخاء وجودربما أسفرت الحرب قبل أن تضع أوزارها عن هزيمة سيمنى بها الكيان الصهيوني وإن بدا للناس خلافه، من خلال فشله في تحقيق أهدافه الصعبة التي أعلن عنها ولم يظفر منها إلا بالقليل، مثل زعمه القضاء على المقاومة وتحرير الأسرى وإعادة تشكيل الشرق الأوسط، وغير ذلك من مرام باتت اليوم بعيدة المنال عن جيش مهزوم لا ينجز لقادته غير أرض محروقة وقتل الضعفاء من الأبرياء. وفي قبالة ذلك، تدعونا هذه الحرب المقدسة التي يتولى خوضها المحور المقاوم إلى مراجعة جذرية للعقيدة المذهبية التي تأسس عليها، ومن ثم القول بضرورة إطلاق القضية الفلسطينية من القيد الذي حال دون الأمة جمعاء في تأدية واجبها نحو القدس، والتنافس في ما بينها على تحرير الأقصى.

موقف الجمهورية الإيرانية كان ضعيفا ويدعو إلى الحيرة واليأس من أن يعول عليها أي فصيل في حرب قادمة. لقد كان من الأجدر بها أن تنضم بقوة إلى الحرب دفاعا عن غزة ولبنان، ولكنها أبت إلا أن تظل متفرجة منددة، تنعى الشهداء وتكيل الرثاء لهم في احتفالات التأبين، وهذه الأعمال لا تجدي نفعا من كان في الهيجاء يكتوي بلظاها؛ لذلك فقد شعر خلق كثير من أبناء المحور بالخذلان، وبدا لهم كلام الأمين العام الأول لحزب الله صبحي الطفيلي أقرب إلى الواقعية. هذا إذا كان الرجل صادقا مع نفسه والناس طوال الفترة الماضية، ولم يكن قوله تقية يسوقه كصمام أمان للطائفة الشيعية.

لم تكن "البروباغندا" التي أنفق عليها حزب الله بسخاء، ودلل عليها بحماقات زج فيها بنفسه وليست من مهامه،  كالاصطفاف ضد الثوة السورية، ومناكفة الشركاء اللبنانيين على حقوقهم السياسية، حتى عطل الحياة في هذا البلد العزيز، مستخدما فائض القوة لديه للتصفية الجسدية، أو كهذا قيل، فلا يفتأ الحزب يذكر بثلاثيته المبتدعة "الجيش والشعب والمقاومة"، التي تستبقيه متفوقا دائما على سائر شركائه اللبنانيين، بل سعى دائبا ولا يزال يسعى مشككا في وطنية اليمين اللبناني ونزاهته في الدفاع عن وطنه حينما يستحضر ورطة تحالفه مع الإسرائيليين لتصفية الوجود الفلسطيني أثناء الاجتياح في سنة 1982م. وللمفارقة فإن هذا اليمين وغيره من الفرقاء اللبنانيين قدم حاضنة دافئة للنازحين من المناطق الجنوبية هربا من لهيب هذه الحرب، التي كادت أن تحرق الأخضر واليابس لولا أن العناية الإلهية هيأت أسبابا كيما تتوقف مؤقتا. حاضنة تحسس الجنوبيون نبلها وأرومتها الأصيلة، وجلدها على كظم غيظ على مضض، ولم يرها تبدي دنوا من درك الانتقام تشفيا على قروح لا تزال نازفة.

إسراع الجيش اللبناني للانتشار في الجنوب يخدم الكيان الذي طابت نفسه بذلك واعتبره صفقة مواتية جدا كي يحمي نفسه من ضربات المقاومة من خلال درع يتخذه من جيشها. فالعدو يدرك أن ليس بمقدور الجيش اللبناني مواجهة آلتها لنقص فادح في عديده وعتاده، ولأن اللبنانيين وجيرانهم كذلك غير متوافقين حتى الآن على مد هذا الجيش بسلاح يليق به كحام للدولة اللبنانية، المختلف داخليا وإقليميا على شرعية وجودها في الأساس.

منطلقات نحو معركة فاصلة

توسيع الدائرة الإسلامية للمقاومة كيما تشمل الأمة بأسرها خير درس يستخلص، فالحركات الإسلامية السنية كانت تريد إصلاح الحكم في بلدانها ولكنها تعيش اليوم ضياعا مهدورة الرجال والجهود، وقد آن لها أن تنهض. إن الذين تلقوا تربية إسلامية إبان نشأتهم أكثر الناس قابلية لخوض المعركة الفاصلة، ولست في معرض التدليل على صدقية ذلك منذ أن شدت أفواج المقاومة الأولى رحالها لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين. ثم أتى سقوط البعث في سورية وتولي الثوار زمام الأمور مدماكا جديد في صرح هذه الوحدة المنشودة نحو تحرير الأقصى الشريف.

كما أن توحيد التيارين القومي والإسلامي تحت قيادة موحدة وعلى رؤية واحدة من أجل تحرير القدس، لأنها البوصلة التي لا يختلف عليها التياران؛ فالقوميون ـ على ضعفهم اليوم ـ لا يزالون يمسكون بالسلطة في بعض الدول أو يشاركون فيها، والإسلاميون كذلك، خاصة في شرق العالم الإسلامي وشماله، كأفغانستان وتركيا والقوقاز.

ترك المكايدة السياسية لدول إسلامية منبطحة أو متخلية أو خائنة لمبادئها باب مجد للمحور كيما يتجدد بعدما كاد أن يتبدد، لأن أي سعي نحو المخاصمة سيبدد الجهود، وسيسد الطريق أمام هذه الدول للعودة إلى حضنها الطبيعي والمساهمة في المعركة الفاصلة، إذا ما رأت أن الكفة ترجح لصالح أمتها. وإن مواقف مبدئية اتخذها الملك فيصل بن عبد العزيز والرئيس الجزائري هواري بومدين وغيرهما في حرب 1973م شواهد ماثلة من أمسنا القريب.

وفتح المجال أمام كتائب الأمة للتدريب والتسليح النوعي الذي يؤثر على مجريات الحرب الفاصلة كالصواريخ والمسيرات، بعد أن عادت سورية إلى حضنها السني المجاهد، مثلما فعل الأوكرانيون عقب الغزو الروسي لبلدهم حينما شكلوا مبكرين "الفيلق الدولي" للدفاع عنهم، وكذا الاستفادة مما أتاحه الصدع القائم بين الشرق والغرب في الحرب الروسية- الأوكرانية، والتعاون مع الروس والصينيين في المصالح المتبادلة_ كل ذلك استثمار جيد يسهم في تحقيق تلكم الغاية النبيلة.

موقف الجمهورية الإيرانية كان ضعيفا ويدعو إلى الحيرة واليأس من أن يعول عليها أي فصيل في حرب قادمة. لقد كان من الأجدر بها أن تنضم بقوة إلى الحرب دفاعا عن غزة ولبنان، ولكنها أبت إلا أن تظل متفرجة منددة، تنعى الشهداء وتكيل الرثاء لهم في احتفالات التأبين، وهذه الأعمال لا تجدي نفعاإنه بالمنطق القُطري، يتساءل بعضهم، لماذا نأى المصريون والسوريون والأردنيون وشطر لا بأس به من الفلسطينيين، في الداخل والشتات، عن واجب التضحية والفداء، وترك الغزاويون واللبنانيون والحوثيون وحدهم في الميدان كأنهم مكسر عصا؟ وإن كان المنطق الأممي يقول بأن ما يقدمه اللبنانيون وغيرهم شرف عظيم لو أنهم  كانوا متهيئين جميعهم ليرتقوا درج هذا المقام الرفيع؛ فليكن الشيعة المقاومون في المحور هذه المرة حسنيين لا حسينيين، فالحسن (رضي الله عنه) أهدى أمته عام الجماعة، والحسين (رضي الله عنه) طلب العودة إلى ابن عمه يزيد في دمشق لولا أن شانئيه عاجلوه.

اللبنانيون مسرفون في المعيشة رغم الدروس المستقاة من الحروب التي تترى بساحتهم، وفي كل جولة من الحرب يعودون إلى عادتهم القديمة في السرف والتبذير. هنالك حيلة قتالية لا تخفى عليهم، الانتشار في الأرض والتباعد في البيوتات، استغلالا لما في الأرض من خيرات، وتعسيرا على الاحتلال في أن يتتبع المقاومين، لا سيما إذا ما وصلوا بيوتهم بشبكة معقدة من الأنفاق تحسبا لحروب قادمة، أي بناء مساكن للحرب لا قصورا للفخر.

لقد أبانت معركة طوفان الأقصى للداني والقاصي أن تحرير فلسطين قضية أمة بأكملها، وليست قضية فصيل منها وإن كان بحجم محور عابر للدول، وهذه القناعة المستخلصة من الحرب الضروس الدائرة رحاها منذ عام ونيف بغزة وما حولها، كانت بحق رافعة لوعي الأمة بأن قضية القدس هي أقدس المقدسات، ودونها يبذل أحرار الأمة الغالي والنفيس بسخاء وجود؛ فالمقاومون الذين فجروا المواجهة لم يخطئوا في قرار شنها، وإن كانوا لم ينتصروا فيها حتى الآن فإنهم لم ينهزموا، ولن يهزموا بإذن الله الواحد الأحد.

على كل الشرفاء من أبناء الأمة الإسلامية، خاصة المنظمات والهيئات التي تتبوأ منابر يلتف من حولها الأفراد والجماعات، أخذ زمام المبادرة في توحيد الكلمة ورصف الصفوف، ولا يسعنا أن ننتظر المحور الممانع وقادته ليلموا الشمل ويفسحوا المجال، فقد لا يتحرر هذا المحور من الشرنقة التي حان أوان التخلص منها إلا بمساعدة خارجية مخلصة من عموم الأمة، نرى اليوم جهوزيتها العالية، لتنفر كافة أكثر من أي مرحلة ماضية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المقاومة الفلسطينية الإيراني إيران فلسطين مقاومة رأي دور مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من الحرب وإن کان

إقرأ أيضاً:

الشيخ قاسم: نحيي اليمن السعيد وقائد الثورة والشعب المقاوم لما قدّموه من تضحيات لأجل فلسطين

الثورة نت/
وجه الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني الشيخ نعيم قاسم، التحية إلى “اليمن السعيد وزعيم حركة “أنصار الله” وقائد الثورة السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي والشعب اليمني المُقاوم النبيل والشجاع والصامد، لما قدّموه من تضحيات ويدهم على الزناد من أجل فلسطين.
كما وجه في كلمته خلال المؤتمر الدولي الـ13 (غزة رمز المقاومة)، اليوم السبت، التحية إلى العراق الأبي بمرجعيته وشعبه وحشده ومساندته للقضية الفلسطينية.. قائلاً: حيّاكم الله جميعًا وجعلنا من أهل الفوز في طريق الحق بانتصار غزة وبكل انتصارات المقاومين”.

وبارك الشيخ قاسم للشعب الفلسطيني ولأهل غزة وللمقاومين، “هذا الاتفاق الذي لم يتغيّر عمّا كان مطروحًا في مايو سنة 2024، ممّا يدل على ثبات المقاومة، وأنّها أخذت ما تريد، ولم يستطع الصهيوني أن يحصل على ما يريد”.. معتبرًا أنّ “هذا الاتفاق هو انتزاع لمصلحة الفلسطينيين، رغم تكالب الإجرام الصهيوني- الأمريكي على أهلنا في غزة”.
وشدّد على أنّ “الآن كل طفل فلسطيني سيُولد مقاومًا، ويجب أن نقرأ جيدًا خسائر الكيان الضخمة في الجيش والاقتصاد والوضع النفسي والتربوي والسياسي.. “إسرائيل” الآن منبوذة على المستوى الدولي، صورتها قاتمة، وتكفي إدانة المحكمة الجنائية الدولية لنعرف مدى هذا التأثير الكبير الذي أحدثته مقاومة الشعب الفلسطيني، وفضحت فيه هذا الكيان الصهيوني”.

وأكّد أنّ “لبنان قد قدّم الغالي والنفيس من خلال “حزب الله” وحركة “أمل” والشعب اللبناني.. قائلاً: “لقد قدّم لبنان وقدّم “حزب الله” الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله على رأس القائمة، وقدّم السيد هاشم صفي الدين والقادة الجهاديين والشهداء والجرحى والأسرى، كل ذلك مساندة لغزة وصدًّا للعدوان على لبنان”.

وأضاف قاسم: “مواجهة حزب الله في لبنان ساهمت في نصرة غزة، والشباب المقاوم وقفوا سدًّا منيعًا أمام التقدّم على الجبهة بمواجهة أسطورية، وأهاليهم الشرفاء حموا وناصروا ودعموا.. وكذلك عطّل “حزب الله” والمقاومون هدف “إسرائيل” بإنهاء المقاومة في لبنان التي خرجت عزيزة مرفوعة الرأس”.

وأشار إلى أنّ “طوفان الأقصى قد أحيى القضية الفلسطينية ووصل صداها والاهتمام بها إلى بقاع الأرض كافة، حتى أنّنا رأينا التظاهرات في أمريكا وفرنسا وبريطانيا والدول الغربية، وهذا انقلاب حقيقي في المشهد العالمي”.
وركّز، في كلمته على أنّ “حرب “إسرائيل” وأمريكا على غزة هي مشروعهم لفلسطين، مشروعهم مشروع الإبادة وإلغاء اسم فلسطين من خارطة الوجود الدولية.. ويُسجّل للإمام الخميني هذا البعد الإيماني والاستراتيجي في نظرته للاحتلال الصهيوني، عندما قال: “يجب أن تزول “إسرائيل” من الوجود”، لأنّ هذا الكيان هو كيان عدواني وإلغائي لحقوق الشعب الفلسطيني”.

ولفت الشيخ قاسم إلى أنّ “الشعب الفلسطيني المجاهد والشريف بكل أطيافه، بشبابه ورجاله ونسائه وأطفاله ومقاومته الشجاعة والعظيمة، والمقاومين الصامدين الحاضرين في الميدان، هم فخر الأمة وعنوان العزة وصُنّاع مستقبل فلسطين المحرّرة بالقدس إن شاء الله كرمز للتحرير”.
وشدّد على أنّ “المقاومين والشعب الفلسطيني قد أفشلوا مُخطّط “إسرائيل” الخطير، والتضحيات الكبيرة التي قدّموها والصمود الأسطوري هما مُؤشران على جدارة هذا الشعب ومقاومته لاستعادة أرضه، وهو قادر على ذلك، الصمود الآن هو مدماك المستقبل”.

وبين أنّ “التضحيات كانت كبيرة.. اغتيل رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” اسماعيل هنية، ورئيس المكتب السياسي الذي تلاه يحيى السنوار، 160,000 بين شهيد وجريح، وهناك تدمير منهجي لغزة، ولكن هذه التضحيات هي التي أوقفت المشروع الآثم ومنعت إلغاء قضية فلسطين، وستؤسّس إن شاء الله للمستقبل”.
كما أوضح أنّ “بديل هذه التضحيات خلال مراحل الحرب، هو الاستسلام.. لقد خرج الشعب عزيزًا والمقاومة حاملة لسلاحها، وحركة “حماس” المجاهدة و”كتائب القسام” أثبتت جدارة بقيادة المقاومة وصمودها، ومعها “الجهاد الإسلامي” و”سرايا القدس” في ميدان العطاء، ومعهما كل فصائل المقاومة والشرفاء والمجاهدين”.

كما ركّز على أنّ “هذا الشعب في الكيان الصهيوني لن يكون مُستقرًّا في فلسطين، انتظروا القادم من الأيام والأشهر لتروا التداعيات.. أما الخلافات الداخلية في داخل الكيان الصهيوني فستزداد إن شاء الله، ولا حلّ في فلسطين إلا بعودة فلسطين إلى أهلها”.
إلى ذلك، أشار الأمين العام لـ”حزب الله” إلى أنّ “التاريخ سيُسجّل كما سجّل الميدان من ساند غزة بالتضحيات والعطاءات وكانت لهم مساهماتهم في كسر مشروع العدو الصهيوني.. وأبرز المساهمين الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقياده الإمام علي الخامنئي، الذي لم يترك مناسبة إلا وأكّد فيها على الوقوف مع الشعب الفلسطيني للتحرير من البحر إلى النهر، وقدّم كل أنواع الدعم العسكري والمعنوي والمادي والسياسي ودماء الشهداء من أجل فلسطين”.

وذكر أنّ “حرس الثورة الإسلامية في إيران وفيلق القدس عَمِلا بكل طاقة وقدّما الشهداء على طريق تحرير فلسطين”.. لافتًا إلى أنّ “إيران تُعاقَب منذ عشرات السنين لأنّها وجّهت بوصلتها نحو تحرير القدس”.. ووجّه تحية إلى “الشعب الإيراني الذي ساند ودعم وسار وراء هذه القيادة العظيمة للإمام الخامنئي في نصرة فلسطين”.
وجزم الشيخ قاسم، قائلاً: إنّ “المقاومة في لبنان ستبقى عصية على المشروع الأمريكي- الصهيوني، وهي مستمرة وقوية وجاهزة وأمينة على دماء الشهداء لتحرير الأرض، لتحرير فلسطين.. صَبرنا على الخروقات لإعطاء فرصة للدولة اللبنانية المسؤولة عن هذا الاتفاق، ومعها الرعاة الدوليون، ولكن أدعوكم إلى ألا تختبروا صبرنا، وأدعو الدولة اللبنانية إلى الحزم في مواجهه الخروقات التي تجاوزت المئات، هذا الأمر لا يمكن أن يستمر، الاتفاق حصرًا هو في جنوب نهر الليطاني”.

وأضاف: “إنّنا خرجنا بحمد الله مرفوعي الرأس والسلاح بأيدي المقاومين والقرار 1701 إطار عام.. أما خُطط الاستفادة من المقاومة وسلاحها، فيناقَش ضمن الاستراتيجية الدفاعية وبالحوار من ضمن الحفاظ على قوة لبنان وسيادة لبنان واستقلاله.. لن يتمكن أحد من استثمار نتائج العدوان في السياسة الداخلية، فالمسار السياسي مُنفصل عن وضع المقاومة”.
وتابع قاسم: إنّ “مساهمتنا كحزب الله وحركة أمل هي التي أدّت إلى انتخاب الرئيس بالتوافق، العماد جوزاف عون، ولا يستطيع أحد إقصاءنا من المشاركة السياسية الفاعلة والمؤثرة في البلد، فنحن مُكوّن أساسي في تركيبة لبنان ونهضته. وبعض البلهونيات في إبراز إبعادنا عن المسرح، هي فُقّاعات ستظهر لاحقًا”.

مقالات مشابهة

  • فشل الغرب في الحرب التي شغلت العالم
  • الشيخ قاسم: نحيي اليمن السعيد وقائد الثورة والشعب المقاوم لما قدّموه من تضحيات لأجل فلسطين
  • مفتي الجمهورية: التكفير يعدُّ من أهم العقبات التي ابتليت بها هذه الأمة
  • صمتت حكومة الجنوب على ألاف الضحايا الجنوبيين في المدرعات وبحري والمهندسين والفاشر وبابنوسة، فما الذي جعلها تستيقظ فجأءة ؟
  • “وهم صاغرون”.. تحت حذاء المقاوم (كاريكاتير)
  • الجنين يتحكم في طبيعة المغذيات التي يحصل عليها من الأم
  • الصخرة التي تتحطم عليها أقوى المبادئ
  • تفاصيل إعادة إعمار قطاع غزة كما ينص عليها اتفاق وقف إطلاق النار
  • إعادة إعمار قطاع غزة كما ينص عليها اتفاق وقف إطلاق النار
  • الرشق: شروطنا التي طرحناها في بداية الحرب انتزعناها كلها وجثى المحتل على الركب