حذّر محللون سياسيون وخبراء فرنسيون في الإسلام السياسي من أنّ أحد أقوى أسلحة تنظيم الإخوان الإرهابي، هو إتقانهم للخطاب المُزدوج وخاصة في فرنسا حيث تعمل مؤسسات ثقافية وفكرية كواجهة مخفية لنشر أيديولوجيا الإخوان بما يتعارض مع قوانين ومبادئ الدولة.

وأكد هؤلاء أنّ تنظيم الإخوان ليست مُجرّد منظمة دينية، إذ أنّهم يُمثّلون مشروعاً سياسياً عالمياً يرى فرصة في ضعف الديمقراطيات.

وهم يُعوّلون على تردد الفرنسيين وعلى الخوف من اتهامهم بالإسلاموفوبيا للمُضي قُدماً في نشر فكرهم المُتطرّف، بينما تُواصل المنظمة الإرهابية استخدام العقيدة الدينية الحضارية لأغراض سياسية.

SOCIÉTÉ | Depuis des décennies, les Frères Musulmans avancent masqués, drapés dans une respectabilité trompeuse, tout en tissant méthodiquement leur toile d’influence.https://t.co/OW3dGxAuVl

— Quotidien Libre (@QuotidienLibre) December 5, 2024 استمرارية التمويل المشبوه

ولا زالت تداعيات العملية الأمنية الواسعة التي أطلقتها الأجهزة الفرنسية المُختصّة قبل أيام، في مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) الجاري، تتصاعد حيث تمّ اكتشاف استمرارية تدفق الأموال بحرية لمنظمات تتبع للإخوان، وذلك على الرغم من كل الجهود المبذولة للقضاء على مصادرهم ونفوذهم.

وقال الصحافي والمحلل السياسي الفرنسي جوليان بوفراي موراند، إنّ الإخوان على مستوى الخطاب الخارجي يدعون إلى التسامح والحوار، ويضعون أنفسهم كمُحاورين أساسيين للدول التي تسعى إلى دمج سكانها المُسلمين في مُجتمعاتها. ولكنّ خطابهم على المستوى الداخلي، مختلف تماماً، فهم يروجون للإسلام السياسي، ويرفضون القيم الغربية.

وعلى مدار عقود من الزمن، رسّخت جماعة الإخوان المسلمين نفوذها في أوروبا تحت ستار خادع من التقدير والحوار المُتبادل، بينما كانت تنسج شبكة نفوذها بشكل منهجي. ونقل موراند عن السلطات الفرنسية تشديدها على أنّ كل تمويل غير مُعلن من قبل جمعيات تعمل في فرنسا، وكل برنامج تعليمي مشكوك فيه، هو خطوة أخرى نحو استقطاب المجتمع.

التعليم الإخواني

من جهتها أكدت شبكة "اليومية الحرّة" الإخبارية الفرنسية على أنّ "المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية" الذي يتم تقديمه كمؤسسة ثقافية تدريبية، إنّما يهدف إلى أن يكون أحد ركائز التعليم الديني الإخواني في أوروبا. حيث تُخفي الخطب التثقيفية أجندة أكثر غموضاً لهذا المعهد الذي أسسه اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، والذي أعيد تسميته الآن بـِ "مسلمي فرنسا"، والذي لا ينفصل عن جماعة الإخوان المسلمين، ويضم في كافة فروعه على الأراضي الفرنسية ما يزيد عن 2000 شخص من الطلبة وأئمة المستقبل، والدُعاة والمحاضرين والمُدرّسين.

وقالت المنصّة الإخبارية واسعة الانتشار إنّ تنظيم الإخوان لا تلجأ إلى العنف المسلح، على الأقل ليس بشكل مباشر. لكنّ أسلوبها أكثر دقة من خلال اختراق المؤسسات الفرنسية وتعزيز النفوذ الأيديولوجي والاقتصادي وتعبئة المجتمع. ويُجسّد المعهد الإخواني المذكور هذا النمط إلى حدّ الكمال، حيث يقوم بتدريب المديرين التنفيذيين الدينيين، وكسب العقول، وبناء تأثير دائم.

Nièvre : ce que l’on sait de la vaste opération de police ayant visé un institut de formation d’imams proche des Frères musulmans https://t.co/t3keWpPki4

— CNEWS (@CNEWS) December 4, 2024 جيوب إيديولوجية

وأشارت الشبكة الفرنسية إلى أنّ اكتشاف التمويل الخارجي لهذا المعهد وغيره ليس مُفاجئاً من قبل دول معروفة بذلك، وتُتهم مُنذ فترة طويلة بدعم المنظمات القريبة من جماعة الإخوان المسلمين. وهذا الدعم المالي، الذي غالباً ما يكون مخفياً تحت ستار الرعاية الثقافية أو التعليمية، يُغذّي الشبكات التي تشكك في المبادئ الأساسية للجمهورية، أي العلمانية والمساواة بين الجنسين والحريات. وهذه الأموال ليست مُجرّد منح بسيطة، حيث تسعى إلى تنفيذ مشاريع تهدف إلى تقسيم المجتمع وتعزيز الهوية الدينية الانفصالية، وذلك وفق استراتيجية واضحة: خلق جيوب إيديولوجية داخل الديمقراطيات الأوروبية.

ونبّه محللون سياسيون إلى غياب الرقابة الصارمة، نتيجة الجهل بخطر الإخوان، بل وبسبب التواطؤ أحياناً من جانب بعض المسؤولين المُنتخبين في البلديات والمُدن، أو الجهات العامة الفاعلة، والذين يسمحون لهذه المنظمات بأن تُرسّخ جذورها تحت ذريعة الحوار بين الأديان أو احترام الحريات الفردية.


 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية فرنسا تنظيم الإخوان

إقرأ أيضاً:

تفاصيل صادمة ومثيرة.. هكذا خططت المخابرات الفرنسية إلى تشكيل جماعات متطرفة بأحياء العاصمة

كشف وثائقي بثه التلفزيون الجزائري كيف تفطنت المخابرات الجزائرية لمخطط المخابرات الفرنسية. الرامي إلى تشكيل جماعات متطرفة بالأحياء الشعبية بالعاصمة.

وحسب الوثائقي الذي يحمل عنوان ” فشل المؤامرة.. صقور الجزائر تنتصر”. فقد تابعت المخابرات الجزائرية كل تحركات واتصالات شاب يدعى أمين بعناصر المخابرات الفرنسية.

ورصدت المخابرات الجزائرية لقاء الشاب أمين. مع عنصر تابع للمديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسية يعمل بالسفارة الفرنسية بالجزائر.

من هو أمين؟

أمين، شاب جزائري يعيش في المهجر، عاش تجربة مريرة قلبت كل تفاصيل حياته.

وكانت بدايتها عن طريق استدراجه في أوروبا، من طرف تنظيم إرهابي ينشط عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وحسب الوثائقي فإن هذا التنظيم متخصص في الدعاية الهدامة، والترويج للأفكار المتطرفة. يستهدف استقطاب الشباب المسلم، حيث يتم شحنهم بالأفكار الجهادية. تحضيرا لتجنيدهم في القتال في صفوف الجماعات الإرهابية انطلاقا من أوروبا.

ووقع أمين في مصيدة هذا التنظيم دون أن يشعر ليجد نفسه مجندا يقاتل في صفوف الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق. حيث مر هناك بظروف صعبة ونجا من الموت المحقق خلال تواجده بالشام.

لم يكن أمين ليستفيق من كابوس سوريا والعراق، حتى وجد نفسه محل استهداف من نوع آخر.

هذه المرة كان الدور على مصالح الاستخبارات الفرنسية، التي جعلته هدفا ثمينا لها. وسعت لتجنيده ضمن نشاطاتها العدائية لبلادنا.

لكن وعي أمين وإدراكه لحقيقة وخطورة نوايا الاستخبارات الفرنسية. فضلا عن اليقظة النشطة للمصالح الأمنية لبلادنا. وعملها الاستباقي المحترف. في التصدي لمثل هكذا اعمال تخريبية أفشل خيوط المؤامرة.

وقال أمين إنه بعد وصوله الى فرنسا بقي لفترة عند خالته. والتي تزامنت مع أحداث غزة. وكذا الجماعات الارهابية التي ظهرت في سوريا والعراق.

وأضاف أمين “من خلال فيسبوك، تعرفت على شخص سوري الجنسية. تابع لتنطيم داعش الإرهابي وبقينا على اتصال الى ان غادرت الى تركيا وبعدها الى سوريا”.

وتابع أمين “دخلت الى المعسكر ومكثت فيه لأسبوعين. فأخبرونا أنه سيتم تقسيمنا الى فريقين الأول سيتجه للعراق والأخر يمكث بسوريا”.

وأضاف أمين “كنت ممن تم ترحيلهم على العراق، فتدربت في المعسكر ثم تم تقسيمنا عبر الولايات هناك. وكنت ممن توجه الى الفلوجة”.

وبالفلوجة تمت ترقية أمين إلى أمير سرية حيث كانت كنيته أبو ريان. ثم أصيب في غارة جوية تم على إثرها نقله الى تركيا.

وبعد وصوله الى تركيا تم توجيهه الى سفارة فرنسا، أين تم اخباره انه محل أمر بالقبض الدولي. وانه سيتم ترحيله الى فرنسا.

وأضاف أمين ” رفضت التوجه الى فرنسا وفضلت العودة الى وطني الجزائر. حيث تمت محاكمتي وإدانتي بالحبس النافذ الى غاية سنة 2019″.

وفي 2022 تلقى امين اتصالا من خالته المقيمة في فرنسا، أخبرته من خلالها أن جمعية تدعى أرتميز تبحث عنه.

من هي جمعية أرتميز ومن هم أعضاؤها؟

جمعية artemis معروفة بنشاطها المشبوه اتجاه الأشخاص المتورطين في قضايا إرهابية والمقيمين في التراب الفرنسي. حيث سبق لها وأن قامت بعمليات تقرب من جزائريين اصحاب قضايا ذات طابع إرهابي مقيمين في فرنسا (دون توضيحات أخرى).

ويتراس هاته الجمعية الفرنسي BOYADJIAN JULES مستشار وزير الداخلية الفرنسي السابق CAZENEUVE, BERNARD.

كذلك ومن بين أعضائها الفاعلين المغربي المسمى بن زين رشيد، الحامل للجنسية الفرنسية. الذي تم تكريمه مؤخرا من قبل الملك المغربي محمد السادس كشخصية مهمة في ميدان البحث العلمي.

وحسب المعلومات المستقاة فإن عدة أعضاء ينتمون لهاته الجمعية المشبوهة. هم موظفون سابقون بوزارة الداخلية الفرنسية أو لا يزالون يعملون بها.

واتصلت فتاة بالشاب أمين قائلة انها تنتمي الىه هذه الجمعية وتحصلت على اسمه من وزارة الدفاع الفرنسية. وتريد مساعدته على اعادة إدماجه في المجتمع الاوروبي.

وبقي أمين على اتصال مع هذه الفتاة عبر تطبيق واتساب الى ان قررا الالتقاء بالعاصمة تونس في 17 فيفري 2023. الا ان السلطات التونسية منعته من الدخول، فطلبت منه الالتقاء به في المغرب.

وبعد رفض أمين التوجه الى المغرب، أخبرته الفتاة جولي أنها سلمت رقمه لشخص اسمه ايفان. حيث التقيا في ساحة الأمير عبد القادر بالجزائر العاصمة.

من هو إيفان IVAN؟

يتعلق الأمر بالمسمى ANDREI JOSEPH GABRIEL GALLARDO مولود في 13 مارس 1989 بمدينة كون (caen) الفرنسية. أعزب وحامل لجواز سفر فرنسي صادر بتاريخ: 13 أفريل 2021.

المعني إطار تابع للمديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسية ويشغل منصب سكرتير أول على مستوى السفارة الفرنسية بالجزائر.

التقى كل من أمين وإيفان وتوجها الى المركز الثقافي الفرنسي حيث دارت بينها محادثات حول ماضي أمين. ليخبره بعدها إيفان أنه يعمل لصالح المخابرات الفرنسية.

وكانت المخابرات الجزائرية على علم باللقاء الذي جمع أمين وإيفان وعلى اطلاع تام بالمهمات التي كان يأمره بها.

وكان ايفان يريد ارسال أمين الى النيجر للانضمام الى الجماعات الارهابية مقابل 50 الف اورو. الا ان الانقلاب الذي حدث في النيجر حال دون ذلك.

كما أخبر إيفان أن أمين تحت الحماية الفرنسية طالما أنه يعمل لصالحها.

وبعدها انقطع الاتصال بين ايفان وأمين لمدة 6 أشهر الى غاية لقاءها في 6 مارس 2024ٍ في تيليملي بالجزائر العاصمة. حيث كان برفقة إيفان شخص آخر يدعى بيار.

وأمر كل من بيار وإيفان الشاب أمين التوغل في شوارع العاصمة على غرار باب الواد، الحراش، المقرية، للبحث عن متطرفين.

والتقى أمين وإيفان مرة أخرى في 28 ماي 2024 في تيليملي بالجزائر العاصمة. أين أخبرهم أمين أنه قام بالمهمة التي طلبوها منه.

وهناك أمروه بالتوجه للبحث عن متطرفين في ولاية وهران والعودة الى العاصمة وبالضبط برج البحري.

وتم أمر أمين بإنشاء جماعة إرهابية في الجزائر على أن يتم تزويدها بالسلاح والذخيرة والمتفجرات من ليبيا.

وبعد اللقاء، التقى أمين بالمصالح الأمنية والتي أخبرته أنه يجب توقيف التواصل مع هؤلاء.

بعد كل هذه التفاصيل التي تم الكشف عنها بالادلة والبراهين، تم تفكيك كل خيوط المؤامرة مع تحقيق نجاح باهر للمخابرات الجزائرية.

مقالات مشابهة

  • مصدر أمني ينفي ماتداولته جماعة الإخوان الإرهابية يدعى خطف الأطفال لصالح شخص آخر
  • الداخلية تنفي شائعات جماعة الإخوان الإرهابية عن خطف الأطفال والاتجار بأعضائهم بالجيزة
  • باب الواد والحراش وغيرها.. هكذا خططت المخابرات الفرنسية إلى تشكيل جماعات متطرفة بأحياء العاصمة
  • تفاصيل صادمة ومثيرة.. هكذا خططت المخابرات الفرنسية إلى تشكيل جماعات متطرفة بأحياء العاصمة
  • بالتفاصيل.. هكذا خططت المخابرات الفرنسية إلى تشكيل جماعات متطرفة بأحياء العاصمة
  • كاتب ياسين.. الروائي الجزائري الذي أخذ الفرنسية غنيمة حرب
  • بسبب جرائم حرب في غزة..مقاضاة جندي إسرائيلي فرنسي في باريس
  • هل يقع التغيير بالثورة في اليوم العاقب لها: الثورة الفرنسية مثالاً (1-2)
  • وفد فرنسي في دمشق لبدء مرحلة جديدة من العلاقات مع سوريا