أشعة ليزر في سماء أمريكا.. تهديد غامض يُثير القلق بعد المسيرات المجهولة (فيديو)
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
أعلنت إدارة الطيران الاتحادية بالولايات المتحدة، ارتفاع وقائع تسليط أشعة ليزر على طائرات في ولاية نيوجيرسي، منذ بدء الناس في الإبلاغ عن مشاهدة طائرات مُسيّرة، موضحة أن البلاغات عن مثل هذه الحوادث ارتفعت بنسبة 269% في النصف الأول من ديسمبر الحالي، إذ بلغت 59 واقعة مقارنة بثمانية في نفس الفترة من العام الماضي، بحسب ما جاء في وكالة الأنباء العالمية «رويترز».
ويُعد توجيه الليزر نحو طائرة مشكلة كبيرة في ما يتعلق بالسلامة، ويصنف على أنه انتهاك للقانون الاتحادي، كما أوضحت وكالات أمريكية أنَّ الارتفاع في مشاهدات الطائرات المُسيَّرة لا يُشكل مخاطر على الأمن القومي، ويبدو أنها في الغالب طائرات مُسيَّرة للهواة.
وفي هذا الشأن، قالت الوكالات الفيدرالية الأمريكية، إنّ المُسيّرات التي شُوهدت في شمال شرق الولايات المتحدة لا تطرح تهديدًا على الأمن القومي أو العام، بعدما تسببت بحالة من الهلع، كما ذكرت الشرطة الفيدرالية ووزارتا الأمن الداخلي والدفاع وإدارة الطيران الفيدرالية، في بيان مشترك: «لم نرصد أي شيء غير عادي ولا نعتبر أنَّ النشاط حتى الآن يطرح تهديدًا على الأمن القومي أو السلامة العامة في المجال الجوي لولاية نيوجيرسي والولايات الشمالية الشرقية الأخرى».
وأضاف البيان، بعد مراجعة البيانات والمعلومات التقنية التي قدمها المواطنون المعنيون بعناية: «نرى أن المشاهدات حتى الآن تشمل مُسيّرات تجارية وأخرى يستخدمها هواة ومُسيَّرات تابعة لقوات الأمن، إضافة إلى طائرات شراعية ومروحيات ونجوم يُعتقد عن طريق الخطأ أنَّها مسيّرات»، بحسب ما جاء في «القاهرة الإخبارية».
ماذا عن المسيرات المجهولة؟وأثارت الطائرات دون طيار، التي شوهدت منذ أسابيع في شمال شرق البلاد، قلقًا بين السكان من تورط أجنبي محتمل، كما وُجِّهت اتهامات للحكومة الأمريكية بالتستر على الموضوع، كما نفى مسؤولون أمريكيون وجود تدخل أجنبي، بما في ذلك مزاعم بأن المسيرات أُطلقت من سفن إيرانية أو صينية.
وفي سياق متصل، أكد جون كيربي، مستشار الأمن القومي الأمريكي، أنَّه لا يوجد ما يشير إلى أن مشاهدات الطائرات دون طيار الأخيرة تشكل خطرًا على السلامة العامة، موضحا في مقابلة مع بريت باير من قناة «فوكس نيوز» أنَّ المسؤولين الفيدراليين عملوا مع وكالات إنفاذ القانون المحلية والولائية لفحص أكثر من 5000 مشاهدة على طائرات دون طيار، وحددوا أنَّ بعض الطائرات مأهولة، في حين أن البعض الآخر غير مأهول، وقد خلصوا إلى أنّ الطائرات دون طيار التي جرى رصدها في نيوجيرسي، وما حولها تعمل بشكل قانوني ولغرض الصالح العام، ولا تُظهِر أي علامات على التدخل الأجنبي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: سماء أمريكا طائرات مسيرة طائرات الليزر طائرات دون طیار الأمن القومی
إقرأ أيضاً:
هل سقطت «إف-18» فقط.. أم سقطت معها هيبة أمريكا في البحر الأحمر؟
في تطور غير مسبوق، شهد البحر الأحمر حادثة تعكس التحولات الجذرية في موازين القوى، حيث أعلنت البحرية الأمريكية عن سقوط طائرة مقاتلة من طراز “إف-18” من على متن حاملة الطائرات “هاري إس ترومان”. وبينما حاول الإعلام الأمريكي التقليل من خطورة الحادث بالقول إنه أسفر عن إصابة “طفيفة” لأحد البحارة، فإن الحقيقة أبعد من ذلك بكثير. فأن تسقط طائرة حربية متطورة تبلغ قيمتها 60 مليون دولار في أحد أهم الممرات المائية في العالم، فهذا ليس مجرد خلل فني، بل مؤشر واضح على تآكل الهيبة الأمريكية أمام معادلات جديدة فرضها الواقع العسكري في المنطقة.
لكن ما لم يرد في الرواية الأمريكية هو أن هذا السقوط جاء بعد ساعات قليلة من تنفيذ القوات المسلحة اليمنية عمليتين عسكريتين نوعيتين. الأولى استهدفت حاملة الطائرات “ترومان” والقطع الحربية المرافقة لها في البحر الأحمر، بينما الثانية ضربت هدفًا حيويًا للعدو الإسرائيلي في عسقلان المحتلة باستخدام طائرة مسيرة متطورة من نوع “يافا”. هذه العمليات جاءت كرد مباشر على المجازر الوحشية التي ارتكبها التحالف الأمريكي في صنعاء وصعدة، والتي استهدفت مراكز إيواء المهاجرين، في استمرار للعدوان الذي لم يتوقف لحظة.
لم يكن سقوط “إف-18” مجرد حادث عرضي، بل هو نتيجة مباشرة لضربات يمنية دقيقة أجبرت البحرية الأمريكية على إعادة حساباتها. القوات البحرية اليمنية، إلى جانب سلاح الجو المسيّر والقوة الصاروخية، نفذت هجومًا مشتركًا باستخدام صواريخ مجنحة وباليستية وطائرات مسيرة، ما أربك تحركات أكبر قوة بحرية في العالم. لم تعد حاملات الطائرات الأمريكية تتحرك في البحر الأحمر كما تشاء، بل باتت تحت نيران الاستهداف المستمر.
وجددت القوات المسلحة اليمنية تأكيدها على استمرارها في استهداف وملاحقة حاملة الطائرات “ترومان” وجميع القطع الحربية المعادية في البحرين الأحمر والعربي، حتى يتم إيقاف العدوان على غزة. وفي إطار التزامها الثابت بدعم الشعب الفلسطيني، نفذ سلاح الجو المسير اليمني عملية عسكرية دقيقة استهدفت هدفًا استراتيجيًا في عسقلان المحتلة، ضمن معادلة ردع جديدة تؤكد أن اليمن ليس معزولًا عن قضايا الأمة، بل في قلب المواجهة ضد الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية.
كما أكدت القوات المسلحة اليمنية أنها ستواصل منع الملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي، والتصدي للعدوان الأمريكي بكل الوسائل المتاحة، إلى جانب دعم المجاهدين في قطاع غزة حتى رفع الحصار ووقف العدوان. هذا الإعلان يحمل رسائل واضحة مفادها أن معركة البحر الأحمر ليست معزولة عن المعركة الكبرى ضد الاحتلال والهيمنة الغربية.
اليوم، لم يعد البحر الأحمر كما كان. لم تعد حاملات الطائرات الأمريكية رمزًا للقوة المطلقة، بل أصبحت أهدافًا متحركة تحت مرمى الصواريخ والطائرات المسيرة. مع كل عملية نوعية، يُثبت اليمن أنه ليس مجرد لاعب في الساحة الإقليمية، بل هو قوة صاعدة تفرض معادلات جديدة لا يمكن تجاهلها.
على الرغم من كل ما تمتلكه واشنطن من أساطيل وحاملات طائرات، فإنها اليوم عاجزة عن حماية معداتها وجنودها من ضربات اليمنيين. سقوط المقاتلة “إف-18” ليس سوى إعلان جديد عن تراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة، وانتهاء حقبة التفوق الأمريكي في البحر الأحمر.
هذه الحادثة ليست مجرد سقوط طائرة، بل هي سقوط لمعادلة كانت أمريكا تعتمد عليها لعقود. فمن كان يصدق أن حاملة طائرات أمريكية، رمز الهيمنة العسكرية، ستُضرب في قلب البحر الأحمر، وتتعرض للإرباك والمطاردة من قوات يمنية كانت قبل سنوات تُحارب بأسلحة تقليدية؟
اليمن اليوم ليس كما كان، وكما تتهاوى المقاتلات الأمريكية في البحر، تتهاوى أيضًا أسطورة السيطرة المطلقة لواشنطن. البحر الأحمر يتحدث الآن بلغة جديدة… لغة يمنية لا تعرف التراجع، ولا تعترف بالهيمنة الأمريكية.