الشرق الأوسط وأوكرانيا والهجرة على طاولة القادة الأوروبيين في بروكسل
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
بروكسل – يعتزم القادة الأوروبيون خلال اجتماعهم في بروكسل اليوم الخميس، مناقشة موقفهم بشأن الأزمة في أوكرانيا، ووصول الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب المرتقب إلى السلطة.
ويتضمن جدول أعمال اجتماع رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي أيضا الشرق الأوسط وسوريا وقضايا الهجرة واستدامتها في العالم.
ودعا رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، فلاديمير زيلينسكي إلى اجتماع أوروبي لمناقشة الملف الأوكراني، الذي وصل إلى بروكسل في اليوم السابق وعقد اجتماعا مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته.
وقال مصدر أوروبي رفيع المستوى للصحفيين عشية القمة، إن المواضيع الرئيسية ضمن الملف الأوكراني في القمة ستكون دعم قطاع الطاقة في الشتاء، وإمدادات أنظمة الدفاع الجوي والذخائر والصواريخ، وتدريب القوات الأوكرانية، فضلا عن “السلام العادل والدائم”.
وعند مناقشة الأحداث في الشرق الأوسط، يعتزم القادة الأوروبيون التركيز على سوريا وإقامة اتصالات بين الاتحاد الأوروبي والسلطات الجديدة.
وفي اليوم السابق، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في حديثها أمام أعضاء البرلمان الأوروبي، إنه يجب على الاتحاد أيضا مراجعة عقوباته القطعية ضد سوريا وتقديم الدعم الكامل للاجئين السوريين في أوروبا الذين يقررون العودة إلى وطنهم.
ومن المنتظر أن يعقد رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي أيضا مناقشة استراتيجية حول دور الاتحاد في العالم وتعزيز نفوذه وحماية مصالحه على المنصات الدولية.
وكما كتب رئيس المجلس الأوروبي كوستا في رسالة دعوة إلى الزعماء لحضور القمة، فإن النقاش سيتركز على ثلاثة مجالات رئيسية: تحديد قدرات الاتحاد الأوروبي على المسرح العالمي، وتعزيز النفوذ والدفاع عن المواقف الأوروبية، والعلاقات عبر الأطلسي في العالم في المستقبل القريب، وكذلك علاقات الاتحاد الأوروبي مع المملكة المتحدة.
وسيكون هناك موضوع منفصل هو مناقشة زيادة استعداد دول المجتمع للأزمات في مجال المناخ والدفاع والأمن.
وعند مناقشة الهجرة، سوف يتطرق المشاركون في القمة إلى قضايا حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي والتعاون مع الدول الموردة للمهاجرين.
ويتضمن جدول الأعمال أيضا الوضع في جورجيا ومولدوفا وتقرير رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان عن الأشهر الستة لرئاسة بلاده لمجلس الاتحاد الأوروبي.
وسيبدأ الزعماء الأوروبيون الوصول لحضور الاجتماع يوم الخميس في الساعة 9:30 بالتوقيت المحلي (11:30 بتوقيت موسكو)، ومن المقرر أن تبدأ القمة في الساعة 10:30 (12:30 بتوقيت موسكو).
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
ماذا بعد المشادة غير المسبوقة في المكتب البيضاوي؟
ما تناقله الاعلام عن حديث دار بين الرئيس دونالد ترامب ونائبه جي دي فانس وبين الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض لم يكن مفاجئًا كثيرًا لسياسيي العالم، سواء أولئك الذين يؤيدون السياسة الأميركية الجديدة المتبعة حاليًا، أو الذين لا تتوافق نظرتهم مع "النظرة الترامبية" لطريقة إدارة الأزمات العابرة للكرة الأرضية بطولها وعرضها، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر الحرب الروسية – الأوكرانية، والحروب المتنقلة في الشرق الأوسط، وأهمها الحرب التي تشنّها إسرائيل في كل الاتجاهات في كل من قطاع غزة، واستمرار احتلالها لمواقع استراتيجية في جنوب لبنان، وتمدّد سيطرتها على أجزاء واسعة من الجنوب السوري، مع ما يرافق ذلك من قلق متزايد عن مصير فلسطينيي القطاع، ولاحقًا مصير الفلسطينيين في الضفة الغربية بعد الاقتراحات غير المطمئنة عن هذا المصير للرئيس الأميركي عبر عملية "ترانسفير" من القطاع إلى صحراء سيناء، ومن الضفة الغربية إلى الأردن، مع إصرار تل أبيب على إبقاء احتلالها للمواقع الجنوبية اللبنانية بغطاء أميركي، وبالتزامن مع التوسع الممنهج في اتجاه الجنوب السوري. وهذا النهج غير المعتاد الذي ينتهجه الرئيس ترامب مع الحرب الروسية – الأوكرانية، ومع الحرب في منطقة الشرق الأوسط، ولاحقًا في القارة السوداء وفي أميركا اللاتينية، من شأنه أن يعيد خلط أوراق التحالفات الأميركية القديمة في أكثر من منطقة من العالم، وبالأخص مع جارتي الولايات المتحدة الأميركية من حدودها الشمالية مع كندا، ومن حدودها الجنوبية – الغربية مع المكسيك، وامتدادًا إلى القارة الأوروبية وإلى آسيا الوسطى ومن ضمنها منطقة الشرق الأوسط، حيث لإسرائيل أطماع توسعية تعود بخلفياتها وأبعادها إلى العقيدة التوراتية القائمة على فرضية توسعية لتمتدّ حدودها من البحر إلى النهر. ولو لم تلتقِ المصالح المشتركة ذات الخلفيات الاستراتيجية والاقتصادية بين سياستي كل من الرئيسين ترامب والروسي فلاديمير بوتين لما كان سُمح للإعلام بنقل ما دار في هذا اللقاء بين ترامب وزيلينسكي من أحاديث بدأت عادية قبل أن تتصاعد لهجتهما في شكل غير مسبوق، والذي بدأه فانس باتهام الرئيس الأوكراني بالقيام بجولات "دعائية"، فردّ عليه زيلينسكي بدعوته إلى زيارة أوكرانيا الامر الذي لم يلق ترحيبًا من جانب نائب الرئيس الأميركي.وبدوره، صعّد ترامب من حدة خطابه قائلا: "أنت تقامر بإشعال حرب عالمية ثالثة. فإما أن تبرم اتفاقًا أو أننا سنبتعد"، مضيفا: "أنت لا تتصرف على الإطلاق وكأنك ممتن. هذا ليس تصرفا لطيفا". ونتيجة هذا التوتر غادر زيلينسكي مبكرًا البيت الأبيض وخرج وحيدا من البيت الأبيض من دون أن يرافقه ترامب لتوديعه. وتم إلغاء المؤتمر الصحافي المشترك الذي كان من المقرر أن يعقد بعد الاجتماع. كما أفيد عن إلغاء توقيع الاتفاق الذي كان من المنتظر بين الجانبين حول استغلال موارد أوكرانيا من المعادن.
بعد المواجهة، اتهم ترامب الرئيس الأوكراني بأنه "غير مستعد للسلام"، معتبرا أنه يستغل انخراط الولايات المتحدة في النزاع لتحقيق أفضلية في المفاوضات مع روسيا. وقال ترامب عبر منصته "تروث سوشال": "الرئيس زيلينسكي غير مستعد للسلام لأنه يعتقد أن انخراطنا يمنحه أفضلية كبيرة".
وأضاف: "لقد أظهر عدم احترام للولايات المتحدة في مكتبها البيضاوي الغالي. يمكنه العودة عندما يكون مستعدا للسلام".
في وقت لاحق، ذكر زيلينسكي على حسابه الرسمي في "إكس": "شكرا لأميركا، شكرا لدعمك، شكرا لهذه الزيارة. شكرا لك الرئيس ترامب. والكونغرس والشعب الأميركي".
وأضاف: "إن أوكرانيا بحاجة إلى السلام العادل والدائم، ونحن نعمل على تحقيق ذلك بالضبط".
في المقابل، فإن ردود الفعل الدولية سواء من قِبل المسؤولين الروس أو المسؤولين الأوروبيين المعنيين مباشرة بالحرب في أوكرانيا من شأنها أن تتصاعد وتتفاعل، بحيث سيكون لها تأثير مباشر على إعادة رسم خارطة التحالفات الدولية، خصوصًا بعد انسحاب ترامب من خطة المناخ، وتلويحه من الانسحاب من منظمة الصحة العالمية ومن "الناتو". وقد ذهب البعض إلى مطالبة الرئيس الأميركي بمعاملة رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو بالطريقة نفسها التي عامل فيها الرئيس الأوكراني بعدما اتهمه بأنه يقامر بإشعال حرب عالمية ثالثة. وهذا الاتهام ينطبق أكثر على نتنياهو، الذي يضرب بعرض الحائط المقررات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية، ويهدّد السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط يوميًا وفي شكل مضطّرد.
فمفهوم السلام، كما يقول هذا البعض، واحد سواء أكان في أوكرانيا أو في الشرق الأوسط. فهذا المفهوم المجتزأ للسلام لا يمكنه أن يكون في أوكرانيا بـ "زيت" وفي تل أبيب بـ "سمنة".
على أي حال، فإن ما شهده المكتب البيضاوي سابقة لا يمكن لأحد التنبؤ بما يمكن أن تقود إليه مستقبلًا في أي بقعة من العالم حيث يبدو السلام فيها مهدّدًا.
المصدر: خاص "لبنان 24"