استحضار معركة.. ترقب في العراق لخطوات التحرك الأمريكي بالمنطقة
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
شفق نيوز/ غموض يكتنف الأسباب التي دعت الولايات المتحدة الأميركية إلى تعزيز قواتها العسكرية على الحدود العراقية - السورية، في ظل معلومات تشير إلى معركة محتملة في المنطقة.
حيث استقدمت القوات الأميركية خلال الأيام الفائتة تعزيزات عسكرية، تضم آليات وجنود على الحدود السورية، قادمة من الجانب العراقي باتجاه مدينة القائم بالقرب من مدينة البوكمال الحدودية على امتداد نهر الفرات.
وفي هذا الجانب، كشفت كتلة صادقون النيابية الجناح السياسي لحركة عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي، لوكالة شفق نيوز، عن دخول 2500 جندي اميركي إلى الاراضي العراقية واستقروا في قاعدة عين الاسد الجوية، بالإضافة إلى وجود آليات عسكرية وطائرات حربية.
وتزامنت التعزيزات الأميركية مع ارسال الجيش السوري تعزيزات عسكرية للفرقة 17 والفرقة 18 إلى منطقة الميادين بريف دير الزور الشرقي القريبة من الحدود العراقية، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ووفقا للمرصد، فإن التعزيزات جاءت لتعويض خسائر الفرقة الذين قضوا في الهجوم الأعنف لتنظيم داعش في بادية الميادين، وأيضاً تحسباً من هجوم محتمل على خلفية معلومات عن قرب صدام عسكري بين القوات الأميركية من طرف والميليشيات الإيرانية من طرف آخر في دير الزور.
هدف التعبئة
في هذا الصدد، قال الخبير الأمني العراقي، سرمد البياتي، إن "الهدف المعلن من التحركات الاميركية الاخيرة هو حماية مصالح واشنطن فقط، لكن من غير الممكن الجزم أين سيكون التحرك المقبل".
وأضاف البياتي لوكالة شفق نيوز: "لكن من المرجح ان يكون العمل في سوريا، لان الولايات المتحدة لن تقدم على اي عمل دون تنسيق مع الحكومة العراقية كون العراق لاعباً مهماً في المنطقة، ومع هذا تبقى الاشاعات كثيرة والاهداف غير واضحة حتى الان".
وكان قائد عملية "العزم الصلب" في قيادة قوة المهام المشتركة في العراق وسوريا، الجنرال الأميركي ماثيو ماكفارلين، كشف أمس الخميس، عن مراقبة التحالف لـ"تهديدات" تقودها جماعات في العراق على منصّات التواصل الاجتماعي، تفيد باستهداف قواعد البعثة العسكرية الدولية.
وأكد الجنرال ماكفارلين في إيجاز خاص من بغداد عبر الإنترنت، رداً عن أسئلة الصحافيين: "الاستعداد للردّ" على هذه الجماعات، وفيما أشار إلى أن أيديولوجية داعش لا تزال تشكّل خطراً، لفت إلى أن التنظيم يطّمح لاستعادة قدراته العسكرية.
عزل جغرافي
إلى ذلك، نقلت صحيفة "الوطن" السورية، تقارير إعلامية أفادت بأن القوات الأميركية الموجودة في قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار غربي العراق، تنوي غلق الشريط الحدودي مع سوريا.
وفي هذا السياق، رأى المستشار السياسي الأردني في أميركا الوسطى، د.نادر أرميلة، أن "في جو التقلب السياسي العالمي، كل يحاول مجهوده في سوريا ليسيطر على ما يستطيع مع ميليشياته، والهدف الأول للأميركيين السيطرة على نفط القامشلي والآبار وحماية الحلفاء الأكراد".
"يسعى الأميركيون للسيطرة على التوسع الايراني وتحجيمه وعدم تغول الاتراك في شمال شرق سوريا، فهي عملية استهداف منطقة جغرافية وما عليها من عناصر غير مرغوب بها، والحفاظ على قوة عسكرية كافية ضد التغول الروسي والتركي، وضمان عدم عودة النظام السوري للسيطرة على هذه المنطقة"، وفقا لأرميلة، الذي تحدث لوكالة شفق نيوز.
واتفق الخبير الأمني والاستراتيجي العراقي، أحمد الشريفي، مع ما ذهب إليه نادر أرميلة حول "العزل الجغرافي" بالقول إن "الولايات المتحدة من الواضح انها قررت عزل خطوط التماس البرية بين العراق وايران من جهة وسوريا ولبنان وحتى فلسطين من جهة اخرى، وهو ما يطلق عليه بـ(العزل الجغرافي) الذي سيبدأ بمحاور حدودية اهمها القائم والبوكمال".
وأشار الشريفي، خلال حديثه للوكالة، إلى أن "إعادة الانتشار والتموضع الاميركي لا يقتصر على العراق فقط، بل يشمل عموم الشرق الأوسط، ما يدل على وجود استحضارات لمعركة، وهذا لا يعني اندلاع حرب بقدر ما يطلق عليها بـ(العمليات الخاصة)، من أجل وقف الدعم اللوجستي البري للفصائل الموجودة في سوريا".
وأوضح الخبير الأمني، أن "العمليات الجوية الجارية الان هي عبارة عن ضربات لاجنحة او اذرع ايران في سوريا، ووارد جدا أن تنتقل هذه العمليات إلى لبنان عبر حرب بين حزب الله ولبنان".
وفي العراق بين الشريفي، أن "في حال تحركت الفصائل في العراق بتأثير المتغيرات التي تجري في سوريا ولبنان، فلا يُستبعد حصول رد فعل من قبل الاميركان على الفصائل، باستهداف تجمعاتها ومراكز القيادة والسيطرة لديها".
ولكن اذا استطاعت الحكومة العراقية ممثلة بالسوداني من ضبط الأحداث وعدم انجرار الفصائل إلى الاشتباك المباشر او تهديد المصالح الاميركية في العراق، فإن الساحة العراقية ستبقى امنة ومستقرة"، يقول الشريفي.
ضبط الفصائل الإيرانية
من جهته، أشار أستاذ العلاقات الدولية وفض النزاعات في الجامعة الأردنية، حسن المومني، إلى أن "الوجود الاميركي في سوريا يشكل ردعاً للفصائل المسلحة التابعة لايران في البلاد، خاصة في ظل تقارير أفادت بان الولايات المتحدة طلبت من ايران ضبط هذه الفصائل وعدم مهاجمة القوات الاميركية كما حصل في أوقات سابقة باستهداف ما يسمى بقوات التحالف الدولي".
وأكد المومني، لوكالة شفق نيوز، أن "الجميع يسعى إلى التهدئة وتجنب المواجهة العسكرية، لكن اذا حصلت مواجهات فإنها من المؤكد ستؤثر على الامن في العراق، لان عدم الاستقرار في سوريا يؤثر سلبا على العراق، وبعض هذه الفصائل لها امتدادات في العراق، والقاسم المشترك هو إيران".
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: محمد شياع السوداني السوداني العراق نيجيرفان بارزاني بغداد ديالى الحشد الشعبي تنظيم داعش النجف السليمانية اقليم كوردستان اربيل دهوك إقليم كوردستان بغداد اربيل العراق اسعار النفط الدولار سوريا تركيا العراق روسيا امريكا مونديال قطر كاس العالم الاتحاد العراقي لكرة القدم كريستيانو رونالدو المنتخب السعودي ديالى ديالى العراق حادث سير صلاح الدين بغداد تشرين الاول العدد الجديد العراق الولايات المتحدة الفصائل المسلحة تحركات عسكرية الولایات المتحدة لوکالة شفق نیوز فی العراق فی سوریا إلى أن
إقرأ أيضاً:
تعرّف على العقل المدبر لأكثر الهجمات تعقيدا ضد القوات الأميركية خلال حرب العراق
كشفت عدد من الصحف الأمريكية، عبر تقارير لها، أن "غارة جوية إسرائيلية على سوريا، مؤخرا، قد أسفرت عن مقتل علي موسى دقدوق"، وهو الذي يعرف بكونه قائد كبير في حزب الله اللبناني، وساعد في هجمات ضد القوات الأميركية خلال حرب العراق.
من بين الصحف شبكة "إن بي سي"، التي أوردت تصريح لمسؤول بوزارة الدفاع الأميركية كشف عن الغارة الجوّية، فيما لم توضّح أي تفاصيل تخصّ الغارة، سواء فيما يتعلق بالزمان أو المكان، أو ما إذا كانت قد استهدفت دقدوق بشكل محدد. فيما لم يرد المتحدث باسم البنتاغون، على طلب الشبكة الأمريكية للتعليق.
وفي السياق نفسه، كان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد أبرز في حديثه لوكالة "فرانس برس" في الـ11 من الشهر الجاري، أنّ: "دقدوق مسؤول ملف الجولان في حزب الله، قد أصيب جراء غارة إسرائيلية، استهدفت منطقة السيدة زينب، جنوب دمشق في الـ10 من نوفمبر".
وبحسب المرصد نفسه، فإن الغارة استهدفت مبنى تقطنه عائلات لبنانية، وعناصر من حزب الله، وأسفرت عن مقتل تسعة أشخاص بينهم قيادي آخر من الحزب، من دون تحديد هويته". فيما قال مصدر أمني لبناني لـ"فرانس برس" إنّ: "دقدوق أصيب لكنه لم يقتل".
من هو دقدوق؟
انضم دقدوق إلى حزب الله اللبناني، خلال عام 1983، وبعد فترة وجيزة قد تمّ تعيينه لقيادة وحدة العمليات الخاصة للحزب في لبنان، وذلك وفقا لمعلومات نشرها معهد دراسات الحرب، في وقت سابق.
دقدوق، سرعان ما ارتقى في الرتب بقلب حزب الله، وعمل على تنسيق العمليات في قطاعات كبيرة من لبنان؛ وكان أيضا مسؤولا أيضا عن تنسيق الأمن الشخصي لزعيم حزب الله، حسن نصر الله، الذي استشهد في غارة جوية للاحتلال الإسرائيلي، عام 2024 الجاري.
وكان الجيش الأميركي، قد أعلن القبض على دقدوق، خلال تموز/ يوليو من عام 2007، في جنوب العراق. فيما أكدت الولايات المتحدة، أنه: "يعتبر عنصر في حزب الله، قد جاء إلى العراق، من أجل تدريب عناصر بمساعدة فيلق القدس، وحدة النخبة في الحرس الثوري الإيراني".
الولايات المتحدة، اتّهمت دقدوق، بـ"بالضلوع في هجوم حصل في كانون الثاني/ يناير 2007 في مدينة كربلاء، جنوب بغداد، وقتل فيه مسلحون جنديا أميركيا، وخطفوا أربعة آخرين قبل أن يقتلوا لاحقا".
آنذاك، قالت الولايات المتحدة إن "قيادة حزب الله اللبناني أرسلت دقدوق في عام 2005 إلى إيران، من أجل العمل مع فيلق القدس على تدريب متطرفين عراقيين".
العراق أطلق سراحه
وقبيل انسحابها من العراق خلال عام 2011، كانت واشنطن قد أعلنت عن تسليم دقدوق إلى السلطات العراقية، وذلك عقب حصولها على ضمانات من الحكومة العراقية، بأنه "سوف يلاحق على جرائمه". حيث كان دقدوق آخر معتقل تسلّمه الولايات المتحدة إلى بغداد، قبل أن تنسحب من البلاد.
وفيما أوضح مسؤول أميركي طلب عدم كشف اسمه، آنذاك، لـ"فرانس برس" أن "الحكومة العراقية رفضت أي حديث عن ترحيله إلى غوانتانامو". قرّرت المحكمة الجنائية المركزية العراقية في 2012 إطلاق سراح دقدوق "لعدم توفر أي دليل لإدانته، ليعود لبيروت بعدها".