أستاذ قانون دولي يكشف الأسباب وراء التوغل الإسرائيلي في سوريا
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
أكد الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي، ضابط الاتصال السابق لحلف الناتو، أن الساعات الماضية شهدت توغلا إسرائيليا جنوب سوريا وامتداد العمليات إلى ريف درعا، مشيرا إلى أن التوغل العسكري الإسرائيلي يحمل أبعادًا استراتيجية وسياسية معقدة، ويشكل تحديًا لجبهة تحرير الشام التي تُعتبر سلطة الأمر الواقع في بعض مناطق شمال سوريا.
وقدم أستاذ القانون الدولي، تحليلا للبواعث والأسباب التي أدت لهذا التحرك وكيف يمثل هذا تحديًا للجبهة.
وقال إن أهم البواعث والأسباب للتوغل العسكري، هو الأمن القومي الإسرائيلي، فإسرائيل تسعى إلى تأمين حدودها الشمالية ومنع أي تهديدات قادمة من جنوب سوريا، خصوصًا مع تزايد النفوذ الإيراني والوجود العسكري لميليشيات موالية لإيران بالقرب من الحدود.
وأوضح أن المنطقة العازلة التي أُنشئت في الجولان عام 1974 تمثل منطقة استراتيجية بالنسبة لإسرائيل، والتوغل فيها يعكس رغبة في تعزيز السيطرة الأمنية ومنع التهديدات المباشرة.
وأضاف أن ثاني الأسباب هو محاولة تقويض النفوذ الإيراني؛ فإسرائيل تشن بشكل مستمر ضربات جوية ضد أهداف إيرانية وأخرى تابعة لحزب الله داخل سوريا، وبالتالي فإن التوغل قد يكون جزءًا من استراتيجية لتوسيع العمليات البرية بهدف تضييق الخناق على تلك القوى.
وتابع: “وأخيرا، الضغط على الجماعات المسلحة، وهو ما وضح من مطالبة السكان بتسليم السلاح والتي تهدف إلى إضعاف البنية العسكرية لهذه الجماعات”.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سوريا إسرائيل الجولان الاحتلال المنطقة العازلة جنوب سوريا التوغل الإسرائيلي إيران النفوذ الإيراني المزيد
إقرأ أيضاً:
رشاد حامد يكشف دور إسرائيل «الخفي» في استيلاء الإرهابيين على السلطة بسوريا ويفند الأسباب
قال الدكتور رشاد حامد، مستشار منظمة اليونيسيف لتحليل البيانات، إنه في يونيو 2010، تم اكتشاف حقل غاز «لفيتان»، الذي يعد من أكبر الحقول في شرق البحر المتوسط آنذاك، ولكن هذا الاكتشاف أثار إشكالية كبيرة، إذ أن نقل الغاز إلى أوروبا بطرق اقتصادية يتطلب المرور عبر سوريا ثم تركيا.
وأضاف حامد، في مقال له بعنوان «البعض يظنها ثورة.. إليكم الحكاية من البداية»، منشور على حسابه في إكس: في هذا السياق، تعززت خطط تقسيم الشرق الأوسط، التي أطلقتها كونداليزا رايس عام 2003 تحت مسمى «الفوضى الخلاقة»، ومع بداية عام 2011، بدأت مظاهرات في أنحاء سوريا نقلتها قناة الجزيرة، تلاها ظهور تنظيمات مسلحة مثل «داعش» و«النصرة» و«الجيش الحر»، التي تلقت دعماً عسكرياً من الولايات المتحدة، وهذا الدعم أدى إلى نشوب حرب أهلية في سوريا، رافقها تداول مصطلحات جديدة مثل «المعارضة المسلحة» وتحول اسم الجيش السوري إلى «جيش النظام»، بالإضافة إلى ظهور مصطلح «الشبيحة».
وتابع: مع تصاعد الضغط على الجيش السوري، استعان بحزب الله وإيران، الأمر الذي انسجم مع رغبة إيران في تعزيز نفوذها في المنطقة. بالتوازي، تزايدت حدة التوتر بين روسيا وأوروبا بسبب أزمة القرم، مما دفع روسيا للتدخل في سوريا لضمان عدم مرور الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا، وبالتالي إجبار أوروبا على رفع العقوبات المفروضة عليها، وأما تركيا، فقد وظفت الأزمة لتحقيق مكاسبها، مستغلة الحرب السورية لتعزيز نفوذها الإقليمي، ومعالجة ملف الأكراد، فضلاً عن السعي للاستفادة من عوائد نقل الغاز الإسرائيلي عبر أراضيها.
وواصل: توقف التصعيد لبعض الوقت إلى أن وقعت أحداث 7 أكتوبر وحرب غزة، تلتها تطورات في لبنان، وتمكنت إسرائيل خلالها من تصفية قيادات في حزب الله واستهداف إيران، مما أدى إلى إضعاف القوى المناوئة لها في المنطقة، وفي ظل انشغال روسيا بحربها في أوكرانيا، وجدت إسرائيل وتركيا وأمريكا فرصة لاستئناف تنفيذ خططها.
وأردف: وبمجرد عقد الهدنة مع لبنان، قامت هذه القوى بتحريك الجماعات المسلحة للسيطرة على سوريا. وخلال أيام قليلة، تم تنفيذ المخطط حيث غيّرت قيادات الجماعات المسلحة أسلوبها ومظهرها حتى تتنصل من تاريخها الإرهابي الدموي، وهرب بشار الأسد، وتم تدمير القدرات العسكرية السورية بالكامل على يد إسرائيل، وهذه الوقائع تعكس واقعاً مريراً، ومن يعتقد أنها «ثورة» ليس إلا ضحية لخطاب مضلل يغسل العقول عبر وسائل إعلام مثل قناة الجزيرة.
اقرأ أيضاًمحمد هويدي: رفع العقوبات المفروضة على سوريا لن يتحقق دون مسار سياسي واضح
بريطانيا تقدم مساعدات إنسانية لسوريا بقيمة 50 مليون جنيه إسترليني
حولتها إلى دولة «منزوعة السلاح» بدعم الميليشيات.. لماذا احتلت إسرائيل جبل الشيخ والحدود العازلة مع سوريا؟!
الرئيس السيسي عن الوضع في سوريا: أصحاب البلد إما يهدوها أو يبنوها