كتابات تتحدى الحرب: فلذات أكبادنا
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
فلذات أكبادنا
استأذنكم اليوم ان افسح المجال لإحدى حراير بلادي من من اضررن لكل الوان البهدلة
من نزوح ولجوء، السيدة اسراء ذات ملكات كتابية مبشرة وانا أستضيفها هنا تشجيعاً علها تواصل الكتابة وتحكي عن معاناتها مع اللجوء لدولة جنوب السودان..نسأل الله أن
يعم السلام في ربوع بلادنا ويعود الناس لديارهم..
فلذات أكبادنا
اجلس الان في مسكني بعد ان عدت من مركز تسجيل اللاجئين في جوبا لاسترجع اجمل الذكريات وكل ثقة بان اتماسك وان اتشبث بالامل.
في تلك اللحظة لمحت بنتي جود امامي وسرحت استرجع الذكريات ….
تمر بنا الأيام والسنون ونحن نصارع لاجل العيش الكريم في هذه الحياة منذ بدء الخليقة ونحن نطفه في أرحام أمهاتنا , لتبدأ دوره الحياة البيلوجية , التي تدار بيد الخالق سبحانه وتعالى الى أن تختلط الكرمزومات لتنتج هي او هو مخلوق خلاب هو الانسان..
تستمر رحله الحياة بعد مرحلة المخاض وألام الامومة الى رحلة طفولة ممتعة وشيقة ، وتتلاشى كل المخاوف لنحمل بين ذراعينا إبداع الخالق عز وجل , ويشكل حب ورباط روحي مع هذا الكائن الصغير , ليبدا الرابط الروحي في التشبث بالقلب والفكر والوجدان بالرغم من انها تبدو معاناة في بدايتها، لكنها تصير فرحه العمر في نهايتها و هي احساس مختلط بين حب ودهشه وامتنان وشكرآ على عظمة الخالق الله .
الأطفال نعمة الله في الأرض لذلك دعونا نبدا رحلة ظهور جود، اذكر حينما ذهبت لطبيب الاسنان بغرض خلع ضرس العقل وهذا يعنى ان الان لاعقل لي طبعاً هذه بعض الخرافات..
وفي انتظار نتيجة الفحص للحمل ظهرت النتيجة ايجابيه, كانت لحظة الحقيقة والاندهاش والفرح والامتنان في آن واحد , وتحققت أمنيتي برغم أنف تقلبات الحمل وتغير الهرمونات , أحببت تكور بطني , شكاوى معدتي جهازي الهضمي, وأحببت كل الركلات الترجيحية داخل بطني وانتفض انا في كل ركلة في تساؤل ماذا يحدث؟..
أحببت بعض الاكلات مثل البطيخ , ام فتفت , القرع وكرهت البعض وكثرة النقة والخلافات والنقاشات والتعمد والتزمت على اتفه الاسباب, وكنت اعلق مشاكلي على شماعة الحمل والولادة والتي كانت اعظم رحله خضتها في حياتي واستمتعت بكل تفاصيلها الى ان وصلنا للشهر السادس من الحمل , وزادت المشكال الصحية ونتج عنها ضغط جنين الذي كاد ان يسرع في الولادة المبكرة لكن بفضل الله اكملنا الشهر التاسع بسلام..
حانت لحظه الحقيقة بين الموت والعوده الى الحياة، ثم الترقب بالرغم من عسر الولادة وتأخر الدكتور بغرض السفر الى ولاية اخرى وانتظار الولادة الطبيعية ام العملية القيصرية في حاله تدهور الوضع الصحي للجنين وفي غرفة الانتظار جلس بجواري طويل القامة حسن الوجه والطلة بهي المنظر صاحب الفلجة فاتح اللون يلبس الجلابية البيضاء ابي الحنين الذي كان متلهفا اكثر مني وهو في قلق علي بشدة لأول مره اراه هكذا ابي لايفلح في التعبير عن الكلمات ولا الاحاديث المنمقة ابي رجل افعال لا اقوال كان يجلس في سريري قرب رجلي قبل وبعد خروجي من الغرفة , هو الرجل الوحيد الذي كان في غرفة الانتظار ابي رجل صامد متماسك في الشدائد عطوف رؤوم، وفي راسي وقلبي ومقلتي أمي التي لاتعبر الكلمات عنها ويعجز الوصف في ذكر محاسنها هي التي ابتكرت بإبداعها وتضحياتها سبل البقاء والحياة الكريمة وهي شمعة تحترق لتضيء لنا الطريق وكل من كان في غرفة الانتظار زوجي الذي يبحث عن ادويه لإكمال العملية ,وقد حانت لحظه الحقيقة ويعتريني الخوف والقلق والترقب في آن واحد وتملك الخوف من كل حواسي واعضائي وكل وريد ينبض في , كانت غرفة العملية مجهزة مكتملة وحاول بعض الممرضين تخفيف الخوف على خوفآ من ارتفاع ضغط الجنين وإخراجي من التوتر الى الراحة , واذكر د/ سوسن اخصائية التخدير كانت تمسك بيدي منذ بداية العملية الى نهايتها وطلب فقط دعواتي لها بالذرية هي طبيبه لكن ملاك رحمه، ثم الطاقم الطبي وكان على راسهم د/ والبروفيسور عبدالرحمن خالد اخصائي النساء والتوليد بمستشفى بري الذي اجرى عملية الولادة والحمدلله استغرقت العملية اقل من ساعه واذكر حينها وزع البروف مبالغ مالية بعد انتهاء العملية لكل العاملين واكتملت الغرحه بطلوع أبنتي جود الي الحياة وهي تصرخ بشدة لم اعلم الى الان لما هذا الصراخ
والى جدتي المرأة الحكيمة صاحبة الراي والقرار وامتناني ومحبتي لكل من شارك وحضر للحظه وجود جود اخواتي وخالاتي وكل من شاركنا هذه الفرحة , والرحمة والمغفرة لاخي محمد وقد كان حاضرا في البال والوجدان..ومازال اذكر عند خروجي من المستشفى وصولا الى المنزل كان ممسكا بيدي الى ان وصلت غرفتي لك الرحمة والمغفرة اخي محمد..
إسراء ام جود
جوبا 17 ديسمبر 204
osmanyousif1@icloud.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
مساعٍ لإشعال الجبهات من جديد.. أمريكا تدفع المرتزقة إلى المحرقة
يمانيون ـ تحليل| أحمد داوود:
يتحرك عملاء الولايات المتحدة الأمريكية (المرتزقة) منذ أيام وفق ثلاث مسارات في محاولة لإشعال فتيل الحرب من جديد.
على الصعيد الإعلامي، يقود قادة هؤلاء المرتزقة حرباً نفسية وإعلامية في مختلف الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، معتقدين أن “ساعة الخلاص” من “أنصار الله” قد اقتربت، وأن السيطرة على صنعاء باتت قاب قوسين أو أدنى، وأن ما حدث في سوريا محفز لتكراره في اليمن.
سياسياً، يقود السفير الأمريكي ستيفن فاجن لقاءات مكثفة مع مسؤولي المرتزقة في الرياض، للتشاور حول كيفية التصعيد ضد اليمن، وإشعال الجبهات من جديد، في حين تعلن المليشيات المسلحة التابعة لمرتزقة العدوان (الإماراتي السعودي) جهوزيتها لخوض المعركة، بالتوازي مع قدوم حاملة الطائرات الأمريكية هاري ترومان” إلى المنطقة، والبدء في تنفيذ غارات جوية على بعض المحافظات اليمنية، لا سيما في محافظتي الحديدة وحجة.
والسؤال الأبرز هنا: هل نحن أمام معركة جديدة مع الفصائل المسلحة للعملاء والمرتزقة وما مخاطر ذلك، وما المكاسب التي يمكن أن تحققها تلك الجماعات؟.
بالنظر إلى الواقع، فإن كل المؤشرات توحي باقتراب الحرب، وأن العملاء والخونة يتجهون إلى نقض الهدنة، وخفض التصعيد، لكن هذه المرة بدعم أمريكي مباشر، بعيداً عن الغطاء الجوي للسعودية والإمارات.
الأمريكي يستعين بالمرتزقة
بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، فإن هدفها من إشعال الحرب، هو للتغطية على خيبتها وفشلها الكبيرين في البحر الأحمر، وعجزها المطلق في حماية الملاحة الإسرائيلية، نتيجة العمليات النوعية للقوات المسلحة اليمنية، والتي منعت تماماً كل السفن المتجهة إلى الموانئ الصهيونية في فلسطين المحتلة، وأدى ذلك إلى إغلاق ميناء “أم الرشراش” وإفلاسه تماماً، ولهذا فإنها ستدفع بآخر أوراقها إلى الميدان، والزج بالعملاء والمرتزقة إلى ساحة الاقتتال من جديد، ولا سيما في جبهة الساحل الغربي لليمن.
ما يؤكد هذه الفرضية، هو حديث سفير حكومة الفنادق محمد الحضرمي أمام مجلس الشيوخ الأمريكي الأحد الماضي، حين طالب الحكومة الأمريكية بدعم حكومته لما سماه تحرير الحديدة”.
يقول المرتزق الحضرمي في هذه الجزئية: ” «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».. يلا حظ هنا أن المرتزقة يبررون اخفاقاتهم في معركة الحديدة وصنعاء، بتحميل المجتمع الدولي وتحالف العدوان المسؤولية، وهي مبررات ساذجة لا تنطلي على أحد، فمعركة الساحل كانت أسطورية، وآمال وطموحات المرتزقة تحطمت بفعل صمود وثبات المجاهدين.
يقود السفير الأمريكي بذاته هذا الحراك، وخلال الأيام الماضية عقد سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين للمرتزقة، وفي مقدمتهم المجرم رشاد العليمي، وقائد ما يسمى بقوات العمالقة المرتزق عبد الرحمن المحرمي، ووزير داخلية حكومة الفنادق المدعو إبراهيم حيدان، وجميع هذه اللقاءات تركزت حول عمليات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، وما الذي يمكن للمرتزقة أن يقدموه لإعاقة هذه العمليات المباركة المساندة لغزة، وهنا يتضح مدى الانسجام والتماهي بين هؤلاء العملاء والأمريكيين في مساندة “إسرائيل” في البحر الأحمر، تجاه العمليات اليمنية المساندة لغزة.
حرب نفسية فاشلة
وبالتوازي مع هذه التحركات للسفير الأمريكي، كثف المرتزق سلطان العرادة لقاءاته مع سفراء بريطانيا وفرنسا، للتباحث والتشاور حول النقطة ذاتها، وتحميل “أنصار الله” مسؤولية تفجير الوضع، وتهديد الملاحة في البحر الأحمر، وغيرها من التهم التي ستدفع هؤلاء للتحرك لإشعال الجبهات من جديد لمواجهة صنعاء.
ويكشف رجل المخابرات الصهيونية محمد علي الحسيني سيناريو المرحلة المقبلة في المواجهة مع اليمن، مشيراً إلى أن هناك استعداد لتوجيه ضربات جوية مكثفة على المحافظات اليمنية (أمريكية، بريطانية، إسرائيلية)، وهناك كذلك طلب أمريكي من سلطنة عمان لإخراج قيادات من أنصار الله بما فيهم محمد عبد السلام من سلطنة عمان، والقيام بعمليات اغتيال لقيادات من أنصار الله والجيش اليمني، على غرار ما حدث لحزب الله في لبنان.. كل ما طرحه هنا الحسيني يتناقله مرتزقة العدوان بشكل مكثف على وسائل الإعلام المتنوعة ومواقع التواصل الاجتماعي، في حرب نفسية وإعلامية متناسقة ومتناغمة، تهدف إلى زعزعة الثقة اليمنيين بقيادتهم الثورية والعسكرية، وفي محاولة أخرى لحرف اهتمامات اليمن عن حربه المقدسة المساندة لغزة، للرد على هؤلاء اعلامياً، وعسكرياً، وعلى مختلف الصعد.
جهوزية عالية واستعداد لكل الاحتمالات
وأمام المعطيات السابقة، تتابع القيادة الثورية والسياسية والعسكرية كل هذه التحركات باهتمام بالغ، وهي في مرحلة إعداد مبكر لها، فمنذ عملية طوفان الأقصى، واليمن يعيش حالة من التعبئة العامة، والقبائل اليمنية تدخل باستمرار في دورات قتالية متواصلة استعداداً للمواجهة، كما أن المناورات العسكرية لا تتوقف، والشعب في حالة نفير عام.
ولهذا لا يستبعد اليمنيون مثل هكذا تصعيد سواء في الساحل الغربي أو في مأرب أو أي جبهة أخرى، لكن هذا التصعيد كما يقول نائب وزير الخارجية السابق حسين العزي سيكون ” بمثابة منح القوات اليمنية الحق باستهداف كافة المصالح الأمريكية حيثما وجدت”.
هذا لا يعني أننا لا نعير المرتزقة أي اهتمام، ولكن طبيعة هذه الحرب وهذه المرحلة تستدعي تهشيم رأس الأفعى، واستهداف المحركين أو الداعمين لهم، وهو ما أكد عليه رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبد السلام قبل أيام حينما أكد أن أي تصعيد عسكري على بلادنا، سيدفع قواتنا المسلحة لاستهداف الداعمين، وهنا لن تجد السعودية والإمارات ملجأ من الهروب، حتى وإن ادعت هذه المرة أنها خارج هذه اللعبة.
في أي تصعيد قادم، فإن الحرب ستكون واسعة، ولا أفق لها، ولن تقتصر على البر فقط، بل ستشتعل في البحر والجو، كما قال الأستاذ محمد عبد السلام، ولنا تجربة ناجحة في البحار، فحاملة الطائرات الأمريكية “ايزنهاور” هربت وهي تجر وراءها الخيبة والهزيمة، وكذلك حاملة الطائرات “ابراهام لينكولن”، ولن تكون “هاري ترومان” استثناء لما حدث لنظيراتها، بل سيصيبها الوجع والذل وسيلاحقها العار الأبدي.
أما الدول الداعمة، فلا أعتقد أن السعودية ستغامر مرة أخرى، لأنها هذه المرة ستخسر الكثير من حقولها النفطية والغازية، كما ستخسر الإمارات أبراجها الزجاجية، وإذا ما فكر اليمنيون بفرض حصار بحري خانق على الرياض وأبو ظبي، فإن ذلك متاح وفي متناول اليد، وتجربة حصار موانئ “إسرائيل” جنوبي فلسطين المحتلة، ستتكرر على موانئ “جدة” و”أبو ظبي”، وحتى على ميناء “عدن” ” والمخا” إذا ما قررت القيادة ذلك.
في حرب كهذه، ستكون الغلبة لمن يمتلك الكثير من الأوراق الضاغطة والمؤثرة، وهي بالتأكيد بأيدينا، ولهذا فإن القلق والمخاوف من أي تصعيد قادم ليس على صنعاء والجيش اليمني البطل المساند لغزة، وإنما هو على الطرف الآخر الذي فقد كل أوراقه في التأثير على صنعاء، وبات مجرد بيادق شطرنجية يحركها الأمريكيون كيفما شاؤوا فقط للإثارة، وإيهام الشعب بأنهم سيحققون شيئاً ما.