بقلم / عمر الحويج

ومضة رقم [1]

[ ست النفور ]
حين الطلقة الغادرة
في طريقها إلى ست الكل .. ست النفور
واجهتها بإعلانها عن نفسها ..
في لوحة مضيئة .
إحتضنتها ..
في صدرها أمانة :
[ أنا جميلة]
[ أنا حرة]
[ أنا كاملة ]
[ أنا ملهمة]
تحولت الطلقة .. حين إستقرت
في موضع الرحيل من جسدها
بنضارة جسدها المخضر .. حلقت
عصفورة .

. أصبحت
أسطورة هبطت .. العصفورة
بإبتسامة وضاءة ملائكية
العصفورة .. أصبحت أسطورة .
طارت بها إلى الحياة
التي ذابت فيها عشقاً
حين ضاءت إبتسامتها
الملائكية .
شاهدت رفاقها الشهداء
مصطفين لإستقبال قادمتهم .
ملائكية الملامح والسيماء
عروستهم المخضبة
بدماء الثورة مِلْؤها
النصر .. ثم النصر
والإبهار يزدانه إنبهار وأنصهار .
مزغرين مصطفين مصفقين
يهتفون .. حرية سلام وعدالة
والثورة .. خيار الشعب

***

ومضة رقم [2]
[ بيبو ]
جيتارك يبكي …… وداعاً

شعرك يتبعثر …… وداعاً

بسماتك .. تلمع …. وداعاً

هتافك يصدح .... وداعاً

و .. #الردةمستحيلة#

* * *
ومضة رقم [3]

[ ود عكر ]

همست في أذنه كنداكة

باسمة وهي مسرورة

أحب فيك ..

جدائل شعرك المسدولا ..

أحب فيك ..

السيرة

والمسيرة

والسيرورة..

التقط همسها الآخر بأذنه المهووسة ..

أرسل همسها الي دروبه المدسوسة..

بعد نحره .. وإخفائه .
دسوا في جيبه جدائل شعره مجثوثة .



ومضة رقم [4]

أمه الأخرى :
على الجدار .. تَكَّأت رأسها
بكت ثم بكت ثم بكت
على صدره الحنون ضمها إليه
قبل رأسها نحوه المشرئب
فعادت ثم عادت ثم عادت
ماعرفوها .. لكن الى قبره أرشدوها
أتت ثم أتت ثم أتت
إبتنت قرب قبره عريشة
رقدت ثم رقدت ثم رقدت
حين طال رقادها .. رحلت إليه
فيما بعد عرفوا الحنين
في حكاية أمه الأخرى .

***

ومضة : رقم [5]

غادر منزل والديه المُكَرَّب
عنقريبه بالحبال اللولبية .
صباحه الزاهي ، ببهجة
راكب الرأس الجيل-وية .
قبل الإنطلاق راجع ما عليه .
بروح الإقدام النضالية
المترس بعوالمه .. الساحرية
بضيائه وأحلامه البنفسجية .
قبل الإنطلاق راجع خريطته المرجعية
عالية الشجون والشحون التوعو-وية
بعنوانها الراكز ثلاثية .
“حرية سلام وعدلية”
“والثورة خيار الشعب” جذرية .
قبل محطة الفداء الإعتصامية
هفهمت ألحان قلبه بنغماتها الحماسية .
معبأة برياح
القِبلِّي والهبباي الخُماسِينية .
لم ينسى أن يضع وردة
حمراء موشاة بالزهَّوِ والقلب مزهرية .
يتوسطها إسمه اليافع
بشهادته الأصل ميلادية .
لم يكن يعرف أنه وضع
شارة التحدي على صدره لتصبح
هدفاً لفوهة بندقية
يرصده ذاك الخارج
مُغمَى أعمَى ، من خلفه
زبانيته “الأمنجية” .
إستقوها من علوم القتل البربرية .
فقد صوَّب معدوم الأصل والوعي
والفاقد التربوي والتربوية
جارت يده من جذوره السودانوية .
موجهاً رصاصته اللعينة قصدية .
إلى صدر ذاك اليافع المحتشد
بأحلامه الثورية .
راكضاً نحو نصر الإستقلالية ،
رافعاً كفة اليد
مُعَّلياً أصبعين ..
معلناً إنتصاراته المعنوية .
منادياً سلمية سلمية ضد الحرامية .
والآخر المبرمج بسوء النية .
متشفياً ناقماً ، مشبعاً بالقوشية
صَوَّب بندقيته الإنتقامية .
تجاه الإسم العَلم متوجاً .
يسطع على صدره نار ونور نضالية
شهيداً خالداً سرمدياً
وتلك الوردة الحمراء
ضوء لمعة فرايحية
على الصدر صوَّبها رصاصة بندقية
موشحاً بها قلب الوردة الحمراء
ساح دماً أرجوانياً
زان لوحتها ، خضاب عذراء ملائكية .
بحمرة الدم إلتماعاً ولؤلؤاً عسجدياً .
زادها جلالاً .
صمود لحظاتها الدموية
“رصاصاتهم حمقاء رعناء"
مصوَّبوها جبناء ..
دخانها يخترق الصدر حيوية
بشهادة الحلم النبيل
“حرية سلام عدلية” .
"رصاصاتهم .. بلهاء عمياء"
بظلاميةحاكِّميتها .. الظلماء .

***

ومضة : رقم [6]

رأيتها ليس ببصري
لم تكن عيوني معي . لقد فقدتها عيوني
لكني أحسست مستقرها ، بدبيب نحلها
في ذبذبات بصيرتي .
حينها صاحت عارية
بصيرتي :
وجدتها .. وجدتها
جمجمتي الغالية
رأيتها هناك تتقافز
أمامي نافرة
رأيتهم رفاقي يلملمون
بقايا أطراف شظاياها
وهم يتزاحمون حولها
وهي التايهة المستنفرة .
وكأنها فرت من قسورة .
حَملُوها في ماذا يا ترى
ذاكرتي البضة الندية .. ؟؟!!
جمعوها في ماذا ياترى
سنوات عمري الضاجة النقية .. ؟؟!!
رأيتها جمجمتي دامعة المقلتين
بلا أعين في محاجرها
تودعني وهي لاتبرق
فيها شبكية لا قرنية .
رايتني بقلبي النازف بلا أوعية دموية .
رأيتهم معي .. أنا وجمجمتي جماعتي
من خلفنا رفاقي .. جمعنا .
ونهتف .
أنا وجمجمتي .. نهتف .
بلا أعين بلا ألسن وبلا حناجر كلها عدم منسية .
نهتف بألسن جموعنا وبكفوف رفاقنا ومنابر ثوارنا
نُسمِع السماء هديرنا .
مع رفع أصبعين عالياً
نصراً .. يملأ فضائنا
نهتف
هتاف شمسنا وقمرنا وحلمنا .
" حرية .. سلام .. وعدالة"
والثورة خيار .. الشعب
والثورة أصلاً أنثى فرايحية
بترنيمة كنداكية .

***
ومضة : رقم [7]

أغلق عنه العقل
بطبة ومفتاح .. ثم نام .
أفقأ عنه البصر .. والبصيرة .. ثم نام .
أطلق سراح مقود المصفحة .. ثم نام .
أعطاها أقصى مدى السرعات .. ثم نام .
دهس بها (من) دهس ..وثم نام .
ظنهم (حزمة جرجير ليسوا بشر)
شرَّعوا قانونهم من قديم لقتل البشر
في ظلام عيونهم جميعنا (لا) بشر
علموه لا عقوبة لمن يدهس
هؤلاء (اللا) بشر
لكن هؤلاء من خيرة البشر ..
يا أنتم ياشر .. ياشر
أنتم (اللا) بشر .
***

ومضة : رقم [8]

معاً مات شهيدان :
أحدهما الأول - إخترقت جمجمته
مقذوفة الأوبلن محشوة (أحجاراً زجاجية) .
والآخر الثاني- مقذوفة بطلقة حية
في ذات توقيت التسونجية .
والعسكر والفلول ومن لف لفهم من الأرزقية .
يحلمون هائمون بالعِزِ والجاه في عِزْ نوم العصرية .
***

ومضة : رقم [9]

عدتُ إليهم رفاقي : من قبري راجلاً
حافياً وثائراً .. لنكمل مشوارنا معاً .
رجعتُ إلى قبري راجلاً : أحمل معي .
حزمة رمل من ضفة نيلنا ذاك السليلا .
رجعتُ إلى قبري راجلاً : أحمل معي .
دفء أمي .. وصبر أمي .. والحنينا .
رجعتُ إلى قبري راجلاً : أحمل معي
قهوة أمي ودفقات دمع أمي راكزاً ورزينا .
رجعتُ إلى قبري راجلاً : أحمل معي
فستان زفاف حبيبتي .. نازفة خيوطه
الحمراء ألوانه من قلبها النبيلا .
رجعتُ إلى قبري راجلاً : منتعلاً حذائي
الجديد مزخرفاً بدمي .. الشريدا .
أهدانيه .. عائداً راجلاً معي
ليس حافياً إلى قبرنا .. وشهيدنا الجديدا .
ذاك حين رآني عائداً راجلاً .. إلى مثوانا الوليدا .
بلا حذاء .. لا قديمه لا جديدا
بل عائدٌ شهيدٌ مسكنه ثانية ومن جديد مجيدا .
***

ومضة : رقم [10]

[ توباك ]
أتوا به أمام المحقق عارياً من جسده الذي مزقه النازيون الجدد
المحقق : أنت القاتل
توباك: نعم أنا القاتل
المحقق: كيف قتلته ؟؟
توباك :قتلته هكذا .. بالسلمية
المحقق : كيف قتلته بالسلمية ؟؟
توباك : المقتول أمروه بقتلي إذا سمعني أهتف ..
(حرية سلام وعدالة)
المحقق : وهل سمعك تهتف بكلمات الهرج والمرج هذه .
توباك : نعم سمعني .
المحقق : وهل قام بقتلك ..؟؟
توباك : لا بل إبتسم في وجهي
المحقق : ثم..ماذا حدث له بعد ذلك .. قمت بقتله ..؟؟
توباك : لا .. هم قتلوه ......!!!!
المحقق : هل لديك أقوال أخرى..
توباك : نعم لدي أقوال .. أخرى
أصبحت أنا..
المقتول .. القاتل
وأصبح هو ..
القاتل .. المقتول ..!!!
***

omeralhiwaig441@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: حریة سلام

إقرأ أيضاً:

مقابلتي مع “حمار”:-حديث الحكمة، البلاء، والحب!

من : د. سمير عبيد ..

حين جلست إلى الحمار. .. فجلست الحقيقة أمامي !.
١-كان يوماً عادياً حين قررت أن أهرب من ضجيج المدينة . لا أريد صراخ الساسة، ولا مواعظ المتكلفين، ولا خطب رجال الدين المنافقين، ولا مقالات المحللين، ولا زيف من يدّعون الحكمة، ولا دجل المتاجرين بالوطن والدين . كنت أبحث عن شيء صادق… ولو للحظة واحدة !
٢-وصلتُ إلى حقلٍ هادئ، وجدتُ فيه حمارًا مربوطًا إلى شجرة. اقتربتُ منه، لا أعلم لماذا… شيءٌ ما في عينيه جذبني، كأن فيهما دعوة صامتة للحوار.فجلستُ على حجرٍ قريب منه، *وقلتُ:
“يا صديقي… يضحكون عليك، ويقولون إنك غبي. هل أنت كذلك فعلاً؟”
نظر إليّ طويلاً… ثم حرّك رأسه بهدوء، كأنما يبتسم، وقال:
“لم أطلب يومًا من أحد أن أكون ذكياً… لكني لم أكذب قط ، ولم أخن قط ، ولم أؤذِ أحدًا. فهل الغباء أن أكون كما أنا؟ أم أن أعيش بوجهين وأتظاهر بما لستُ عليه؟”
*قلت له:
“لكنهم يرونك بلا قيمة، مجرد وسيلة لحمل الأثقال!”
فأجابني بنبرة الصمت الحكيم:
“أنا لا أتكلم كثيرًا، لكني أحمل كثيرًا… هم يتكلمون كثيرًا، ولا يحملون شيئًا.”

*قلت له:
“ألا تتعب؟ من كل هذا؟ من الصمت؟ من البلاء، من الأثقال ؟”
هزّ رأسه وقال:
“التعب جزء من الحياة، لكنه لا يكسرني… البلاء لا يقتل من يقبله، بل من يقاومه بالكذب. أنا أُبتلى بالصمت، وبثقل الظهر، لكن لم أُبتلَ بالخيانة، ولا بالغدر، ولا بالجشع… وهذا عزائي.”
*سألته:
“وما رأيك في الحياة؟”
قال:
“الحياة ليست سهلة، لكن صعوبتها لا تُبرّر للإنسان أن يتحول إلى ذئب. ولا تصفق لمن يغتال عقلك ومستقبلك وطموحك . أنا حمار… لكني لم أفترس، ولم أخدع، ولم أتنافس على منصب، ولم أحمل حقداً على أحد.”

٣-فكرتُ في كلامه… وتذكرت وجوهًا كثيرة:
رجل دين يتحدث عن التواضع، لكنه لا يسمح لأحد أن ينتقده.
سياسي يصرخ باسم الشعب، وهو ينهش في ثرواتهم.
شابٌ يضحك على الحمار، لكنه لا يعرف من هو، ولا إلى أين يمضي وليس لديه دراية بصنع مستقبلة .
٤-*سألته:
“وهل عرفتَ الحب؟”
ابتسم ابتسامة خفيفة، وقال:
“أحببتُ كثيراً… أحببتُ الأرض التي أمشي عليها، وأحببتُ الناس الذين سامحوني حين قسوا عليّ، وأحببتُ البسطاء الذين أعطوني ماء دون أن يسألوا عن نسبي. الحب… ليس كما تتحدثون عنه في أغانيكم وأشعاركم ، الحب أن تبقى وفياً حتى حين تُنسى، أن تكون لطيفًا حتى حين يُساء فهمك.”

٥-*قلت له:
“هل تشتاق أن تكون شيئًا آخر؟”
قال:
“لو خُيّرت… لبقيت كما أنا. لا أعجبني عيون البشر التي ترى الشكل وتنسى الجوهر، ولا أعجبني صراعاتهم التي تبدأ من كلمة وتنتهي بسفك دم. أنا حمار… لا أغير وجهي، ولا لساني، ولا موقفي. ومن يعرفني… يعرفني تمامًا.”

سكتُّ… ولم أجد ما أضيفه.

٥- ثم التفت إليّ وقال:
“تذكّر… لا تسألني لماذا أُخلق حماراً، بل اسأل نفسك: لماذا لم تعد إنساناً؟”
قمتُ من مكاني، وهممتُ بالرحيل، فقال لي:
“أنت تبحث عن الحقيقة… وقد تجدها أحياناً حيث لا تتوقع. في حجرٍ، في فقير، أو حتى… في حمار.”

٦-نظرتُ إليه طويلاً، ثم انحنيتُ باحترام، ومضيتُ.
وفي داخلي، شعرتُ أنني لم أُقابل حمارًا… بل ضميرًا حيًّا، نقيًا، علّمني أكثر مما تعلمتُ في كل فصول الحياة.

واخيراً !

هنيئاً للحمار لم يُحاسَب ولم يُخرى مثلما نحن البشر يوم نقف أمام محكمة خالقنا الكريم .. ويا للخزي والفضائح حينها !

منقول سمير عبيد

مقالات مشابهة

  • مقابلتي مع “حمار”:-حديث الحكمة، البلاء، والحب!
  • مدفعية الجيش السوداني في الفاشر تستهدف مستنفري الدعم السريع
  • بفقدان المليشيا لأراض واسعة أصبح لديها حرية أكبر للحركة والهجوم
  • بيان جديد للقوات المسلحة بشأن اسقاط “أم كيو 9” جديدة
  • ترامب: الهجمات على الحوثيين ستستمر حتى يزول خطرهم على حرية الملاحة
  • في الذكرى 84 لتأسيسها.. نقيب الصحفيين يوجه رسالة مؤثرة للجمعية العمومية
  • قائد الفرقة السادسة مشاة يعد بفك حصار الفاشر قريباً
  • أوكرانيا تحيي الذكرى الثالثة لتحرير بوتشا من الاحتلال الروسي
  • في الذكرى الـ 49 ليوم الأرض الفلسطيني.. نقطة تحول في العلاقة بين السلطة الإسرائيلية وفلسطيني 48
  • ٢٩ رمضان الذكرى السادسة لمجزرة فض الاعتصام