سودانايل:
2024-12-19@10:23:00 GMT

لحماية إستقلال السودان

تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT

كلام الناس

نورالدين مدني

noradin@msn.com

*وسط زحمة اللهاث اليومي لسد الحاجات الأساسية وضرورات الحياة اليوميةوالتحديات التي خلفتها لنا الحرب العبثية، لم نعد نهتم بالتوقف عند المحطات التأريخية المهمة في بلادنا، مثل يوم التاسع عشر من ديسمبر1955م الذي يمثل مرحلة فاصلة في تأريخ السودان.
*نبهنا عالم الإجتماع الأشهر في العالم العربي عبد الرحمن بن خلدون في كتابه المرجعي"مقدمة إبن خلدون" إلى أهمية تدبر فلسفة التأريخ بإعتباره مادة حية عن أحوال الناس وتطور الأمم والشعوب ونشوء الدول وإنهيارها.


*لذلك نتوقف عند هذه المحطة التأريخية التي تصادف يوم التاسع عشر من ديسمبر، لا لنعيد سرد الأحداث، ولا للبكاء على أطلال الماضي ونحن نفخر ببطولات الأجداد وأمجادهم ومواقفهم المشرفة، وإنما لإستلهام العبر والدروس من هذه المواقف التأرخية.
*إن الإقتراح الذي تقدم به عضو البرلمان في ذلك التاريخ عبد الرحمن محمد دبكة، لم يكن وليد صدفة أو موقف فردي، وإنما نتاج توافق سوداني بين الحزبين الكبيرين الحزب الوطني الإتحادي وحزب الأمة ، لذلت تمت إجازته بالإجماع من نواب البرلمان برئاسة مبارك زروق.
*كان الخلاف بين الحزبين الكبيرين حول خيارين : إما الإستقلال الذي كان يتبناه حزب الأمة أو الإتحاد مع مصر الذي كان يتبناه الحزب الوطني الإتحادي، وفي هذه المحطة التأريخية تم التراضي بين الحزبين على إعلان الإستقلال من داخل البرلمان.
*هذا التراضي جسده المشهد التأريخي الخالد في وجدان الشعب السوداني عند لحظة رفع الزعيم إسماعيل الأزهري علم الإستقلال وبجانبه القيادي البارز بحزب الأمة محمد أحمد محجوب، في إشارة ساطعة عن وحدة الإرادة السودانية، المدخل الأهم لإستقلال السودان.
*ما أحوجنا في هذه الأيام التي تتصاعد فيها الويلات بسبب استمرار هذه الحرب اللعينة والنزاعات المسلحة التي أضرت بإستقلال الوطن ووحدته وسلامه وإستقراره وإقتصاده ومعيشة إنسانه، نتيجة للكيد السياسي، ما أحوجنا إلى التوافق السوداني حول أجندة سودانية قومية يتراضى عليها أهل السودان.
*للأسف كلما تقترب الخطى نحو التوافق المطلوب تتحرك بعض القوى المعادية للتغيير المنشود لسد الطريق أمام هذا التوافق لتنتكس المساعي الجارية لتحقيقه، خطوات نحو الخلف، بدلاًمن أن تتقدم إلى الأمام، رغم كل فرص التوافق السوداني المتاحة .. لتتأجج من جديد النزاعات التي كلفت السودان وأهله الكثير بلا طائل.
*ننتهز هذه المحطة التأريخية لنجدد الدعوة
للفرقاء السودانيين لوقف هذه الحرب العدمية والتنادي إلى كلمة سواء ، بعيدأعن التخندق حول الأجندة الحزبية، للخروج من هذه الدائرة الجهنمية إلى رحاب المستقبل بمشاركة فاعلة من الشباب و الكنداكات، للوصول إلى التراضي السوداني حول أجندة قومية يمكن الإتفاق عليها في ظل مناخ ديمقراطي تعددي يتم فيه الإعتراف بالاخر المعارض، ووضع إطروحاته أمام طاولة الحوار، وإستكمال متطلبات بناء الثقة بتعزيز الحريات وحمايتها من اطماع الانقلابيين ومسانديهم في الداخل والخارج.
*هذا هو الطريق لحماية إستقلال السودان الذي تهدده النزاعات الداخلية وامتداداتها الخارجية.  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

محمد تكالة يرحب بإحاطة خوري ويدعو لتعزيز التوافق لإجراء الانتخابات

ليبيا – محمد تكالة يرحب بإحاطة ستيفاني خوري ويدعو إلى التوافق وتعزيز الجهود لإجراء الانتخابات

أعرب عضو مجلس الدولة محمد تكالة عن ترحيبه بما ورد في إحاطة المبعوثة الأممية بالإنابة، ستيفاني خوري، أمام مجلس الأمن بشأن الأوضاع السياسية في ليبيا.

تكالة أكد، وفقاً لما نقله تلفزيون “المسار“، على أهمية تكاتف الجهود من جميع الأطراف الليبية لتجاوز الأزمة السياسية الراهنة، والعمل على الوصول إلى إجراء الانتخابات الوطنية كخطوة أساسية لتحقيق الاستقرار.

وشدد تكالة على ضرورة التقيد والالتزام بإجراء التوافقات المطلوبة في القضايا والمسائل التي تخضع للنقاش، بما يضمن تحقيق تقدم فعلي في العملية السياسية.

كما أشار إلى أن توحيد مؤسسات الدولة يُعد مطلباً محورياً لضمان قدرتها على أداء مهامها بشكل فعال وخدمة المواطنين بكفاءة.

مقالات مشابهة

  • حزب الإستقلال يطالب بتحريك المتابعة الجنائية في حق عزيز غالي
  • حسام بدراوي: التوافق المجتمعي واستخدام التكنولوجيا أساس بناء المستقبل
  • البنوك لم يستجب معظمها لمنشور بنك السودان الذي وجه بتسهيل فتح الحسابات المصرفية
  • محمد تكالة يرحب بإحاطة خوري ويدعو لتعزيز التوافق لإجراء الانتخابات
  • «مناوي» يصل موسكو لتعزيز التعاون السوداني الروسي في ظل الحرب بالسودان 
  • ورحل الذي انصاع له الأمريكان ببورتسودان
  • المركزي السوداني يؤكد سريان فئتي المائة والمائتي جنيه
  • بنك السودان المركزي يحدد فئات العملة القديمة التي ما تزال سارية
  • صاحب تدوينة شهيرة بعد فوز صقور الجديان على منتخب الجنوب ورحل بعد أشهر قليلة من زواجه وهذه هي تفاصيل وفاته المفاجئة”…” من هو “دينق قوج” الذي بكى على موته أهل السودان قبل الجنوب