أنقرة ترفض اتهام ترامب لأردوغان بـ"الاستيلاء" على السلطة في سوريا
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
رفضت أنقرة، أمس الأربعاء، الاتهام الذي وجّهه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بـ"الاستيلاء" على السلطة في سوريا بواسطة الفصائل المسلحة التي تمكّنت عبر هجوم عسكري خاطف، من الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في مقابلة أجرتها معه قناة الجزيرة "لا يمكننا وصف الأمر بأنّه استيلاء، لأنه سيكون خطأ فادحاً وصف ما يحصل في سوريا على هذا النحو".
وفجر الأحد، 8 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، سقط النظام السوري بعدما فرّ الرئيس المخلوع بشار الأسد إلى روسيا، إثر هجوم خاطف شنّته فصائل مسلّحة بقيادة "هيئة تحرير الشام" التي دخلت دمشق. ومنذ اندلاع الانتفاضة ضد الأسد في 2011، يُنظر إلى تركيا على أنها أحد أبرز داعمي المعارضة السورية.
Dışişleri Bakanı Hakan Fidan, Al Jazeera'ya konuştu! Dikkat çeken 'Suriye' mesajları https://t.co/MNgRx9JYdh pic.twitter.com/w1Mp35cuT3
— CNN TÜRK (@cnnturk) December 19, 2024 هيمنة تركيةواستقبلت تركيا على أراضيها ملايين اللاجئين السوريين، ودعمت كذلك الفصائل المسلّحة في سوريا. لكنّ وزير الخارجية التركي شدّد في مقابلته مع "الجزيرة"، على أنّه من الخطأ القول إنّ أنقرة هي القوة التي ستحكم سوريا الجديدة.
وقال: "سيكون هذا آخر ما نودّ رؤيته يحدث، لأنّنا نتعلّم دروساً مهمّة ممّا حدث في منطقتنا، لأنّ ثقافة الهيمنة هي التي دمّرت منطقتنا". وأضاف "لهذا السبب فإنّ التعاون ضروري. لا الهيمنة التركية، ولا الهيمنة الإيرانية ولا الهيمنة العربية، بل التعاون".
وشدّد الوزير التركي على أنّ "تضامننا مع الشعب السوري لا ينبغي وصفه أو تعريفه اليوم كما لو كنّا نحكم سوريا. أعتقد أنّ ذلك سيكون خطأ".
وكان ترامب اعتبر، الإثنين الماضي، إطاحة الأسد "استيلاء غير ودّي" على السلطة في سوريا من جانب تركيا. وقال خلال مؤتمر صحافي "أعتقد أنّ تركيا ذكية للغاية. إنّه (إردوغان) رجل ذكي جداً وصلب جداً، لكنّ تركيا نفّذت عملية استيلاء غير ودّية، من دون خسارة الكثير من الأرواح. أستطيع أن أقول إنّ الأسد كان جزاراً، وما فعله بالأطفال كان وحشياً".
ترامب: تركيا نفذت عملية "استيلاء غير ودية" في سوريا - موقع 24وصف الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الإثنين، إطاحة فصائل مسلحة بالرئيس السوري بشار الأسد بأنها "استيلاء غير ودي" نفذته تركيا. معالجة وضع الأكرادوفي المقابلة نفسها، دعا الوزير التركي حكّام سوريا الجدد إلى "معالجة" وضع القوات الكردية السورية المناوئة لبلاده، كي لا تضطر الأخيرة للتدخل عسكرياً ضدّ هؤلاء المسلّحين الذين تعتبرهم "إرهابيين".
وقال فيدان "هناك إدارة جديدة في دمشق الآن. أعتقد أن هذا الأمر هو أكثر ما يثير قلقهم حالياً"، مضيفاً "باعتقادي، إذا عالجوا هذه المشكلة بالطريقة الصحيحة فلن يكون هناك سبب لكي نتدخّل"، وتأتي تصريحاته رداً على شائعات متزايدة مفادها، بأنّ الجيش التركي يحضّر لشنّ هجوم على مدينة كوباني السورية، الحدودية مع تركيا والخاضعة لسيطرة الأكراد.
وقال شهود عيان محليون، إنّ عدد القوات التي تقوم بدوريات على الجانب التركي من الحدود ارتفع، لكن من دون أن يلحظوا "أيّ نشاط عسكري غير عادي".
ومن ناحية ثانية، طالب فيدان المجتمع الدولي بأن يزيل من قوائم المنظمات الإرهابية "هيئة تحرير الشام"، الذي يتولى السلطة الانقالية في سوريا اليوم.
وقال: "أعتقد أنّ الوقت حان للمجتمع الدولي، بدءاً بالأمم المتحدة لإزالة أسمائهم من قائمة الإرهاب". وأضاف الوزير التركي "أعتقد أنّ هيئة تحرير الشام حقّقت تقدّماً هائلاً عبر فكّ ارتباطها بتنظيمي القاعدة وداعش، وبعناصر متطرفة أخرى ذات صلة".
يذكر أن هيئة تحرير الشام مدرجة على قوائم التنظيمات الإرهابية في الأمم المتّحدة، ودول عديدة في مقدّمتها الولايات المتّحدة وتركيا نفسها، التي تربطها مع ذلك علاقات وثيقة بهذا الفصيل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية وزير الخارجية التركي سوريا بشار الأسد ترامب سقوط الأسد الحرب في سوريا ترامب تركيا هیئة تحریر الشام استیلاء غیر فی سوریا أعتقد أن
إقرأ أيضاً:
لماذا تأخر إطلاق بث التلفزيون السوري عقب سقوط نظام الأسد؟
دمشق- بعد مرور أكثر من 3 أشهر على سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، لا يزال بث التلفزيون الحكومي متوقفا، ما فتح باب التكهنات عن أسباب تأخير عودة البث في ظل المرحلة الجديدة التي تشهدها البلاد، وأهمية حضور الإعلام الرسمي وتغطيته الأحداث المهمة.
وكان "البيان رقم 1″، الذي أعلنت عنه فصائل المعارضة عبر التلفزيون الرسمي السوري، صباح الأحد الموافق للثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، بإعلان هروب بشار الأسد وتحرير العاصمة دمشق، هو آخر ما شاهده السوريون في قناتهم الحكومية التي التزمت الصمت منذ ذلك الوقت.
ويرى عاملون في الشأن الإعلامي، أن غياب التلفزيون السوري كمصدر حكومي رسمي للأخبار في البلاد، فتح الباب لانتشار الأخبار المغلوطة والمضللة، وللجوء السوريين إلى مصادر إعلامية غير محلية، بحثا عن الحقيقة في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ البلاد.
مشاهد للحظة إعلان سقوط نظام الأسد والسيطرة على دمشق على التلفزيون السوري.
وتظهر المشاهد مدنيين وهم يعلنون السيطرة على العاصمة وإطلاق سراح المساجين في سجن صيدنايا، ويطالبون الشعب بحماية الممتلكات العامة والخاصة.#فيديو pic.twitter.com/RDtjkC6SAw
— الجزيرة سوريا (@AJA_Syria) December 8, 2024
تحدياتويعزو مسؤولو الإعلام السوري الجديد تأخر استئناف عمل التلفزيون والقنوات الحكومية إلى أسباب تقنية متعلقة بالبث والمعدات وتجهيز الكوادر البشرية، وأخرى ترتبط بإعداد البرامج ودورة البث.
إعلانمن جانبه، أكد مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في سوريا علاء برسيلو، للجزيرة نت، أن تأخير إطلاق التلفزيون السوري لم يكن قرارا بقدر ما كان ضرورة فرضتها التحديات، مشيرا إلى عاملين رئيسيين أثرا في الجدول الزمني للانطلاق:
الأول: يتمثل في البنية التحتية المهترئة، والتي استدعت عمليات تطوير جذرية لضمان تقديم صورة مغايرة تماما عن الشكل التقليدي للإعلام الرسمي السابق. الثاني: هو الحاجة إلى كوادر إعلامية وتقنية تمتلك الكفاءة لمواكبة العهد الجديد في سوريا، بحيث تعكس صورة إعلامية متطورة تليق بتطلعات السوريين وتعبر عن المرحلة القادمة للبلاد.وكشف برسيلو عن أن القناة الإخبارية السورية ستكون أول قناة رسمية يتم إطلاقها قريبا، "نظرا للحاجة الماسة إلى مصدر موثوق للأخبار، في ظل انتشار التضليل الإعلامي وفوضى المعلومات على مواقع التواصل الاجتماعي".
عقوبات
وسيتضمن بث القناة -وفقا لبرسيلو- نشرات إخبارية على رأس الساعة، مع تقارير تحليلية تغوص في خلفيات الأحداث، إلى جانب برامج سياسية واقتصادية تعالج قضايا لا تغطيها النشرات الإخبارية، وأخرى تفاعلية تناقش هموم المواطنين وتربطهم بالحكومة، وبرامج متخصصة في عالم السوشيال ميديا.
وهناك تحديات كبيرة تعيق انطلاق القنوات التلفزيونية السورية، حسب مدير العلاقات العامة في وزارة الإعلام السورية علي الرفاعي، من أبرزها العقوبات المفروضة على الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، حيث تمنع البث عبر الأقمار الصناعية مثل نايل سات، رغم المحاولات المستمرة لتجاوزها.
وأشار الرفاعي -في حديث للجزيرة نت- إلى مشكلات أخرى، هي تهالك المعدات "فالتجهيزات قديمة وغير صالحة للإعلام الحديث، إضافة إلى نظام تشغيل بدائي وموارد بشرية مترهلة تعاني من الفساد والمحسوبيات".
وأكد أن تأسيس قناة تلفزيونية يتطلب وقتا وجهدا "لأن أي محطة تحتاج على الأقل عاما كاملا قبل أن تبدأ بثها الرسمي، وهذا في ظروف مستقرة، فما بالك ببيئة إعلامية مدمرة بفعل النظام السابق".
إعلان أخبار مضللةوفي خضم الأحداث السورية المتلاحقة، باتت وسائل التواصل الاجتماعي مسرحا لعرض مختلف الأخبار المحلية، بغض النظر عن المصداقية أو دقة الأنباء المنشورة، مما سمح بانتشار الأخبار الزائفة والمغلوطة بشكل غير مسبوق.
وهناك رابط بين توقف الإعلام المرئي السوري وانتشار الأخبار المضللة والمغلوطة، وفق مدير منصة "تأكد" المعنية بالتحقق في الأخبار أحمد بريمو، موضحا أن الشعب السوري متعطش لمصدر المعلومات التي تهم حياته اليومية "وفي غياب الإعلام الرسمي يتجه الناس إلى مصادر غير رسمية، لها أجندات خاصة أو غير موثوقة ويقعون في الأخبار المضللة".
وقال بريمو -في تصريح للجزيرة نت- إن الجميع اليوم يشارك في نشر المعلومات عن الشأن السوري، منهم محبو الشهرة والباحثون عن تحقيق الأرباح عبر السوشيال ميديا، الذين وجدوا في غياب الإعلام فرصة لنشر الأخبار.
وأشار إلى وجود نوعين من الأخبار المضللة:
الأول: ينشر المعلومات المغلوطة عن غير قصد وبدون غاية. الثاني: يتعمد نشر الأخبار المغلوطة وفق أجندات وحملات قد تقف خلفها دول، بهدف تشويه واقع الحال واستمرار عدم الاستقرار في سوريا.