المادة المضادة.. السبيل للتحليق بين النجوم في أوقات قياسية
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
عند الحديث حول رحلات الفضاء، فإن ثمة مجموعة واسعة من محركات الصواريخ القادرة على تنفيذ مختلف المهام والرحلات الفضائية، فهناك المحركات التي تعمل بالوقود السائل، وأخرى بالوقود الصلب، كما أن هناك المحركات النووية الحرارية، وتختلف كفاءة المحرك عن الآخر، وفقا لنوع المهمة ومدتها.
إلا أن حلم اختراق الآفاق والهروب من المجموعة الشمسية إلى النجوم الأخرى في الكون بات أمرا يراود العلماء بين الفينة والأخرى، ولا يخفى على أحد أن الأمر صعب ومعقد للغاية باستخدام تقنيات محركات الصواريخ الحالية، وعليه، فثمة مقترحات لبدائل قد تكون من وحي الخيال في هذه الأثناء، لكن من الممكن أن تتوفر مستقبلا، لا سيما مع تكثيف الجهود على إيجادها.
ومن التقنيات المطروحة، وربما أهمها حتى اللحظة، هو استخدام المادة المضادة، التي تعمل عكس المادة العادية، أي أنها تتألف من جسيمات مضادة بالطريقة نفسها التي تتكون منها المادة العادية من جسيمات أولية ولكن بخصائص معاكسة، فعلى سبيل المثال يكون الإلكترون سالب الشحنة في المادة العادية وموجب الشحنة في المادة المضادة، ويسمى في هذه الحالة (البوزيترون).
ولحسن الحظ، فإن العلماء تمكنوا في وقت سابق من إيجاد هذه المادة المضادة المثيرة، لكن تطلب الأمر كميات هائلة من الطاقة لإنتاج كمية ضئيلة للغاية، عن طريق استخدام معجل مضاد البروتون في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية "سيرن"، وخلصت التجربة إلى إنتاج حوالي 10 نانوغرامات سنويا بتكلفة عدة ملايين من الدولارات.
إعلانويتطلب إنتاج غرام واحد من المادة المضادة حوالي 25 مليون كيلووات/ساعة من الطاقة، وهو ما يكفي لتزويد مدينة صغيرة بالطاقة لمدة عام، كما أنه سيكلف أكثر من 4 ملايين دولار بأسعار الكهرباء المتوسطة، مما يجعلها واحدة من أغلى المواد على وجه الأرض.
وفي البحث الذي أشرف عليه باحثون من جامعة الإمارات العربية المتحدة، فإنهم تناولوا بعناية السبل الممكنة لإمكانيات تطوير محرك فضائي باستخدام المادة المضادة، رغم صعوبة الأمر، في الدراسة التي نشرت مؤخرا في دورية "إنترناشونال جورنال أوف ثيرموفلويدز".
تنتج المادة المضادة بشكل أساسي في مصادمات الجسيمات (بيكسابي) المادة المضادة
اكتشفت المادة المضادة لأول مرة عام 1932 عندما لاحظ الفيزيائي كارل ديفيد أندرسون البوزيترونات -وهي الشكل المضاد للإلكترون- في الأشعة الكونية أثناء مرورها عبر جهاز خاص يسبب تكوّن سحب صغيرة تظهر مسارات الجسيمات، وحصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1936 تقديرا لاكتشافه، ثم استغرق الأمر 20 عاما حتى جرى إنتاجها بشكل صناعي لأول مرة.
ومنذ ذلك الحين، سعى العلماء إلى دراسة المادة المضادة بطرق متنوعة، وقد لاحظوا أن عند اجتماع جسيم ما بجسيم مضاد له، يحدث حينها أن يفني كل منهما الآخر، وينتج عن هذا مقدار من الطاقة. فعندما يتلامس بروتون المادة المضادة مع البروتونات أو النيوترونات في المادة العادية، تنطلق طاقة مدمجة، عادة على شكل أشعة غاما، وأيضا جسيمات عالية الطاقة قصيرة العمر، تعرف بالبَيُون والكَايُون، والتي تتحرك بسرعات نسبية.
وعليه، من الناحية النظرية، يمكن لمركبة فضائية تحتوي على كمية كافية من المادة المضادة أن تعتمد على هذا النمط من الانفجارات، والتدمير الذاتي، كوسيلة دفع مستعينة بأشعة غاما مصدرا للطاقة.
ووفقا للدراسة، فإن كمية الطاقة الكلية التي يطلقها واحد غرام من مضادات البروتونات عند تدميرها تساوي 1.8 × 10¹⁴ جول، أي أكثر بـ100 مرة من كثافة الطاقة في مفاعل الانشطار والاندماج النووي، وهي بطبيعة الحال أكثر بكثير من الطاقة الصادرة عن أقوى محركات الصواريخ الموجودة حاليا.
إعلانوتقترح الورقة البحثية أن الأمر ممكن نظريا، لكنه سيستغرق وقتا طويلا لتحقيقه، لا سيما أن الأبحاث العلمية حاليا تصب في صالح الذكاء الاصطناعي بفارق شاسع عن بقية المجالات، وإذا ما قورن بينهما فإن ثمة ألف ورقة بحثية تصدر سنويا في النماذج اللغوية الكبيرة، وهي أحد أشكال الخوارزميات التي تسهم في ازدهار الذكاء الاصطناعي، في حين هناك ما يقارب 100 ورقة بحثية سنويا تتناول المادة المضادة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المادة المضادة المادة العادیة من الطاقة
إقرأ أيضاً:
نائبة: حوار الرئيس المستمر هو السبيل لتحقيق التقدم والتنمية المستدامة لمصر
قالت النائبة مايسة عطوة عضو مجلس النواب بن اللقاء الذي جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي بعدد من قيادات القوات المسلحة والشرطة والصحفيين والإعلاميين يأتي في إطار تعزيز التواصل والتعاون بين المؤسسات المختلفة في الدولة.
وأكدت أن مثل هذه اللقاءات تساهم في تبادل الآراء وتوضيح الرؤى الوطنية، كما تعكس اهتمام القيادة السياسية بمسائل الأمن والاستقرار في البلاد.
وأشارت "عطوة" فى تصريحات صحفية إلى أهمية دور الإعلام في دعم القضايا الوطنية ونقل إنجازات الدولة للمواطنين، مشددة على أن مواجهة التحديات التي تواجهها مصر تتطلب تكاتف جميع الجهات المعنية.
وأضافت أن الحديث حول قضايا الأمن والاقتصاد والتنمية في هذا اللقاء يعزز من موقف الدولة ويؤكد على ضرورة العمل الجماعي لتحقيق الأهداف المرجوة.
وأضافت النائبة مايسة عطوة أن مثل هذه اللقاءات تعزز من الثقة بين القيادة والشعب، وتعمل على تكوين أرضية مشتركة للحوار حول القضايا الأكثر أهمية بالنسبة لمصر، وأكدت أن حديث الرئيس السيسي مع قيادات القوات المسلحة والشرطة يعكس الاهتمام بالاستقرار الوطني والأمن الداخلي، وهو أمر ضروري للحفاظ على مكتسبات الوطن.
وأشارت إلى أن التواصل مع الصحفيين والإعلاميين يساهم في تصحيح المفاهيم ونقل الحقيقة للمواطنين، مما يعزز من وعي الشعب بقضايا الوطن ويشجعهم على المشاركة الفعالة في البناء والتنمية.
وأكدت على أن الإعلام يجب أن يكون شريكًا حقيقيًا في مسيرة تحقيق الأهداف الوطنية، من خلال تسليط الضوء على الإنجازات وتوعية المواطنين بالتحديات التي تواجه الدولة.
وقالت عضو مجلس النواب أن الحوار المفتوح والمستمر هو السبيل لتحقيق التقدم والتنمية المستدامة لمصر، مع ضرورة دعم الجهود المبذولة لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية الراهنة.
كما أشاد احمد رأفت ، الامين العام المساعد بحزب مستقبل وطن بالإسكندرية بتصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي عقب لقائه بقيادات القوات المسلحة ورجال الشرطة المصرية والأجهزة الأمنية .
وأكد القيادي بمستقبل وطن، إن تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي اثبات للعالم أجمع قوة الجيش المصري وقدرة من أجل الحفاظ على أمن وسلامة الوطن،
وأوضح رأفت ،ان رسائل الرئيس عبد الفتاح السيسي، في غاية الأهمية من أجل مستقبل أفضل لمصرنا الغاليه فنحن لدينا رئيس ، قادر على هدم جميع المخططات الهدامه ولدينا جيش قادر علي حماية وطنه وهذا يجعلنا جميعا نفتخر بدور قيادات الدولة المصرية.
وقال أحمد ، إن مقولة الرئيس بأن وعي الشعب المصري وتكاتفه هو الضمانة الأساسية لتجاوز الأزمات في ظل الظروف الحالية دليل علي وعي الشعب بالجهود المبذولة من قبل القادة السياسية والتأكيد بأن الشعب المصري يقف صفا واحدا خلف رئيسه وجيشه ضد أعداء وطنه رافعين شعار تحيا مصر رغم انف الحاقدين.