طالب وزير الخارجية التركي هاكان فيدان المجتمع الدولي بضرورة التفكير في إزالة "هيئة تحرير الشام" من قائمة التنظيمات الإرهابية، كما رد على تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب اتهم فيها تركيا "بالاستيلاء على سوريا".

وفي مقابلة خاصة مع الجزيرة الإنجليزية بثت أمس الأربعاء، أوضح فيدان أن أنقرة، التي تدرج بدورها الهيئة ضمن قائمة الإرهاب، ستعيد النظر في هذا التصنيف.

وقال فيدان إن تركيا تعترف بالإدارة الجديدة في سوريا كشريك "شرعي" لأنقرة، ولهذا السبب أعيد فتح السفارة التركية في دمشق وتلقى السفير التعليمات بالتواصل مع المسؤولين الحكوميين المحليين والمركزيين.

وأشار فيدان إلى أن مسؤولين من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى قد تواصلوا أيضا مع الإدارة الجديدة، مضيفا "أعتقد أن الوقت قد حان للمجتمع الدولي، بدءا من الأمم المتحدة، كما تعلمون، لإزالة اسمهم من قائمة الإرهاب".

واعترف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال عطلة نهاية الأسبوع بأن واشنطن على اتصال مع هيئة تحرير الشام، وأن المناقشات معها كانت في سياق عام لمستقبل سوريا.

ووضعت وزارة الخارجية الأميركية هيئة تحرير الشام على قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية" في مايو/أيار 2018، لكن القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع تحرك منذ 2016 لتقديم الهيئة كراع سياسي موثوق به في سوريا الجديدة.

إعلان تصريحات ترامب

وردا على تصريحات أدلى بها دونالد ترامب قبل أيام، قال فيها إن الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد كانت "استيلاء غير ودي" على سوريا من قبل تركيا، قال فيدان إن وصف الأحداث بهذه الطريقة سيكون "خطأ جسيما".

وأضاف الوزير التركي "بالنسبة للشعب السوري، لا يعد ذلك استيلاء.. أعتقد أنه إذا كان هناك أي استيلاء، فهو استيلاء يمثل إرادة الشعب السوري التي تتولى السلطة الآن".

وأضاف وزير الخارجية أن "آخر شيء" تريده تركيا هو أن تُرى كقوة إقليمية تتحكم كليا في سوريا، مشيرا إلى أن "ثقافة الهيمنة هي التي جلبت الدمار إلى المنطقة".

وفي تصريحات بدا أنها تشيد وتنتقد أنقرة في آن واحد، قال ترامب في مؤتمر صحفي في وقت سابق هذا الأسبوع إن تركيا كانت "ذكية جدا" وقامت "باستيلاء غير ودي دون إراقة للدماء" في سوريا.

بدوره، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا لن تتنازل عن وحدة أرض سوريا وسيادتها، مشيرا إلى أن هناك اتفاقا على ضرورة استقرارها، لأن ذلك يعني استقرار المنطقة.

قضية الأكراد

وعند سؤاله عن المخاوف بشأن شن الجيش التركي هجوما كبيرا على مناطق الأكراد في شمال شرق سوريا، أفاد وزير الخارجية التركي بأن وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني يمثلان "تهديدا رئيسيا" لبلاده.

وتم إدراج حزب العمال الكردستاني "منظمة إرهابية" من قبل تركيا والغرب، ووصف فيدان وحدات حماية الشعب بأنها "امتداد" لحزب العمال الكردستاني في سوريا.

وقال وزير الخارجية إن وحدات حماية الشعب حافظت على سيطرتها على الأراضي في سوريا من خلال تقديم نفسها على أنها تساعد الغرب في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، مضيفا "أعتقد أن هذا تمثيل خاطئ لهويتهم الحقيقية، إنهم هناك كمنظمة إرهابية".

وطالب فيدان واشنطن بوقف دعمها العسكري لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تشكل وحدات حماية الشعب العمود الفقري لقواتها، ودعا الإدارة الجديدة في سوريا لمعالجة قضية القوات الكردية في الأراضي السورية، مما سيجنب الحاجة إلى تدخل من أنقرة.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات وحدات حمایة الشعب هیئة تحریر الشام وزیر الخارجیة فی سوریا

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية اليمني يدعو إلى مواصلة التحرك العربي ضد العدوان الإسرائيلي

سلم وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني شائع الزنداني، رئاسة مجلس جامعة الدول العربية لنائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، بعد تولي المملكة الأردنية الهاشمية رئاسة الدورة 163 لمجلس الجامعة العربية، بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

وأكد الزنداني أن الجمهورية اليمنية، خلال رئاستها، عملت على تعزيز التضامن العربي والتنسيق المشترك، انطلاقاً من مبادئ ميثاق الجامعة، لتحقيق المصلحة العربية العليا، وشهدت الدورة، التي استمرت أكثر من سبعة أشهر، نقاشات مكثفة حول القضايا العربية الملحة، مع تركيز خاص على دعم القضية الفلسطينية ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية.

وفي كلمته الختامية، أعرب الزنداني عن شكره العميق للدول الأعضاء والأمانة العامة لجامعة الدول العربية على تعاونهم المثمر في إنجاح أعمال الدورة، مؤكدا أن القضية الفلسطينية ظلت محور الاهتمام الرئيسي، حيث تم التوافق على قرارات تدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتعزز حقه في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

واستعرض الزنداني أبرز إنجازات الدورة، التي تضمنت عقد اجتماع تشاوري لوزراء الخارجية العرب في سبتمبر 2024 على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تم التنسيق لدعم القضية الفلسطينية ومواجهة التصعيد الإسرائيلي في لبنان، مشيدا بالمواقف العربية الموحدة في دعم لبنان ضد العدوان الإسرائيلي، وحشد الدعم الدولي لمواجهة القوانين الإسرائيلية غير الشرعية، بما في ذلك قرار الكنيست بحظر أنشطة وكالة "الأونروا".

وأشار إلى أن الدورة شهدت الاحتفال بالذكرى الثمانين لتأسيس الجامعة، وسط تطورات سياسية وأمنية معقدة، مما عزز أهمية التشاور العربي المستمر لمواجهة التحديات. ونوه بالجهود السعودية على الساحة الدولية للاعتراف بدولة فلسطين، داعياً إلى مواصلة التحرك العربي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة.

مقالات مشابهة

  • مركز عمليّات مشترك بين الجيش التركي والسوري
  • تحوّل بفعل الناس.. طريق هيئة تحرير الشام إلى السلطة في سوريا
  • وزير المالية التركي يؤكد ضرورة رفع العقوبات عن سوريا
  • وزير الخارجية الفرنسي يدعو العراق إلى الحياد الإقليمي
  • وزير الخارجية ونظيره التركي يبحثان في اتصال هاتفي سبل تعزيز علاقات التعاون
  • وزير الخارجية اليمني يدعو إلى مواصلة التحرك العربي ضد العدوان الإسرائيلي
  • هيومن رايتس تتهم الإمارات بإدراج معارضين وأقاربهم على قوائم الإرهاب
  • فيدان: تركيا ستواصل دعم الشعب الفلسطيني بأقوى شكل ممكن
  • وزير الخارجية التركي يؤكد أولوية إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة وضرورة وقف إطلاق النار
  • الرئيس تبون يستقبل وزير الخارجية التركي