موقع 24:
2025-03-26@08:24:32 GMT

هل وصلت دمشق متلازمة 1979؟

تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT

هل وصلت دمشق متلازمة 1979؟

معظم المنطقة عاشت وعانت من متلازمة التطرف التي يرمز لها بـ1979، وهي السنة التي وصل فيها آية الله الخميني إلى الحكم وأقام نظاماً ثيولوجياً آيدولوجياً متطرفاً نشر عدواه في أنحاء المنطقة. أصيبت به المجتمعات العربية وتسلل إلى عمق بعض الأنظمة، في التسعينات وما بعدها.

فهل الدور على سوريا التي تحتفل بالخلاص من واحد من أكثر الأنظمة فظاعة وقسوة في العالم؟ هل يعقل أن معظم العالم العربي الذي لفظ حديثاً التطرف وقضى على معظم «القاعدة» و«داعش»، وحاصر «حزب الله»، وأبعد «الإخوان»، يمكن أن يولد من جديد وفي دمشق؟
ليس خفياً أن هناك قلقاً إقليمياً ودولياً، وبالطبع سوريّاً، من أن يعتلي المتطرفون الحكم ويحيلوا حياة سوريا والمنطقة إلى أزمات وحروب في وقت يحتاج 23 مليون سوري إلى الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي والعيش حياة كريمة.


«هيئة تحرير الشام»، حتى اليوم، أظهرت تقبلاً للأنظمة الاجتماعية والدولية، وتعاملت بحساسية مع مكونات البلاد المتنوعة، وصدر عن رئيسها أحمد الشرع العديد من التصريحات المطمئنة للحكومات والمواطنين، بأنه مع دولة للجميع، وأنهم ليسوا جماعة تريد تغيير سوريا والعالم وفق رؤية متطرفة.
ستتضح الصورة عندما يستقر الوضع، ويفعّل النظام الجديد نشاطه، ويدير عجلة مؤسساته. أما الآن فليس لنا إلا أن نفترض أن المنخرطين في الثورة السورية تعلموا دروساً صعبة من تجاربهم الطويلة. قائدهم، أحمد الشرع نفسه مر بتحولات فكرية كبيرة، وسبق له أن تحدث عنها. عندما كان شاباً في مطلع العشرينات يختلف عنه اليوم، 42 عاماً، حيث يبدو أكثر هدوءاً وحكمة. ونفترض كذلك أن المتطرفين لم يصلوا إلى أسوار دمشق إلا بعد سنوات من تجاربهم ومعرفتهم بما حدث للأمم التي في محيطهم الجغرافي.
لم ينجح نظام ديني متطرف واحد، كل ما وصل منها أو كاد يصل سقط، باستثناء نظام الخميني في طهران، وتجربته نموذج وعبرة يستحقان التأمل. نجح في نقل إيران من مزدهرة إلى فقيرة. سخّر كل إمكاناتها لأحلامه الدينية المتشددة، وها هو اليوم يواجه مخاطر مع سقوط الدومينو خارجياً، ورفضاً شعبياً واسعاً داخلياً لثقافته. استوطن المتطرفون أيضاً السودان وتركوه خراباً. مروا سريعاً على القاهرة، حكموها لعام واحد، كانت تجربة أيقظت المصريين وأعادتهم إلى الميادين للتظاهر لإقصائهم. وهناك الدول التي ابتليت قهراً بجماعات مسلحة متطرفة مثل «حزب الله» في لبنان، وميليشيات ليبيا والصومال واليمن وغيرها تسببت في تدمير بلدانها. ومن ثمّ ليس أمام حكام دمشق الجدد نموذج واحد ناجح.
تاريخ 1979 رمز يعبر عن تاريخ التطرف والفشل. يعبر عن كارثة نصف قرن حلت بالمنطقة. الخمينية، والقطبية، والسرورية، والسلالية مثل الحوثية، جاءت امتداداً لقطار الآيديولوجيات الساعية إلى الحكم، من شيوعية واشتراكية وبعثية.
سوريا البعثية أخذت نصيبها تحت نظام عسكري لجيلين من بيت الأسد. إنْ ترث الحكم وتحتكره آيديولوجيا إسلاموية متطرفة فسيعني ذلك أن ليل سوريا طويل. ولهذا تحث الأمم المتحدة والقوى الدولية المختلفة القابضين على السلطة في دمشق على تبني المشاركة السياسية لاستيعاب الجميع. ليس لأن المشاركة فقط تعكس تنوع الوضع الاجتماعي السياسي في سوريا، بل والأهم، لأنها الوصفة الوحيدة التي يمكن أن تتجنب الفوضى والاقتتال والتدخلات الخارجية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد الحرب في سوريا

إقرأ أيضاً:

السفارة الأذربيجانية في سوريا تنظم موائد إفطار لألف طفل يتيم

دمشق-سانا

نظمت السفارة الأذربيجانية في سوريا، بالتعاون مع جمعية المبرة النسائية ‏مساء اليوم، مأدبة إفطار للأطفال الأيتام في مقر الجمعية بدمشق.

وأوضح القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان لدى سوريا النور سلطان شاه ‏حسينوف في تصريح لـ سانا أن المبادرة جاءت من الحكومة ‏الأذربيجانية بشكل مباشر، التي اقترحت تنظيم موائد إفطار لألف طفل يتيم ‏في سوريا، على مدى ثلاثة أيام، حيث ضمت اليوم 400 طفل يتيم، فيما ‏سيكون هناك مائدتا إفطار في اليومين القادمين في مقر الجمعية بالمزة، وفي ‏منطقة سبينة بريف دمشق.

وبين حسينوف في كلمة له خلال حفل الإفطار أنه منذ إغلاق سفارة بلاده في ‏دمشق، كان الشعب الأذربيجاني محروماً من ممارسة علاقاته مع الشعب ‏السوري، الذي يتقاسم معه العرى الثقافية والدينية والتاريخية، لافتاً إلى أنه ‏بعد النصر العظيم الذي حققه الشعب السوري، وجه الرئيس الأذربيجاني ‏إلهام علييف بإعادة العمل بالسفارة المغلقة منذ عام 2012، إضافةً إلى زيارة ‏وفد رسمي رفيع المستوى من الخارجية الأذربيجانية، وتقديم مساعدات ‏إنسانية بحمولة 200 طن، وبناء مدرسة.

وأوضح حسينوف أن أذربيجان كانت في طليعة الدول التي أقامت اتصالاً ‏مباشراً مع سوريا، وأرسلت برقيتي تهنئة للرئيس أحمد الشرع بمناسبة توليه ‏منصبه، وبمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، إضافة إلى أن القيادة ‏الأذربيجانية تولي أهمية كبيرة لتطوير علاقات الصداقة والتعاون مع القيادة ‏السورية الجديدة في كل المجالات، مشيراً إلى أن بلاده تدعم وحدة الأراضي ‏السورية، وسيادتها، واستقرارها، وازدهارها، وتنمية اقتصادها.

ولفت حسينوف إلى أنه من الناحية الدولية، تسعى أذربيجان لإعادة دمج ‏سوريا في المجتمع الدولي، وكذلك المشاركة في جميع المؤتمرات التي تخص ‏سوريا، معرباً عن تمنياته لسوريا وشعبها بالسلام والأمن والاستقرار.

بدورها، أعربت رئيسة مجلس إدارة الجمعية مها دياب عن شكرها لجمهورية ‏أذربيجان على هذه المبادرة، مشيرةً إلى أن الجمعية عملت خلال مسيرتها ‏على دعم ورعاية اليتيم داخل الجمعية، واليتيم بأحضان أسرته وامتداد ‏عائلته، وذلك بدعم المعيل لهم، وتأمين كل مستلزمات المعيشة الكريمة التي ‏يفتقدونها، من مأكل وإعانة ودعم نفسي، إضافةً إلى العديد من الأمور الأخرى.

مقالات مشابهة

  • بطلب من دمشق.. تأجيل زيارة الوفد الأمني اللبناني إلى سوريا
  • هيومن رايتس ووتش تدعو الاتحاد الأوروبي لقيادة جهود رفع العقوبات عن سوريا
  • المفتي: الخلافة وسيلة لتحقيق الحكم الرشيد وليست غاية في ذاتها
  • السفارة الأذربيجانية في سوريا تنظم موائد إفطار لألف طفل يتيم
  • قصف إسرائيلي دموي على سوريا.. إدانات عربية وتعليق من دمشق
  • لماذا لم يحدد النبي شكل نظام الحكم بعد وفاته؟.. المفتي يوضح
  • ألمانياك: اتهام 4 أشخاص بالتآمر لقلب نظام الحكم
  • انقطاع الإنترنت في جميع أنحاء سوريا
  • إسرائيل: لا نريد مواجهة تركيا في سوريا أو بأي مكان
  • متحدثة «اليونسيف» في دمشق لـ«الاتحاد»: أطفال سوريا يواجهون تحديات غير مسبوقة