«شهية» الاستيطان تستبيح الجولان
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
بعد حرب عام 1967، واحتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء والضفة الغربية ومرتفعات الجولان، قال أحد قادة إسرائيل: «إن حدودنا حيث تصل دباباتنا ويقف جنودنا». إنه منطق القوة الذي يتجاوز كل القوانين والشرائع، وينتهك ميثاق الأمم المتحدة الذي يشكل أداة من أدوات القانون الدولي، وتلتزم الدول الأعضاء به، كما يقنن المبادئ الرئيسية للعلاقات الدولية، من المساواة في السيادة بين الدول، إلى حظر استخدام القوة في العلاقات الدولية.
بعد سقوط النظام السوري، استغلت إسرائيل الفرصة للتوسع مجدداً، وقام الجيش الإسرائيلي باحتلال المنطقة العازلة في مرتفعات الجولان، ثم تجاوزتها باحتلال جبل الشيخ السوري ومناطق في أرياف درعا، وصولاً إلى مشارف دمشق، كما توغل الجيش الإسرائيلي باتجاه حوض نهر اليرموك، وأصبح مسيطراً على مجرى النهر وسد الوحدة القريب من الحدود الأردنية. إضافة إلى الغارات الجوية اليومية التي تستهدف معظم الأراضي السورية، وخصوصاً المواقع العسكرية والمطارات والموانئ.
اقترن هذا التوغل في مرتفعات الجولان بموافقة الحكومة الإسرائيلية على خطة لتوسيع المستوطنات، من أجل مضاعفة عدد المستوطنين فيها، وقال نتنياهو إن «تقوية الجولان هي تقوية لإسرائيل، وهي مسألة مهمة على نحو خاص هذه الأيام، وسنواصل التمسك بها، وسنجعلها تزدهر ونستمر فيها»، وأضاف إن «الجولان سيكون جزءاً من إسرائيل إلى الأبد».
وبعد أن أطاحت إسرائيل باتفاقية المنطقة العازلة الموقعة عام 1974 وهي تمتد لمسافة 75 كيلومتراً حتى الحدود الأردنية، واستولت على حوض نهر اليرموك، فإن شهيتها في التوسع والاستيطان، ربما لن تتوقف طالما أن الأمم المتحدة عاجزة عن اتخاذ أي خطوة تردعها، وأن الولايات المتحدة التي تدعمها تلوذ بالصمت إزاء هذا الانتهاك العلني لسيادة وأراضي دولة عضو في المنظمة الدولية، ما يعني موافقتها وإعطاءها الضوء الأخضر للمضي في العدوان والتوسع.
كانت إسرائيل قد أقامت مستوطنة «ميروم»، أول مستوطنة في الجولان بعد شهر واحد على احتلالها، وبحلول عام 1970 تم إنشاء 12 مستوطنة، وبحلول أواخر السبعينات كانت هناك 30 مستوطنة تنتشر على طول الجولان من شماله إلى جنوبه، ويقطنها نحو 30 ألف مستوطن.
في عام 1981 أعلنت إسرائيل ضم المنطقة من جانب واحد، وفي عام 2019، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأييد الولايات المتحدة للسيادة الإسرائيلية على الجولان، بما يتناقض مع القرارات الدولية التي تعتبرها أراضي محتلة.
خطة الاستيطان الإسرائيلية الجديدة تقتضي مضاعفة عدد المستوطنين من خلال بناء 7 آلاف وحدة سكنية جديدة في المستوطنات، منها 3 آلاف وحدة سكنية في مستوطنة كتسرين، و4 الآف وحدة في بقية المستوطنات،إضافة إلى مشروع إقامة مستوطنتين جديدتين في جنوب الجولان.
وتمضي إسرائيل في تكريس الاحتلال والتوسع والاستيطان بالقوة، غير عابئة ببيانات الشجب والإدانة، لأنها لا تؤمن إلا بالقوة لهزيمة الحق والقانون والقيم الإنسانية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد الحرب في سوريا
إقرأ أيضاً:
هآرتس: أقمار صناعية تكشف إنشاء إسرائيل 7 قواعد في سوريا
كشفت صور أقمار صناعية إنشاء إسرائيل 7 قواعد عسكرية في الأراضي السورية التي احتلتها بعد سقوط نظام بشار الأسد وهروبه إلى روسيا، وفق ما أوردته صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
وقد نشرت الصحيفة الإسرائيلية تقريرا تناول صور أقمار صناعية -وفرتها شركة "بلانيت لابس بي بي سي" الأميركية- أظهرت مواصلة الجيش الإسرائيلي بناء قواعد عسكرية في المناطق التي احتلتها داخل سوريا.
ووفقا للتقرير، أنشأ الجيش الإسرائيلي ما لا يقل عن 7 قواعد عسكرية في المناطق التي يحتلها، وعلى قمة جبل الشيخ.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي بدأ العمل في ديسمبر/كانون الأول 2024 على البقاء في المناطق التي احتلها في سوريا لفترة طويلة.
ووسعت إسرائيل رقعة احتلالها لمرتفعات هضبة الجولان باحتلال المنطقة السورية العازلة وجبل الشيخ، مستغلة الإطاحة بنظام بشار في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، كما وسعت هجماتها على بنى تحتية ومواقع عسكرية بسوريا.
وبدأ جيش الاحتلال تدمير البنية التحتية العسكرية والقدرات المتبقية من جيش النظام المخلوع، ووسّع نطاق احتلاله في مرتفعات الجولان التي تعد جزءا من الأراضي السورية.
إعلانوتقدم الجيش الإسرائيلي داخل المنطقة العازلة المحيطة بمرتفعات الجولان، موسعًا نطاق احتلاله حتى وصل إلى مسافة 25 كيلومترا من العاصمة دمشق.
كما أعلنت إسرائيل انهيار اتفاقية فض الاشتباك مع سوريا لعام 1974، وانتشار جيشها بالمنطقة العازلة منزوعة السلاح بهضبة الجولان التي تحتل معظم مساحتها منذ عام 1967، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة ودول عربية.
يُذكر أن عام 1974 شهد توقيع اتفاقية فصل القوات بين إسرائيل وسوريا، والتي حددت حدود المنطقة العازلة والمنطقة منزوعة السلاح.