تناول افتتاحية صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، سقوط نظام الأسد والدعوات لملاحقة مرتكبي جرائم الحرب من أركان النظام.

وقالت الصحيفة، إن الأولوية الكبرى بعد سقوط نظام بشار الأسد هو تجميع الأدلة والحفاظ عليها والتي توثق جرائم النظام السابق.

وأشارت إلى بيان منسوب إلى الأسد،  أكد فيه ان هربه من سوريا لم يكن مخططا له ولكن جلاء عاجل له إلى موسكو.

 

وأضافت الصحيفة أن "طريقة خروج الديكتاتور السوري ليست مهمة بقدر أهمية الطريقة التي حكم فيها وما تريده مئات الألاف من العائلات التي قتل نظامه أفرادها وغيبهم قسريا وسجنهم واغتصبهم وعذبهم هو رؤية الأسد وحاشيته يواجهون العدالة على الجرائم الفظيعة التي ارتكبوها على مدى العقود الماضية".



وأشارت الصحيفة إلى من بين أفلام الفيديو والروايات المؤثرة وتقطع القلب صور المعتقلين الهزالى الذين تم تحريرهم من سجن صديانا سيء السمعة والسجون الأخرى. وقد تجولت الأسر في زنازين السجن وتصفحت الملفات والصور بحثا عن أي أثر لأحبائها.

وقالت الصحيفة إن السوريين يستحقون العدالة، ولكن التعقيد الرئيسي الذي يواجه الجهود الرامية إلى محاسبة الأسد وعائلته وأعوانه هو أن العديد منهم فروا بالفعل.

ويقال إن بعض كبار الجنرالات والمسؤولين فروا إلى دول عربية مجاورة، أو اختبأوا في مدنهم.

وأوضحت أن الأولوية المباشرة هي تأمين الأدلة التي يمكن استخدامها في بناء حالات ضدهم واالجرائم التي ارتكبوها خلال حكم عائلة الأسد وعلى مدى  أكثر من 50 عاما.

وقد جمعت لجنة العدالة والمساءلة الدولية، وهي هيئة غير حكومية، بالفعل 1.1 مليون وثيقة داخلية وشهادة من آلاف الضحايا، لاستخدامها في المحاكمات المستقبلية.

كما قامت الآلية الدولية المحايدة والمستقلة، وهي هيئة شبه قضائية أنشأتها الأمم المتحدة في عام 2016، بجمع الأدلة أيضا، لكن القيادة المؤقتة في سوريا، التي تعهدت بتقديم مرتكبي الفظائع إلى العدالة، تحتاج بشكل عاجل إلى إنشاء هيئة مستقلة لحماية لألية التوثيقية التي خلفتها البيروقراطية القاتلة للأسد.

وبينت الصحيفة أن المسألة التالية هي أين يمكن سماع هذه الأدلة. فسوريا ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية، ومن المرجح أن تستخدم روسيا والصين حق النقض ضد أي قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمنح المحكمة السلطة القضائية.

ولفتت إلى أن البديل هو الاتفاق مع الأمم المتحدة لإنشاء محكمة خاصة، كتلك التي أنشئت لمحاكمة مرتكبي الجرائم في سيراليون وكوسوفو وتعمل بموجب القانون الدولي.

وربما تم إجراء المحاكمات في ضوء القانون المحلي، لكن يجب على قادة سوريا الجدد إظهار احترامم لحكم القانون والنظام وتشكيل حكومة شاملة ممثلة لأطياف المجتمع السوري، وحتى لو حدث هذا فإن النظام القضائي السوري قد يكون غير قادر أو ليست لديه القدرة على استماع الحالات.

وتحدثت الصحيفة عن واحد من السيناريوهات لسوريا، وهي إنشاء محكمة دولية مدعومة بعملية العدالة الانتقالية، على شكل ما حدث في جنوب أفريقيا وتشيلي ورواندا والتي تجمع بين القضايا القضائية والتدابير غير القضائية مثل لجان الحقيقة التي تهدف إلى تخيف المعاناة داخل المجتمع وتسرع من شفائه. ولكن حتى كانت هناك إمكانية للتوصل إلى هذه العملية، فهل هناك إمكانية لمحاكمة  الأسد نفسه؟

وتابعت الصحيفة البريطانية، "في الوقت الحالي، ليس من المرجح تعاون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه بتهمة ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، في تسليم زعيم آخر إلى العدالة الدولية".

وأوضحت أن الأسد قد ينتهي به المطاف في مكان آخر، وقد ينهار نظام بوتين أيضا.



وترى الصحيفة أن الأمر يرجع في النهاية للسوريين وطريقة اختيار النموذج المناسب لهم وتحقيق العدالة من سنوات الديكتاتورية والقمع، فالحكومة السورية  لديها  تحديات أكثر إلحاحا، بما فيها إطعام شعب فقير وبناء حكومة مستقرة، وهذا ليس مضمونا بعد.

ومع ذلك، ربما كانت هناك وعود واقعية بتحقيق العدالة  من الأسد وأعوانه. وسيكون هذا حيويا للبدء في بناء سيادة القانون. وتشير الخبرة في أماكن أخرى إلى أنه كلما تأخرت المساءلة القانونية عن الفظائع، كلما استغرق المجتمع وقتا أطول للتصالح مع ما حدث.

وختمت "لابد وأن يكون تقديم زعماء النظام السابق وشركائه للمحاكمة جزءا رئيسيا من صحوة سوريا من كابوسها الوطني الطويل".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الأسد جرائم النظام سوريا روسيا سوريا الأسد روسيا محاكمة جرائم النظام صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

دريد لحام يظهر في مطار دمشق لأول مرة عقب سقوط الأسد.. غياب لأي احتفاء (شاهد)

أثار الممثل السوري دريد لحام موجة من التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي عقب ظهور في مطار دمشق الدولي لأول مرة منذ سقوط نظام المخلوع بشار الأسد في أواخر العام الماضي.

وتداول ناشطون في وقت سابق من هذا الأسبوع، لقطات مصورة تظهر عودة لحام المعروف بدعمه الشديد للنظام المخلوع إلى دمشق لأول مرة بعد سقوط الأسد، رفقة أفراد من عائلته بما فيهم زوجته هالة بيطار.

فيديو متداول:

مشاهد من داخل مطار دمشق تظهر عودة دريد لحام إلى #دمشق، وكان قد غادرها اثر سقوط نظام الاسد . pic.twitter.com/EaMiyFuf3N — Abdulrahman Al Hariri (@abdulrahmanpho) April 13, 2025
ووفقا للقطات المصورة، فقد ظهر لحام في صالة الوصول في مطار دمشق دون أي استقبال رسمي أو مظاهر احتفاء من قبل الموجودين من حوله، وهو ما أثار تفاعلا على منصات التواصل الاجتماعي وسط حديث عن "نبذ اجتماعي" للممثل الذي عرف بدعمه لنظام الأسد.

وكان لحام الذي قال في أحد تصريحاته السابقة إنه "يخاف من المخابرات أكثر من الله" ،ظهر في مقطع مصور لأول مرة عقب أيام من سقوط النظام السابق وهروب رئيسه بشار الأسد إلى روسيا، قائلا "مبروك لوطني سوريا ولادتها الجديدة".


وأضاف الممثل السوري "لحتى نضل نحتفل بهذه المناسبة كل عام، لازم نبقى إيد واحدة بكل طوائفنا وانتماءاتنا السياسية، وتكون طائفتنا الوحيدة هي سوريا".

وكان لحام ذكر في تصريحات سابقة أن رئيس النظام السابق حافظ الأسد كان من أشد داعميه في المسرحيات الجريئة، التي كان ينظر لها على نطاق واسع على أنها سياسية متبعة من قبل النظام تهدف إلى "التنفيس" عن الشعب.

ويعرف لحام بكونه من أشد الفنانين الذين دعموا النظام السوري المخلوع لا سيما بعد انطلاق الثورة السورية عام 2011، التي واجهها النظام بوحشية مفرطة ما أسفر عن كارثة إنسانية غير مسبوقة أدت إلى مقتل مئات الآلاف وتغييب عشرات الآلاف قسريا، فضلا عن الدمار الواسع في البلاد والانهيار الاقتصادي.

وبعد سقوط نظام الأسد، كانت مواقف الممثلين والإعلاميين والشخصيات البارزة في سوريا محط مثار للجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب التقلبات السريعة في المواقف بعد انهيار النظام.


وفي حين أعرب ممثلون معارضون للنظام عن ابتهاجهم بسقوط النظام مثل عبد الحكيم قطيفان ومكسيم خليل وغيرهما، فقد أثار آخرون عُرف عنهم التأييد للنظام جدلا واسعا؛ عقب انقلابهم إلى معارضة النظام، وتراجعهم عن مواقفهم القديمة الداعمة للأسد وحكمه.

كما استمر البعض مثل الممثلة سلاف فواخرجي، في تبني مواقفهم السابقة المناصرة لبشار الأسد ونظامه الذي ارتكب مجازر مروعة بحق السوريين.

وكان الإعلان الدستوري في سوريا نص على تجريم تمجيد نظام الأسد البائد ورموزه، على أن يعد "إنكار جرائمه أو الإشادة بها أو تبريرها أو التهوين منها، جرائم يعاقب عليها القانون".
لم يتجمع أحد لاستقباله.. لم يلتقط أحدا صورة تذكارية معه.. حتى مجرد تلويح باليد من مكوّع لم يحظى به..

هل تخيلتم يوما أن #دريد_لحام الذي يضعه العُرف الدرامي العربي على رأس الهرم الفني في سوريا منذ سنين طويلة ينتهي به الحال بهذا الشكل؟!

إنها الثورة العظيمة التي غيرت المفاهيم… pic.twitter.com/7LefqcWCPD — Bahaa Dabous (@Bahaa_Dabous) April 14, 2025 النبذ الإجتماعي من أقوى العقوبات . الي تخلفو عن النبي عليه الصلاة والسلام تم عقوبتهم بالنبذ الإجتماعي وكان من أصعب العقوبات عليهم طبعا مع الفرق الكبير لأنهم صحابة كرام . وفي حالة دريد لحام هدا عمره كبير وهدا الي صار رح يكون اكبر عقوبة له . المجتمع ينبذ كل جسم غريب عنه وبيأذيه . https://t.co/CdbP6Ce4SQ — Mohamad Ayyan (Abo 3sal) (@AyyanMohamad) April 15, 2025 تخيل فنان متل دريد لحام وبكل تاريخه.. انتسفت مسيرته كلها وما حدا معبره برجعته.. واقل كلمة بتنقال عنو "صرماية الوطن"
بعمرك لا توقف ضد شعبك واهلك وناسك.. شو ما كان الثمن.. — Kareem (@KareemMk22) April 14, 2025 #دريد_لحام الملقب غوار الطوشي ،
كانت الناس تتقاتل لتأخذ معه صورة ،
الآن الصورة معه أصبحت ذل للشخص ..

سبحان من أعزنا وأذلهم .. pic.twitter.com/4jQviHLUsT — المعتصم بالله الشحود (أساسي) (@almo2tasem91) April 14, 2025 "دون استقبال" #دريد_لحام يعود لسوريا بأول ظهور منذ سقوط الأسد.

صاحب مقولة "كاسك يا وطن" في مسرحية غربة الشهيرة، سيشعر الغربة في وطن ليس فيه آل الأسد، كان ممثلاً وصفيقاً للظلم، للتهجـ.،ـير والقتـ،ـل.. وهنا سقطعت الأقنعة وسقط معها "#غوار" #سرايا #الأردن #سوريا pic.twitter.com/dCahkb5egK — Yousef Tawarh (@TawarhYous61784) April 14, 2025 مقطع دريد لحام وهو بالمطار مكسور مذلول يترقب من حوله ، من افضل المقاطع اللي شفتها بحياتي

الله يزيدكم ذل وهوان ياشبيحة الهارب — . (@quds96i) April 14, 2025 شادي حلوة يبكي على دريد لحام لانه لم يستقبله احد في مطار دمشق

ارهابي يشهد لارهابي pic.twitter.com/n4GEzuIIg2 — عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) April 14, 2025 مشهد #دريد_لحام وهو داخل إلى مطار دمشق، هو أصدق تعبير عن فكرة "النبذ الاجتماعي" ضمن مسار العدالة الانتقالية، لا أحد يتوافد لالتقاط الصورة معه، لا أحد يصفق له أو يشعر بوجوده أو حتى يتعرض له، عاد غريباً مُحملاً بالخزي والعار، وكأنه لم ينادي يوماً "مو ناقصنا إلا الكرامة" لأنه بالفعل… — Yaman Zabad (@YamanZabad) April 14, 2025

مقالات مشابهة

  • شطب عضوية سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين السوريين.. لهذا السبب
  • القبض على أحد مسؤولي نظام الأسد في اللاذقية.. عمل في سجن صيدنايا
  • وزير الصحة يستعرض رؤية مصر في تحقيق «العدالة الصحية»
  • أسبوع أبوظبي العالمي.. وزير الصحة يستعرض رؤية مصر في تحقيق «العدالة الصحية»
  • العدالة التي تأخرت حتى صارت شريكة في الجريمة
  • المصري الديمقراطي لـ صدى البلد: القائمة المطلقة قتلت المنافسة.. والنسبية تحقق العدالة
  • دريد لحام يظهر في مطار دمشق لأول مرة عقب سقوط الأسد.. غياب لأي احتفاء (شاهد)
  • السفير السوري في روسيا يطلب اللجوء بعد استدعائه إلى دمشق
  • سوريا ولبنان.. من الجوار الصعب إلى التعاون
  • الوزير السكاف لـ سانا: نؤكد حرصنا على تحقيق العدالة الإدارية وطيّ صفحة الظلم الوظيفي، بما يعزز الثقة بمؤسسات الدولة الجديدة