أثار قائد الجيش الأوغندي، موهوزي موسيفيني، موجة من الغضب والدهشة بعد نشره تغريدة مثيرة على منصة “إكس”، تحدث فيها عن غزو العاصمة السودانية الخرطوم والسيطرة عليها وإنهاء ما وصفه بالفوضى بدعم من الإدارة الأميركية، حسب قوله.

الخرطوم ــ التغيير

فيما طالبت الخارجية السودانية التي يسيطر عليها الجيش، الاتحاد الأفريقي والمنظمات الإقليمية والدولية بإدانة تصريحات نجل الرئيس الأوغندي بشأن السودان، وتمسكت الخارجية باعتذار رسمي عما وصفته بـ”التعليقات المسيئة والخطيرة” التي نشرها القائد العام لقوات الدفاع الشعبية الأوغندية، ابن الرئيس موسيفيني، والتي هدد فيها بالاستيلاء على الخرطوم.


في التفاصيل، كتب موهوزي، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه الخليفة الأقوى لوالده يوري موسيفيني، في تغريدة نشرها على حسابه الموثق على منصة “إكس” يوم الثلاثاء: “سنتمكن من الاستيلاء على الخرطوم بدعم من الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقب تسلمه رئاسة الولايات المتحدة. سوف تنتهي هذه الفوضى في السودان قريبًا. إذا كان هؤلاء الأولاد في الخرطوم لا يعرفون ما هي الحرب، فسوف يتعلمون”.
حظيت تلك التغريدة الاستفزازية بانتشار واسع، وآلاف التعليقات التي تراوحت بين الغضب والدهشة. وعلق الغاضبون على المنصات السودانية، مشيرين إلى أن تصرفات نجل الرئيس الأوغندي قد تؤدي إلى أزمة كبرى في وقت حساس.

ورغم أن نجل الرئيس الأوغندي موسيفيني حذف التغريدة الاستفزازية بعد ساعات، إلا أن الجدل حولها لم يتوقف. حيث سخر زعيم المعارضة الأوغندية، بوبي واين، من تهديدات نجل الرئيس، مشيرًا إلى أنه كتب المنشور في حالة عدم وعي.
وقد عُرف عن موهوزي موسيفيني إثارة الجدل ووضع بلاده في مواقف محرجة عبر تغريدات المثيرة للجدل على صفحته في “إكس”، حيث هدد في وقت سابق بالاستيلاء على كينيا، كما عرض “100” بقرة طويلة القرون للزواج من رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني.

وكان يشغل وقتها منصب قائد القوات البرية، مما أدى إلى إقالته من منصبه. كما كتب سلسلة من التغريدات ضد خصومه السياسيين في المعارضة، وعلى رأسهم زعيم المعارضة الشهير بوبي واين.

الوسومالخرطوم تغريدة غزو موهوزي نجل الرئيس الأوغندي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الخرطوم تغريدة غزو موهوزي

إقرأ أيضاً:

العقوبات الأمريكية على قائد الجيش لماذا؟

زين العابدين صالح عبد الرحمن

أن فرض عقوبات أمريكية من قبل إدارة بايدن قبل أيام قليلية على رحيلها، كانت متوقعة كردف فعل سالبة من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي رفض البرهان دعوته لحضور مفاوضات جنيف حيث كان يريد أن يحضرها شخصيا، واعتبر ذلك أكبر تحدي من قائد عسكري بلده تخوض حربا تتعدد فيها الدول المشاركة و قوات عسكرية استجلب لها مرتزقة من دول الحوار و غيرها حتى قوات عابرة للقارات.. أن الذين كانوا يحلمون بأنه سوف يرجعون للسلطة باعتبار أن أقوى دولة في العالم تقف معهم قد تحطمت أحلامهم أمام أعينهم..
أن إدارة بايدن و وزيير خارجيتها لم تكن مفاوضات جنيف هي الصفعة الأولى التي يتلقها و تفشل كل مخططاته، بل أن أمريكا هي صاحبة فكرة " الإتفاق الإطاري" التي جاءت بها مساعدة وزير الخارجية الأمريكي " مولي في" و هي أيضا صاحبة توسيع قاعدة "الاتفاق الإطاري" عندما عجزت القيادات السياسية الي كانت تعتمد عليها أن تحركها قيد أنملة، لذلك قدمت " مولي في" فكرة ورشة لجنة التسيير لنقابة المحاميين التي كان يترأسها عضوا من حزب الأمة، و أيضا فشلت القوى السياسية إدارتها و توسيع المشاركة و تمسكت بمقولة " لا للإغراق السياسي" كانت القيادات السياسية " لقحت المركزي" تعتقد إنها سوف تقود الفترة الانتقالية بمعاونة ما يسمى " الرباعية و الثلاثية" التي تقودها الولايات المتحدة، و لكن خاب فألها و عجزت أن تتقدم خطوة واحدة إلي الامام.. كل ذلك كان بلينكن يشعر بخيبة الأمل..
تم تغيير الفريق الذي قاد مرحلة الاتفاق الإطاري " مولي في و السفيري الأمريكي في الخرطوم جون غودفري" و تم تعين توم برييلو الذي بدأ زيارات متعددة إلي أماكن تواجد قيادات تحالف " تقدم" و محاولة إلي ممارسة الضغط على القيادة العسكرية و السياسية في بورتسودان، و هو يطوف على عواصم الدول التي كانت تشارك في المؤامرة مع ألامارات إلي جانب الذين توظفهم من أجل نجاح مشروعها، و بدأ يلوح بالعصى...! و عندما أكتشف أنها غير فاعلة، تراجع و بدأ يرفع الأثنين معا العصى و الجزرة و لكن لم يجد إية رضوخ.. ثم طلب زيارة بورتسودان وفق شروط و رفضت تماما، و طلب لقاء في جدة ثم أخرى في القاهرة في محاولة إلي للإقناع بحضور مفاوضات " جنيف" و تم الرفض لوجود الأمارات دولة مراقبة، أتصل وزير الخارجية شخصيا أنتوني بلينكن بالبرهان، في اعتقاد أن اتصاله و القول أنه سوف يحضر مداولات " جنيف" سوف ترهب القيادة العسكرية و تسرع بالحضور، و لكن لم يجد الإجابة كما يريدها.. هذه كلها كانت وراء غضبه، لذلك انتظر حتى قريب من نهاية فترته، و أخرج هذه العقوبات..
الغريب في الأمر؛ رغم ديمقراطية أمريكا، و تاريخها في إدارة الأزمات، لكنها لم تستفيد من كل ذلك، فقط تريد أن تملي شروطا على الآخرين.. و تعرف من تجربتها في فيتنام و في أفغانستان و شيلي و غيرها أن القيادات التي تقف معها شعوب لا تقهر و لا ترضخ.. و كما قال الرئيس التركي في اللقاء الذي أجري معه و سألته المذيعة عن المبادرة التركية لمفاوضات بين " السودان و الأمارات" قال اردوغان (أن موقف الشعب الرافض للمفاوضات لا تستطيع الإدارة في السودان أن تتجاوزها) و أغلبية الشعب في السودان يريد سودان دون مشاركة ميليشيا سياسيا أو عسكريا.. و لكن الإدارة الأمريكية قد صرفت أموال طائلة في ورش و سمنارات و ندوات لمجموعة قليلة ليس لها أية قاعدة اجتماعية تدعمها، تريد فقط أن تنصبها فوق الكل تحت دعاوي " المدنية" و من الذي قال أن الشعب السوداني رافض المدنية، لكن مدنية تأتي بأختيار الشعب عبر صناديق الاقتراع و ليس مثيلا للمدنية التي كانت قد جأت بها أمريكا في شيلي، عندما خططت لانقلاب ضد حكم سلفادور أليندي و جاءت بأوغستو بينوشيه، حيث أعترفت إدارة الرئيس نيكسون في ذلك الوقت أنها هي التي خططت للانقلاب.. الآن تريد أن تصعد عدد من الناشطين السياسيين على قمة الهرم بدعم أمريكي بريطاني أماراتي.. و الشعب السوداني واعي لهذا المخطط تماما.. أن العقوبات الأمريكية التي فرضتها على القائد العام للجيش لا تزيد الشعب إلا صلابة، و تمسكا بقرار هزيمة الميليشيا و معاونيها و جناحها السياسي، أو استسلامها و تسليم كل اسلحتها.. و حدوث ذلك سوف يؤدي إلي تغيير كامل في المسرح السياسي في البلاد.. أن هزيمة الميليشيا و الذين اقنعوها بعمل انقلاب هي هزيمة مشروع سياسي خططت له "الرباعية و الثلاثية" تحت رعاية أمريكية بريطانية،، الغريب في الأمر أنهم حشدوا له تيارات من اشباه اليسار و ناشطين سياسين و آخرين.. لم يكن حلمهم الوصول للسلطة، أنما مجموعات ضغط تمارس نشاطات مدعومة من منظمات غربية تستخدم حسب الحاجة لها.. نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • الشخصية السودانية ترفض الاستبداد.. بابكر حمدين: مساواة الجيش والمليشيا من قبل أمريكا ازدواجية المعايير
  • هكذا ردّ أنس الشريف على تغريدة لمذيعة قناة العربية نادين خماش تسأل فيها: ما معنى كلمة انتصار؟
  • والي الخرطوم يزور طالب بترت رجله ويده بسبب القصف وتحدى الظروف وجلس لامتحانات الشهادة السودانية
  • الخارجية السودانية تعبر عن قلقها إزاء الأحداث في جوبا إثر الاعتداءات التي استهدفت أشخاص وممتلكات المواطنيين السودانيين
  • قائد الجيش عرض الاوضاع مع السفير التونسي
  • العقوبات الأمريكية على قائد الجيش لماذا؟
  • ما هي الاستراتيجية التي اتبعها الجيش السوداني لاستعادة مدينة ود مدني؟
  • الخارجية السودانية: نرفض ونستنكر العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية على رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان
  • ???? لا تلومن المليشيا إلا نفسها إن لم تعرد وانتظرت الجيش في الخرطوم!
  • “التجارة” توضح الحالات التي يحق للمستهلك فيها الحصول على سيارة بديلة