عملية «سهم باشان».. القصف الإسرائيلي يدمر 80% من القدرات العسكرية السورية و90٪ من بطاريات صواريخ أرض جو
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مستغلة الفوضى التي أحدثها انهيار نظام الأسد، نفذت الدولة اليهودية مئات الضربات، ودمرت، بحسب الأركان العامة الإسرائيلية، ٨٠٪ من قدرات الجيش السوري.
في يوم السبت ٧ ديسمبر، عندما استولى المتمردون على دمشق ولم يكن قد مر على سقوط نظام الأسد سوى بضع ساعات، شنت إسرائيل حربًا غير معلنة ضد سوريا.
وفقًا لهيئة الأركان العامة الإسرائيلية، أدت الموجة الأولى من القصف إلى تدمير حوالي ٨٠٪ من قدرات الجيش السوري: البطاريات المضادة للطائرات، والمطارات، ومواقع إنتاج الأسلحة في دمشق، وحمص، وطرطوس، واللاذقية، وتدمر. تم القضاء على الدفاع السوري المضاد للطائرات، والذي يعتبر من أقوى الدفاعات في الشرق الأوسط: تم تدمير ٩٠٪ من بطاريات صواريخ أرض جو التي تم تحديدها. يقول مايكل هورويتز، المحلل الذي يعمل في مؤسسة لو بيك البحثية المعنية بالشرق الأوسط: "كانت معظم هذه الأنظمة قديمة، لكن إسرائيل تنتقل من التفوق الجوي المختلف عليه إلى التفوق الكامل، الأمر الذي قد يسهل توجيه ضربات إلى إيران".
تم ضرب قاعدتين للقوات الجوية السورية. قاعدة T٤ شمال دمشق، حيث تم تدمير سربين من طائرات Su-٢٢ وSu-٢٤ كما تم استهداف ما يسمى بقاعدة "بلي" في جنوب غرب سوريا بالقرب من هضبة الجولان. وكانت تضم ثلاثة أسراب من الطائرات المقاتلة، بالإضافة إلى موقع لتخزين صواريخ أرض-أرض وقذائف صاروخية، تم قصفه أيضًا.
وتم خلال العملية تدمير العديد من الأسلحة والمواقع الاستراتيجية. ويستشهد الجيش الإسرائيلي بصواريخ سكود، وصواريخ كروز، وصواريخ أرض-بحر، وصواريخ أرض-جو، وصواريخ أرض-أرض؛ وطائرات بدون طيار ومروحيات هجومية بالإضافة إلى الطائرات؛ والرادارات والدبابات والحظائر. كما تم استهداف مقر مركز الدراسات والأبحاث العلمية في برزة بريف دمشق.
عملية جاهزةاقترنت العملية الجوية بهجوم بحري: تعرضت للقصف بصواريخ البحرية الإسرائيلية قاعدتان بحريتان سوريتان، قاعدتان في اللاذقية والبيضاء، تأويان ١٥ سفينة، بما في ذلك زوارق دورية صاروخية، وأضاف مايكل هورويتز: "من الواضح أن هناك رغبة في تحقيق التفوق العسكري الكامل على سوريا، في السماء على وجه الخصوص. ويجب أن نتذكر أنه قبل عام ٢٠١١، كان يُنظر إلى الجيش السوري على أنه أحد التهديدات التقليدية الرئيسية لإسرائيل. وحتى بعد الحرب الأهلية، ظلت مخزونات الأسلحة الثقيلة كبيرة. وكانت إسرائيل خائفة من السيناريو الليبي وفقدان السيطرة على هذه المخزونات بسبب عمليات النهب المتتالية من قبل الجماعات المسلحة المختلفة".
وبحسب الصحافة الإسرائيلية، فإن عملية "سهم باشان" كانت جاهزة منذ نحو عشر سنوات. منذ بداية الأحداث السورية عام ٢٠١١، استعد الجيش الإسرائيلي لسقوط بشار الأسد. لكن الدولة اليهودية لم تقتصر على العملية الأولى، فما زالت الغارات الجوية تتواصل. يوم الجمعة، ١٣ ديسمبر، على مدرج مطار المزة العسكري، عند المدخل الجنوبي الغربي لدمشق، أوصى مقاتلون شباب يرتدون الزي العسكري من هيئة تحرير الشام، الفرع السابق لتنظيم القاعدة في سوريا بعدم البقاء فى الساحة. وقبيل الفجر، أيقظتهم الضربات الإسرائيلية من نومهم، لليلة الثالثة على التوالي.
حرب دائمةفي ٩ ديسمبر، أرسل السفير السوري لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك رسالته الأولى إلى مجلس الأمن للمطالبة بوقف الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية. تم تعيينه في ظل نظام بشار الأسد، واستمر في منصبه من قبل الحكومة الانتقالية التي شكلتها هيئة تحرير الشام، وندد الدبلوماسي باستغلال إسرائيل للمرحلة الانتقالية الجارية في سوريا لتنفيذ "أجندة الاحتلال".
يوضح المحلل العسكري والضابط الفرنسي السابق جيوم على مدونته، أن "هذه الغارات الجوية الإسرائيلية كانت تهدف في البداية إلى تقليل مخزونات الأسلحة الثقيلة الموجودة في سوريا، ولكن من خلال استمرارها الآن بعد مرور أكثر من أسبوع على سقوط نظام الأسد، فإن هذه التفجيرات تؤسس لحالة حرب دائمة تزعزع استقرار القوة الناشئة في سوريا".. وأضاف "إنهم يتسببون في نزوح سكاني جديد، في حين أن الوضع على العكس من ذلك يجب أن يسمح بعودة جماعية لستة ملايين سوري فروا أثناء الحرب الأهلية".
دور نتنياهووعلى الأرض، أثناء انهيار النظام، استولى الجيش الإسرائيلي، وبشكل غير قانوني بالكامل، على المنطقة منزوعة السلاح، الخاضعة لسيطرة الأمم المتحدة، والتي تفصل منذ عام ١٩٧٤، الجزء الذي تحتله الدولة اليهودية من هضبة الجولان منذ عام ١٩٦٧ عن بقية أجزاء هضبة الجولان. هذه المنطقة ظلت تحت السيطرة السورية، لكن يبدو أن الجيش الإسرائيلي يريد تعزيز تفوقه.
وأكد مسؤول في الأمم المتحدة في نيويورك لوكالة فرانس برس أن قوات حفظ السلام المتمركزة في الجولان "لاحظت عددا من الحوادث اليومية التي يقوم فيها الجيش الإسرائيلي بعمليات شرق المنطقة العازلة". بثت قناة عربية تقريرًا يقول فيه سكان قرى الحميدية العربية الواقعة في المنطقة الفاصلة، إن القوات الإسرائيلية طاردتهم. كما أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى إخلاء الحميدية.
ويشعر جوزيف باحوط، المتخصص في العلاقات الدولية في الجامعة الأمريكية في بيروت، بالقلق من العواقب طويلة المدى لهذه العمليات الإسرائيلية ويقول: "بنيامين نتنياهو يأخذ زمام المبادرة بعد سقوط بشار الأسد. وهذا ينبئ بالسلوك الذي قد تسلكه إسرائيل في الشرق الأوسط الجديد حيث تعتبر نفسها سيدة المكان التي تؤكد أنها قادرة على احتلال مناطق ذات سيادة باسم أمنها. وهذا خطر على توازن المنطقة".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الجيش السوري الأسد سقوط نظام الأسد انهيار نظام الأسد سهم باشان الجیش الإسرائیلی فی سوریا
إقرأ أيضاً:
في 10 أيام.. «نتنياهو» يدمر 80% من الأسلحة في سوريا ويعلن اهتمامه بإقامة علاقات مع «الجولاني»
اندلعت الأزمة السورية في مارس 2011 بعد احتجاجات شعبية أو ما يسمى بالربيع العربي، حيث واجه النظام السوري هذه الاحتجاجات، مما أدى إلى تحول الوضع إلى صراع مسلح بين الجيش السوري والجماعات المسلحة، وأصبح الصراع أكثر تعقيدًا مع دخول قوى إقليمية ودولية، بما في ذلك دولة الاحتلال الإسرائيلي، التي نفذت غارات جوية متكررة داخل سوريا.
وصمدت سوريا في مواجهة الجماعات المسلحة منذ هذا الوقت حتى قبل 10 أيام، عندما شنت الجماعات المسلحة يوم الخميس، 28 نوفمبر 2024، هجومًا واسعًا على مناطق في ريف إدلب، حيث وردت تقارير عن انسحاب الجيش السوري من مواقع استراتيجية، مما أعطى فرصة للجماعات المسلحة للتقدم.
الجمعة، 29 نوفمبر: دخول حلب
دخلت الجماعات المسلحة مدينة حلب، «كبرى مدن سوريا»، لأول مرة منذ عام 2016، حيث كانت مواجهة بين الجيش السوري والجماعات المسلحة.
السبت، 30 نوفمبر: سقوط حلب
أعلنت الجماعات المسلحة سيطرتها على حلب ورفعت أعلامها فوق قلعة المدينة، كما سيطرت على المطار الدولي بينما أعاد الجيش السوري نشر قواته تحضيرًا لهجوم مضاد.
الأربعاء، 4 ديسمبر: معارك قرب حماة
تقدمت الجماعات المسلحة نحو مدينة حماة، حيث اندلعت معارك عنيفة، ورد الجيش السوري بهجوم مضاد بدعم من غارات روسية.
الخميس، 5 ديسمبر: سقوط حماة
أعلنت الجماعات المسلحة دخولها إلى حماة، وسط احتفالات في ساحة العاصي التي كانت مركزًا للاحتجاجات في عام 2011.
الجمعة، 6 ديسمبر: التقدم نحو حمص
واصلت الجماعات المسلحة تقدمها نحو حمص، المدينة الاستراتيجية التي تربط دمشق بالساحل السوري.
السبت، 7 ديسمبر: سقوط حمص
انسحبت القوات الحكومية من حمص، وأعلنت الجماعات المسلحة حصارها للعاصمة دمشق. دعا المبعوث الأممي جير بيدرسن إلى محادثات عاجلة لضمان انتقال سياسي منظم.
الأحد 8 ديسمبر: سقوط الأسد
أعلنت مجموعة من الرجال عبر التلفزيون السوري عن الإطاحة بالرئيس بشار الأسد وإطلاق سراح المعتقلين، حيث زار قائد هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، مسجد بني أمية، واصفا سقوط الأسد نصرًا للأمة الإسلامية، بينما أكدت التقارير أن الأسد لجأ إلى موسكو مع عائلته، ليعلن رئيس الوزراء محمد غازي الجلالي، استعداد الحكومة لتسليم مهامها لحكومة انتقالية.
دور دولة الاحتلال الإسرائيلي في الصراع السورينفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية الصراع، غارات جوية متكررة داخل سوريا، وقد ركزت هذه الغارات على:
ضرب النفوذ الإيراني:استهداف مواقع الحرس الثوري الإيراني وميليشيات حزب الله لمنع تمركزها في سوريا.
إضعاف القدرات العسكرية السورية: تدمير مراكز القيادة ومستودعات الأسلحة لمنع الجيش السوري من إعادة بناء قوته، حيث تناقلت الأنباء حول تدمير الاحتلال للأسلحة السورية بما يعادل 80 بالمائة منها.
الأحداث بعد سقوط الأسدمع انهيار نظام الأسد في ديسمبر 2024، سيطر جيش الاحتلال الإسرائيلي على المنطقة العازلة في الجولان، المقررة وفق اتفاقية فك الاشتباك عام 1974، وصرح رئيس وزراء دولة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أن القوات ستبقى هناك حتى ضمان ترتيبات أمنية جديدة.
استراتيجية دولة الاحتلال الإسرائيليتركز استراتيجية دولة الاحتلال الإسرائيلي في سوريا على:
1. منع تكوين جبهة عسكرية شمالية.
2. تحجيم الميليشيات الإيرانية وحلفائها.
3. استغلال الفوضى لتحقيق مكاسب استراتيجية في المنطقة.
التوترات الإقليمية وردود الفعل1. التوتر مع إيران: أسفرت الغارات عن تصعيد التوتر بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وإيران، التي هددت بالرد.
2. الموقف الدولي: التزمت الدول الغربية الصمت تجاه الغارات، في حين أبدت روسيا قلقها، خاصةً بعد انشغالها في الحرب الأوكرانية.
أحداث دولية ذات صلةاجتماع الدوحة: اجتمع دبلوماسيون من السعودية، مصر، تركيا، إيران، وروسيا في الدوحة لإيجاد حلول للأزمة.
تحركات جيش الاحتلال: استغل جيش الاحتلال حالة الفوضى لتعزيز تأمين حدوده ومنع انتشار الجماعات المسلحة.
إعادة فتح المطارات والموانئبعد سقوط الأسد، أعيد فتح مطار دمشق الدولي للرحلات الداخلية، كما عادت الموانئ، مثل ميناء اللاذقية، إلى العمل تدريجيًا، مما يرمز إلى بدء مرحلة إعادة الإعمار تحت إدارة الحكومة الانتقالية.
مستقبل سوريا والتحول السياسيأكدت تصريحات المبعوث الأممي، جير بيدرسن، على أهمية تحقيق انتقال سياسي شامل وفق قرار مجلس الأمن رقم 2254، مع التركيز على إعداد دستور جديد وانتخابات حرة
اقرأ أيضاًتطورات الحالة الصحية لرئيس الوزراء بعد إصابته بدوار خلال مؤتمر صحفي اليوم
الأردن والاتحاد الأوروبي يؤكدان أهمية استقرار سوريا وأمنها
«مصطفى بكري»: سوريا تم تسليمها بالخيانة إلى أبو محمد الجولاني وعصابته المسلحة