كوارث تطارد سكان الأرض
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
سيول جارفة. زلازل مرعبة. تصدعات وتشققات في شوارع المناطق المأهولة. حرائق تصهر الفولاذ وتلتهم الأخضر واليابس. اعاصير دوّارة في البحر والبر. صواعق مخيفة. انهيارات جبلية هدّامة. أمطار غزيرة. رياح عاتية. كثبان رملية متحركة. سحب ترابية خانقة. حزمات من الكوارث وقعت كلها في أماكن متفرقة وفي توقيت واحد.
بداية. وقبل الخوض في التفاصيل، أنا على قناعة تامة بأن كل ما يجري هناك لابد أن يكون بفعل فاعل، وربما بمشاركة أكثر من جهة. قد يكون الفاعل من خارج كوكب الأرض. وقد يكون من القوى الدولية التي صارت تمتلك اسلحة فتّاكة عابرة للقارات وغير معلن عنها حتى الآن. وإلا بماذا تفسرون تعرض صوامع الحبوب لحملات متلاحقة من الحرائق داخل الأراضي التركية والاوكرانية والفرنسية والبرازيلية في توقيتات متقاربة ؟. .
وبماذا تفسرون النيران الزاحفة نحو غابات (ماوى) في هاواي ؟، وكيف فرَّ السكان من لهيبها ورموا بأنفسهم في البحر ؟. الجحيم هناك يلوّن السماء باللون الاحمر. والحرائق تلتهم الناس، وترغم الناجين على الهروب. وكأن فوهة بركانية تفجرت عليهم. بنايات تحولت إلى رماد في دقائق. . جو بايدن يعلنها مدينة منكوبة، والجيش يهرع لنجدتهم. من كان يتصور ان الجزيرة الرطبة الممطرة يلتهمها اللهب ويخنقها الدخان ؟. وكيف تحولت الواجهات الخضراء إلى جهنم الحمراء. وكيف حاصرتها الحرائق على الرغم من هطول الأمطار ؟. .
اندلاع 222 حريقاً في غابات المملكة المغربية. وفي ثلاث ولايات تركية. وحرائق غامضة حولت سماء 16 ولاية جزائرية إلى دخان ورماد، ونشوب 97 حريقاً في ليلة واحدة. ألسنة النيران طالت المنازل والحقول والغابات، والنيران تنتشر في معظم غابات ايطاليا وفرنسا واليونان وتونس. فيضانات وأمطار غزيرة في أنحاء عدة من السويد من جراء العاصفة (هانس) التي ضربتها وتسببت بغرق المدن والارياف وخروج القطارات عن مساراتها. وفي النرويج جرفت الفيضانات المنازل والاشجار. .
صواعق تحرق توربينات الرياح في كندا، وحرائق تلتهم خيام السوريين في منطقة (بر الياس) في لبنان. وعواصف ترابية تحاصر سكان الاردن. والسيول تتدفق في براري خميس مشيط بالسعودية من جراء الأمطار الغزيرة. وسيول أخرى تكتسح مدينة (أبها) وتعتقل الناس في بيوتهم. .
اعصار يدمر مختبرات ومعامل شركة فايزر للادوية في ولاية نورث كارولاينا. والزلازل تقترب من ليبيا ومصر، وتعود إلى تركيا وقبرص واليونان. وانتشار واسع لمركبات مضيئة في سماء المكسيك. .
ماذا يحدث لسكان الأرض حول العالم ؟. وهل وقعت هذه الكوارث في أسبوع واحد وفي أماكن متباعدة بالصدفة ؟. .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
كم هي كلفة الحرب وكيف تؤثر على اقتصاد الاحتلال؟.. 88 مليون دولار يوميا
أكد الكاتب الإسرائيلي نيتسان كوهن، أن الاحتلال دفع ثمنا باهظا في الجانب الاقتصادي بسبب الحرب ضد غزة، قائلا: "حين نتحدث عن حرب بحجم الحرب التي نشبت في 7 تشرين الأول/ أكتوبر يتوجب أن نتحدث أيضا عن الكلفة المالية الهائلة لها".
وأوضح كوهن في مقال له نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" أنه "في واقع الأمر نحن نتحدث عن أنواع مختلفة من الكلفة، وتوجد الكلفة المباشرة لوزارة الدفاع (الحرب) تتمثل بالدفع عن أيام الاحتياط، والدفع على الذخائر وتعبئة مخزونات الوقود وغيرها، كما توجد أيضا الكلفة الاقتصادية للحرب وهذا يعني أنه يجب أن يدخل إلى الحساب فقدان الناتج، كلفة تشويش الحياة اليومية الطبيعية وغيرها".
وقال: "كيفما نظرنا إلى الأمور، نجد كلفة اقتصادية لا بأس بها، وقبل أن ندخل إلى الأرقام يجدر بنا أن نذكر أن الاقتصاد الإسرائيلي دخل الحرب وهو في حالة جيدة، هذا يعني أنه كانت لحكومة نتنياهو مصادر تستمد منها المال دون تلقي مساعدات خارجية بتعابير دولارية، وماذا يعني هذا؟ أولا وقبل كل شيء، نسبة دين إسرائيل كانت متدنية بحيث كان ممكنا اقتراض المال حتى وإن كان بأسعار عالية".
وذكر أن "بنك إسرائيل يحافظ على أرصدة عملة أجنبية عالية، كانت تدور حول 215 مليار دولار، وهذا يتيح لإسرائيل سيولة من العملة الأجنبية، ما يعني أنه عندما كانت حاجة للدولارات لشراء الذخائر في الخارج كانت تلك الدولارات موجودة، وعندما يذعر المستثمرون الأجانب من الحرب ويريدون سحب أموالهم – يكون هذا الرصيد موجودا وهذا معطى هام جدا للإبقاء على سير حرب لا تجر الاقتصاد إلى التدهور".
جملة سيناريوهات
بشكل مبدئي، أكد الكاتب أن "البحث الشامل والأكثر مصداقية حول كلفة الحرب هو ما أجراه بنك إسرائيل – والمقصود هو دائرة البحث في البنك التي يترأسها عدي برندرن اقتصادي ذو قامة، وثمة غير قليل من السيناريوهات للحرب وكل سيناريو يحتاج إلى تعبير اقتصادي لكن بنك إسرائيل استوعب الحدث، وفصله إلى شواكل ووصل إلى عدد 255 مليار شيكل (71 مليار دولار) أي كل يوم يمر دون أن تنتهي الحرب يكلف بائع الضرائب الإسرائيلي 315 مليون شيكل (88 مليون دولار).
وأكد: "نعم، هذه كلفة الحرب صحيح حتى اليوم وحتى نهاية العام 2025، لكن توجد هنا "لكن" كبيرة، هذه الكلفة لا تأخذ بالحسبان سيناريو حرب شاملة مع إيران، وهنا تقدر محافل اقتصادية مطلعة على التفاصيل بأنه لن تكون كلفة اقتصادية عالية جدا لمثل هذه الحرب إذ إنه في ضوء التجربة المتراكمة في جهاز الأمن من هجومين إيرانيين على إسرائيل وهجوم إسرائيلي مضاد فإننا نتحدث عن معركة يفترض أن تكون قصيرة نسبيا".
وأشار إلى أن "سيناريو آخر لا يؤخذ بالحسبان هو اشتعال إضافي مع حزب الله، لكن هنا أيضا، انتزع الجيش من حزب الله الذي يقف على حدودنا الشمالية غير قليل من القدرات التي كان يفترض أن تخفض جدا كلفة هذا السيناريو".
وبين أن "سيناريو ثالثا لا يؤخذ الآن في الحسبان الاقتصادي هو اشتعال الجبهة الجنوبية، وهنا أيضا نزع الجيش غير قليل من قدرات المنظمات في غزة، وعليه فإن حربا بقوة عالية لن تكون مثلما رأينا في بداية الحرب وهنا أيضا الميزانية المالية لن تكون مشابهة، وكذا سيناريو تشتعل فيه كل الجبهات بالتوازي لم يؤخذ بالحسبان بتعابير اقتصادية".
وبين أن "ما أُخذ حقا بالحسبان هو استمرار الحرب في الجبهة الجنوبية والشمالية بقوى متغيرة – أي اشتعال، هدوء واشتعال متجدد، وهذا يعني أنه لن تجند كل قوة الاحتياط التي جندت في بداية الحرب، ومن هنا بأن يستخدم الجيش الذخائر استخداما أقل وهكذا دواليك".
وأضاف أن "هذا السيناريو يأخذ بالحسبان تأهب وحدات احتياط كبيرة لكن ليس في مداها الأقصى. يأخذ بالحسبان تشوشا جزئيا جدا للحياة في الجبهة الداخلية ومن هنا أيضا فإن فقدان الإنتاج سيكون محدودا ومن هنا أيضا فقدان المداخيل من الضرائب للدولة وهكذا دواليك".
وختم أنه "الآن ينبغي أن نفهم الوضعية، إسرائيل توجد في مستوى عال من انعدام اليقين، وكل سيناريو لم نفكر فيه يمكن أن يفاجئ، لكن الآن أيضا، الاقتصاد الإسرائيلي قوي، والجبهة الإسرائيلية الداخلية قوية، وإسرائيل معتادة على الانتقال السريع من الحياة الطبيعية إلى الطوارئ ومن ثم إلى الحياة الطبيعية، وعليه فيجب أن يقال كل شيء بتحفظ، كل الجهات الاقتصادية تعيش بسلام مع سيناريوهات بنك إسرائيل التي أخذت بالحسبان كل احتياجات الجيش كما عرضت ومع هوامش أمان معقولة".