مناقشة مسرحية «رحلة دولية» ضمن فعاليات الرياض للمسرح.. صور
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عقد مهرجان الرياض للمسرح ندوة نقدية للتعليق على مسرحية «رحلة دولية» عقب انتهاء العرض بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن في الرياض، وإدارتها الناقدة المسرحية الدكتورة أميرة بخاري.
واستضافت مدير الجمعية السعودية للثقافة والفنون خالد الباز وقال الباز: «إن المسرحية مليئة بالإمكانات والأفكار، أهمها أن النص يستعرض التفاوت الاجتماعي من خلال الدرجات في عربات القطار بين الرفاهية والوسطية والتهميش».
وأضاف «الباز» أن البناء الدرامي للمسرحية اتبع بنية كلاسيكية درامية، لكنها غير واقعية في المجتمع من حيث الزمان والمكان لافتًا إلى أنها افتقدت التأثير بالتركيز على الشخصيات.
وأشار الناقد الفني إلى أن الديكور عرض قطارًا من طابقين، وعلى رغم انتشار هذا النموذج في المسارح الأمريكية، لكنه يتعارض مع السياق الثقافي، منوهًا بأن المخرج حصر المسرحية في ديكور واحد، وهو ما أفقد العرض التنوع والمتعة.
وانتقد «الباز» استخدام يد الشخصية غير مرئية في بداية العرض مؤكدًا أنه «غير مفهوم»، وكذلك عدم اتساق الإضاءة والصوت، والذي تسبب في ارتباك العمل المسرحي، لافتًا إلى أن الإضاءة رغم كثرتها كانت غير منتظمة، إضافة إلى عملية تبديل اللغة بين العامية والفصحى، والتي لم تخدم العرض المسرحي.
وعبر الحضور عن بعض الانتقادات التي طاولت النص والبناء الدرامي وعدم وجود حبكة، وكذلك إشراك الجمهور في العرض، إضافة إلى التحرك في القطار على رغم وجود حريق فيه.
والعرض المسرحي «رحلة دولية» قدمته فرقة انعكاس للمستقبل، وهو من تأليف عبد الملك الهويمل، وإخراج صالح الجمعة.
20241219_023215 20241219_023212 20241219_023209 20241219_023205المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مهرجان الرياض للمسرح رحلة دولية نورة بنت عبد الرحمن خالد الباز جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن العمل المسرحي
إقرأ أيضاً:
عادل الباز يكتب: حرب الكرامة .. “أكل الحساء باستخدام السكين” (1)
1 فليسمح لي القارئ أن أصعد إلى منبر التحليل العسكري، والسبب في ذلك أنني رأيت كل من هبّ ودبّ قد صعد ذلك المنبر في الفضاء مباشرة. والسبب الثاني الذي يؤهلني لصعود ذلك المنبر هو أن لدي مجموعة أصدقاء من الخبراء والأساتذة العسكريين، فتعلمت منهم بعضًا من أسرار المهنة، إضافة إلى بعض القراءات عن حروب المدن التي استهوتني تكتيكاتها وما حدث فيها من تطورات باستخدام التكنولوجيا الحديثة في معاركها.
2
القارئ لمجريات حرب الكرامة منذ اندلاعها يدرك أن الذين وضعوا استراتيجية هذه الحرب كانوا على وعي تام بمتطلبات المعركة منذ يومها الأول وحتى الآن، ورسموا خططهم واستراتيجياتهم بناءً على فهم عميق لطبيعة الحرب التي يديرونها. وهي حرب غير معهودة، ولم يكن لهم بها سابق معرفة عملية ، فطبيعة الحروب التي كان يخوضها الجيش السوداني تختلف كليًا عن الحرب التي اندلعت داخل الخرطوم في 15 أبريل 2023، سواء كان ذلك في الجنوب ودارفور أو حتى تلك الحروب التي خاضها الجيش خارج البلاد منذ أن كان “قوة دفاع السودان” (إريتريا، ليبيا ، المكسيك).
3
حرب المدن التي يخوضها الجيش الآن لم يسبق له أن خاضها في تاريخه. فكيف تسنّى لهؤلاء القادة العظام، بناءً على معارف نظرية عن حروب المدن درسوها في الكليات الحربية، أن يضعوا خطة لخوض معركة في مسرح عمليات بمساحة 1886000 كيلومترًا مربعًا؟! وهي خطة استراتيجية تثبت فعاليتها وجدواها وتحقق تقدمًا في كل مسارح العمليات الآن.
4
اذا تتبعت سير تنفيذ هذه الاستراتيجية التي اتبعها الجيش، ورغم مفاجأة الحرب نفسها للجيش وحجم الإمكانات التي كانت متوفرة للمتمردين والدعم الذي حصلوا عليه خارجيًا وداخليًا، إضافة إلى التآمر الإقليمي والدولي لدعم المتمردين، لا تملك إلا أن تندهش وتعجب بما تمتع به القادة العظام في جيشنا من فهم عميق لاستراتيجيات حروب المدن وترجموا فهم ذلك إلى خطط ورؤية لادرة الحرب كلها .لا بد أنهم درسوا بعمق المعارك في الموصل (العراق)، وحلب (سوريا)، ومقديشو (الصومال)، وغزة حاليًا، وغيرها، واستفادوا من دروسها الملهمة.
يقول جول ناغل في كتابه “Learning to Eat Soup with a Knife” ( تعلم أكل الحساء باستخدام السكين) إن النجاح في الحروب غير التقليدية لا يعتمد فقط على القوة العسكرية، بل على التكيف مع الواقع الجديد وتعلم كيفية استخدام الموارد بطرق إبداعية. وهذا ما فعله قادة جيشنا، إذ تكيفوا بسرعة مع الواقع الجديد في أعقاب غدر المليشيا، واستخدموا الموارد بطريقة إبداعية بعد أن خرجت 80% من الموارد من دورة الاقتصاد.
5
بدا لي، وأنا أحاول قراءة خطوط الاستراتيجية التي اتبعها الجيش حتى الآن، أنها استندت إلى سبعة مرتكزات قامت عليها استراتيجية الحرب وظلت ثابتة طيلة 21 شهرًا هي عمر الحرب حتى الآن، ما عدا تغييرات طفيفة اقتضتها ظروف الحرب وتحولاتها ومفاجآتها.
6
المرتكز الأول، كما بدا لي، أن مخططي وقادة الجيش حددوا القواعد العسكرية والمناطق التي ينبغي الدفاع عنها داخل الخرطوم وعدم السماح بسقوطها في أيدي العدو مهما كان الثمن، وتم ذلك بأولويات مختلفة. مثلًا، لاحظت أن الجيش قرر الحفاظ على المناطق العسكرية وهى سبع مناطق في العاصمة أو ما يسميها العسكريون المناطق الحيوية داخل تلك المناطق تقع أهم معسكرات الجيش
( القيادة، المهندسين، كرري، الإشارة، … الخ) وتلك المواقع دافع الجيش عنها بشراسة فلم يتركها تسقط في أيدي العدو رغم أن العدو ظل يهاجمها بكل إمكانياته، وتعرضت لمئات الهجمات، لكنه فشل في تحقيق أي نجاح وعجز عن الاستيلاء عليها.
المدرعات كانت أكثر تلك المواقع صمودا وبذا ساهمت بشكل كبير في تقليل قوة العدو واعاق صمودها حركة العدو نحو القيادة العامة ، بل تحولت إلى لأرض قتل ، فقُتل مئات المتمردين على بوابتها وفي ساحاتها وبذا ساهمت المدرعات بشكل كبير في تقليل قوة العدو، وبصمودها أعاقت تقدم المليشيا تجاه القيادة العامة وساعدت في ثباتها. وكان صمودها مهما للاستراتيجية العامة.
7
الإخفاق الوحيد الذي حدث في تلك الاستراتيجية داخل الخرطوم هو سقوط منطقة جبل أولياء العسكرية وأهم قواعدها “قاعدة النجومي”، وهي قاعدة مهمة واستراتيجية. والسبب لا يزال مجهولًا، وهناك أحاديث تدور حول خيانة قد حدثت في تسليم تلك القاعدة دون قتال، ولكني لم يستوثق من تلك الاتهامات.
نواصل
عادل الباز
إنضم لقناة النيلين على واتساب