تضع دول خليجية نصب عينيها الهيدروجين الأخضر في إطار رغبتها المعلنة في جعل اقتصاداتها صديقة للبيئة، بعد أن حققت أرباحا هائلة من الوقود الأحفوري على مدى عقود.

وتتجه الصناعات الحديثة إلى مصادر الطاقة النظيفة لتوظيفها ضمن المجالات التي تنشط بها وسط تشجيع عالمي على ذلك، خصوصا في وقت يعاني فيه العالم من انبعاثات الغازات وأثرها على التغير المناخي الذي أصبح الكوكب يتلمس ملامحه بشدة مع تصاعد حرائق الغابات حول العالم وارتفاع درجات الحرارة.



يأتي الهيدروجين الأخضر الذي يعد وقود المستقبل الصديق للبيئة بدلا عن الوقود الأحفوري، على رأس مصادر الطاقة النظيفة التي تسعى اقتصادات دول عدة في العالم إلى الاستثمار والرهان عليه.

وتستثمر السعودية والإمارات وسلطنة عمان بشكل واسع في هذا الوقود، وذلك في إطار بحثها عن مصادر عائدات بديلة عن النفط والغاز.

في هذا السياق، يرى الخبير في معهد "تشاتام هاوس" للدراسات بلندن كريم الجندي،  بأن "دول الخليج تطمح إلى ريادة سوق الهيدروجين العالمية"، بحسب وكالة فرانس برس.

وأكد أن الدول الخليجية تنظر إلى الهيدروجين الأخضر على أنه أساسي لأنه يسمح لها بالبقاء كقوى كبرى في مجال الطاقة، والاحتفاظ بنفوذها مع تراجع الطلب على الوقود الأحفوري.



ويتوقع خبراء أن يعيد الهيدروجين الأخضر "رسم خريطة الطاقة والموارد العالمية مع حلول عام 2030، وإنشاء سوق قيمتها 1,4 تريليون دولار سنويا بحلول العام 2050"، وفقا لتقرير صادر عن شركة ديلويت للاستشارات.

وكانت أزمة المناخ تسببت في نمو سريع في هذا القطاع في وقت يعد فيه أقل من واحد بالمئة من إنتاج الهيدروجين في العالم مؤهلا حاليا ليصنف "أخضر".

وتعمل السعودية على بناء أكبر محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم في مدينة نيوم المستقبلية الضخمة في شمال غرب المملكة التي ستبلغ كلفتها 500 مليار دولار، وستضم المحطة التي بلغت كلفتها 8,4 مليار دولار، طاقة الرياح والطاقة الشمسية لإنتاج ما يصل إلى 600 طن من الهيدروجين الأخضر في اليوم بحلول أواخر عام 2026، بحسب السلطات.

أما الإمارات فقد أقرت استراتيجية للهيدروجين تهدف إلى إنتاج 1,4 مليون طن متري من الهيدروجين سنويا بحلول عام 2031، ما سيجعلها واحدة من أكبر الدول العشر المنتجة للهيدروجين، وفق فرانس برس.

غير أنّ سلطنة عُمان التي تحلّ في مرتبة متأخرة لجهة إنتاج الوقود الأحفوري مقارنةً بجيرانها، تبدو تطمح لقيادة سباق الهيدروجين النظيف في الخليج.

ومن المتوقع أن تصبح سلطنة عمان مع  نهاية العقد الحالي سادس أكبر مصدّر للهيدروجين الأخضر في العالم والأوّل في الشرق الأوسط، بحسب ما جاء في تقرير لوكالة الطاقة الدولية نُشر في حزيران/يونيو.

وتسعى السلطنة إلى إنتاج ما لا يقل عن مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنويا بحلول عام 2030، وما يصل إلى 8,5 مليون طن بحلول 2050، "ما سيكون أكبر من مجمل الطلب الحالي على الهيدروجين في أوروبا".


وفي ظل هذا التنافس، تدخل دول شمال إفريقيا على الخط حيث يقدر خبراء أن تصبح الأكثر قدرة على إنتاج الهيدروجين الأخضر عالميا بحلول عام 2025. لكن الدول الخليجية التي يتوقع لها أن تقود هذه التجارة على المدى القريب عبر تصدير نصف إنتاجها المحلي مع حلول عام 2030، ستكون رائدة في هذا المجال رغم منافسة شمال إفريقيا، وفق تقرير شركة "ديلويت" للتدقيق المالي العملاقة.

وترجح شركة "ديليوت" أن تتوزع المناطق الرئيسية المصدرة للهيدروجين الأخضر، على شمال إفريقيا بقيمة 110 مليارات دولار سنويا، وأمريكا الشمالية بقيمة 63 مليارا، وأستراليا بقيمة 39 مليارا، وأخيرا  الشرق الأوسط بقيمة 20 مليارا، وذلك مع حلول عام 2050.

يذكر أن وقود الهيدروجين الذي يمكن إنتاجه من الغاز الطبيعي أو الكتلة الحيوية أو الطاقة النووية، يصبح "أخضرا" عندما تنفصل جزيئات الهيدروجين عن الماء باستخدام كهرباء مستمدة من مصادر طاقة متجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح التي لا تنتج انبعاثات كربونية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات دول الخليج الإمارات الإمارات دول الخليج شمال أفريقيا الهيدروجين الاخضر سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الهیدروجین الأخضر الوقود الأحفوری الأخضر فی فی العالم فی هذا

إقرأ أيضاً:

انطلاق “خليجية الغولف” في جدة تزامنًا مع احتفالات التأسيس

انطلقت، الأحد، في نادي رويال غرينز بمدينة جدة، منافسات النسخة الـ27 من بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف للرجال، والنسخة الـ16 للشباب.

يشارك في البطولة فِرق تمثل دول مجلس التعاون الخليجي، وهي: الإمارات، والكويت، والبحرين، وقطر، وسلطنة عمان، والسعودية.

ووفقاً لـ “الشرق الأوسط” يأتي تنظيم هذه البطولة بالتزامن مع احتفالات المملكة بيوم التأسيس، مما يُضفي بعداً وطنياً مميزاً على الحدث، إذ يجمع بين المنافسة الرياضية والاحتفاء بتاريخ المملكة العريق وإنجازاتها في مختلف المجالات، ومنها قطاع الرياضة الذي يشهد قفزات نوعية تُعزز مكانة المملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

أخبار قد تهمك سفارة السعودية في مصر تحتفي بيوم التأسيس بعروض وفعاليات مميزة 24 فبراير 2025 - 1:31 صباحًا وزارة الداخلية تختتم مبادرة “مكان التاريخ” احتفاءً بيوم التأسيس في المركز الأمني التاريخي بالجبيلة 24 فبراير 2025 - 12:45 صباحًا

وشهد حفل الافتتاح الرسمي للبطولة حضور عدد من الشخصيات الرياضية والمسؤولين في الاتحاد السعودي للغولف والاتحادات الخليجية، إلى جانب نخبة من اللاعبين والجماهير.

وتميَّز الحفل بعروض استعراضية تراثية، إضافة إلى مراسم دخول الفِرق المشارِكة، حيث رفع كل فريق عَلَم دولته، وسط أجواء احتفالية تعكس روح الوحدة الخليجية.

وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت مدير مكتب الاتحاد السعودي للغولف عبير الجهني أهمية البطولة التي تتزامن مع احتفالات المملكة بيوم التأسيس، مما يعزز التعاون الرياضي بين دول الخليج، مشيرة إلى أن استضافة المملكة هذا الحدث تعكس التطور الكبير الذي تشهده رياضة الغولف محلياً وإقليمياً، ودورها في ترسيخ مكانة المنطقة على خريطة الغولف العالمية.

وأضافت: «نحن، اليوم، لا نحتفل فحسب بانطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف، بل نؤكد التزام المملكة المستمر بتطوير هذه الرياضة محلياً ودولياً، عبر دعم المواهب الناشئة، واستضافة البطولات الكبرى، والعمل على ترسيخ ثقافة الغولف بين الأجيال القادمة… هذه البطولة ليست مجرد حدث رياضي، بل منصة تُعزز أواصر الأخوّة والتنافس الشريف بين أبناء الخليج».

وبصفته مستضيف البطولة، يشارك المنتخب السعودي بلاعبيه في فئة الرجال، وهم: الأمير خالد الفيصل، وخالد القنيبط، وعلي آل صخي، وعلي بابطين، بينما يمثل فئة الشباب كل من عبد الرحمن الراشد، والوليد الحيسوني، ليواصل المنتخب السعودي سعيه لتحقيق إنجازات جديدة على أرضه وبين جماهيره.

ومن المقرر أن تستمر البطولة على مدى عدة أيام، حيث يشارك اللاعبون في أجواء تنافسية عالية المستوى؛ سعياً لتحقيق المراكز والألقاب. كما تُعد البطولة فرصة مهمة لاكتشاف المواهب الشابة في رياضة الغولف، وتعزيز الحضور الخليجي بالساحة الدولية، مما يسهم في تطوير هذه الرياضة على مستوى المنطقة.

مقالات مشابهة

  • انطلاق “خليجية الغولف” في جدة تزامنًا مع احتفالات التأسيس
  • مصر والإمارات توقعان اتفاقية مشروع إنشاء محطتى تخزين طاقة بقدرة 1500 ميجاوات في الساعة
  • أحمد العلي يقود مواجهة الأخضر واليابان
  • «معلومات الوزراء»: سوق الشركات الناشئة قد يصل إلى تريليون دولار بحلول 2032
  • بعد تغلبه على الصين بربع النهائي.. الأخضر يتأهل إلى مونديال الشباب 2025 في تشيلي
  • أشارت إلى دور الملك سلمان وولي عهده.. تدوينة عن تأهل المنتخب السعودي لكأس العالم للشباب تثير تفاعلاً
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم
  • الأخضر تحت 20 عامًا يتأهل لكأس العالم للشباب
  • ما المعادن النادرة في أوكرانيا ولماذا يريدها ترامب؟
  • دراسة: كمية المياه التي تفقدها الأنهار الجليدية تعادل ما يستهلكه سكان العالم في 3 عقود