قالت وسائل الإعلام العبرية، مساء  الأربعاء، إن رئيس لجنة الدستور والقانون والقضاء في الكنيست، عضو الكنيست الإسرائيلي سيمحا روتمان، تقدم بمشروع قانون يشترط موافقة 80 عضو كنيست على الأقل لتنفيذ أي عملية إخلاء أو انسحاب من المناطق التي يسيطر عليها الاحتلال في الضفة الغربية، وذلك في محاولة لإحباط أي مساعٍ لإقامة دولة فلسطينية في المستقبل.

ويهدف القانون المقترح إلى توسيع نطاق "قانون الاستفتاء" ليشمل أراضي الضفة الغربية. ويحظى المشروع بدعم 25 عضو كنيست من أحزاب الائتلاف والمعارضة، بما في ذلك الليكود، و"الصهيونية الدينية"، و"عوتسما يهوديت"، و"شاس"، و"يهدوت هتوراه"، و"اليمين الرسمي"، و"يسرائيل بيتينو"، وهي أحزاب تمثل معًا 74 مقعدًا في الكنيست.

كما يقترح القانون معالجة "الثغرات القانونية" التي تم استغلالها في الماضي للتوصل إلى اتفاقيات مثل ترسيم الحدود البحرية مع لبنان. ويأتي هذا التشريع كمبادرة من مجموعة برلمانية تدعى "تجمع أرض إسرائيل"، التي تعمل بالتعاون مع مجلس المستوطنات (يشاع)، لدعم المشاريع الاستيطانية.

في رسالة موجهة إلى رئيس لجنة القضاء البرلمانية، روتمان، كتب أعضاء المجموعة (والتي يعد روتمان أحدهم) أن "هذا التعديل ضروري وحاسم في هذه المرحلة. الهدف هو فرض شرط الأغلبية المكونة من 61 عضو كنيست، بالإضافة إلى استفتاء شعبي، أو موافقة 80 عضو كنيست على الأقل، لأي اتفاقية تتضمن تنازلات عن أراضٍ في الضفة الغربية أو إقامة دولة فلسطينية".

وفي تصريحات مشتركة، أشار أعضاء المجموعة المبادرة للمشروع، يولي إدلشتاين، وليمور سون هار-ميلخ، وروتمان، إلى أن "الوقت الآن هو وقت العمل. ‘تجمع أرض إسرائيل‘ يرسم الأسس للتسويات السياسية المستقبلية. هناك إجماع واسع في المجتمع الإسرائيلي والكنيست على رفض إقامة دولة فلسطينية".

وشددوا على أهمية "تعزيز أمن إسرائيل"، مشيرين إلى أن "القانون يعكس رفض الكنيست الكبير لفكرة إقامة دولة فلسطينية، خاصة بعد أحداث 7 أكتوبر". 

وأضافوا أن "إسرائيل لن تسمح بتمركز أي كيان إرهابي قرب حدودها وتهديد أمن مواطنيها". وأوضحوا أن المبادرة توسع نطاق قانون الاستفتاء ليشمل جميع الأراضي التاريخية لإسرائيل، مما يعزز السيادة الإسرائيلية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الضفة الغربية الكنيست الإسرائيلي إقامة دولة فلسطينية الكنيست المزيد إقامة دولة فلسطینیة عضو کنیست

إقرأ أيضاً:

موندويس: إسرائيل الكبرى ليست خيالا بل مشروع يشق طريقه

نشر موقع "موندويس" الأميركي مقالا للصحفي والكاتب الفلسطيني قسام معادي يتتبع فيه مصطلح "إسرائيل الكبرى" لدى اليهود المتطرفين و"الصهيونية الدينية" عبر القرون، وما وصل إليه خلال العقود الماضية من الصراع العربي-الإسرائيلي وحتى دخول جيش الاحتلال سوريا أخيرا.

وقال إن الطموحات الإقليمية الواسعة لإنشاء "إسرائيل الكبرى" تبدو ذات يوم مجرد خيال صهيوني يميني، وإن الخرائط المستخدمة لوصف الرؤية غالبا ما تعكس قصصا توراتية يعتبرها العديد من الصهاينة مجرد تاريخ. واليوم، تظهر الأحداث الجارية في غزة ولبنان وسوريا أنه قد تكون هذه الرؤية أقرب للتحقق مما كان يعتقد الكثيرون.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2من الخاسر الأكبر؟ أميركا بأفغانستان أم روسيا بسوريا؟list 2 of 2صحف فرنسية: تهافت دبلوماسي غربي على سوريا الجديدةend of list

واستمر يقول إنه بينما دفعت إسرائيل قواتها إلى عمق الأراضي السورية الخاضعة للسيادة بعد سقوط نظام بشار الأسد، عاد مصطلح "إسرائيل الكبرى" إلى الظهور في التغطية الإعلامية.

وقد استخدم هذا المصطلح في الأيام الأخيرة لوصف التوسع العسكري الإسرائيلي خارج حدود إسرائيل المعترف بها حاليا، وهو تعريف دائم التوسع لما يمكن أن تشمله إسرائيل.

مصطلح "إسرائيل الكبرى"؟

يشير هذا المصطلح إلى فكرة الدولة اليهودية التي تتوسع عبر أجزاء كبيرة من الشرق الأوسط كتناسخ مفترض لما يصفه "الكتاب المقدس" بأنه أراضي القبائل الإسرائيلية القديمة، المملكة الإسرائيلية، أو الأرض التي وعد بها الله إبراهيمَ -عليه السلام- ونسله. وفي سفر التكوين، يعد الله إبراهيم بالأرض "من نهر مصر إلى نهر الفرات" له ولنسله.

إعلان

في وعد بلفور عام 1917، وعدت بريطانيا بإنشاء "وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين"، ووُصِف اسم "فلسطين" بشكل أساسي الأرض الواقعة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، بحدود متفاوتة، ولكن نظرا لأن الحدود لم يتم تحديدها بعد في بلاد الشام العثمانية آنذاك، كان ينظر إلى الضفة الشرقية لنهر الأردن على نطاق واسع على أنها امتداد لفلسطين.

إسرائيل الكبرى في السياسة الإسرائيلية

وبعد إنشاء إسرائيل في عام 1948، أفسحت المناقشات النظرية المجال للبراغماتية السياسية. لم تدرج إسرائيل أبدا "إسرائيل الكبرى" في خطابها الرسمي، ولم تطالب رسميا أبدا بالحق في جعل الأراضي العربية خارج حدود عام 1948 جزءا من ملكيتها الخاصة، حتى بعد احتلالها للضفة الغربية وغزة وصحراء سيناء ومرتفعات الجولان السورية عام 1967، حيث اعتبر هذا الخطاب أن هذه الأراضي خاضعة للإدارة لأسباب أمنية، حتى ضمت إسرائيل الجزء الشرقي من القدس والجولان في أوائل 1980.

ومع ذلك، بما أن إسرائيل لم تحدد حدودها أبدا، فإن فكرة "إسرائيل الكبرى" ظلت في مخيلة الإسرائيليين اليمينيين المتدينين وأخذها بعض المتطرفين بجدية أكبر.

بدأ اليمين الديني يزداد قوة بعد عام 1967، وخاصة في السبعينيات والثمانينيات. وكان أحد المعتقدات التي اكتسبت زخما في هذه الفترة هو الاتجاه المسياني الذي يرى توسع إسرائيل خارج حدودها جزءا من تحقيق نهاية الأزمنة، ومجيء المسيح اليهودي. وقادت هذه الحركة الاستيطان في الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة، وغالبا ما كانت ترسم خططا تعتمدها الدولة لاحقا.

المصطلح ومرادفاته العملية

ومع دعوات الصهاينة المتدينين الصريحة بشكل متزايد أخيرا لضم الضفة الغربية، بدأ استخدام المصطلح كاختصار لرؤية إسرائيل وهي تمتد على كل فلسطين التاريخية وأصبح مرادفا لرفض الدولة الفلسطينية.

وتم تعزيز هذه النسخة من إسرائيل الكبرى بقانون الدولة القومية الإسرائيلي الذي تم تمريره في عام 2018 وقرار الكنيست في فبراير/شباط الماضي الذي رفض إقامة دولة فلسطينية في أي مكان بين النهر والبحر.

إعلان

وأعطت الإبادة الجماعية الحالية في غزة، والأحداث في جميع أنحاء المنطقة، حياة جديدة لفكرة "إسرائيل الكبرى".

ومنذ بداية هذه الإبادة، زادت الدعوات من قبل المتطرفين اليمينيين الدينيين، ومعظمهم من حركة المستوطنين في الضفة الغربية لإقامة مستوطنات إسرائيلية في قطاع غزة. وقد حظيت هذه الدعوات بدعم الوزراء وأعضاء الكنيست.

المشروع والسياسات الماثلة

في الواقع، يبدو أنه بين الدعوات إلى التسوية في غزة والجهود المبذولة لضم الضفة الغربية، ومنع إقامة دولة فلسطينية، كان التنفيذ العملي لـ"إسرائيل الكبرى" في طريقه إلى التحقق.

ولكن الأحداث السريعة التطور في لبنان وسوريا خلال الأشهر الأخيرة أعادت إحياء الأوهام حول نسخة متطرفة من "إسرائيل الكبرى" في الخطاب الإسرائيلي.

إن مطالب إسرائيل بإنشاء منطقة عازلة داخل لبنان، إلى جانب غزوها للأراضي السورية بعد انهيار نظام بشار الأسد، قد وسعت الخريطة المتخيلة لإسرائيل الكبرى.

ومع ورود تقارير عن وصول القوات الإسرائيلية إلى ما يقرب من 23 كيلومترا من دمشق، بدأ المتطرفون الدينيون الإسرائيليون في إعادة الخطاب التوراتي لوصف طموحاتهم الإقليمية.

ويوم الخميس الماضي، ذهبت مجموعة من الإسرائيليين الأرثوذكس المتدينين إلى قمة جبل الشيخ في سوريا، التي احتلها الجيش الإسرائيلي أخيرا، وأقاموا احتفالا دينيا هناك، تحت أنظار الجنود الإسرائيليين.

حجة متكررة

وتصر إسرائيل حاليا على أن أعمالها في سوريا مؤقتة، مثلما أصرت من قبل على أن احتلالها للضفة الغربية والجولان مؤقت، وتدعمها في تكرار هذه الحجة الولايات المتحدة.

وختم الكاتب مقاله بالقول إنه مع مثل هذا السجل، مع صعود القومية الدينية في إسرائيل، ومع تصرفات إسرائيل في غزة، ولبنان، وسوريا دون رادع خلال العام الماضي، وتوغلها الحالي في سوريا، لا يمكن لأي شخص أن يضمن أن خيال "إسرائيل الكبرى" هو مجرد خيال في أذهان القادة الإسرائيليين.

إعلان

ويبدو أن الأيديولوجية التوسعية المتعصبة لدى هؤلاء القادة الإسرائيليين التي يغذيها التعصب الديني، والتي تشق طريقها حاليا فوق الجثث وأنقاض مدن بأكملها، ليست مجرد ذكرى سيئة للماضي الاستعماري.

مقالات مشابهة

  • مقابل التزامات سياسية وأمنية..فرنسا: لا رفع للعقوبات عن سوريا دون تلبية شروط صارمة
  • موندويس: إسرائيل الكبرى ليست خيالا بل مشروع يشق طريقه
  • شروط تطبيق مشروع قانون الدعم النقدي على رعايا الدول الأخرى في مصر
  • الكنيست يستدعي المتحدث باسم جيش الاحتلال بسبب قانون فيلدشتاين
  • كاتب إسرائيلي: 10 معضلات تكتنف قيام دولة فلسطينية وأسئلة لصناع القرار
  • مشروع قانون في “الكنيست” لإلغاء حظر دخول الإسرائيليين إلى غزة
  • سموتريتش: لن نسمح بإقامة دولة فلسطينية
  • كاتس يتعهد بالسيطرة الإسرائيلية على غزة والمستوطنون يتأهبون
  • الائتلاف الحكومي يبحث إقالة بن جفير ..وسموتريتش: لن نسمح للعرب بإقامة دولة فلسطينية