خطوة استراتيجية.. روسيا تنقل بطاريات S-300 وS-400 من سوريا إلى ليبيا
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
قالت صحيفة "وول استريت جورنال" الأمريكية، في تقرير لها، مساء اليوم الأربعاء، إن روسيا قامت بإجلاء أنظمة دفاع جوي متقدمة وأسلحة إضافية من قواعدها في سوريا إلى ليبيا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الولايات المتحدة وليبيا، بحسب التقرير، أن الكرملين يحاول في إطار تلك الخطوة الحفاظ على وجود عسكري في الشرق الأوسط بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وبحسب الصحيفة نقلت روسيا بطاريات الدفاع من نوع S-300 وS-400. بالإضافة إلى ذلك، نقلت روسيا قوات وطائرات مقاتلة وأسلحة إلى هناك، وخففت بشكل كبير من وجودها في سوريا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ليبيا سوريا روسيا روسيا وليبيا المزيد
إقرأ أيضاً:
موقع إيطالي: ليبيا قد تصبح مسرحا جديدا للنزاع بين روسيا والناتو
سلّط موقع "إنسايد أوفر" الإيطالي الضوء على الجسر الجوي الذي أقامته روسيا مع ليبيا خلال الأيام الماضية، معتبرا أن الضفة الجنوبية للبحر المتوسط قد تصبح مسرحا جديدا للتوتر والتجاذبات الجيوسياسية بين موسكو وحلف شمال الأطلسي ( الناتو).
وقال الكاتب جوزيبي غاليانو في التقرير إن المعلومات التي نشرها موقع "إيتاميل رادار" حول الجسر الجوي بين روسيا وليبيا خلال الأيام الأخيرة يكشف عن طموحات موسكو في البحر المتوسط ويشير إلى تحوّل في إستراتيجيتها الجيوسياسية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غارديان: لا تقيسوا مستقبل سوريا بخيبات الأمل من الثورات السابقةlist 2 of 2لوموند: نشوة النصر لم تلملم جراح 13 عاما من القمع في غوطة دمشقend of listووفقا لما كشفه الموقع المتخصص في رصد الرحلات الجوية، فإن طائرتين روسيتين من طراز "إليوشن 76 تي دي" تابعتين لوزارة الطوارئ الروسية تتناوبان في تأمين الجسر الجوي بين روسيا وقاعدة الخادم الجوية في برقة شرقي ليبيا.
لحظة تغيير إستراتيجيوحسب الكاتب، فإن هذا التحرك يأتي في لحظة تغيير إستراتيجي بالنسبة لموسكو، حيث بدأت بسحب قواتها من قاعدة حميميم الجوية في سوريا، وركزت اهتمامها مجددا على قواعدها في ليبيا.
وأشار الكاتب إلى أن اختيار برقة كوجهة لهذا الجسر الجوي ليس اختيارا عشوائيا، إذ إن الشرق الليبي الخاضع لسيطرة قوات الجنرال خليفة حفتر، يمثل منطقة نفوذ إستراتيجي لروسيا.
وأوضح أن موسكو عملت خلال السنوات الأخيرة على ترسيخ نفوذها في شمال أفريقيا، وهي منطقة مهمة للسيطرة على البحر المتوسط وتدفقات الهجرة نحو أوروبا، مضيفا أنه مع تراجع النفوذ الروسي في سوريا بسبب الأوضاع الحالية واستنزاف الموارد الروسية في الصراع خلال السنوات الماضية، تبرز برقة كبديل واعد.
إعلان
سيثير مخاوف الناتو
واعتبر الكاتب أن احتمال إنشاء موسكو قاعدة جوية وبحرية دائمة على سواحل ليبيا لا يثير مخاوف الدول الأوروبية المطلة على المتوسط فحسب، بل حلف الناتو أيضا، إذ إن وجودا روسيا مستقرا في ليبيا سيمثل تهديدا مباشرا للأمن البحري والجوي في المتوسط، ويعزز قدرة روسيا على إرسال قواتها العسكرية إلى شمال أفريقيا ومنطقة الساحل، حسب تعبيره.
ووفقا لما ذكره موقع "إيتاميل رادار"، فإن روسيا توظف ضمن جهودها الحالية أفرادا وقدرات عسكرية كانت مرتبطة سابقا بمجموعة فاغنر، والتي أعيد تنظيمها ضمن ما يُعرف بـ"الفيلق الروسي في أفريقيا".
فبعد مقتل يفغيني بريغوجين القائد السابق لقوات فاغنر، قررت موسكو إعادة هيكلة عملياتها شبه العسكرية في أفريقيا، مع الحفاظ على حضور كبير في ليبيا ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى.
وحسب الكاتب، فإن التشكيل العسكري الجديد قد يعمل في ليبيا كأداة لترسيخ السيطرة الروسية ويضمن حضورا إستراتيجيا في البحر الأبيض المتوسط والوصول إلى حقول الطاقة في المنطقة.
المعضلة التركية للناتووأوضح الكاتب أن من أبرز المفارقات ضمن هذه الجهود الروسية، أن الجسر الجوي بين روسيا وليبيا يتم بالتعاون مع تركيا، العضو الوحيد في حلف الناتو الذي لم يُغلق مجاله الجوي أمام الطائرات الروسية.
وأضاف أن تركيا، رغم عضويتها في حلف شمال الأطلسي، تبنت مرارا مواقف مستقلة، وتتعارض في أحيان كثيرة مع السياسة العامة للناتو، كما يتضح من خلال شرائها منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس400".
وحسب رأيه، تلعب أنقرة دورا غامضا في ليبيا، حيث تدعم حكومة طرابلس ضد قوات حفتر، وتحافظ في الوقت ذاته على قنوات اتصال مفتوحة مع موسكو، وهذا الغموض يُعقّد مهمة حلف الناتو في الرد بطريقة متسقة على التحركات الروسية في المنطقة، ويزيد من مخاطر الانقسام داخل الحلف.
إعلان مزيد من التوتر في المتوسطواعتبر الكاتب أن الجسر الجوي بين روسيا وليبيا والانسحاب من قاعدة حميميم يمثل تغييرا في نهج موسكو الإستراتيجي، ويكشف أن موسكو تُعيد حاليا توزيع مواردها لتعزيز نفوذها في مناطق يوفر فيها الفراغ السياسي وعدم الاستقرار فرصًا إستراتيجية، ومنها ليبيا التي تعيش حالة من الانقسام والتوتر السياسي.
أما بالنسبة لأوروبا وحلف الناتو، فإن تعزيز روسيا حضورها في البحر المتوسط خطر لا يمكن تجاهله، ولا يتعلق فقط بالجانب العسكري، بل يتعدّاه إلى قضايا أخرى أبرزها تدفقات الهجرة وأسواق الطاقة والأنظمة السياسية في المنطقة.
ولفت الكاتب إلى أن العمليات الروسية في ليبيا تمثل إشارة أخرى إلى أن العالم يتجه نحو مزيد من التفتت والتعددية القطبية، حيث تُظهر روسيا رغم الصعوبات الاقتصادية والعسكرية الناتجة عن الحرب في أوكرانيا، قدرتها ورغبتها في تعزيز نفوذها خارج حدودها التقليدية.
وحسب رأيه، فإن ليبيا بسبب موقعها الإستراتيجي ووفرة موارد الطاقة لديها، من المنتظر أن تصبح بؤرة جديدة للتوترات الجيوسياسية.
ويتساءل الكاتب في الختام عن مدى قدرة حلف الناتو وأوروبا على تطوير إستراتيجية فعالة لمواجهة التوسع الروسي في ظل الانقسامات والموقف المتراخي تجاه موسكو التي تواصل تحريك قطعها على رقعة الشطرنج المتوسطية، مُظهرة أن الفرص في السياسة الدولية غالبا ما تنشأ في ظل الأزمات.