وجدت دراسة جديدة أن النظارات التي تستخدم في ترشيح الضوء الأزرق، "لا تقلل من إجهاد العين" المرتبط باستخدام الكمبيوتر، في حين أن تأثيرها على تحسين جودة النوم وصحة الشبكية "غير واضح".

ونشرت الدراسة، الخميس، بموقع "مكتبة كوكرين"، وهي مجموعة من قواعد البيانات الضخمة في المجال الطبي، وأوردتها صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

وقالت كبيرة مؤلفي الدراسة، لورا داوني، وهي أستاذة مشاركة في علم البصريات وعلوم الرؤية بجامعة ملبورن الأسترالية: "مراجعتنا لا تدعم استخدام عدسة ترشيح الضوء الأزرق إذا كنت شخصا بالغا يتمتع بصحة جيدة، بغرض تقليل إجهاد العين باستخدام الكمبيوتر".

وتروج شركات النظارات الشهيرة لخصائص منتجاتها الداعمة لترشيح الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات، على أنه يحمي العين من الإجهاد.

لكن الأكاديمية الأميركية لطب العيون ذكرت أن الضوء الأزرق "لا يسبب إجهاد العين"، كما أنه "لا يضر بشبكية العين أو يؤدي إلى أمراض مثل الضمور البقعي". 

وأوضحت الأكاديمية أن "الدراسات المتعلقة بالضوء الأزرق، أُجريت على خلايا في حيوانات، وأظهرت تلف الخلايا"، مضيفة في مقال أن التجارب "لم تحاكِ الظروف الطبيعية للتعرض للضوء الأزرق لعيون بشرية حية، ولم تستخدم الضوء الأزرق من شاشات الكمبيوتر".

وقال المتحدث باسم الأكاديمية الأميركية لطب العيون، راهول كورانا: "لا يوجد دليل حقيقي على أن النظارات التي تحجب الضوء الأزرق لها أي فوائد صحية، أو حتى فوائد للعين".

وأضاف كورانا، وهو جراح الشبكية والجسم الزجاجي والذي لم يشارك في الدراسة الجديدة، أن "إجهاد العين يمكن أن يحدث عندما ننظر إلى الشاشات لفترة طويلة".

وتابع: "عادة ما يرمش جفن العين 15 مرة في الدقيقة. لكن عندما تركز على شيء ما، مثل النظر إلى شاشة، فإن رمش العين ينخفض ربما إلى 5 أو 7 مرات في الدقيقة. ونتيجة لذلك، تجف العيون".

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

دراسة: الخرف سيصيب اثنين من كل خمسة أمريكيين بحلول عام 2060

كشفت دراسة جديدة أن حالات الإصابة بالخرف بين سكان الولايات المتحدة المسنين ستزداد بشكل كبير خلال العقود القليلة المقبلة، بمعدل إصابة اثنين من كل خمسة أمريكيين بحلول عام 2026.

وتُقدّر الدراسة التي نشرت في مجلة "Nature Medicine"، أن أكثر من 42% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا في الولايات المتحدة، أي حوالي اثنين من كل خمسة أفراد، سيصابون بالخرف في سنوات حياتهم الأخيرة.

ووفقا للدراسة، من المتوقع أن يتضاعف عدد الحالات الجديدة التي يتم تشخيصها بالخرف سنويًا، حيث سيرتفع من حوالي 514,000 حالة في عام 2020 إلى مليون حالة سنويا بحلول عام 2060.


ويرجع الباحثون هذا الارتفاع إلى شيخوخة سكان الولايات المتحدة، خاصة جيل "طفرة المواليد"، الذين ولدوا بين عامي 1946 و1964، ويشكلون حاليا شريحة كبيرة من السكان الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما.

جيل طفرة المواليد وتحولات ديموغرافية
يمثل جيل طفرة المواليد، الذي بلغ تعداده نحو 73 مليون شخص في عام 2020، عاملا رئيسيا في زيادة حالات الخرف. ومن المتوقع أن يصل جميع أفراد هذا الجيل إلى سن 75 عامًا على الأقل بحلول عام 2040، وهو العمر الذي تزداد فيه احتمالات الإصابة بالخرف بشكل كبير.

وتشير الدراسة إلى أن حوالي 17% فقط من حالات الخرف يتم تشخيصها قبل سن 75 عاما، بمتوسط عمر للإصابة يبلغ 81 عاما.

وأبرزت الدراسة "اختلافات مذهلة" في معدلات الإصابة بالخرف حسب العرق. وأشارت إلى أن البالغين السود معرضون لخطر الإصابة بالخرف بنسبة أعلى بكثير من البالغين البيض، كما أن المرض يظهر بينهم في مراحل عمرية أصغر. وتوقعت الدراسة أن تتضاعف حالات التشخيص السنوية بين البالغين السود ثلاث مرات بحلول عام 2060.

وربط الباحثون هذه التفاوتات العرقية بالآثار التراكمية للعنصرية البنيوية وعدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر على الأشخاص طوال دورة حياتهم. وأوضحوا أن نقص الوصول إلى التعليم والتغذية قد يؤدي إلى تفاوتات مبكرة في الاحتياطي المعرفي، بينما تؤدي الفجوات في الرعاية الصحية إلى زيادة عوامل الخطر المرتبطة بالخرف في منتصف العمر.

وأظهرت الدراسة أن النساء الأكبر سنا يواجهن خطرا أكبر للإصابة بالخرف مقارنة بالرجال الأكبر سنا، حيث تبلغ نسبة الخطر بين النساء حوالي 48% مقارنة بـ35% بين الرجال. ويُعزى هذا الاختلاف جزئيا إلى أن النساء يميلن إلى العيش لفترات أطول، مما يزيد من احتمالات إصابتهن بالمرض في المراحل المتأخرة من الحياة.

كما أشارت الدراسة إلى أن العوامل الوراثية تلعب دورا كبيرا في خطر الإصابة بالخرف. ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يحملون نسختين من جين APOE - وهو جين يرتبط بنقل الكوليسترول والدهون عبر مجرى الدم - معرضون لخطر الإصابة بالخرف بنسبة 59%، مقارنة بـ48% لمن يحملون نسخة واحدة من الجين و39% لمن لا يحملون أي نسخة منه.

دور نمط الحياة في الحد من المخاطر
رغم أن العمر والعوامل الوراثية هما المحركان الأساسيان للعبء المتزايد للخرف، أكد الباحثون على وجود فرص كبيرة لتقليل هذا العبء من خلال تحسين أنماط الحياة.

وأشارت الدراسة إلى أن إدارة عوامل الخطر مثل الحفاظ على وزن صحي، واتباع نظام غذائي متوازن، والعناية بالصحة العقلية، وعلاج فقدان السمع قد تقلل بشكل كبير من احتمالية الإصابة بالخرف.

وكتب الباحثون: "ربطت بيانات متراكمة من التجارب السريرية بين سلوكيات نمط الحياة الصحية، وإدارة عوامل الخطر الوعائية، وإعادة تأهيل السمع، مع تحسين النتائج المعرفية. ومع ذلك، فإن ما يقرب من 20% فقط من البالغين في الولايات المتحدة يلبون أهداف نمط الحياة والصحة القلبية الوعائية الموصى بها، وحوالي 30% فقط من كبار السن الذين يعانون من فقدان السمع يستخدمون سماعات الأذن".

وفي تموز /يوليو، أدخلت جمعية الزهايمر معايير تشخيص جديدة تعتمد على المؤشرات الحيوية - مثل بروتينات بيتا أميلويد وتاو التي يمكن اكتشافها عبر الاختبارات المعملية أو تصوير الدماغ - بدلاً من اختبارات الذاكرة التقليدية.

يهدف هذا النهج إلى تحسين التشخيص المبكر لمرض الزهايمر، وهو الشكل الأكثر شيوعًا للخرف، وتمكين المرضى من الحصول على علاجات جديدة تهدف إلى إبطاء تقدم المرض.


رغم ذلك، يشير الخبراء إلى أن التجارب السريرية للأدوية الجديدة "تعاني من نقص التنوع العرقي"، مما يجعل من الصعب ضمان فاعلية العلاجات بين الفئات الأكثر عرضة للإصابة.

وشدد الباحثون على الدعوة إلى سياسات تهدف إلى تعزيز الشيخوخة الصحية والحد من عدم المساواة الصحية. وكتبوا: "تسلط هذه النتائج الضوء على الحاجة الملحة إلى سياسات تعزز الوقاية والشيخوخة الصحية، مع التركيز على تحقيق المساواة في الصحة العامة".

وأكدوا أن الوقاية وإدارة عوامل الخطر المرتبطة بنمط الحياة يجب أن تكون أولويات صحية عامة ملحة للحد من العبء الكبير والمتزايد للخرف في الولايات المتحدة خلال العقود القادمة.

مقالات مشابهة

  • دراسة: الخرف سيصيب اثنين من كل خمسة أمريكيين بحلول عام 2060
  • جيل زد يعاني من مشاكل صحية وعقلية
  • دراسة تكشف عن السلاح السري لفيروس الروتا
  • العلاقة بين «الجينات والاكتئاب».. دراسة تكشف 300 تغيّراً مرتبطاً به
  • دراسة تقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري 60%
  • قاعدة ذهبية لحماية العين من «إجهاد التحديق في الشاشة»
  • دراسة مفاجئة: البنات أكثر تفضيلًا لدى الآباء والأمهات
  • دراسة جديدة: السمنة تزيد من خطر مضاعفات السرطان لدى الأطفال
  • دراسة تكشف عن 293 رابطًا وراثيًّا جديدًا للاكتئاب
  • دراسة تفتح آفاقًا جديدة لعلاجات الإكتئاب