راجت في الآونة الأخيرة في المنطقة معلومات تفيد بأن الاتفاق السعودي – الإيراني تعرض لاهتزازات كبيرة، وأنه يكاد يكون شبه معلق أو حتى ميت. تثبت زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، مصحوباً بالسفير الإيراني المعين أخيراً ليمثل بلاده في الرياض علي رضا عنايتي، بعد قطيعة دبلوماسية دامت أكثر من سبع سنوات بين السعودية وإيران، أن الاتفاق لم يمت، لكنه يحتاج إلى صيانة دائمة من الطرفين، لا سيما الطرف الإيراني الذي تقع على عاتقه الكثير من الخطوات الواجب أن يقوم بها لتعزيز مسار بناء الثقة بين البلدين الكبيرين في المنطقة.


صحيح أن استقبال وزير الخارجية الإيراني للمرة الأولى منذ أكثر من عشرة أعوام يشكل حدثاً لافتاً ومهماً، وصحيح أن إعلان عبد اللهيان عن زيارة رسمية قريبة للرئيس إبراهيم رئيسي للرياض، تلبية لدعوة الملك سلمان بن عبد العزيز، هو حدث بذاته، لأن للزيارة متى تمت، رمزية كبيرة مرتبطة بالعلاقات الثنائية بين الرياض وطهران.

من المفترض إذا ما سارت العلاقات في مسار إيجابي في الأسابيع القليلة المقبلة، أن تأتي زيارة رئيسي العتيدة لتؤكد أن الاتفاق السعودي – الإيراني بضمانة الصين قائم ويتمتع بـ"صحة جيدة". لكن قبل ذلك من المهم بمكان مراقبة بعض جوانب العلاقات، خصوصاً في البعد الإقليمي الذي يهم الطرفين، مثل اليمن الذي ترتفع منه تهديدات مستجدة بلسان الحوثيين ضد المملكة العربية السعودية ودول الخليج، ومثل قضية حقل الدرة السعودي – الكويتي المشترك حيث التصعيد واضح من الإيرانيين، ومثل الاعتداءات الإيرانية المتواصلة على خطوط الملاحة في منطقة مضيق هرمز وبحر العرب بذرائع مختلفة. وعملياً مثل العديد من النقاط الخلافية في ملفات إقليمية من العراق إلى سوريا ولبنان وفلسطين، حيث اتضح أن طهران لم تتخذ خلال الأشهر الأربعة السابقة قراراً بمراجعة سياساتها كخطوة لا بد منها أجل تحسين علاقاتها بجيرانها، وفي المقدمة المملكة العربية السعودية. فهل ثمة قرار إيراني كبير بالعودة إلى روح الاتفاق السعودي - الإيراني؟

من الصعب الإجابة عن هذا السؤال، نظراً إلى أن السياسة الإيرانية لا تؤخذ ولا تقيّم بإعلان النيات، بل الأفعال الملموسة التي طال انتظارها منذ 10 آذار المنصرم، ومن هنا فإن تشغيل المرافق الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد، وتقديم السفير الإيراني الجديد في الرياض، هي خطوات في الاتجاه الوجاهي الصحيح. لكن ماذا عن الملفات الثنائية بين البلدين، أو الملفات الإقليمية التي تحتاج إلى معالجة جدية لأنها إن لم تعالج فإنها عاجلاً أم آجلاً ستسمم كل النصوص مهما احتوت على نيات طيبة من هذا الطرف أو ذاك!

إن زيارة عبد اللهيان السعودية، بالنسبة إلينا نحن المراقبين العرب، والمواقف التي أدلى بها في الرياض، تدفعنا إلى رفع سقف التوقعات التي تفيد بأنه لربما كان هناك أخيراً قرار إيراني بتنفيذ الانعطافة المنتظرة. لكن مسلسل التجارب مع إيران يجبرنا في الوقت عينه على التمهل والانتظار، لأن سوابق الطرف الآخر تُعرّف عنه سلفاً!

*جريدة النهار اللبنانية

المصدر: المشهد اليمني

إقرأ أيضاً:

الشباب السعودي يضم حارساً دولياً

 
الرياض (أ ف ب) 

أخبار ذات صلة أنشيلوتي: أتفهم قرار فينيسيوس لو فكر في الرحيل! جيرارد على مشارف الرحيل عن الاتفاق

عوّض الشباب سادس ترتيب الدوري السعودي لكرة القدم، إصابة حارس مرماه الكوري الجنوبي كيم سونج جيو، بضمّ الأوكراني الدولي جورجي بوشتشان، وفقاً لما أعلن الأربعاء.
وقال الشباب الذي يقوده المدرب التركي فاتح تيريم على حسابه عبر منصة «إكس»: «أهلاً بك جورجي بوشتشان في كبير العاصمة».
ويأتي التعاقد مع بوشتشان (30 عاماً) بعد إصابة كيم سونج جيو بقطع في الرباط الصليبي، وتراجُع مستوى المخضرم عبدالله المعيوف، وعدم تقديمه المستوى المأمول منه خلال الفترة الماضية.
لعب بوشتشان مع دينامو كييف منذ بداية مسيرته الاحترافية عام 2011، وخاض ضمن صفوفه 177 مباراة في مختلف المسابقات، من بينها في دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي «يوروبا ليج».
ومثّل الحارس منتخب بلاده في 18 مباراة منذ 2020، فيما كانت مباراته الأخيرة بمواجهة بولندا ضمن لقاء ودي في يونيو 2024.
ويحتل الشباب الذي كان تعاقد مع تيريم في 27 ديسمبر الماضي خلفاً للبرتغالي فيتور بيريرا، المركز السادس بـ29 نقطة قبل مواجهة الاتفاق الجمعة في المرحلة الثامنة عشرة من الدوري.

مقالات مشابهة

  • الأسلوب الإيراني في التفاوض
  • جيرارد يرحل عن الاتفاق السعودي
  • طهران تتهم الاتحاد الأوروبي بالفشل في الحفاظ على الاتفاق النووي
  • وزير الخارجية الأمريكي يُوجه بإتمام المساعدات المنقذة للحياة التي جرى الاتفاق عليها مسبقًا
  • الشباب السعودي يضم حارساً دولياً
  • وزير الخارجية الإيراني: لم نتلق أي رسالة من ترامب بخصوص المفاوضات
  • زيارة مهمة.. مبعوث ترامب للمنطقة في إسرائيل اليوم .. فماذا سيفعل؟
  • ما البنود الإنسانية التي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟
  • بعد زيارة وزير خارجيتها.. السعودية تُعلن دعمها للبنان!
  • الحرس الثوري الإيراني يكشف شراء طهران طائرات سوخوي-35 روسية