عبد اللّهيان في الرّياض: هل قرّرت طهران إتمام الانعطافة؟
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
راجت في الآونة الأخيرة في المنطقة معلومات تفيد بأن الاتفاق السعودي – الإيراني تعرض لاهتزازات كبيرة، وأنه يكاد يكون شبه معلق أو حتى ميت. تثبت زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، مصحوباً بالسفير الإيراني المعين أخيراً ليمثل بلاده في الرياض علي رضا عنايتي، بعد قطيعة دبلوماسية دامت أكثر من سبع سنوات بين السعودية وإيران، أن الاتفاق لم يمت، لكنه يحتاج إلى صيانة دائمة من الطرفين، لا سيما الطرف الإيراني الذي تقع على عاتقه الكثير من الخطوات الواجب أن يقوم بها لتعزيز مسار بناء الثقة بين البلدين الكبيرين في المنطقة.
صحيح أن استقبال وزير الخارجية الإيراني للمرة الأولى منذ أكثر من عشرة أعوام يشكل حدثاً لافتاً ومهماً، وصحيح أن إعلان عبد اللهيان عن زيارة رسمية قريبة للرئيس إبراهيم رئيسي للرياض، تلبية لدعوة الملك سلمان بن عبد العزيز، هو حدث بذاته، لأن للزيارة متى تمت، رمزية كبيرة مرتبطة بالعلاقات الثنائية بين الرياض وطهران.
من المفترض إذا ما سارت العلاقات في مسار إيجابي في الأسابيع القليلة المقبلة، أن تأتي زيارة رئيسي العتيدة لتؤكد أن الاتفاق السعودي – الإيراني بضمانة الصين قائم ويتمتع بـ"صحة جيدة". لكن قبل ذلك من المهم بمكان مراقبة بعض جوانب العلاقات، خصوصاً في البعد الإقليمي الذي يهم الطرفين، مثل اليمن الذي ترتفع منه تهديدات مستجدة بلسان الحوثيين ضد المملكة العربية السعودية ودول الخليج، ومثل قضية حقل الدرة السعودي – الكويتي المشترك حيث التصعيد واضح من الإيرانيين، ومثل الاعتداءات الإيرانية المتواصلة على خطوط الملاحة في منطقة مضيق هرمز وبحر العرب بذرائع مختلفة. وعملياً مثل العديد من النقاط الخلافية في ملفات إقليمية من العراق إلى سوريا ولبنان وفلسطين، حيث اتضح أن طهران لم تتخذ خلال الأشهر الأربعة السابقة قراراً بمراجعة سياساتها كخطوة لا بد منها أجل تحسين علاقاتها بجيرانها، وفي المقدمة المملكة العربية السعودية. فهل ثمة قرار إيراني كبير بالعودة إلى روح الاتفاق السعودي - الإيراني؟
من الصعب الإجابة عن هذا السؤال، نظراً إلى أن السياسة الإيرانية لا تؤخذ ولا تقيّم بإعلان النيات، بل الأفعال الملموسة التي طال انتظارها منذ 10 آذار المنصرم، ومن هنا فإن تشغيل المرافق الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد، وتقديم السفير الإيراني الجديد في الرياض، هي خطوات في الاتجاه الوجاهي الصحيح. لكن ماذا عن الملفات الثنائية بين البلدين، أو الملفات الإقليمية التي تحتاج إلى معالجة جدية لأنها إن لم تعالج فإنها عاجلاً أم آجلاً ستسمم كل النصوص مهما احتوت على نيات طيبة من هذا الطرف أو ذاك!
إن زيارة عبد اللهيان السعودية، بالنسبة إلينا نحن المراقبين العرب، والمواقف التي أدلى بها في الرياض، تدفعنا إلى رفع سقف التوقعات التي تفيد بأنه لربما كان هناك أخيراً قرار إيراني بتنفيذ الانعطافة المنتظرة. لكن مسلسل التجارب مع إيران يجبرنا في الوقت عينه على التمهل والانتظار، لأن سوابق الطرف الآخر تُعرّف عنه سلفاً!
*جريدة النهار اللبنانية
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
قائد الحرس الثوري الإيراني: قطعاً سننتقم من إسرائيل
توعد القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، أمام قوات التعبئة الشعبية في محافظة خوزستان، بالانتقام من إسرائيل، لافتاً إلى أن الشعب الإيراني عليه أن يكون على يقين بذلك.
ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية عن سلامي قوله: "في هذه الأيام، لا يشعر أحد في إسرائيل بالهدوء، الجميع يعيش في الملاجئ، والهلع يسود صفوف الأعداء".
وأضاف: "المسؤولون الإسرائيليون مرتبكون ومكتئبون، وجيشهم منهك، على عكس حزب الله والجبهة، اللذين بات محركهما نشطاً ومشتعلًا".
وتابع سلامي: "في الأيام الأخيرة، شهدنا صدور حكم بمحاكمة قادة إسرائيل، هذا الحكم يمثل نهاية وزوال إسرائيل، حيث أصبحت في عزلة تامة، ويعد هذا الحكم نصراً عظيماً للأمة الإسلامية"، مشيراً إلى أن إسرائيل لم يعد يزورها سوى المسؤولين الأمريكيين.
حدث | الحرس الثوري الإيراني: المحكمة الجنائية وضعت قادة الاحتلال على طريق النهاية السياسية
???? قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي: إيران ستنتقم من الاحتلال، وقرار المحكمة الجنائية باعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب يُعد انتصاراً للمقاومة.
???? سلامي: على الدول الإسلامية قطع… pic.twitter.com/gx1JbPo0Vu
وأكد قائد الحرس الثوري الإيراني أن "استمرار هذه الحرب لن يؤدي إلا إلى القضاء التام على إسرائيل".
واستطرد: "بالنظر إلى مصير من سبقهم، ندرك أن الهلاك ينتظر إسرائيل، وعلى شعب إيران أن يكون على يقين بأننا سننتقم من إسرائيل".
واختتم سلامي تصريحاته، بالإشارة إلى انطلاق مناورات "إلى بيت المقدس" بمشاركة 60 ألف عنصر من قوات التعبئة الشعبية في محافظة خوزستان، حيث أقيمت المناورات في مدينة الأهواز جنوب غربي إيران بحضوره، مؤكداً أن هذه الاستعدادات "تعكس جاهزية إيران لدعم قوى المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي".
قائد الحرس الثوري الإيراني: قطعا سننتقم من #إسرائيل
توعد القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي أمام قوات التعبئة الشعبية في محافظة خوزستان بالانتقام من إسرائيل مشيرا إلى أن على الشعب الإيراني أن يكون على يقين بذلك. #الخيام pic.twitter.com/Wv4tyeY2U0