موندويس: إسرائيل الكبرى ليست خيالا بل مشروع يشق طريقه
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
نشر موقع "موندويس" الأميركي مقالا للصحفي والكاتب الفلسطيني قسام معادي يتتبع فيه مصطلح "إسرائيل الكبرى" لدى اليهود المتطرفين و"الصهيونية الدينية" عبر القرون، وما وصل إليه خلال العقود الماضية من الصراع العربي-الإسرائيلي وحتى دخول جيش الاحتلال سوريا أخيرا.
وقال إن الطموحات الإقليمية الواسعة لإنشاء "إسرائيل الكبرى" تبدو ذات يوم مجرد خيال صهيوني يميني، وإن الخرائط المستخدمة لوصف الرؤية غالبا ما تعكس قصصا توراتية يعتبرها العديد من الصهاينة مجرد تاريخ.
واستمر يقول إنه بينما دفعت إسرائيل قواتها إلى عمق الأراضي السورية الخاضعة للسيادة بعد سقوط نظام بشار الأسد، عاد مصطلح "إسرائيل الكبرى" إلى الظهور في التغطية الإعلامية.
وقد استخدم هذا المصطلح في الأيام الأخيرة لوصف التوسع العسكري الإسرائيلي خارج حدود إسرائيل المعترف بها حاليا، وهو تعريف دائم التوسع لما يمكن أن تشمله إسرائيل.
مصطلح "إسرائيل الكبرى"؟يشير هذا المصطلح إلى فكرة الدولة اليهودية التي تتوسع عبر أجزاء كبيرة من الشرق الأوسط كتناسخ مفترض لما يصفه "الكتاب المقدس" بأنه أراضي القبائل الإسرائيلية القديمة، المملكة الإسرائيلية، أو الأرض التي وعد بها الله إبراهيمَ -عليه السلام- ونسله. وفي سفر التكوين، يعد الله إبراهيم بالأرض "من نهر مصر إلى نهر الفرات" له ولنسله.
إعلانفي وعد بلفور عام 1917، وعدت بريطانيا بإنشاء "وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين"، ووُصِف اسم "فلسطين" بشكل أساسي الأرض الواقعة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، بحدود متفاوتة، ولكن نظرا لأن الحدود لم يتم تحديدها بعد في بلاد الشام العثمانية آنذاك، كان ينظر إلى الضفة الشرقية لنهر الأردن على نطاق واسع على أنها امتداد لفلسطين.
إسرائيل الكبرى في السياسة الإسرائيليةوبعد إنشاء إسرائيل في عام 1948، أفسحت المناقشات النظرية المجال للبراغماتية السياسية. لم تدرج إسرائيل أبدا "إسرائيل الكبرى" في خطابها الرسمي، ولم تطالب رسميا أبدا بالحق في جعل الأراضي العربية خارج حدود عام 1948 جزءا من ملكيتها الخاصة، حتى بعد احتلالها للضفة الغربية وغزة وصحراء سيناء ومرتفعات الجولان السورية عام 1967، حيث اعتبر هذا الخطاب أن هذه الأراضي خاضعة للإدارة لأسباب أمنية، حتى ضمت إسرائيل الجزء الشرقي من القدس والجولان في أوائل 1980.
ومع ذلك، بما أن إسرائيل لم تحدد حدودها أبدا، فإن فكرة "إسرائيل الكبرى" ظلت في مخيلة الإسرائيليين اليمينيين المتدينين وأخذها بعض المتطرفين بجدية أكبر.
بدأ اليمين الديني يزداد قوة بعد عام 1967، وخاصة في السبعينيات والثمانينيات. وكان أحد المعتقدات التي اكتسبت زخما في هذه الفترة هو الاتجاه المسياني الذي يرى توسع إسرائيل خارج حدودها جزءا من تحقيق نهاية الأزمنة، ومجيء المسيح اليهودي. وقادت هذه الحركة الاستيطان في الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة، وغالبا ما كانت ترسم خططا تعتمدها الدولة لاحقا.
المصطلح ومرادفاته العمليةومع دعوات الصهاينة المتدينين الصريحة بشكل متزايد أخيرا لضم الضفة الغربية، بدأ استخدام المصطلح كاختصار لرؤية إسرائيل وهي تمتد على كل فلسطين التاريخية وأصبح مرادفا لرفض الدولة الفلسطينية.
وتم تعزيز هذه النسخة من إسرائيل الكبرى بقانون الدولة القومية الإسرائيلي الذي تم تمريره في عام 2018 وقرار الكنيست في فبراير/شباط الماضي الذي رفض إقامة دولة فلسطينية في أي مكان بين النهر والبحر.
إعلانوأعطت الإبادة الجماعية الحالية في غزة، والأحداث في جميع أنحاء المنطقة، حياة جديدة لفكرة "إسرائيل الكبرى".
ومنذ بداية هذه الإبادة، زادت الدعوات من قبل المتطرفين اليمينيين الدينيين، ومعظمهم من حركة المستوطنين في الضفة الغربية لإقامة مستوطنات إسرائيلية في قطاع غزة. وقد حظيت هذه الدعوات بدعم الوزراء وأعضاء الكنيست.
المشروع والسياسات الماثلةفي الواقع، يبدو أنه بين الدعوات إلى التسوية في غزة والجهود المبذولة لضم الضفة الغربية، ومنع إقامة دولة فلسطينية، كان التنفيذ العملي لـ"إسرائيل الكبرى" في طريقه إلى التحقق.
ولكن الأحداث السريعة التطور في لبنان وسوريا خلال الأشهر الأخيرة أعادت إحياء الأوهام حول نسخة متطرفة من "إسرائيل الكبرى" في الخطاب الإسرائيلي.
إن مطالب إسرائيل بإنشاء منطقة عازلة داخل لبنان، إلى جانب غزوها للأراضي السورية بعد انهيار نظام بشار الأسد، قد وسعت الخريطة المتخيلة لإسرائيل الكبرى.
ومع ورود تقارير عن وصول القوات الإسرائيلية إلى ما يقرب من 23 كيلومترا من دمشق، بدأ المتطرفون الدينيون الإسرائيليون في إعادة الخطاب التوراتي لوصف طموحاتهم الإقليمية.
ويوم الخميس الماضي، ذهبت مجموعة من الإسرائيليين الأرثوذكس المتدينين إلى قمة جبل الشيخ في سوريا، التي احتلها الجيش الإسرائيلي أخيرا، وأقاموا احتفالا دينيا هناك، تحت أنظار الجنود الإسرائيليين.
حجة متكررةوتصر إسرائيل حاليا على أن أعمالها في سوريا مؤقتة، مثلما أصرت من قبل على أن احتلالها للضفة الغربية والجولان مؤقت، وتدعمها في تكرار هذه الحجة الولايات المتحدة.
وختم الكاتب مقاله بالقول إنه مع مثل هذا السجل، مع صعود القومية الدينية في إسرائيل، ومع تصرفات إسرائيل في غزة، ولبنان، وسوريا دون رادع خلال العام الماضي، وتوغلها الحالي في سوريا، لا يمكن لأي شخص أن يضمن أن خيال "إسرائيل الكبرى" هو مجرد خيال في أذهان القادة الإسرائيليين.
إعلانويبدو أن الأيديولوجية التوسعية المتعصبة لدى هؤلاء القادة الإسرائيليين التي يغذيها التعصب الديني، والتي تشق طريقها حاليا فوق الجثث وأنقاض مدن بأكملها، ليست مجرد ذكرى سيئة للماضي الاستعماري.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات إسرائیل الکبرى الضفة الغربیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يقتحم بلدات عدة في الضفة الغربية
#سواليف
#اقتحم #الجيش_الإسرائيلي، عدة قرى و #بلدات_فلسطينية بالضفة الغربية، وأغلق بعضها، واعتقل عددا من الفلسطينيين.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا) أن الاقتحامات تركزت شمالي #الضفة في محافظة #سلفيت، حيث أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، البوابة الحديدية المقامة على الشارع المؤدي إلى القرى الغربية لمحافظة سلفيت، قرب بلدة قراوة بني حسان، كما أغلقت البوابة الحديدية المقامة عند مدخل بلدة كفل حارس شمال المحافظة.
وأضافت أن قوات الاحتلال اقتحمت قرية ياسوف شرق مدينة سلفيت، قبل أن تغلق البوابة الحديدية المقامة عند مدخلها، كما أقامت حاجزا عسكريا عند مدخل بلدة دير بلوط، غرب المحافظة.
مقالات ذات صلة أربع ممارسات حكومية ستُعجّل بتعديل غير رحيم لقانون الضمان.! 2024/12/16وفي محافظة جنين، ذكرت الوكالة أن الجيش الإسرائيلي اعتقل شابا من بلدة يعبد جنوب المدينة، مشيرة إلى اندلاع مواجهات في البلدة دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.