مستوطنو مرتفعات ترامب في الجولان السوري المحتل يخططون للتوسع
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
في آخر طريق متعرج أعلى تلة في مرتفعات الجولان السوري المحتل التي ضمتها إسرائيل، تفتح بوابات صفراء ببطء لدخول مركبات تمر بجانب تمثال نسر ولافتة ذهبية باسم الرئيس الأمريكي المنتخب.
ويوجد علمان إسرائيلي وأمريكي على لافتة مدخل مستوطنة "ترامب هايتس" مرتفعات ترامب، على اسم دونالد ترامب امتنانا له لاعترافه في 2019 بضم إسرائيل للهضبة الاستراتيجية، لتكون الولايات المتحدة الدولة الأولى والوحيدة حتى الآن التي أقدمت على هذه الخطوة.وبعد 5 أعوم، تعيش في المستوطنة نحو 26 عائلة في منازل مؤقتة ومتنقلة في انتظار خطط توسيعها على نطاق كبير.
ويقول المسؤول في التجمع ياردن فريمان إن عدد السكان سيتضاعف في غضون 3 أعوا،. ويتوقع أن تنتقل 99 عائلة إلى منازل جديدة على أراض واسعة مع بنية تحتية جديدة تناسبها.
ويتوقع فريمان أن تحظى الخطة بدعم رسمي مع انتظار موافقة الحكومة الإسرائيلية الأحد على خطة لإنفاق 40 مليون شيكل (11 مليون دولار) لمضاعفة عدد المستوطنين اليهود في الجولان.
وأعلنت الخطة بعد الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد ودخول الجيش إلى المنطقة العازلة مع سوريا والسيطرة عليها. كما نفذت إسرائيل مئات الضربات على المنشآت العسكرية السورية في ما تقول إنه محاولة لمنع وقوعها في أيد معادية، كما حذرت مراراً وتكراراً من التهديد الذي يشكله قادة سوريا الجدد.
احتلت إسرائيل معظم مرتفعات الجولان في 1967 وضمتها في 1981 في خطوة لم تعترف بها سوى الولايات المتحدة.
رحب المستوطنون بالميزانية الجديدة، بعد أكثر من عام من هجمات حزب الله اللبناني المدعوم من إيران بإطلاق الصواريخ والطائرات دون طيار. ويقول نائب رئيس المجلس الإقليمي يعقوب سيلفان: "سعداء جدا لأن الحكومة تدرك أهمية الجولان وضرورة الاستثمار فيه، ليس فقط في الأمن، ولكن أيضاً في تنمية المجتمع فيه".
ويضيف "بصفتنا الجبهة الشمالية الشرقية لإسرائيل، نحن لسنا هنا لمجرد إمعان النظر في المشاهد الخلابة".
ويرى سيلفان أن هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على جنوب إسرائيل أظهر "ضرورة وجود جبهة مدنية قوية".
ويؤكد سيلفان المقيم في "يوناتان" الاستيطاني المجاور "بعد أسوأ مأساة في تاريخ دولة إسرائيل، الآن نحتاج إلى الاستمرار في البناء وإعادة البناء بشكل أفضل".
ويشير إلى أن خطة استراتيجية لتطوير المنطقة، التي يبلغ عدد سكانها اليهود نحو 30 ألف نسمة، إلى جانب نحو 23 ألف درزي من الذين لما يغادروا أرضهم عند احتلالها ويفخرون بأنهم سوريين.
وإلى جانب تحسين الطرق ومنشآت البنية التحتية الأخرى وتوسيع التجمعات الاستيطانية القائمة، بما فيها بلدة كاتسرين الوحيدة في الجولان، تشمل الخطة إنشاء 3 تجمعات جديدة، واحد بجانب مرتفعات ترامب وآخر قد يُبنى على أرض متنازع عليها مع لبنان.
ويقول سيلفان: "حصلنا للتو على الأوراق من سلطة الأراضي الإسرائيلية"، مشيراً إلى المنطقة التي يسميها الإسرائيليون "جبل دوف" معروفة لدى اللبنانيين بمزارع شبعا.
ويشير إلى أن فريقا كان يستعد لاستكشاف إمكانية البناء هناك. لكن سلطة الأراضي لم تعلق على الفور على أقواله.
في مرتفعات ترامب، وبجانب مبان قيد الإنشاء، تمهد الأرض لوضع أساسات لبناء نحو 50 منزلاً جديداً. ويقول فريمان إنه منذ وصول أول عائلة إلى المنطقة في 2021، يضم التجمع اليوم نحو 70 شخصاً بالغين وأكثر من 60 طفلاً تحت الـ13.
ويضيف أن جميع العائلات بقيت رغم الحرب التي اندلعت في 2023 بفضل الروابط الشخصية بينها، موضحاً أن التجمع الاستيطاني يضم يهوداً متدينين وعلمانيين.
ورغم محاولات الحكومة تشجيع النمو السكاني، إلا أنه كان بطيئاً. وخارج أحد المنازل الصغيرة، كان يديديا أوستروف 31 عاما، يجمع فروع الأشجار المتساقطة والأوراق. وقال استروف الذي انتقل مع زوجته إلى مرتفعات ترامب الثلاثاء: "جئنا إلى هنا لأننا نتفق مع رؤية التجمع، والناس هنا، وطموحاتهم المسفيتقبل".
وعند سؤاله عن مخاوفه من الوضع الأمني المتقلب، قال أوستروف: "لست قلقاً..هذا ما اعتدنا عليه للأسف. آمل أن يبقى الوضع هادئاً، لكن هذا هو واقعنا".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيلي بشار الأسد سوريا سقوط الأسد الحرب في سوريا إسرائيل
إقرأ أيضاً:
تنديد عربي وغربي بقرار إسرائيل توسيع الاستيطان بالجولان المحتل
ندد مزيد من الدول العربية والغربية اليوم الاثنين بمساعي إسرائيل لتعزيز الاستيطان في الجولان السوري المحتل، ومن بينها مصر والأردن وألمانيا.
وكانت كل من تركيا وروسيا قد أدانت في وقت سابق اليوم الخطوة، حيث اعتبرتها أنقرة محاولة من إسرائيل "لتوسيع حدودها"، فيما حذرت موسكو من تبعاتها وعدّتها "أمرا غير مقبول".
كما أدانت كل من السعودية والإمارات وقطر والعراق أمس الأحد القرار الإسرائيلي بشأن التوسع الاستيطاني في هضبة الجولان السورية.
ووافقت الحكومة الإسرائيلية أمس بالإجماع على خطة قدمها رئيسها بنيامين نتنياهو، لتعزيز الاستيطان الإسرائيلي في الجولان المحتل، بقيمة تزيد عن 11.13 مليون دولار، مستغلة تطورات الأوضاع في سوريا.
ولا يعترف المجتمع الدولي والأمم المتحدة باحتلال إسرائيل لمعظم أراضي الجولان منذ عام 1967 ثم ضمها إليها في 1981.
انتهاك للسيادةوأكدت مصر أن قرار إسرائيل التوسع في الاستيطان بهضبة الجولان السورية المحتلة يعكس عدم رغبتها في إحلال "السلام العادل" في المنطقة، ودعت مجلس الأمن الدولي إلى "وضع حد لهذه الانتهاكات للسيادة السورية".
وقالت الخارجية المصرية -في بيان لها- إن مصر تعبر عن "رفضها الكامل وإدانتها لقرار الحكومة الإسرائيلية بالتوسع في الاستيطان في الجولان السوري المحتل، بما يمثل انتهاكا صارخا لسيادة الدولة السورية ووحدة أراضيها".
إعلانوشددت على أن هذه "الخطط الإسرائيلية تعكس مواصلة التوسع في الاستيلاء على أراض عربية وتغيير الوضع الديموغرافي للأراضي التي تحتلها، في انتهاك سافر للقانون الدولي وللمواثيق الدولية، بما في ذلك اتفاقيات جنيف الأربع بوصف إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال".
وطالبت مصر "الأطراف الدولية الفاعلة ومجلس الأمن بالاضطلاع بمسئولياتهم في رفض تلك الانتهاكات للسيادة السورية ولوضع حد للاستيطان الإسرائيلي".
وحدة سوريابدوره، أدان الأردن مصادقة الحكومة الإسرائيلية على توسيع الأعمال الاستيطانية في هضبة الجولان السورية، معتبرا ذلك "ترسيخا للاحتلال وخرقا فاضحا للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن ذات الصلة".
وأكدت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية -في بيان لها- على "ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها"، معتبرة "هضبة الجولان أرضا سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها".
كما أشارت إلى أن "جميع الإجراءات الإسرائيلية الأحادية، التي تستهدف خلق وقائع جديدة على الأرض، تتطلب موقفا دوليا واضحا يدينها ويفرض على إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، الالتزام بقواعد القانون الدولي".
قوة احتلالأما ألمانيا، فقد استنكرت القرار الإسرائيلي، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية كريستيان فاغنر إن بلاده "لا تعترف بهذا الضم، فهذه المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل تابعة لسوريا"، مشيرا إلى أن "إسرائيل قوة احتلال في الجولان وفقا للقانون الدولي".
يشار إلى أنه يعيش في الجولان السوري نحو 50 ألف نسمة، نصفهم من المستوطنين اليهود ونصفهم من الدروز والعلويين وغيرهم، وفق صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
ويضم الجولان المحتل مجلسا محليا يهوديا يسمى "كتسرين"، والمعروف باسم "عاصمة الجولان"، ويضم 7700 مستوطن، كما توجد 33 مستوطنة يهودية أخرى في الجولان المحتل مدمجة فيما يسمى المجلس الإقليمي بالجولان.
إعلان