أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض سعر الفائدة بواقع 25 نقطة أساس، ليصبح معدل الفائدة بين 4.25% و4.50%. هذا التخفيض الثالث على التوالي خلال عام 2024 جاء استجابة للتباطؤ المستمر في ضغوط التضخم. لم تقتصر تأثيرات هذا القرار على الاقتصاد الأمريكي فحسب، بل امتدت لتشمل بنوكًا مركزية في دول الخليج التي خفضت هي الأخرى أسعار الفائدة بنحو 25 إلى 30 نقطة أساس لمواكبة تحركات الفيدرالي الأمريكي.

وتأتي هذه التحركات في ظل جهود دول الخليج لتنويع مصادر الإيرادات وتعزيز النمو غير النفطي، متحصنة إلى حد كبير من التضخم المرتفع.

خفض الفيدرالي الأمريكي للفائدة

أعلن الفيدرالي الأمريكي خفض معدل الفائدة للمرة الثالثة على التوالي خلال 2024، وذلك بواقع 25 نقطة أساس، بحيث باتت تراوح بين 4.25 و4.50%. وتأتي هذه الخطوة في سياق محاولات الفيدرالي لتهدئة الأسواق وتقليل العبء الاقتصادي الناجم عن ضغوط التضخم التي أرهقت الاقتصاد الأمريكي في السنوات الأخيرة. 

تأثيرات خفض الفائدة على أسواق الذهب

استجابت أسواق الذهب بشكل ملحوظ لقرار الفيدرالي بخفض الفائدة. وشهدت أسعار الذهب هبوطًا فوريًا، حيث تراجعت العقود الفورية بنسبة 1.14% لتصل إلى 2616.66 دولار للأوقية، بينما انخفضت العقود الآجلة بنسبة 1.1% لتسجل 2632.9 دولار للأوقية. ويعزى هذا التراجع إلى تفضيل المستثمرين للأصول ذات العائد الثابت على الذهب الذي لا يقدم عوائد فورية. ومن جهة أخرى، تأثرت أسعار الفضة أيضًا، حيث انخفضت بنسبة 1.6% لتصل إلى 30.44 دولار للأونصة.

استجابة بنوك الخليج لخفض الفائدة الأمريكي

لم تقتصر تأثيرات خفض الفائدة على الولايات المتحدة فقط، بل شملت أيضًا بنوكًا مركزية خليجية التي خفضت أسعار الفائدة لمواكبة تحركات الفيدرالي الأمريكي. وقام البنك المركزي السعودي بخفض معدل اتفاقية إعادة الشراء (الريبو) ومعدل اتفاقية إعادة الشراء المعاكس (الريبو العكسي) بمقدار 25 نقطة أساس لكل منهما ليصل إلى 5.00% و4.50% على الترتيب. كما خفضت الإمارات سعر الفائدة الأساسي على تسهيلات الإيداع لليلة واحدة ربع نقطة مئوية إلى 4.40%. وفي قطر، قرر المصرف المركزي خفض أسعار الفائدة الرئيسية الثلاثة (سعر فائدة الإيداع، وسعر الإقراض، وسعر إعادة الشراء) بواقع 30 نقطة أساس، بينما خفض المصرف المركزي في البحرين سعر الفائدة على ودائع الليلة الواحدة بمقدار 25 نقطة أساس ليصل إلى 5%.

توقعات الفيدرالي لأسعار الفائدة في السنوات القادمة

أوضح مسؤولو الفيدرالي أن وتيرة خفض أسعار الفائدة ستتباطأ في العام المقبل مقارنة بالأشهر القليلة الماضية. ومن المتوقع أن يتم خفض سعر الفائدة الرئيسي مرتين أو ثلاث مرات فقط في عام 2025، بدلًا من التخفيضات الأربعة التي كان يتوقعها صناع السياسات قبل ثلاثة أشهر. وتأتي هذه التوقعات في ظل التباطؤ الملحوظ للتضخم، الذي انخفض إلى 2.3% في أكتوبر/تشرين الأول 2023، بعد أن بلغ ذروته عند 7.2% في يونيو/حزيران 2022.

تأثير سياسة ترامب على الفيدرالي

 

في ظل الإدارة الجديدة للرئيس المنتخب دونالد ترامب، تتجه السياسات الاقتصادية نحو مجموعة من التخفيضات الضريبية وتقليص اللوائح التنظيمية التي قد تحفز النمو الاقتصادي. في الوقت نفسه، هدد ترامب بفرض مجموعة متنوعة من الرسوم الجمركية والسعي إلى ترحيل جماعي للمهاجرين، مما قد يؤدي إلى تسريع التضخم. وأكد مسؤولو الفيدرالي أنهم لن يكونوا قادرين على تقييم تأثير سياسات ترامب حتى تتضح تفاصيلها ومدى احتمالية تنفيذها.

 

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الفيدرالي الأمريكى خفض الفائدة بنوك الخليج السياسة النقدية الذهب الفضة التضخم الاقتصاد الامريكي النمو الاقتصادي دونالد ترامب الريبو اسعار الفائدة مصرف الإمارات المركزي مصرف قطر المركزي

إقرأ أيضاً:

“روسكونغرس”: الولايات المتحدة ستبدأ حربا تجارية جديدة واسعة النطاق عام 2025

روسيا – أكد تقرير مؤسسة “روسكونغرس” الروسية أن الولايات المتحدة ستبدأ حربا تجارية جديدة واسعة النطاق في العام الحالي، بما في ذلك ضد أقرب شركائها: كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي.

وجاء في تقرير المؤسسة الذي يحمل عنوان “الأحداث الرئيسية لعام 2025. الاقتصاد الجغرافي، التوقعات، المخاطر الرئيسية”: “عودة ترامب إلى البيت الأبيض سوف تؤدي إلى إشعال حرب تجارية جديدة، والتي سوف تكون مختلفة جذريا عن الحرب السابقة. حيث أنه إذا كانت قد شنت أول مرة ضد الصين بشكل أساسي، فإن الأهداف الآن ستكون المكسيك وكندا والاتحاد الأوروبي أيضا”.

ويتوقع الخبراء أن يتم فسخ اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا) بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، أو على الأرجح إعادة صياغتها مع إدخال تفضيلات كبيرة للولايات المتحدة.

وأضافوا: “إذا كانت الرسوم الجمركية أقل بالنسبة لأوروبا، في حدود 10-15%، فيمكن تحديدها بالنسبة للمكسيك وكندا عند 25-30%، وبالنسبة للصين ومنشآت إنتاجها في البلدان المذكورة أعلاه 60% وأعلى. وقد تفرض واشنطن رسوم جمركية بنسبة 40-50% على الواردات من دول آسيوية أخرى لدفعها إلى تخفيف العلاقات مع بكين”.

وأشارت الوثيقة إلى أنه، اعتمادا على تصرفات الشركاء التجاريين، يمكن للبيت الأبيض تنفيذ سيناريوهات مختلفة للحرب التجارية: من سيناريو أكثر ليونة إذا كانت البلدان الأخرى مستعدة للتنازل، إلى سيناريو صارم إذا تم فرض تعريفات جمركية جوابية.

وبحسب توقعات المؤلفين، فإن تصريحات ترامب بشأن بنما وغرينلاند وتدخلاته اللفظية ضد كندا باعتبارها “الولاية رقم 51” في الولايات المتحدة سوف تؤدي إلى تسريع تفتت الاقتصاد العالمي، وسيكون لهذا عواقب سلبية على الاقتصاد العالمي.

وأكد الخبراء أن “حروب الرسوم الجمركية في عام 2025 وجزء من عام 2026 قد تؤدي إلى انخفاض كبير في التجارة العالمية”.

ويذكر أن مؤسسة “روسكونغرس” تأسست عام 2007، لتعزيز تنمية الإمكانات الاقتصادية والمصالح الوطنية وصورة روسيا في الخارج. وتقوم المؤسسة بدراسة وتحليل وتشكيل وتغطية القضايا المتعلقة بجداول الأعمال الاقتصادية الروسية والعالمية.

المصدر: “نوفوستي”

مقالات مشابهة

  • صندوق النقد يخفض توقعاته لنمو الاقتصاد السعودي في 2025
  • صندوق النقد الدولي يخفض توقعاته لنمو الاقتصاد الكوري لعام 2025 إلى 2%
  • الذهب يلمع وسط توقعات بتيسير نقدي جديد من الفيدرالي الأمريكي
  • نواب البرلمان: انخفاض معدل التضخم يسهم في خفض أسعار الفائدة ويعزز الاقتصاد القومي
  • التجارة: استعدادات واسعة لانطلاق الدورة 48 لمعرض بغداد الدولي مطلع الشهر المقبل
  • “روسكونغرس”: الولايات المتحدة ستبدأ حربا تجارية جديدة واسعة النطاق عام 2025
  • ارتفاع معظم بورصات الخليج وسط ترقب لمسار الفائدة بأميركا
  • استطلاع: التضخم بروسيا يتسارع في ديسمبر وسط تأثيرات العقوبات الغربية
  • عاجل - معلومات الوزراء: التحديات الجيوسياسية والاقتصادية ستظل عاملًا يؤثر على تشكيل مشهد الاقتصاد العالمى
  • توقعات بتباطؤ نمو الناتج المحلي في أمريكا بسبب السياسات المقترحة من إدارة ترامب