بوابة الوفد:
2025-03-02@20:36:08 GMT

حكم عمل ختمة قرآن ووهب ثوابها للميت

تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT

قالت دار الإفتاء المصرية إن اجتماع المسلمين لعمل ختمة من القرآن الكريم أو قراءة ما تيسر من السور والآيات وهبة أجرها لمن توفي منهم، هو من الأمور المشروعة والعادات المستحسنة وأعمال البر التي توافق الأدلة الصحيحة والنصوص الصريحة، وأطبق على فعلها السلف الصالح، وجرى عليها عمل المسلمين عبر القرون مِن غير نكير، ومَن ادَّعى أن ذلك بدعةٌ فهو إلى البدعة أقرب.

 

فضل الاجتماع والتعاون بين المسلمين

 

وجاء الشرع الشريف بالدعوة إلى الاجتماع والتعاون بين المسلمين في أعمال الخير والبر؛ فقال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ [المائدة: 2]، ومن حثه على ذلك كان الأمر بالاجتماع على ذكر الله، حيث إن الاجتماع على ذكره تعالى من أفضل العبادات؛ قال تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ﴾ [العنكبوت: 45]، وجاءت النصوص من السنة النبوية ببيان ما أعده الله تعالى للمجتمعين على ذكره من جزيل عطائه؛ فهم ممن تحفهم الملائكة، وتغشاهم الرحمة، ويذكرهم الله تعالى فيمن عنده؛ فروى مسلم في "صحيحه" عن الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ أنه قال: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما أنهما شهدا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ».

 

الأدلة على استحباب اجتماع المسلمين على قراءة القرآن الكريم

كما أنه قد وردت النصوص من السنة النبوية الشريفة في خصوص استحباب اجتماع المسلمين على قراءة القرآن الكريم، وبيان ما أعد الله لهم على ذلك من جزيل الثواب؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «مَا مِنْ قَوْمٍ يَجْتَمِعُونَ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، يَقْرَءُونَ وَيَتَعَلَّمُونَ كِتَابَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا حَفَّتْ بِهِمُ الْمَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".

وعن أبي الرُّدَيْنِ رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ قَوْمٍ يَجْتَمِعُونَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَيَتَعَاطُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا كَانُوا أَضْيَافًا لله عَزَّ وَجَلَّ وَإِلَّا حَفَّتْ بِهِمُ الْمَلَائِكَةُ حَتَّى يَقُومُوا أَوْ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ» أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"، والشجري في "ترتيب الأمالي"، والهيثمي في "بغية الحارث".

 

حكم إهداء ثواب قراءة القرآن للميت والأدلة على ذلك

 

وأضافت الإفتاء أن إهداؤهم ثواب قراءتهم لموتاهم فهو أيضًا مما تواردت النصوص وآثار السلف الصالح على جوازه، وتوارثه المسلمون جيلًا بعد جيل.

فأما ما يستدل به من نصوص شرعية على جواز إهداء الموتى ثواب قراءة القرآن الكريم:

فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرَّم وجهه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ مَرَّ عَلَى الْمَقَابِرِ، وَقَرَأ ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً، ثُمَّ وَهْبَ أَجْرَهُ لِلْأَمْوَاتِ، أُعْطِيَ مِنَ الْأَجْرِ بِعَدَدِ الْأَمْوَاتِ» خرَّجه الخلَّال في "القراءة على القبور" والسمرقندي في "فضائل قل هو الله أحد" والسِّلَفِي.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآلـه وسلم: «مَنْ دَخَلَ الْمَقَابِرَ، ثُمَّ قَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ و﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ و﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي جَعَلْتُ ثَوَابَ مَا قَرَأْتُ مِنْ كَلَامِكَ لِأَهْلِ الْمَقَابِرِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، كَانُوا شُفَعَاءَ لَهُ إِلَى اللهِ تَعَالَى» خرَّجه أبو القاسم الزنجاني في "فوائده".

 

أقوال الفقهاء في انتفاع الميت بثواب ما يهدى إليه

ونص أصحاب المذاهب المتبوعة على انتفاع الميت بثواب ما يهدى إليه:

 

فعند الحنفية: قال الإمام الميرغيناني في "الهداية" (1/ 178، ط. دار إحياء التراث): [الأصل في هذا الباب أن الإنسان له أن يجعل ثواب عمله لغيره صلاة أو صوما أو صدقة أو غيرها عند أهل السنة والجماعة لما روي عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه ضحى بكبشين أملحين أحدهما عن نفسه والآخر عن أمته ممن أقر بوحدانية الله تعالى وشهد له بالبلاغ] اهـ.

 

وعند المالكية: المحققون منهم -وهو المعتمد عند متأخِّريهم- على جواز ذلك وأن ثواب القراءة يصل إلى الميت؛ ففي "حاشية العلامة الدسوقي على الشرح الكبير" (1/ 423، ط. دار الفكر): [وفي آخر نوازل ابن رشد في السؤال عن قوله تعالى: ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾، قال: وإن قرأ الرجل وأهدى ثواب قراءته للميت جاز ذلك وحصل للميت أجره. اهـ وقال ابن هلال في نوازله: الذي أفتى به ابن رشد وذهب إليه غيرُ واحدٍ مِن أئمتنا الأندَلُسِيِّين أن الميت ينتفع بقراءة القرآن الكريم ويصل إليه نفعه، ويحصل له أجره إذا وهب القارئ ثوابه له، وبه جرى عمل المسلمين شرقًا وغربًا ووقفوا على ذلك أوقافًا واستمر عليه الأمر منذ أزمنةٍ سالفة، ثم قال: ومن اللطائف أن عز الدين بن عبد السلام الشافعي رُئِيَ في المنام بعد موته فقيل له: ما تقول فيما كنتَ تُنكِر مِن وصول ما يُهدَى مِن قراءة القرآن للموتى؟ فقال: هيهات وجدتُ الأمر على خلاف ما كنت أظن اهـ] اهـ.

 

وعند الشافعية: فقال الإمام النووي في "الأذكار" (1/ 288، ط. دار ابن حزم): [ويشتغل القاعدون بتلاوة القرآن، والدعاء للميت، والوعظ، وحكايات أهل الخير، وأحوال الصالحين. قال الشافعي والأصحاب: يُستحب أن يقرأوا عنده شيئًا من القرآن؛ قالوا: فإن ختموا القرآن كله كان حسنًا] اهـ.

 

وعند الحنابلة: قال الإمام بهاء الدين المقدسي في "العدة شرح العمدة" (ص: 134، ط. دار الحديث): [وأما قراءة القرآن وإهداء ثوابه للميت، فالإجماع واقع على فعله من غير نكير، وقد صح الحديث: «إن الميت ليعذب ببكاء أهله» [رواه البخاري] والله سبحانه أكرم من أن يوصل إليه العقوبة ويحجب عنه المثوبة] اهـ.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ختمة ختمة القرآن ختمة للميت صلى الله علیه وآله وسلم قراءة القرآن الکریم رضی الله عنه ی الله ع على ذلک

إقرأ أيضاً:

حكم تلاوة القرآن بدون وضوء.. الأزهر يجيب

هل يجوز تلاوة القرآن بدون وضوء؟ سؤال اجابت عنه لجنة الفتوى الالكترونية بمركز الازهر العالمي، وقالت إن الوضوء عند تلاوة القرآن من الأمور المستحبة، وتجوز تلاوة غير المتوضئ للقرآن دون مس المصحف، لأن المس يحتاج إلى طهارة وهو قول جمهور الفقهاء.


واشارت إلى أن مس أسطح الهواتف الذكية حين قراءة القرآن بواسطتها لا يعد من مس المصحف، ولا يلزم له الوضوء.

الإفتاء: يجوز قراءة القرآن دون وضوء في حالتين

قال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن من يريد أن يقرأ القرآن من المصحف ويمسه، فعليه أن يتوضأ قبل قراءة القرآن لقوله تعالى "لا يمسه إلا المطهرون".

وفى إجابته عن سؤال "هل يجوز قراءة القرآن من المصحف بدون وضوء؟"، أوضح أنه لا يصح قراءة القرآن من المصحف دون وضوء، أما إذا كان الشخص يردد آيات من القرآن وهو يسير في الشارع على غير وضوء أو من الهاتف المحمول على غير وضوء فيجوز ذلك شرعا.

وأشار إلى أنه لا بد أن نفرق بين قراءة القرآن ومس المصحف، فيجوز قراءة القرآن دون وضوء سواء بالنظر أو باللسان وليس هناك أى حرمة.

هل قراءة القرآن من الهاتف لها نفس ثواب المصحف؟

أجاب الدكتور أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية عن سؤال "هل قراءة القرآن من الهاتف المحمول أقل ثوابًا من القراءة في المصحف وهل هذا يُعد هجرًا للمصحف؟".


وأوضح "وسام" أنه لا حرج من قراءة القرآن الكريم من الهاتف المحمول وهو نفس ثواب القراءة من المصحف الورقي ولا اختلاف بينهما، وفيما يخص هجر المصحف المقصود به هو ترك كلام الله عز وجل وعدم قراءته فقال مجازًا هجر المصحف، فأينما يرى الإنسان راحته فليفعل الأهم ان يؤدي المطلوب منه وهو الحفاظ على قراءة كلام الله عز وجل .


هل يجوز قراءة القرآن بالعين فقط ؟

أجاب الشيخ محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال فتوى مسجله له عبر صفحة دار الإفتاء . قائلا: بعض الفقهاء يعتبرون القراءة فى المصحف بدون تحريك اللسان قراءة، إلا أن الجمهور على أن القراءة تحتاج تحريك اللسان ويسمع الإنسان نفسه، أما أن يقرأ فى سره فهذا يسمى نظر لا يسمى قراءة، وبالتالى من يريد ثواب القراءة يقرأ ويرفع صوته بقراءة القرآن.


وحول سؤال هل يجوز قراءة القرآن بالعين لا بصوت مسموع؟ .. قال الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن من أراد أن يقرأ القرآن الكريم بالنظر فقط للمصحف دون تحريك شفتيه يصح ولا حرج فى ذلك ولكن هذه لا تسمي قراءة فهذا يسمى نظر بالمصحف، أما القراءة هى التى تكون بصوت ويثاب الناظر فى المصحف ثواب النظر ولكن ليست ثواب القراءة، لكن من يريد أن يثاب ثواب القراءة عليه ان يحرك شفتيه على الأقل.

مقالات مشابهة

  • القرآن حذر منه.. أخطر أشكال الفساد يدمّر الحرث والنسل
  • خالد الجندي يوضح أهمية قراءة القرآن الكريم بالتشكيل
  • نجوى فؤاد عن طقوسها الرمضانية: بعوض ما فاتني من صلاة وقراءة قرآن
  • فضل ختم القرآن في رمضان
  • مصطفى حسني يوضح سبب تسمية سورة الفاتحة بـ أم الكتاب
  • هل يجوز تلاوة القرآن بدون وضوء؟.. «الإفتاء» تُجيب: يجوز في هذه الحالة
  • محمد يسري يكتب: العلوم الإسلامية كلها جاءت لبيان فضائل كتاب الله والحفاظ على سنته
  • حكم تلاوة القرآن بدون وضوء.. الأزهر يجيب
  • ماردين عادل تكتب: الصحة النفسية فى القرآن الكريم ومنهجه فى علاج الحزن وتزكية النفس
  • خطبة الجمعة الأخيرة من شعبان.. أسامة فخري: الوجود يتشوق إلى ليالي شهر رمضان .. ولا شيء في الدنيا يعادل قيمة الوطن والمحافظة عليه