تتسم السياسة الخارجية المصرية بالتركيز على تحقيق الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط، حيث تسعى مصر إلى تعزيز التعاون مع الدول الإقليمية لتجنب تفاقم الأزمات.  

دور الدولة المصرية لدعم سوريا 

وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن استراتيجية مصر في التعامل مع قضايا الإقليم تعتمد بشكل أساسي على تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة، ومع ذلك فإن الممارسات الإجرامية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة قد أدت إلى تفجر المشهد الإقليمي، مما فتح المجال لصراعات ثنائية ومتعددة الأطراف، وهذه الصراعات بدأت في غزة، ثم انتقلت إلى جنوب لبنان، وصولا إلى سوريا في الفترة الأخيرة.

وأضاف الدكتور طارق فهمي، خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن كافة الأحداث التي شهدها الإقليم، وما زالت تجري، هي نتاج مباشر لحرب غزة، وتأثيراتها الممتدة. 

وأشار فهمي، إلى أن مصر دعت بشكل مستمر إلى ضرورة وقف العدوان على قطاع غزة، كما طالبت الاحتلال بتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة للقطاع.

ومن جانبه، أكد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء ، أن موقف الدولة المصرية تجاه سوريا ثابت ومصر لا تتدخل فى الشأن الداخلى لأي دولة.

وقال الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، أن اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي فى القيادة العامة كان شديد الأهمية .

أفعال وليس أقوالا.. فرنسا تعلق على عملية الانتقال السياسي في سورياامتلاك القدرة والقوة يضمن أمن مقدرات الشعب وموقفنا من سوريا ثابت.. تصريحات مهمة لرئيس الوزراءمحاولات مصر لإنهاء الأزمات بالمنطقة

وتابع فى مؤتمر صحفى بمقر مجلس الوزراء، أن الرئيس أكد على عدد من الرسائل المهمة، والتي من بينها أن امتلاك مصر القدرة والقوة يضمن لها الحفاظ على أمن وسلامة مقدرات شعبها، هذا إلى جانب التأكيد على استمرار جهود مصر المضنية للعمل على إنهاء مختلف الأزمات والصراعات بالمنطقة، وذلك انطلاقا من ثوابت الدولة المصرية السياسية القائمة على التوازن والاعتدال في التعامل مع مختلف الأحداث والمتغيرات المتلاحقة، وبما يضمن تحقيق الاستقرار والأمان ووحدة وسلامة أراضي مختلف دول المنطقة، ويحافظ على حقوق شعوبها.

وفي السياق نفسه، قالت النائبة حنان عبده عمار، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن الأمن القومي العربي يعد كيانا واحدا غير قابل للتجزئة، مشيرة إلى أن العلاقات التاريخية المتينة بين مصر وسوريا تجعل من أمن واستقرار سوريا قضية حيوية بالنسبة لمصر.

وأكدت عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، في تصريحات صحفية لها الإثنين، أن مصر دعمت وساندت الدول العربية الشقيقة، وفي مقدمتها سوريا وفلسطين، وحرصت على ضمان سيادتها الكاملة على أراضيها دون أي تفريط، مشددة على رفض مصر القاطع لأي تدخلات خارجية في الشؤون العربية، وضرورة احترام حق الشعوب في تقرير مصيرها.

وأشارت النائبة الدكتورة حنان عبده عمار، إلى أن الممارسات الإسرائيلية في الجولان السوري المحتل تمثل خرقا صارخا للقانون الدولي، ومحاولة مرفوضة لتثبيت الاحتلال وتوسيعه، مؤكدة أن الأراضي السورية ملك لشعبها وحده، مؤكده على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لمواجهة هذه الانتهاكات التي تشكل تهديدا للأمن والسلم العربي.

وسط مطالبات برفعها بعد سقوط نظام الأسد.. ما طبيعة العقوبات الدولية المفروضة على سوريا؟قوات الاحتلال تتوغل بعمق 9 كيلومترات داخل ريف درعا جنوب سوريادور مصر بدعم الدول الشقيقة

والجدير بالذكر، أن أن مصر تلعب دورا محوريا في دعم الدول الشقيقة على عدة مستويات، بما يتماشى مع دورها التاريخي ومكانتها الإقليمية، كما تسعى دائما إلى دعم الحلول السلمية للنزاعات المختلفة في المنطقة.

ومن ناحية أخرى تقود جهودا مستمرة لدعم القضية الفلسطينية، بما في ذلك الوساطة بين الفصائل الفلسطينية لتحقيق المصالحة، وتعمل على التفاوض لوقف التصعيد مع الكيان الإسرائيلي المتغطرس، ودعم حل الدولتين، وعلى الجانب الآخر الفصائل الليبية المختلفة.

ودور مصر يتسم بالتوازن بين المصلحة الوطنية، ومسؤوليتها كدولة مركزية في المنطقة، ويؤكد على التزامها بدعم الأمن والاستقرار والتنمية في العالم العربي وإفريقيا بل في المنطقة بأكملها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مصر سوريا غزة الاحتلال الاحتلال الإسرائيلي المزيد فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

خبير سياسي: الإدارة السورية تسعى لإقامة علاقات متوازنة مع الغرب

قال الخبير في الشأن السياسي، محمد صادق، إن العاصمة السورية دمشق تشهد تحركات دبلوماسية مكثفة بعد سقوط الأسد، في إطار سعي الإدارة الجديدة لإعادة بناء علاقات سوريا مع العالم الخارجي، بعد سنوات من العزلة التي فرضتها ظروف الصراع، مضيفا أن هذه التحركات تأتي في سياق سياسة خارجية جديدة تتبعها الإدارة الحالية، والتي تسعى إلى مغازلة الجميع لتحقيق أكبر المكاسب للشعب السوري.

وأضاف صادق، أن الأيام الأخيرة شهدت تطورات متعلقة بالسياسة الخارجية لسوريا، وهي زيارة أمير قطر كأول زعيم دولة يزور دمشق، إلى جانب قيام الرئيس السوري الشرع، بأول زيارتين خارجيتين له سواء كرئيس رسمي للمرحلة الانتقالية أو حتى منذ توليه قيادة الإدارة الجديدة في البلاد بعد سقوط الأسد، موضحا أن الشرع اختار العاصمة السعودية لتكون أول محطاته الخارجية والتي زارها في فبراير حيث عقد لقاءً مع ولي العهد محمد بن سلمان، في الوقت الذي قال فيه الشرع، إن اللقاء شهد محادثات في كل المجالات، وأيضا التطرق لرفع مستوى التعاون في كافة الأصعدة، لا سيما الإنسانية والاقتصادية.

زيارات للخارج

وتابع صادق، أنه في اليوم التالي للعودة من السعودية، أجرى الشرع زيارته الخارجية الثانية لتركيا في الرابع من فبراير، والتي تعتبر أول زيارة لرئيس سوري لأنقرة منذ 15 عاماً، حيث التقى بالرئيس أردوغان، في الوقت الذي قال فيه الشرع، إننا نتطلع إلى تعزيز التنسيق بين البلدين على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية بما يخدم المصالح المشتركة، ويعزز التعاون في مواجهة التحديات في المرحلة القادمة، موضحا أن العلاقة التي يُعاد بناؤها مع الدول العربية أمر بديهي نسبة لمكانة سوريا التاريخية كجزء من الوطن العربي، وكذلك تركيا الشريك الاستراتيجي الطبيعي لسوريا الجديدة بحكم الجغرافيا ودعمها القوي للثورة السورية وحضورها الكبير ومُتعدد الأوجه في سوريا.

وتطرق صادق إلى أن سوريا تواجه تحديًا جيوسياسيًا معقدًا يتطلب إدارة دقيقة لعلاقاتها الخارجية مع الغرب، خاصة مع القوى التي لا تزال تؤثر على مصير البلاد، موضحا أن الإدارة السورية الجديدة تسعى لإقامة علاقات متوازنة مع الغرب، ليس فقط لتخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، ولكن لمعالجة قضايا أعمق تتعلق بالوجود العسكري الأجنبي على أراضيها، كالوجود العسكري الأمريكي في شمال شرق سوريا، الذي يشكل عاملًا رئيسيًا في المعادلة السورية.

ونوه صادق بأن العلاقة الجيدة مع واشنطن تُعزز فرص التوصل لتفاهم يؤدي لانسحاب القوات الأمريكية، ومعالجة ملف وحدات حماية الشعب الكردية، التي تُعتبر تهديدًا لوحدة الأراضي السورية، قائلا: "الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من الأراضي السورية يزيد من حاجة دمشق إلى مخاطبة الغرب للضغط على إسرائيل لإنهاء احتلالها".

التوازن في العلاقات 

وتابع صادق أنه إذا نجح الشرع في الموازنة بين علاقات قوية مع روسيا وعلاقات جيدة مع الغرب فإن ذلك يُعزز استقرار سوريا ويدعم جهود إعادة الإعمار لأن روسيا تجمعها علاقات ودية متينة مع تركيا من جهة، وبإمكانها لعب الدور الضاغط على إسرائيل وأمريكا من جهة أخرى، لافتا إلى أن التعاون العسكري بين سوريا وروسيا يعود لفترة أقدم من نظام الأسد، حيث اعتمد الجيش السوري منذ تأسيسه بشكل رئيسي على أسلحة الكتلة الشرقية، وخاصة من الاتحاد السوفييتي، لأن غالبية المعدات وأنظمة الأسلحة تلقتها سوريا من موسكو، بقيمة إجمالية تجاوزت 26 مليار دولار، ولم يتم تسديد أكثر من نصفها، قائلا: "في عام 2005، قام الرئيس بوتين، بشطب 73% من هذا الدين".

وأكد أن سوريا اليوم تواجه خيارات محدودة في إعادة بناء جيشها بعد سقوط الأسد، حيث يتطلب الأمر إما إعادة تسليح كاملة أو الاستمرار في الاعتماد على الإمدادات العسكرية الروسية، وهو ما يعزز ضرورة وجود علاقة استراتيجية بين البلدين في المستقبل المنظور، لافتا إلى أن المتحدث باسم الكرملين بيسكوف، أكد على أن روسيا تواصل اتصالاتها مع السلطات السورية، وأن القضية السورية مدرجة على جدول أعمال جميع اتصالاتها الدولية، وأن وزير الخارجية الروسي كان في أنقرة في إطار اتصالات أخرى بطبيعة الحال، تم التطرق إلى سوريا.

وألمح إلى أن وزير الخارجية الروسي، أشاد بمستوى تعاون موسكو وأنقرة بشأن التسوية السورية، لكنه حذر من المخاطر الناجمة عن وجود القوات الأمريكية في سوريا على وحدة أراضي البلاد، مؤكدا على الاهتمام المتبادل في إضفاء زخم جديد على العمل المشترك لتسوية الوضع السوري في ضوء الحقائق الجديدة، لافتا إلى أن المحادثات التي احتضنتها الرياض بين روسيا وإيران، علق عليها لافروف، قائلا: "التزامنا المتبادل يؤكد على مواصلة تنسيق مناهجنا من أجل ضمان السلام والاستقرار على المدى الطويل في سوريا بمشاركة جميع القوى السياسية والعرقية والدينية دون استثناء، وأن شمولية عمليات تحقيق الاستقرار في سوريا أمر في غاية الأهمية.. وسننتظر نتائج المؤتمر الوطني السوري الذي بدأ أعماله".

وأشار إلى أنه عقب تولي الشرع رئاسة سوريا في أوائل الشهر الجاري، تم إجراء اتصال هاتفي بين الشرع وبوتين، لتبادل الآراء بشأن الأوضاع في سوريا، حيث أعلنت الرئاسة السورية أن بوتين أكد للشرع وجوب رفع العقوبات عن سوريا، موضحا أن الشرع أكد لبوتين، أيضا انفتاح سوريا على كل الأطراف بما يخدم السوريين.

مقالات مشابهة

  • زيارة رئيس لبنان.. تقدير لمكانة المملكة وثقلها ودورها المحوري
  • نائبة: قرار نتنياهو بوقف دخول المساعدات لغزة يهدد استقرار المنطقة
  • وزير الخارجية المصري يؤكد أهمية استقرار اليمن لتحقيق الأمن بالإقليم والبحر الأحمر
  • إيران: يمكن شراء الأمن من خارج منطقة الشرق الأوسط
  • إيران: الأمن في منطقة الشرق الأوسط يجب أن يتم داخلياً
  • خبير سياسي: أطراف دولية وإقليمية تسعى لتعزيز نفوذها في السودان
  • جنبلاط: الاحتلال الإسرائيلي يستهدف تفتيت سوريا عبر الطوائف
  • قمة تاريخية في أنقرة.. تركيا وبريطانيا تجتمعان من أجل سوريا
  • رايةٌ في الرمال.. مستقبل تنظيم الدولة في سوريا الجديدة
  • خبير سياسي: الإدارة السورية تسعى لإقامة علاقات متوازنة مع الغرب