مقتل وجرح العشرات من المدنيين في قصف على مدينة الفاشر .. مسؤولة أممية تدين الغارات الجوية والقصف المدفعي في دارفور والخرطوم
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
تعرضت مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب السودان)، الأربعاء، لقصف مدفعي كثيف، أدى إلى وقوع قتلى وعدد كبير من الجرحى المدنيين، وفقاً لما أفادت به تنسيقية لجان المقاومة بالمنطقة، وهي مجموعة ناشطين يدعون لوقف الحرب والعودة إلى السلطة المدنية، فيما شن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني غارات جوية استهدفت مركزاً يؤوي آلاف النازحين في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.
وقالت التنسيقة في بيان على «فيسبوك»: «قصفت (قوات الدعم السريع) بالمدافع الثقيلة الأحياء الشمالية والجنوبية للمدينة، والمستشفى السعودي والمناطق المجاورة له». وأضافت أن الإحصائية الأولية تشير إلى مقتل 10 أشخاص وإصابة أكثر من 20 آخرين.
كما أشارت التنسيقة في البيان إلى أن «قوات الدعم السريع» تقصف منذ الصباح الباكر مواقع داخل مخيم زمزم للنازحين الواقع في الجزء الجنوبي الشرقي للفاشر.
وخلال الأسبوع الماضي، قُتل ما لا يقل عن 70 شخصاً وأصيب العشرات جراء القصف المدفعي والاستهداف بالمسيرات الاستراتيجية.
من جانبه، قال الجيش السوداني، في بيان، إن قواته بالاشتراك مع القوة المشتركة للحركات المسلحة الدارفورية، نفذت، الثلاثاء، بإسناد من الطيران الحربي عمليات استهدفت تجمعات لـ«قوات الدعم السريع» بالمحور الجنوبي الشرقي، وتم تدمير مركبات قتالية وقتل العشرات في صفوفهم.
وأضاف البيان أن مدينة الفاشر شهدت قصفاً مدفعياً عنيفاً على المناطق الغربية بواسطة المسيرات، نتج عنه مقتل 15 شخصاً وإصابة 27 آخرين من المدنيين.
إدانة أممية
بدورها، أعربت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي، عن «قلقها البالغ» بشأن مبدأ حماية المدنيين في أعقاب الغارات الجوية والقصف الذي أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين في أجزاء متفرقة من دارفور والخرطوم.
وقالت في بيان، الأربعاء، شهدت مناطق في العاصمة الخرطوم والفاشر والكومة وكبكابية وكتم ونيالا بدارفور، عشرات الغارات الجوية وتبادل القصف المدفعي، ما أدى إلى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين وتدمير المنازل والأسواق والمرافق الطبية. وأضافت: «تلقينا أنباء وتقارير عن قصف طائرات دون طيار لمرافق المستشفى السعودي بالفاشر، تسبب في أضرار جسيمة وإصابات بين المدنيين».
وقالت المسؤولة الأممية إن مخيم زمزم للنازحين تعرض خلال الأسبوع الماضي للعديد من حوادث القصف التي تسببت في سقوط ضحايا من المدنيين وحرق المنازل، ما أدى إلى فرار مئات الأشخاص بسبب المخاوف الأمنية المتزايدة. وشددت على أن «هذه الموجة من العنف واسع النطاق والمدمر ضد المدنيين تؤكد الحاجة إلى التهدئة الفورية، فبعد مرور 20 شهراً من الصراع، فإن هذا العدد المتزايد من القتلى والجرحى أمر غير مقبول، ويجب احترام القانون الإنساني الدولي».
وأشارت سلامي إلى أن الجهات المسلحة التي تعمل بالقرب من المناطق المأهولة بالسكان أو داخلها وفي مخيمات النازحين واللاجئين تشكل تهديدات مباشرة للسكان، وتمنع تسليم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة. ودعت إلى وقف فوري للأعمال العدائية، وتوفير ممر آمن للمدنيين الراغبين في الفرار إلى الوجهات التي يختارونها.
وتعد مدينة الفاشر آخر موقع يوجد فيه الجيش السوداني في إقليم دارفور، وتأوي عشرات الآلاف من النازحين، وتحاصرها «قوات الدعم السريع» لأكثر من 10 أشهر؛ للاستيلاء عليها وإحكام سيطرتها على كامل الإقليم.
غارات في نيالا
من جهة ثانية، قالت «قوات الدعم السريع» إن الطيران الحربي للجيش السوداني استهدف مركزاً لإيواء النازحين بمدينة نيالا جنوب دارفور، أودى بحياة العشرات وإصابة المئات من المدنيين. وأضافت في بيان على منصة «تلغرام» أن الهجمات على المدنيين تتكرر بشكل انتقائي يستهدف معسكرات النازحين. وأكدت أنها تملك كافة الدلائل على الغارات الجوية لطيران الجيش، وما ألحقته من دمار كبير في البنى التحتية، مستهدِفةً الأحياء السكنية والمستشفيات والمدارس والمرافق العامة والخاصة.
نيروبي: الشرق الأوسط
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الغارات الجویة مدینة الفاشر من المدنیین
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يحقق تقدما إستراتيجيا في جنوب كردفان والخرطوم بحري
أفاد عثمان الجندي، مراسل قناة "القاهرة الإخبارية" في أم درمان، بحدوث تطورات ميدانية مهمة في ولاية جنوب كردفان، حيث تمكنت الفرقة 14 مشاة التابعة للجيش السوداني من السيطرة على منطقة "الدشو"، وهي نقطة استراتيجية تربط بين مدينتي الدنج وكادوقلي، بعد أن كانت تحت سيطرة قوات الحركة الشعبية – قطاع الشمال، جناح عبد العزيز الحلو.
وفي تطور آخر، أضاف الجندي، خلال رسالته على الهواء، أن القوات السودانية بدأت عمليات لاستعادة مناطق تسيطر عليها ميليشيا الدعم السريع في منطقة "أم بط"، غرب أم درمان، مع تقدم نحو سوق ليبيا، أحد المواقع الاستراتيجية غرب المدينة.
ولفت إلى أن الخرطوم بحري شهدت تحولات ميدانية بارزة، حيث يستعد الجيش السوداني لإصدار بيان يعلن فيه استعادة المدينة بالكامل من ميليشيا الدعم السريع، مما يمهد الطريق نحو الزحف باتجاه شرق بحري، خاصة منطقة شرق النيل، حيث تمكن الجيش من السيطرة على مناطق واسعة، أبرزها شارع واحد في الحاج يوسف.
إضافة إلى ذلك، أكد الجندي أن الجيش السوداني نجح في استعادة السيطرة على معسكر استراتيجي كبير لميليشيا الدعم السريع في منطقة "كافوري"، والتي تضم أكثر من 11 مربعًا سكنيًا، فضلاً عن استعادته لمنظومة الصناعات الدفاعية الواقعة جنوب حي كافوري، والتي تعتبر موقعًا بالغ الأهمية.
في المقابل، أوضح أن وزارة الخارجية السودانية أفادت بارتكاب ميليشيا الدعم السريع "مجزرة مروعة" في منطقتي الكراديس وخلوات، راح ضحيتها 433 شخصًا، بينهم أطفال رضع، فيما لا تزال العديد من الجثث ملقاة في الطرقات دون إمكانية انتشالها حتى الآن.