يمانيون:
2025-01-19@08:25:56 GMT

دول المنطقة على صفيح ساخن

تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT

دول المنطقة على صفيح ساخن

أحمد الفقيه

كانت الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج تحلم بوحدة عربية تجمع الإرادة السياسية وتوحد المصير، رغم ما عاشته دول المنطقة من أزمات وصراعات ومناكفات مذهبية وطائفية وعرقية منذ منتصف القرن الماضي.

اليوم، تواجه دول المنطقة سيناريوهات خطيرة تتداعى بأيادٍ عربية وبدعم دولي وأممي. وتشير المؤشرات إلى وجود علاقة مشبوهة بين المدعو أبو محمد الجولاني وحكومة الكيان الصهيوني، وهو ما ظهر جلياً بعد تصريح رئيس حكومة الكيان عن رغبته في تحقيق سلام مع النظام الجديد في سوريا، شرط منع عودة إيران إلى هناك.

لكن رغم هذه التصريحات، يواصل الكيان الصهيوني عدوانه بغارات جوية وتوغلات برية في الأراضي السورية. وتشير تقارير عبرية إلى تنفيذ نحو 446 غارة جوية استهدفت البحرية والدفاع الجوي والمنظومات الصاروخية والطائرات الحربية وحتى الآليات العسكرية في مختلف المدن السورية. هذه الاعتداءات المستمرة تهدد أمن واستقرار المنطقة وتعمّق الفجوة في المنظومة العربية، مما يعكس خللاً كبيراً ستكون له عواقب وخيمة.

وعلى صعيد آخر، أبدى الجولاني مواقف متناقضة، منها مهاجمته للنظام السعودي ورفضه إعادة تطبيق مشروع الحسبة في السعودية. أما الولايات المتحدة فتواصل لعبتها المزدوجة بسياسة العصا والجزرة تجاه دول المنطقة، متجاهلة الدور الصيني والروسي في تأجيج الخلافات واستغلالها لتكريس توازن القوى وفق مصالح دولية وأممية. هذه التدخلات فتحت المجال للجماعات الدينية المتطرفة فكرياً وعقائدياً وعرقياً لتحويل الصراعات من قضايا سياسية إلى معارك بين “الإسلام والكفر”، رغم أن القضية ليست دينية بقدر ما هي مصالح متبادلة وسياسات توازن قوى دولية.

أما السيناريو الأخطر الذي يلوح في الأفق فهو التدخل الخارجي السافر في شؤون دول المنطقة، تحت شعارات مثل “تحرير الشعوب من الأنظمة الفاسدة” أو “محاربة الإرهاب”. وقد تبدأ هذه التدخلات في الأردن ثم العراق ولبنان وليبيا، كما يحدث الآن في سوريا. وقد تمتد هذه العدوى لتشمل المزيد من الدول العربية، ما يطرح سؤالاً مهماً: هل من ساهموا في تعميق جراح العراق قادرون الآن على إصلاح ما أفسدوه؟

بعض الدول العربية تقف اليوم على مفترق طرق، حيث يلجأ حكامها إلى أساليب التلاعب والتهديد غير المباشر لفرض سياسات الأمر الواقع وتعزيز نفوذهم، مما يكرّس الانقسامات ويعمّق الأزمات.

صفوة القول:
ما يحدث في دول المنطقة اليوم من انبطاح سياسي وسياسات غير مدروسة أدى إلى ظهور تيارات متشددة ومذاهب عصبوية تتستر بعباءة الدين، وتستبيح دماء المسلمين باسم الإسلام، بينما الإسلام بريء من كل ذلك. المسؤولية الكبرى تقع على عاتق العلماء والمفكرين والمثقفين لتوضيح خطورة هذه الأفكار المتطرفة وتأثيرها السلبي على هوية الأمة وثقافتها وتراثها.

إننا بحاجة ماسة إلى استعادة وعي الأمة بتاريخها الصحيح وحقائقه دون تحريف أو تسويف. فالتاريخ هو ذاكرة الشعوب وموروثها، وهو السلاح الأمثل لترسيخ الهوية الإيمانية وتعزيز قيم الرسالة الخالدة.

كلمات مضيئة:
أين دور علمائنا الأجلاء ومفكرينا ونخبنا الفكرية والسياسية في مواجهة الأفكار المتطرفة التي تهدد هوية الأمة وعقيدتها؟ لا بديل عن التمسك بحبل الله المتين والاقتداء بسيرة النبي الكريم والسلف الصالح، وإلا ستبقى الأمة عالقة في دوامة الصراعات والمناكفات حتى قيام الساعة.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: دول المنطقة

إقرأ أيضاً:

الجزائر: إنهاء احتلال إسرائيل للأراضي العربية يُعالج الصراع ويضمن سلامًا دائمًا بالمنطقة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

وقال المسؤول الجزائري - في كلمته خلال اجتماع حول قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) وقوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (أوندوف)، وأوردتها وكالة الأنباء الجزائرية: "ندين بأشد العبارات الهجمات المتعمدة لقوات الاحتلال الإسرائيلي على أفراد قوة اليونيفيل، وكذلك التدمير المقصود لمقراتها، داعيا إلى فتح تحقيقات محايدة تسمح بالتطبيق الفعلي لمبدأ المساءلة، مؤكدا أن الهجمات التي تستهدف جنود حفظ السلام تعتبر جرائم حرب".

وحذر الدبلوماسي الجزائري من الانتهاكات الجارية بمنطقة عمليات اليونيفيل والأوندوف التي ترتكبها القوة المحتلة والتي تعد مصدر قلق بالغ، مجددا في الوقت ذاته دعم الجزائر الثابت لهذه البعثات وإرادتها الحازمة لضمان سلامة وأمن جنود حفظ السلام.

وأضاف: "إن تحديات المنطقة مترابطة ولا يمكن التوصل إلى تحقيق سلام دائم و حقيقي إلا من خلال نهج شامل".

ونوه بالتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، متمنيا أن يتمكن الاتفاق من وقف سفك الدم غير المبرر الذي يشهده القطاع.

ورحب بهذا التطور ليكون الاتفاق نقطة انطلاق نحو حل عادل ودائم والتحضير لقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

وبعد أن ذكر بأن مجلس الأمن تبنى الشهر الماضي اللائحة 2766 المجددة لعهدة الأوندوف، صرح الدبلوماسي بأن الجزائر تطالب بأن يتم تنفيذ هذه اللائحة "بشكل تام".

وأكد أن الجزائر توافق وتدعم البند الرئيسي للائحة بما في ذلك وجوب الاحترام الكامل لشروط اتفاق فك الاشتباك لسنة 1974 والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس ومنع انتهاكات وقف إطلاق النار في المنطقة الفاصلة والسهر على ألا يكون هناك أي نشاط عسكري في هذه المنطقة".

وتابع: "إن سلسلة العنف الحالية أكدت مرة أخرى على حقيقة لا يمكن إنكارها، وهي أنه لا يمكننا تسوية مشاكل المنطقة من خلال حلول جزئية".

ودعا المسؤول الجزائري في ختام كلمته، أعضاء مجلس الأمن للتعبئة من أجل التوصل إلى حل عادل ودائم لإحلال السلم والعدل بمنطقة الشرق الأوسط.

مقالات مشابهة

  • الجزائر: إنهاء احتلال إسرائيل للأراضي العربية يُعالج الصراع ويضمن سلامًا دائمًا بالمنطقة
  • كاتب كويتي: اليمن يقود مسيرة التحرر في المنطقة
  • «خطايا الإخوان».. تشويه صورة الإسلام بالخطاب الإرهابي
  • الفقر ينهش الدول العربية.. 35% من السكان في دائرة الخطر!
  • السيد القائد : تمر الأمة العربية والإسلامية بعصر يسوده انهيار قيمي وأخلاقي
  • حكم حجاب المرأة المسلمة في الإسلام
  • في ذكرى انعقادها.. القمة العربية الثالثة نقطة تحول في تاريخ الأمة.. السفير رضا حسن: إنشاء منظمة التحرير أبرز نتائجها
  • أشرف زكي: الدراما المصرية شكلت وجدان المنطقة العربية.. فيديو
  • حصار جماعة نصرة الإسلام في مالي يفاقم الأزمة الإنسانية
  • وزير خارجية قطر: استيلاء الكيان الإسرائيلي على المنطقة العازلة مدان