يمانيون../
يدرس كيان الاحتلال توجيه ضربة إضافية لليمن وسط استمرار عملياته العسكرية التي تأخذ مسارين: الأول قطع طرق الملاحة أمام السفن المتجهة إلى إسرائيل، والثاني استهداف تل أبيب بصواريخ وطائرات مسيرة أثبتت قدرتها على تجاوز الدفاعات الجوية والأنظمة التكنولوجية المتعددة. وبعد محدودية تأثير العمليات الأميركية و”الإسرائيلية” في ردع صنعاء عن المضي في إقرارها بإسناد الشعب الفلسطيني، ينظر الكيان ثانية في إمكانية شن هجوم على صنعاء، بعدما كلف هذا الأمر سابقاً عبئاً كبيراً لوجستياً.

غير أن النقاش لا ينحصر بكيفية الهجوم بل بأهدافه ونتائجه، واذا ما كان سيتحول لحرب معلنة مركزة.

يتوافق المحللون المتابعون للشأن اليمني على حقيقة أن ما يمكن تحقيقه في الخيار العسكري قد حقق، كخلاصة للأعوام الماضية التي شهدت فيها البلاد حرباً على كافة الصعد، دون استثناء الحصار الذي تسبب بأكبر أزمة انسانية في التاريخ الحديث.

تدرك واشنطن هذه الوقائع أيضاً، إلا انها ان استطاعت تحييد الكيان عن فتح جبهة إضافية في الأشهر الأولى للحرب “الإسرائيلية” على قطاع غزة، قد تواجه تحديات جديدة في حال ثني “إسرائيل” عن تنفيذ تهديداتها المتكررة. بالاضافة إلى أن هذه القضية باتت من اهتمامات واشنطن، التي ترى سيطرتها السابقة على البحار باتت محل نقاش.

ويصف مركز أبحاث المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، قدرات الجيش اليمني بأنها متعاظمة ويضيف “لديهم مجموعة متنوعة من الأسلحة المضادة للسفن… يخضع الحوثيون لحظر الأسلحة لكنهم تمكنوا من الحصول على إمدادات من الصواريخ الإيرانية المضادة للسفن، والتي قاموا بتكييف بعضها وهي عبارة عن مزيج من الصواريخ الباليستية التي تتبع مسارا غير مزود بالطاقة بعد إطلاقها لأعلى، وصواريخ كروز قادرة على التحليق على ارتفاع بضعة أمتار فوق سطح البحر”.

لا يغفل الخبراء عند تقديرهم للمرحلة المقبلة عن ذكر القدرات العسكرية في اليمن، كونها أصبحت مختلفة تماماً عما كانت عليه قبل سنوات. اذ يشرح المعهد أن “ترسانة الحوثيين متنوعة ومتطورة. يستخدمون مراقبي سفن الصيد والطائرات بدون طيار لتحديد الأهداف بصريا ، بالإضافة إلى الإشارات الإلكترونية التي يتم نقلها من السفن نفسها”.

في عام 2022، كشف الجيش اليمني النقاب عن صاروخ باليستي مضاد للسفن في عرض عسكري، والذي يقول المعهد الدولي للدراسات الاستئصالية إنه “بوضوح” نسخة مضادة للسفن من صاروخ فتح الإيراني. تمتلك صنعاء أيضاً صواريخ كروز إيرانية تعتمد على التكنولوجيا الصينية في مخزونهم والتي استخدموها ضد الشحن. وقد تم تخزينها في مرافق تحت الأرض ويمكن نشرها على قاذفات متنقلة متخفية في زي شاحنات مدنية، بحسب المعهد. الذي يوضح بأن الترسانة تشمل أيضاً “طائرات بدون طيار كاميكازي” تحمل عبوة ناسفة صغيرة ولكنها مميتة، تستند مرة أخرى إلى التكنولوجيا التي قدمتها إيران. كما قام اليمنيون ببناء طائرات مسيرة سطحية لنقل المتفجرات لمهاجمة السفن بما في ذلك الزوارق.

وقال الأدميرال فاسيليوس غريباريس من البحرية اليونانية التي تشكل سفنها جزءا من عملية أسبيدس، إن اليمنيون أظهروا قدرة على تكييف التكنولوجيا البدائية نسبياً للسماح لهم بتوجيه الصواريخ نحو أهدافهم باستخدام نظام تحديد الهوية الآلي الخاص بهم. وتابع “هناك أيضاً أجهزة في السوق خصيصاً لنظام المعلومات الآلي يبرمجونها ويضعونها داخل أسلحتهم…إنهم يساعدون في توجيه أسلحتهم مباشرة إلى سفنكم. وهذه الأجهزة تكلف أقل من 150 دولاراً”.

من جهته، يشير العضو المنتدب للاستخبارات والمخاطر في Ambrey، خبراء إدارة المخاطر البحرية العالمية، جوشوا هاتشينسون، لصحيفة The National، إن هذه التكنولوجيا تسمح “بالاشتباك في الميل الأخير مع الهدف، مما يجعل من الصعب على السفينة اتخاذ إجراءات مراوغة”. وأضاف “أصبح الحوثيون أكثر مهارة في اختيار السفن التي يرغبون في مهاجمتها، وبث رسائل إذاعية إلى السفن التي يرون أنها مسموح لها بالعبور…إنهم واضحون جداً مَن يستهدفون”.

موقع الخنادق الاخباري

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

ما جدوى أنْ تُحرزَ الانتصارات العسكرية بينما تتحوّل الدولة لجمهورية موز كبرى أمام أعيننا؟!

الواضح أنّ القادة العسكريون الذين يُديرون الدولة الآن قد أصابتهم لوثة قحت. وهي الحالة الكئيبة اللامبالية بمصائر الناس ومعائشهم، الحالة التي ينحسرُ عندها الخيال إزاء جهاز الدولة ككيان رمزي وظيفي؛ لتضيق عندها الدولة ذرعًا بالخُبراء الأقوياء لتبدأ في لفظهم بعيدًا، في مقابل انفتاح شهيتها لاستيعاب أنصاف الكفاءات، والرجرجة، والضعفاء، والمُنكسرين، والمطأطئين، والمكتنزين، والفائضين عن الحاجة؛ من يُؤثِرُون الطاعة والإذعان على العمل المنضبط الكفُوء لمصلحة العامة.

ليس صعبًا أنْ يُحيطَ القائد نفسه برجالٍ ضعفاء على هيئة أقنان طائعين مأموني الجانب يستبدلهم متى ما سئِم منهم؛ بل الصعوبة البالغة والبراعة الحقيقية تكمن في الاستعانة بالمقتدرين الأقوياء أصحاب الرؤى السديدة والعزائم في إنفاذ البرامج واضحة المعالم.. ومن ثَم القدرة على إدارتهم وتوظيفهم في المواقع بحسب الجدارة.

اللحظة تُحتّم أنْ يُغلق الباب في وجه “الهلافيت”؛ ليكون عماد الدولة الأفذاذ.. أولئك الرجال الذين يحترمون ذواتهم، ويقيمون الوزن العالي لذممهم؛ أولئك ممن ليس في وسعهم أنْ يكونوا دمًى.. بل ويبذلون في سبيل ما تقتضيه أعباء المنصب العام الدماء والعرق.
ما جدوى أنْ تُحرزَ الانتصارات العسكرية بينما تتحوّل الدولة لجمهورية موز كبرى أمام أعيننا؟!

محمد أحمد عبد السلام

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • اليمن.. عدوان أمريكي جديد على صنعاء
  • البحرية البريطانية: الحوثيون يحتجزون مجموعة سفن تجارية في ميناء رأس عيسى غربي اليمن
  • الولايات المتحدة تجري تعديلات في استراتيجيتها العسكرية لمواجهة قوات صنعاء
  • اليمن يطلب دعمًا هولنديًا لتعزيز قدرات خفر السواحل في مواجهة الحوثيين
  • بريطانيا: قوات أمريكية وبريطانية نفذت عملية عسكرية مشتركة ضد الحوثيين في اليمن
  • واشنطن: الغارات الجوية على الحوثيين مستمرة لتقويض قدراتهم العسكرية ووقف تهديد الملاحة
  • ما جدوى أنْ تُحرزَ الانتصارات العسكرية بينما تتحوّل الدولة لجمهورية موز كبرى أمام أعيننا؟!
  • مناقشة الصعوبات التي تواجه الجمعيات التعاونية بمحافظة صنعاء
  • للمرة الـ27.. نتنياهو يمثُل أمام المحكمة المركزية في تل أبيب
  • نتنياهو يمثل للمرة الـ27 أمام المحكمة المركزية في تل أبيب بتهم فساد