الاحتقان القبلي يتصاعد ضد الحوثيين.. تمرد شعبي يلوح في الأفق
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
تشهد عدد من المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، حالة متزايدة من الاحتقان القبلي، في ظل تزايد انتهاكات المليشيا بحق السكان، وسط ملامح تمرد قبلي يلوح في أفق القبيلة اليمنية الرافضة للتركيع والإذلال، في ظل ما تتسم به من مكانة مهمة في المجتمع وكونها شريكاً مهماً في بناء الدولة وإرساء مداميكها.
وذكر مراقبون، أن المدن اليمنية تشهد تصعيداً قبلياً ملحوظاً، على خلفية الجرائم الحوثية الجسيمة، لعل آخرها قضيتي اغتيال الشيخ أبو شعر، وقرار رئيس المجلس السياسي القاضي بالعفو عن متورط بجريمة قتل الشيخ طارق بازل الخلقي من أبناء ذمار، في قرار يعد الأغرب تاريخياً.
وفي التفاصيل، أوضح زعيم قبلي في محافظة إب لوكالة خبر، الأربعاء 18 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أن التوترات القبلية تصاعدت بعد سلسلة من الاعتداءات التي طالت زعامات ووجهاء وأبناء القبائل بالمحافظة على رأسها الشيخ القبلي البارز صادق أبو شعر، وسط استياء شعبي واسع من سياسات المليشيا المدعومة إيرانياً.
وأفاد الزعيم القبلي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، بأن اجتماعات عقدتها زعامات ووجهاء عدد من قبائل محافظة إب، خلال الأيام الماضية، تدارست خلالها توسيع دائرة الاحتجاجات القبلية، بتوجيه دعوة إلى زعامات القبائل في بقية المحافظات للتضامن ضد التمييع الحوثي للقضية ورفض تسليم منفذي الاغتيال على رأسهم القيادي الحوثي المدعو علوي الأمير.
وفي وقت سابق أكد الشيخ أحمد عائض أبو شعر، أحد وجهاء قبائل الشعر، أن العدالة هي مطلبهم الأساسي، مشدداً أنه في حال فشل السلطات في تحقيقها ستتخذ القبائل خطوات تصعيدية.
وأفادت التقارير أن المدعو علوي صالح قايد الأمير، المُعيّن من قبل الحوثيين مديراً لقسم شرطة علاية في منطقة شميلة، كان يقود عصابة قامت باغتيال الشيخ أبو شعر في جولة دار سلم جنوبي صنعاء، أواخر نوفمبر الماضي.
وزاد من درجة الاحتقان الشعبي ضد المليشيا، المعايير المزدوجة التي تتعامل بها الأخيرة، إثر فضها اعتصامات لقبائل المحافظة في ميدان السبعين ومنطقة دار سلم، بصنعاء، بالإضافة إلى سلسلة اعتداءات طالت مدنيين من أبناء إب أبدوا تضامنهم مع أبو شعر وطالبوا بتسليم الجناة.
كما تتجلى أبرز مظاهر الاحتقان في ارتفاع وتيرة الخلافات بين القبائل والمليشيا بسبب ممارساتها القمعية، كفرض الجبايات الإجبارية وتجنيد الأطفال، إلى جانب عمليات السلب والاستيلاء على الممتلكات، كان آخرها عمليتي مداهمة طالتا سوق مفرق حبيش بمديرية المخادر، في أقل من شهر. الأولى كانت في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، فيما جاءت الثانية قبل أيام. وأطلقت عناصر المليشيا الحوثية النار على الباعة والتجار ما أسفر عن سقوط مصابين قبل اعتقال آخرين واقتيادهم إلى السجون.
وتفيد المعلومات الواردة بأن القبائل اليمنية في مختلف المناطق بدأت تنظيم لقاءات لمناقشة آليات التصدي لمليشيا الحوثي، وسط دعوات متزايدة للتمرد.
توتر واحتقان مماثل
محافظة إب ليست الوحيدة التي تعاني من هذه التوترات، إذ شهدت مناطق أخرى خاضعة لسيطرة الحوثيين، مثل تعز والحدا وآنس في ذمار وهمدان وبني مطر وأرحب في صنعاء، والجوف وعمران وحجة والمحويت، تصاعداً مماثلاً في الاحتقان.
وكان شهد ميدان السبعين بصنعاء، الثلاثاء، اجتماعاً لأهالي مديرية عنس التابعة لمحافظة ذمار، أدان واستنكر بشدة قرار رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى الحوثي مهدي المشاط، القاضي بالعفو عن المدان إبراهيم حسين أحسن مطير، المتورط في قتل الشيخ طارق بازل علي الخلقي غدراً.
واعتبروا قرار العفو الحوثي هو الأغرب في تاريخ اليمن والشريعة الإسلامية التي لا تخول للحاكم أياً كانت سلطته العفو عن مدان صدر بحقه حكم إعدام.
يأتي ذلك ضمن سلسلة وقفات نفذتها عشرات القبائل منذ مطلع العام الجاري، على خلفية انتهاكات ومخالفات حوثية عديدة.
ووفقاً لمراقبين، فإن هذه الاحتجاجات القبلية تمثل تحدياً جدياً لسيطرة المليشيا المدعومة إيرانياً، خاصة مع تزايد الدعوات الشعبية لإعادة الاعتبار للقبائل التي طالما لعبت دوراً محورياً في المشهد اليمني منذ قيام ثورة 26 سبتمبر/ أيلول 1962 وحتى اللحظة.
ويرى المراقبون، أن أحد الأسباب الرئيسة للاحتقان يكمن في المعايير الحوثية المزدوجة تجاه القبائل، ومحاولة تركيعها وإذلالها، إما بقتل زعاماتها أو نهب ممتلكاتها بمزاعم أنها تعود ملكيتها للدولة مثل السطو على الأراضي والمساقي الجبلية المحيطة بها وإلزام المواطنين بدفع نسبة كبيرة من قيمة مبيعات الرمال والصخور لصالح قيادات الجماعة.
كما أن الجبايات المفروضة بشكل وبآخر على التجار والباعة تحت مسمى ضرائب، زكاة، مجهود حربي، صندوق التحسين، دعم "القوة الصاروخية..." وغيرها، أرهقتهم بشكل كبير، ودفعت بالبعض نحو هاوية الإفلاس. لذلك يمكن تلخيص أبرز عوامل الاحتقان ضد الحوثيين في التدهور الاقتصادي الحاد وتفاقم أزمة الخدمات الأساسية، ما يدفع القبائل إلى البحث عن وسائل لحماية مصالحها والحد من تسلط المليشيا.
المليشيا -كعادتها- ردّت على هذه التحركات بمزيد من القمع، إذ شنت حملات اعتقالات واسعة استهدفت رموزاً قبلية بارزة، علاوة على إغراق مناطق التوتر والاحتقان بتعزيزات عسكرية في محاولة لفرض هيمنتها بالقوة، ما زاد من تفاقم الأوضاع وسط توقعات باندلاع مواجهات مسلحة.
مع هذا التصعيد، يبدو أن القبائل اليمنية اتخذت قرارها وترفض التراجع عن خطوة الدفاع عن حقها وأبنائها وإن لزم الأمر انتزعته بالقوة مثلما سبق لها أن عملت ذلك في عدد من المحافظات لا سيما صنعاء والجوف، الأمر الذي يربك المليشيا كثيراً ويفقدها توازنها أكثر.
ويشير مراقبون إلى أن القبيلة لجأت إلى خطوة التصعيد وانتزاع الحقوق بعد أن فشلت في الدفاع عن حقوقها وصمت عنها المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية، الذين لطالما ناشدتهم مراراً ولكن دون جدوى.
ويجمع المراقبون على أن وحدة القبيلة اليمنية تصب في مصلحة الدفاع عن حقوقها، بعد أن عملت جماعة الحوثي على تفكيك هذه الوحدة ليسهل لها الانفراد بكل منها على حدة.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: أبو شعر
إقرأ أيضاً:
هبطة العيد .. موروث شعبي يفتقد التطوير
تعد هبطة العيد واحدة من الموروثات الشعبية الأصيلة، ومن أبرز العادات العمانية القديمة التي يحرص العمانيون على إقامتها قبل أيام العيد باعتبارها سوقًا اقتصاديًا وشعبيًا ينعش حركة البيع والشراء في مواقع مخصصة، حيث يتوافد العمانيون إليها من مختلف الولايات ويشارك فيها العديد من البائعين والمتسوقين لشراء المستلزمات المتنوعة من الأغذية، والملابس، والألعاب، والمواشي.
ومع استمرار الهبطة كجزء من الموروث الثقافي العماني، دعا عدد من المتسوقين إلى تطوير هبطة العيد وتغيير فترة إقامتها لمواكبة الظروف المناخية وأوقات العمل إلى الفترة المسائية أو أن يتم إقامتها في فترتين صباحية ومسائية، مما يتيح للمتسوقين اختيار الوقت الأنسب لهم، مؤكدين أهمية تهيئة مواقع الهبطات وتزويدها بالخدمات الضرورية للإسهام في توفير بيئة تسوق أكثر راحة وفعالية.
وأكد محمد السناني أن توقيت الهبطة الحالي غير مناسب نظرًا لتعارضه مع أوقات العمل والدراسة، مما يجعل من الصعب حضورها للكثير من الناس، وفضل السناني تغيير إقامتها إلى الفترة المسائية لتكون أكثر راحة للمتسوقين، حيث يمكن للجميع الحضور بعد انتهاء ساعات العمل والدراسة، في أجواء معتدلة وبعيدًا عن حرارة الشمس في النهار.
وأشار إلى أهمية تهيئة موقع الهبطة من حيث التظليل والمساحات المناسبة للعائلات، حيث يواجه الأطفال صعوبة في الاستمتاع بسبب الحرارة الشديدة وغياب أماكن الترفيه، مقترحًا تنظيم فعاليات مصاحبة للأطفال، ومبادرة الشركات إلى تقديم الدعم لتحسين بيئة الهبطة وتنظيم الأنشطة، مما يسهم في الجذب وإحياء هذا الموروث.
موروث ثقافي
ويرى ياسر البلوشي أن توقيت الهبطة في الفترة الصباحية مرتبط بالموروث الثقافي والاقتصادي وعلامة على قرب العيد، حيث يتجمع الناس في الأسواق الشعبية لشراء مستلزماتهم، خاصة مع وجود المزادات العلنية لبيع المواشي والأبقار والإبل.
ورغم الإقبال الكبير الذي تشهده الهبطات صباحًا، يرى البلوشي أن الفترة المسائية ستكون الأنسب، خصوصًا في شهر رمضان، حيث تؤثر حرارة الشمس على الصائمين وتجعل التسوق مرهقًا، كما أن العديد من الناس يفضلون الخروج مساءً حيث تكون الأجواء أكثر اعتدالًا، ما يتيح تجربة تسوق مريحة وسلسة، ويقترح تخصيص توقيتين للهبطة، بحيث يمكن للمتسوقين اختيار الوقت الأنسب لهم، مما يضمن الراحة ويكفل استمرار الموروث الثقافي.
تهيئة المواقع
وأشار عبدالله العلوي إلى أن موعد إقامة الهبطة مناسب نظرًا لتزامنه مع نهاية شهر رمضان واستلام الرواتب، لكن من المريح تقسيمها إلى فترتين؛ الأولى صباحية من الساعة 6 صباحًا حتى 12 ظهرًا، والثانية مسائية تبدأ من الساعة 4 عصرًا وتستمر حتى الساعة 12 ليلًا، ليتسنى للجميع الحضور والتسوق براحة، خصوصًا مع العائلة.
وأوضح العلوي أن التوقيت الحالي يؤثر على راحة المتسوقين بسبب الازدحام الشديد وارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى أن العديد من الهبطات غير مهيأة بشكل جيد، مطالبًا بتهيئة المواقع المخصصة للهبطات بالتعاون بين البلدية والجهات الأخرى، وتوفير دورات مياه وأماكن مظللة للتسوق، بالإضافة إلى تخصيص أماكن لبيع السلع والمواشي.
وقال ياسر بن مسعود الراشدي: إن توقيت الهبطة الحالي يحتاج إلى ترتيب أكبر، خاصة في أيام شهر رمضان، حيث تكون درجات الحرارة مرتفعة في ساعات النهار مما يصعب على المتسوقين، خصوصًا الصائمين، التسوق لفترات طويلة، موضحًا أن الفترة المسائية هي الأنسب، لكنه يفضل أن تمتد الهبطة من الصباح إلى المساء، خاصة لبيع المواشي والأبقار، حيث أن فترة الصباح تتناسب مع هذا النوع من التجارة، واقترح الراشدي دمج الفترتين الصباحية والمسائية خلال أيام عيد الفطر، نظرًا لأن الناس في رمضان يميلون إلى السهر، مما يجعل فترة الليل مثالية للتسوق.
ويرى أنور بن خلفان الراسبي أن إقامة هبطة عيد الفطر في الفترة المسائية ستكون الخيار الأفضل، خاصة للأطفال الذين يتعرضون لحرارة الشمس في الأسواق الصباحية، مشيرًا إلى أن العديد من أولياء الأمور يكونون مشغولين في الصباح، مما يصعب اصطحاب أطفالهم إلى الهبطة، وبالتالي يُحرمون من حضورها.
درجات الحرارة
ويرى جاسم بن علي المخيني أن توقيت هبطة عيد الفطر في الصباح لم يعد مناسبًا بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ما يجعل من الصعب على المتسوقين التجول بحرية، خاصة في ظل الصيام، وأن الفترة المسائية، التي تمتد من العصر حتى ما بعد منتصف الليل، هي الخيار الأفضل، حيث تمنح المتسوقين وقتًا كافيًا للتجول دون الشعور بالإجهاد، كما تتيح للتجار فرصة أكبر لتحقيق مبيعات جيدة، كما سيسهم هذا التوقيت في حل مشكلة أولياء الأمور المرتبطين بأعمالهم في الصباح، الذين يجدون صعوبة في حضور الهبطة، كما سيمكنهم من الاستفادة الكاملة من السوق.
وأشار المخيني إلى أن الحرارة المرتفعة في الصباح تؤثر سلبًا على الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، خاصة أن معظم مواقع الهبطات غير مظللة، مشيرًا إلى أن تجربة الفعاليات المسائية لاقت استحسانًا كبيرًا من الجمهور، وأن تغيير توقيت الهبطة إلى المساء سيكون خطوة إيجابية تسهم في تعزيز الإقبال على الهبطة وتوفير بيئة مريحة للمتسوقين والتجار.
وقال خالد بن مصبح العلوي أن توقيت الهبطة الحالي يجعل التجول في الأسواق مرهقًا خاصة للصائمين، فالفترة المسائية هي الخيار الأمثل، حيث تتناسب الأجواء الرمضانية الليلية مع طبيعة السوق، كما أن ليالي رمضان تتميز بأجواء خاصة، مما يجعلها أكثر متعة، كما يوفر التوقيت المسائي وقتًا أطول للتجار لبيع وترويج منتجاتهم، مما يعزز فرصهم في تحقيق مبيعات أكبر.
مظلات ووسائل تبريد
وقال شهاب بن هلال الهاشمي، أحد الباعة، أن توقيت الهبطة في الفترة الصباحية هو الأنسب والأكثر ملاءمة، حيث أن أحد التحديات الرئيسية التي يواجهها الباعة هو ارتفاع درجات الحرارة، خاصة لمن لا يتوفر له مكان مظلل، مشيرًا إلى أن توفير أماكن مجهزة سيجعل عملية البيع أكثر راحة وسلاسة، كما أن تغيير توقيت الهبطة إلى المساء سيؤثر على موازين البيع والشراء بشكل كبير.
وطالب الهاشمي بتوفير مظلات لكل بائع ووسائل تبريد لتخفيف تأثير درجات الحرارة، مقترحًا تمديد فترة الهبطة من الصباح إلى المساء، مما سيسمح للمزيد من المتسوقين بالاستفادة من الوقت المتاح وتوفير بيئة مريحة للباعة والمتسوقين على حد سواء.
وأكد ثويني بن ناجم الراسبي أن الهبطة بطابعها التقليدي جزء من الموروث العريق لسلطنة عُمان، حيث ارتبطت إقامتها في الصباح لعقود طويلة، إلا أن الجيل الحالي مواكب للتغيرات، ويجد أن التوقيت المسائي قد يحسن الإقبال بشكل كبير، مستشهدًا بتزايد الحركة الشرائية في الأسواق التجارية المسائية، موضحًا أن الأجواء المسائية توفر راحة نفسية للمتسوقين، حيث يمكنهم التجول بحرية دون تأثير حرارة الشمس أو ضيق الوقت، مشيرًا إلى أن حرارة الطقس قد تؤثر على الأطفال وكبار السن، مما يعرضهم لبعض المخاطر الصحية، في حين أن الأجواء المسائية تكون أكثر اعتدالًا ولطافة.
وفيما يتعلق بمناقشة تعديل التوقيت مع الجهات المنظمة، أوضح الراسبي أن هناك تحفظًا من اللجنة المنظمة، التي يفضل أعضاؤها الحفاظ على العادات والتقاليد، لكنه يرى ضرورة إيجاد توازن بين التقاليد والتطور، بحيث يكون هناك مجال للتغيير الجزئي.
واقترح الراسبي أن يتم إقامة الهبطة في فترتين صباحية ومسائية، مما يتيح للمتسوقين اختيار الوقت الأنسب لهم، مشددًا على أهمية تحسين التنظيم في الهبطة، مثل تحسين الأرضيات باستخدام الإنترلوك وتوفير ممرات منظمة وتقسيم أماكن البيع بشكل واضح، مما يسهم في توفير بيئة تسوق أكثر راحة وفعالية، مؤكدًا أن التطوير لا يعني التخلي عن التراث، بل هو وسيلة لتعزيزه بما يتناسب مع متطلبات العصر.
تنويع المعروضات
ويرى آدم بن جميل الراسبي، أحد الباعة، أن توقيت الهبطة الحالي مرهق للغاية لكلا الطرفين، سواء للبائع أو المشتري، خاصة في نهار رمضان، حيث تقل حركة المتسوقين بسبب نوم الكثير من الصائمين وارتفاع درجات الحرارة، مما يؤدي إلى تناقص أعداد الزبائن بشكل ملحوظ عامًا بعد عام.
وأشار الراسبي إلى أن تغيير توقيت الهبطة إلى الفترة المسائية سيؤدي إلى زيادة الإقبال على الشراء، بفعل الأجواء المعتدلة التي تسمح بالتسوق براحة دون الشعور بالإجهاد، كما أن هذا التوقيت سيوفر فرصة أكبر لتنويع المعروضات، لا سيما في المأكولات الشعبية التي يصعب تناولها خلال النهار في رمضان.
بلدية جنوب الشرقية
من جانبه، أوضح عبدالله بن سالم الحجري، مدير عام بلدية جنوب الشرقية، أن توقيت الهبطات يتم تحديده من قبل الأهالي وفقًا لاحتياجاتهم، مع مراعاة عدم تعارض المواعيد بين الولايات المتجاورة، مما يتيح فرصة أوسع للمواطنين للاستفادة من هذه الأسواق التراثية، وأن الهبطات تُقام غالبًا في العشر الأواخر من شهر ذي الحجة وفق اتفاق غير رسمي بين الأهالي.
وفيما يتعلق بمدى رضا المواطنين عن التوقيت الحالي، أشار الحجري إلى عدم توفر دراسات أو استبيانات رسمية حول هذا الموضوع، إلا أن الإقبال السنوي الكبير على الهبطات يعكس رضا الناس عنها واستمرار أهميتها كجزء من التقاليد المحلية.
وأوضح الحجري أنه لم ترد أي طلبات رسمية حول إمكانية تعديل توقيت الهبطات لتقام في الفترة المسائية، مشيرًا إلى أن هذه الأسواق تُقام في مواقع غير مجهزة بالإنارة اللازمة لممارسة النشاط في فترة المساء، وأكد أن الهبطات تمثل عرفًا متعارفًا عليه بين الأهالي، ولا يوجد توجه حالي لتغيير توقيتها، إلا أنه لا يوجد ما يمنع ذلك إذا دعت الحاجة، ولكن الأمر يتطلب تنسيقًا بين الجهات المعنية لضمان تلبية احتياجات المواطنين بأفضل شكل ممكن.
وعن آليات تحقيق التوازن بين الجوانب التنظيمية وراحة المتسوقين والبائعين، أكد الحجري أن البلدية تعمل على تهيئة المواقع المخصصة للهبطات وتوفير الخدمات الضرورية، مع التشديد على الالتزام بالإرشادات التنظيمية التي تضعها الجهات المعنية، مشيرًا إلى أن تنظيم الهبطات لا يواجه تحديات كبيرة، لأن فعالياتها تمتد عادة بين أربع إلى خمس ساعات فقط، تبدأ من الصباح الباكر، مما يسهم في سهولة إدارتها وتنظيمها.
وأشار الحجري إلى وجود مبادرات من القطاع الخاص لتحسين بعض الأسواق، مثل هبطة ولاية صور التي تمت تهيئتها بساحة مرصوفة ومظلة كبيرة تغطي السوق، إلى جانب توفير مداخل ومخارج مرصوفة ودورات مياه عامة، مؤكدًا أنه في حال توفر الاعتمادات المالية، لا يوجد ما يمنع من تنفيذ مزيد من المشاريع لتطوير هذه المواقع.