الوفاء وحفظ الجميل.. دروس من القرآن والسنة النبوية
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
الوفاء وحفظ الجميل من أعظم الأخلاق التي دعا إليها الإسلام، فهو خُلقٌ يرفع قدر صاحبه، ويجعل منه مثالًا يُقتدى به في الكرم والإحسان، وقد حثّ ديننا الحنيف على هذا الخُلق في مواضع كثيرة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
قال الله تعالى: {وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ}، وقال أيضًا: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}.
الوفاء هو خُلق النبلاء والأوفياء الذين يظلون شاكرين للمعروف مهما طال الزمن. قال الشاعر:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته * وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا.
فاللئيم لا يرى في إحسان الآخرين سوى مصلحة دنيوية، بينما الكريم يظل ممتنًا ويدين بالفضل، ويكافئ الإحسان بالإحسان.
الوالدان قدما لنا الرعاية والتربية، ورد الجميل لهما واجب. النبي صلى الله عليه وسلم كان وفيًّا لوالدته رغم رحيلها، فقد بكى عند زيارتها قبرها، وقال: "زوروا القبور فإنها تذكركم بالموت" (رواه مسلم).
2. الوفاء بين الأزواجالوفاء بين الزوجين ضمان لاستقرار الحياة الأسرية. كان النبي صلى الله عليه وسلم مثالًا للوفاء مع زوجته خديجة رضي الله عنها، فظل يذكرها ويثني عليها حتى بعد وفاتها. قالت عائشة رضي الله عنها: "ما غرتُ على أحدٍ من نساء النبي ما غرتُ على خديجة" (رواه البخاري).
3. الوفاء مع الأقاربالنبي صلى الله عليه وسلم لم ينسَ جميل عمه أبي طالب الذي كفله ودافع عنه. حتى عند وفاته كان حريصًا أن يهديه للإسلام، لكنه رفض. ومع ذلك، دعا النبي صلى الله عليه وسلم الله ليخفف عنه العذاب.
4. الوفاء مع غير المسلمينالنبي صلى الله عليه وسلم كان وفيًّا حتى مع غير المسلمين. ومن أبرز الأمثلة موقفه مع المطعم بن عدي، الذي أجاره في مكة. قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر: "لو كان المطعم بن عدي حيًّا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لأطلقتهم له" (رواه البخاري).
5. الوفاء للوطنالوفاء للوطن يظهر بالحفاظ على خيراته ومعالمه، وبالعمل على ازدهاره وحمايته. قال الأصمعي: "إذا أردت أن تعرف وفاء الرجل، فانظر إلى حنينه إلى أوطانه".
دروس وعبرالوفاء وحفظ الجميل دليل على صفاء النفس ونقاء السريرة، و قال أحد الحكماء: "اكتبوا آلامكم على الرمال لتُمحى، وانحتوا المعروف على الصخر ليُحفظ".
إنّ ديننا الإسلامي هو دين الوفاء، ونبينا صلى الله عليه وسلم خير قدوة في ذلك. فعلينا أن نتمسك بهذا الخُلق العظيم في كل مجالات حياتنا، لننعم برضا الله وسعادة الدنيا والآخرة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإحسان الوفاء أعظم الأخلاق معاني الوفاء حفظ الجميل النبی صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
دعاء النبي في الصلاة.. هذا الأمر كان يستعيذ منه خير الخلق
كان النبي المصطفى محمد -صلى الله عليه وسلم- يردد دعاء في الصلاة كثيرا، فعَنْ عُرْوَةَ رضي الله عنه، أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو فِي الصَّلاَةِ وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ المَأْثَمِ وَالمَغْرَمِ»، فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: مَا أَكْثَرَ مَا تَسْتَعِيذُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنَ المَغْرَمِ؟ قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ حَدَّثَ فَكَذَبَ، وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ». متفق عليه.
وعن دعاء النبي والكلمات التي كان يكثر من الدعاء بها إلى الله، فكان من دعاء النبي الكريم أنه قال: «اللهُمَّ اجْعَلْ لِي فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي لِسَانِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَمِنْ فَوْقِي نُورًا، وَمِنْ تَحْتِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ شِمَالِي نُورًا، وَمِنْ بَيْنِ يَدَيَّ نُورًا، وَمِنْ خَلْفِي نُورًا، وَاجْعَلْ فِي نَفْسِي نُورًا، وَأَعْظِمْ لِي نُورًا». [أخرجه مسلم].
دعاء "اللهم ربَّنا آتِنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخِرةِ حسنةً، وقِنا عذابَ النارِ»، فعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: « كان أكثرَ دعاءِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "اللهم ربَّنا آتِنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخِرةِ حسنةً، وقِنا عذابَ النارِ» (البخاري:6389)
اللَّهمَّ إنِّي عبدُكَ، ابنُ عبدِكَ، ابنُ أَمَتِكَ، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فيَّ قضاؤُكَ، أسأَلُكَ بكلِّ اسمٍ هو لكَ، سمَّيْتَ به نفسَكَ، أو أنزَلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمْتَه أحَدًا مِن خَلْقِكَ، أوِ استأثَرْتَ به في عِلمِ الغيبِ عندَكَ، أنْ تجعَلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ بصَري، وجِلاءَ حُزْني، وذَهابَ همِّي.
أمر كان يستعيذ منه النبيوقال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ بالله من المأثم والمغرم، موضحًا أن مأثم ومغرم تقع في الميزان الصرفي على وزن مفعل، مثل مكتب ومضرب، وجميعها آلات وأدوات.
وأضاف«الورداني»عبر فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على فيس بوك، ردًا على سؤال: ما معنى المأثم والمغرم ؟ أن المأثم هو ما يقتضي الإثم أو يأخذ العبد إلى ارتكاب الإثم، مشيرًا إلى أن النبي كان يستعيذ من المأثم؛ أي الأشياء التي تجره إلى الإثم.
وأفاد بأن المراد بالمغرم هو ما يتسبب في وقوع الإنسان في الغرم وهو أن يغرم الإنسان ويتحمل دينًا لا يستطيع اداءه.