مرصد الأزهر: الأوطان لا تُبنى إلا بسواعد أبنائها المتسلحين بالعلم والوعي
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
نظم مرصد الأزهر لمكافحة التطرف محاضرة جديدة ضمن مبادرته «اسمع واتكلم»، بجامعة طنطا، والتي حاضر فيها د. حمادة شعبان مشرف وحدة رصد اللغة التركية، والدكتور أحمد العطار، والدكتور محمد عبودة، الباحثان بمرصد الأزهر.
وشدد باحثو المرصد على أن سلوك الإنسان مرتبط ارتباطًا وثيقًا بضبط مشاعره، مما يستدعي ضرورة رعاية هذه المشاعر، فزيادة الوعي الشعوري تساهم في تحقيق سلوك واعٍ وفكر متزن، مما يحمي الفرد من الاندفاع أو قبول أفكار قد تهدد أمنه وأمن المجتمع ككل.
وواصل باحثو المرصد مناقشتهم حول محور إدارة المشاعر وعلاقتها بالفكر المتطرف، مُشيرين إلى أن إدارة المشاعر تعتمد على الوعي بحالات الاستفزاز والابتزاز العاطفي التي تسعى الجماعات المتطرفة إلى ترسيخها في نفوس الشباب من خلال منصاتها الإعلامية.
الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ لا غنى عنهوعن غرس الإسلام حب الوطن في نفوس المسلمين، أوضح الباحثون أن الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ لا غنى عنه، فقد علّمنا صلى الله عليه وسلم أن حب الوطن جزء لا يتجزأ من الإيمان، كما أن تعاليم ديننا الحنيف أكدت أن الوطن عزيز وغالٍ في قلوب أبنائه المخلصين، علمنا أيضًا التاريخ في العصر الحديث أن الأوطان لا تُبنى إلا بسواعد أبنائها المتسلحين بالعلم والوعي والفكر المستنير، وهذا ما أثبتته لنا التجارب من حولنا.
يشار إلى أن مبادرة «اسمع واتكلم»، التي أعلنها مرصد الأزهر لمكافحة التطرف قبل 3 سنوات، تهدف إلى إرساء قواعد الحوار البناء مع شباب الجامعات، وخلال النسخ السابقة من المبادرة ناقش المرصد العديد من القضايا التي تهم الشباب ومنها مخاطر التطرف، والانتحار، والشذوذ الجنسي، علاوة على قضايا المرأة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأزهر مرصد الأزهر مكافحة التطرف جامعة طنطا
إقرأ أيضاً:
كيف نحمي شبابنا من التغريب والفتن؟
واستضافت الحلقة أستاذ الشريعة والقانون في جامعة وهران بالجزائر الدكتور بلخير طاهري الإدريسي الذي استعان في بداية تعليقه على الموضوع بمقولة للشيخ الراحل محمد الغزالي "إن الله -عز وجل- ربى محمدا ليربي به العرب، وربى العرب بمحمد ليربي بهم الأمم".
ويقول إن أعمار الذين كانوا حول المصطفى -صلى الله عليه وسلم- كانت تتراوح بين 15 و25 سنة، وكلهم كان لهم أثر في دعوة النبي الكريم الذي ركز على عنصر الشباب بشكل دقيق ورئيس، وحاول أن يبني من هؤلاء الشباب رجالا أثبتوا تحدياتهم في واقعهم.
ويعطي مثالا على ذلك جعفر بن أبي طالب الذي بعثه النبي الكريم سفيرا إلى الحبشة، ولم يكن يتجاوز 20 سنة أو 23 سنة، حسب ما تقول السير.
ويشير إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- تمكن من صناعة أولئك العمالقة من الشباب بناء على 4 مرتكزات: أولا، تصحيح العقيدة باعتبار أن الرسالة نزلت في بيئة جاهلية، حيث قام النبي -صلى الله عليه وسلم- بتصحيح عقيدة هؤلاء الشباب، ثم ركز على تزويدهم بتقوى العبادة، ثم علّمهم عدم الاستعجال وزودهم بعنصر الصبر والجلد في الطريق الذي يسيرون عليه.
أما المرتكز الرابع فركز فيه المصطفى -صلى الله عليه وسلم- على فتح العقول والقلوب قبل فتح الحقول، أي الأراضي.
إعلانويوضح الدكتور الإدريسي أنه كان في مكة 360 صنما، لكن النبي الكريم لم يكسر صنما واحدا إلا بعد أن ذهب إلى المدينة وبنى دولته وقوّى صفه.
وعن واقع الشباب اليوم، يتأسف أستاذ الشريعة والقانون في جامعة وهران بالجزائر للحالة التي وصلوا إليها مقارنة بأسلافهم، ويقول إنهم يواجهون تحديات داخلية وخارجية، وأولها الفراغ.
ويذكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول "لا تزول قدما ابن ادم حتى يُسأل عن أربع: عن شبابه فيما أفناه، وعن عمره فيما أبلاه، وعن علمه ماذا عمل به، وعن ماله من أين اكتسبه وأين أنفقه".
والتحدي الثاني الداخلي هو ضياع البوصلة وعدم تحديد الهدف، فعندما يفقد الشاب توازنه في المجتمع ويفقد مبررات وجوده فأول ما يقوم به إذا كان خالي الإيمان هو إنهاء حياته.
وهناك أيضا الانتحار الاعتزالي، وهو أن ينعزل الشاب عن المجتمع ويعيش مع الإنترنت فقط، وهناك ما سماه الدكتور الإدريسي الانتحار الاستسلامي، أي أن الشاب يستسلم لواقع منحرف.
أما التحديات أو الاستهدافات الخارجية التي تواجه الشباب المسلمين فيذكر منها الدكتور الإدريسي ظاهرة الإلحاد الجديد أو "اللادينية"، وهو الذي يجعلهم يشككون حتى في الأمور القطعية، بالإضافة إلى سلب الشخصية من خلال انخراط الكثير منهم بغباء ضد بلدانهم وضد شعوبهم.
ويشير إلى لجوء الشباب في الدول العربية والإسلامية للهجرة إلى الدول الغربية، ولكنه يرى أن هؤلاء الشباب يمكن لهم أن ينخرطوا من خلال الجمعيات والأحزاب والمنظمات وأن يتوغلوا في مؤسسات الدول التي يستقرون فيها ليكونوا عناصر فعالة.
23/3/2025-|آخر تحديث: 23/3/202506:30 م (توقيت مكة)