مؤرخ إسرائيلي: ما يحدث في غزة إبادة جماعية رغم محاولات الإنكار
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
لا تتوقف الاعترافات الاسرائيلية يوما بعد يوم عن التصريح علانية أن ما يرتكبه جيش الاحتلال في غزة هي جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب وفق القانون الدولي، مما يمنح مشروعية لمذكرات التوقيف والاعتقال الصادرة بحق قادة الاحتلال، نظرا لمسئوليتهم عن هذه الجرائم.
حان برعام، عالم الأنثروبولوجيا، وعضو هيئة تدريس بكلية هداسا الأكاديمية، والباحث المشارك بمعهد ترومان في الجامعة العبرية، أكد هذه الاعترافات، ناقلا عن "المؤرخ البروفيسور عاموس غولدبيرغ، الباحث في الهولوكوست من الجامعة العبرية، ما نشره قبل أيام من مقطع فيديو يحمل عبارة لا لبس فيها، وهي أن ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية، وهو أكاديمي يحظى باحترام كبير، وليس داعية عدائي".
وأضاف في مقال نشره موقع زمن إسرائيل، وترجمته "عربي21" أن "باحثا آخر يدعى دانييل بيلتمان، الباحث في الهولوكوست، أكد أن إسرائيل ترتكب جريمة حرب فظيعة في غزة، تتراوح من التطهير العرقي القاتل والإبادة الجماعية، معتبرا أن الدعوة لمراقبة ما يحدث في غزة ووقفه لم تعد حكراً على المنظمات الدولية أو الباحثين في الخارج وحدهم، بل وصل الأمر للباحثين الإسرائيليين".
وأشار إلى أنه "سواء كان من الواضح أن ما يحصل في غزة إبادة جماعية، أم مجرد احتمال، فلا يمكن تجاهلها، لأنني قمت على مر السنين بدراسة العديد من حالات الإبادة الجماعية ضد الشركس في روسيا، والروهينغا في بورما؛ وفي الصراع بين أرمينيا وأذربيجان، وما شهده من وقوع مذابح متبادلة، واليوم فإن ما يحدث في غزة وفقا لأغلب التقديرات، فإن عدد الضحايا الفلسطينيين يتوافق بالفعل مع المستوى العالي من التقديرات للضحايا في حالة الروهينغا، كما أن تدمير البيئة المعيشية بأكملها هائل، وربما غير مسبوق".
واستدرك بالقول إنه "رغم كل هذه الحقائق الدامغة، فإنه يصعب، بل ويستحيل، بالنسبة لمعظم الإسرائيليين قبول هذا المناقشة على الإطلاق، سواء بسبب صدمتهم مما حدث في هجوم حماس يوم السابع من أكتوبر، أو لأن معظم الإسرائيليين لا يرون أنفسهم يريدون تدمير جميع الفلسطينيين، رغم وجود ساسة إسرائيليين متطرفين يعبرون عن أنفسهم في بعض الأحيان بطريقة يمكن فهمها بشكل مختلف، وتحمل اعترافا بتنفيذ الجيش لجريمة الإبادة الجماعية في غزة".
وأوضح أنه "قد يكون مفيدا معالجة الفجوات في التصورات إذا نظرنا لما يحدث في غزة بأنه ليس نتيجة لنوايا متعمدة، بل كحدث مبني على سلسلة أحداث لم يتم التخطيط لها مسبقاً بالضرورة، لأن الإبادة الجماعية، في التعريفات المقبولة، مسألة متعمدة، وبالتالي يمكن أن يكون ما يحصل في غزة ليس تخطيطا ممنهجاً لـ"إبادة جماعية"، بل ربما تنفيذا لخطة انتقام، لكن النتائج عمليًا هي أن هناك المزيد والمزيد من الباحثين والخبراء يرون ما يحصل في غزة بأنه إبادة جماعية في الممارسة العملية".
وأكد أن "ما يجري في غزة تتجمل إسرائيل مسئولية مباشرة عنه، خاصة وأن الحديث يدور عن ضحايا بعشرات الآلاف من الأطفال والنساء والمسنين، بجانب من زالوا على قيد الحياة لكنهم معرضون لخطر يومي من الأوبئة والمجاعة واستمرار النشاط العسكري".
وختم بالقول إن "كل يرى نفسه ملتزما بالإنسانية بشكل عام، لا يمكنه تجاهل الوضع الإنساني الكارثي في غزة، ويستبعد احتمال أن تكون هناك مأساة رهيبة تتكشف بالفعل في غزة، ويجب أن تتوقف على الفور، سواء أسميناها إبادة جماعية، أو استخدام مصطلحات أخرى، لكن الخطوة الإسرائيلية الأولى على الفور أنه لا يجب رفض هذه الاتهامات بشكل كامل، بل الاستماع إليها، والعمل معًا من أجل التغيير".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة إبادة جماعية إسرائيل الفلسطينيين إسرائيل فلسطين غزة إبادة جماعية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ما یحدث فی غزة إبادة جماعیة
إقرأ أيضاً:
تهجير قسري وإبادة جماعية.. جرائم الاحتلال في طولكرم وجنين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يواصل الاحتلال الإسرائيلي حملته العدوانية على مدينة طولكرم ومخيمها، في حين يدخل التصعيد في مخيم نور شمس يومه الـ44.
وتشهد المنطقة تعزيزات عسكرية ضخمة تشمل انتشارًا مكثفًا للقوات الإسرائيلية، مصحوبة بآليات ثقيلة مثل الطائرات المسيرة والجرافات، في مشهد يعكس نية الاحتلال في إحكام قبضته الأمنية على المنطقة.
وفي مخيم نور شمس، فرض الاحتلال حصارًا خانقًا، وقام بتحويل بعض المناطق إلى ثكنات عسكرية، بعد إجبار السكان على إخلاء منازلهم بالقوة.
كما طالت عمليات التهجير القسري عدة أحياء مثل الربايعة، قاقون، المطار، ومربعة حنون، حيث تلقى السكان تهديدات مباشرة بهدم منازلهم فوق رؤوسهم إن لم يرحلوا فورًا.
وامتدت عمليات الاقتحام إلى ضاحيتي شويكة وذنابة، حيث جابت القوات الإسرائيلية الشوارع، وأخضعت المركبات والمواطنين لعمليات تفتيش مكثفة، متسببة في تعطيل الحركة اليومية للسكان.
كما شملت الحملة إخلاء مبانٍ سكنية بالكامل، لا سيما في الحي الشمالي المحاذي لشارع نابلس، حيث أجبر السكان على ترك منازلهم، قبل أن يتم تحويلها إلى مراكز عسكرية مغلقة.
أما على الصعيد الإنساني، فقد أسفر هذا التصعيد عن استشهاد 13 فلسطينيًا، بينهم طفل وامرأتان (إحداهما حامل)، إضافةً إلى عشرات الجرحى والمعتقلين. كما أجبر أكثر من 24 ألف شخص على مغادرة منازلهم، وهو ما يعكس حجم المعاناة الإنسانية التي خلفها هذا العدوان.
المجازر مستمرة
في موازاة العدوان على طولكرم، تتعرض مدينة جنين ومخيمها لحملة عسكرية متواصلة منذ 63 يومًا، في ظل تصعيد غير مسبوق شمل عمليات تجريف، إحراق منازل، وتحويل منشآت مدنية إلى ثكنات عسكرية.
وشهدت بلدة سيلة الحارثية اقتحامات جديدة أسفرت عن اعتقال ثلاثة مواطنين، بينما استهدف جنود الاحتلال مطاعم ومحال تجارية داخل مدينة جنين، في إطار سياسة العقاب الجماعي التي ينتهجها الجيش الإسرائيلي بحق المدنيين.
كما دفعت قوات الاحتلال بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى المخيم، وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي، وتحليق مستمر للطائرات المسيرة، في خطوة تهدف إلى فرض حالة من الرعب والسيطرة الأمنية.
أرقام كارثية
عدد النازحين: أكثر من 21 ألف شخص اضطروا إلى مغادرة مخيم جنين، في حين يواجه 3200 منزل خطر الإخلاء القسري.
هدم المنازل: أصدر الاحتلال إخطارات بهدم 66 بناية سكنية، تضم قرابة 300 منزل، معظمها في أحياء الألوب، الحواشين، والسمران داخل المخيم.
تدمير البنية التحتية: 100% من شوارع المخيم دُمرت بالكامل، إلى جانب 80% من شوارع مدينة جنين، مما يعكس حجم الاستهداف الممنهج للبنية التحتية الفلسطينية.
بلغ عدد الشهداء نتيجة العدوان الإسرائيلي على جنين وحدها 34 شهيدًا، إلى جانب عشرات المصابين.
كما اعتقل الاحتلال منذ بدء التصعيد في يناير الماضي 230 فلسطينيًا من محافظة جنين، في حملة اعتقالات ممنهجة تستهدف كل من يُشتبه في صلته بالمقاومة.
ما يحدث في طولكرم وجنين ليس مجرد حملة أمنية إسرائيلية، بل هو جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى تهجير السكان الفلسطينيين قسرًا، وتفريغ المخيمات والمدن من سكانها.
التصعيد المستمر، المتمثل في الاعتقالات الجماعية، تدمير البنية التحتية، الاستيلاء على المباني، وعزل المناطق، يشير إلى محاولة الاحتلال فرض واقع ديموغرافي جديد يخدم مصالحه الاستيطانية على حساب الوجود الفلسطيني.