صرح مدير الشؤون الأوروبية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض مايكل كاربنتر، بأن كييف تحتاج إلى ورقة "ضغط" للمفاوضات مع روسيا، ومن المهم أن تفهم الإدارة الأمريكية المقبلة هذا الأمر.

وقال كاربنتر في حدث للمجلس الأطلسي: "المفاوضات تتطلب نفوذا، فهي لن تؤدي لوحدها إلى أي شيء. نحن نبذل كل ما في وسعنا، ونقدم لهم (نظام كييف) المساعدة: أنظمة الدفاع الجوي، وحتى الألغام المضادة للأفراد، وكل شيء حتى يكونوا في وضع آمن".

وأضاف: "لكنهم سيحتاجون إلى المزيد. سؤال للفريق الجديد (إدارة ترامب): أين هو النفوذ؟ سؤال آخر: كيفية إقناع روسيا بالمشاركة في المفاوضات حتى تتحدث عن شيء آخر غير استسلام أوكرانيا".

ووفقا لمدير الشؤون الأوروبية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض: "لا يوجد عدد كاف من الأوكرانيين على خط المواجهة فيما يتعلق بالقوات الروسية".

وفي وقت سابق، وعد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بأنه سيكون قادرا على تحقيق تسوية تفاوضية للصراع الأوكراني. وقد صرح مرارا بأنه سيكون قادرا على حل الصراع في أوكرانيا في يوم واحد، ومن جانبها، أشارت روسيا إلى أن هذه مشكلة معقدة للغاية بحيث لا يمكن إيجاد حل بسيط كهذا.

كما أشارت روسيا إلى أن إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا تتعارض مع التسوية، وتشرك دول حلف شمال الأطلسي بشكل مباشر في الصراع، وأوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أن أي شحنة تحتوي على أسلحة لأوكرانيا ستصبح هدفا مشروعا للقوات الروسية.

ووفقا له، فإن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي متورطان بشكل مباشر في الصراع، بما في ذلك ليس فقط من خلال توفير الأسلحة، ولكن أيضا من خلال تدريب الأفراد في بريطانيا وألمانيا وإيطاليا ودول أخرى.

كما أكد الكرملين أن تزويد أوكرانيا بالأسلحة من الغرب لا يساهم في المفاوضات وسيكون له تأثير سلبي، وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، في وقت سابق إن الجانب الأوكراني لا يزال يرفض التفاوض مع روسيا، مشيرا إلى أنه في أوكرانيا يحظر التفاوض مع روسيا على المستوى التشريعي.

وسبق أن طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مبادرات لحل سلمي للصراع في أوكرانيا، حيث ستوقف موسكو إطلاق النار على الفور وتعلن استعدادها للمفاوضات بعد انسحاب القوات الأوكرانية من أراضي المناطق المعاد توحيدها مع روسيا.

وأضاف أنه بالإضافة إلى ذلك، يتعين على كييف أن تعلن تخليها عن نوايا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وتنفيذ عملية نزع السلاح والتخلص من النازية، فضلا عن قبول وضع محايد وغير انحيازي وخالي من الأسلحة النووية، ورفع العقوبات المفروضة على روسيا

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: إدارة ترامب الإدارة الأمريكية الأمن القومي التفاوض الشؤون الأوروبية العقوبات المفروضة أنظمة الدفاع الجوي مع روسیا إلى أن

إقرأ أيضاً:

بايدن يودِّع البيت الأبيض.. ويترك إرث "الفشل" لخليفته ترامب

 

واشنطن- رويترز

اختتم الرئيس الأمريكي جو بايدن مسيرته السياسية التي استمرت نصف قرن، بخطاب أخير ألقاه في المكتب البيضاوي، ليختتم إرثا خيم عليه فشل الديمقراطيين في منع دونالد ترامب من العودة إلى البيت الأبيض.

وقال بايدن إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة اعتمد على إطار العمل الذي طرحه في السابق، بينما قال الرئيس المنتخب دونالد ترامب إنه لولا نجاحه في الانتخابات ما كان للاتفاق أن يتم.

وفي إعلانه عن وقف إطلاق النار، أشار بايدن إلى أن الاتفاق النهائي يعكس إلى حد كبير إطار الاقتراح الذي طرحه في مايو الماضي. وابتسم عندما سأله أحد المراسلين عمن ينسب له الفضل في إعلان الاتفاق قائلا "هل هذه مزحة؟".

وقال بايدن في خطاب الوداع من المكتب البيضاوي في البيت الأبيض "طور فريقي هذه الخطة وتفاوض عليها، وسيتم تنفيذها إلى حد كبير من قبل الإدارة القادمة. لهذا السبب طلبت من فريقي إبقاء الإدارة القادمة على اطلاع كامل".

وسارع ترامب، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، بالإعلان عن أنه هو صاحب الفضل في الانفراجة التي جاءت بعد أشهر من المفاوضات. وكان قد حذر مرارا من "جحيم" إذا لم يجر التوصل إلى اتفاق قبل تنصيبه المقرر يوم الاثنين. وقال ترامب "هذا الاتفاق الملحمي لوقف إطلاق النار ما كان ليتم لولا انتصارنا التاريخي في نوفمبر؛ إذ أشار ذلك للعالم أجمع أن إدارتي ستسعى إلى السلام والتفاوض على الصفقات لضمان سلامة جميع الأمريكيين وحلفائنا".

وأرسل ترامب مبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف للمشاركة في المحادثات في الدوحة؛ حيث ظل هناك خلال آخر 96 ساعة من المفاوضات التي أفضت إلى إعلان الاتفاق.

وفي إفادة للصحفيين، أشاد مسؤول كبير في إدارة بايدن بمبعوث ترامب لمساعدته في التوصل إلى الاتفاق، مشيرا إلى أنه عمل جنبا إلى جنب مع مبعوث بايدن، بريت ماكجورك، الذي كان في الدوحة منذ الخامس من يناير.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير للصحفيين إن بايدن أراد مشاركة فريق ترامب لأن الرئيس المنتخب هو من سيتولى مهمة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. وقال بايدن "خلال الأيام القليلة الماضية، كنا نتحدث كفريق واحد".

ولم يقدم بايدن تفاصيل خارج الخطوط العريضة المعروفة للاتفاق، لكنه أشار إلى أنه يعتقد أنه قد يمهد الطريق لإقامة دولة فلسطينية مستقلة. وقال "بالنسبة للشعب الفلسطيني، مسار موثوق به لدولة خاصة بهم. وبالنسبة للمنطقة، مستقبل من التطبيع والتكامل بين إسرائيل وجميع جيرانها العرب، ومنهم السعودية".

 

 

 

 

وترشح بايدن للرئاسة في عام 2020 كشخصية انتقالية، لكنه اختار في عمر 80 عاما، وعلى نحو غير مسبوق، الترشح لإعادة انتخابه مقتنعا بأنه الديمقراطي الوحيد القادر على هزيمة ترامب.

وأُجبر بايدن على الخروج من السباق في يوليو بعد مناظرة كارثية مع ترامب، وألقى بعض الديمقراطيين باللوم عليه في هزيمتهم في نوفمبر تشرين الثاني، بعد أن خسرت حملة نائبة الرئيس كامالا هاريس في كل الولايات المتأرجحة.

ومن إنجازات بايدن وحلفائه أنهم أشرفوا على التعافي من كوفيد، ومولوا إحياء البنية التحتية، وأطلقوا صناعة رقائق أشباه الموصلات الجديدة، وتصدوا لتغير المناخ في الوقت الذي حاولوا فيه معالجة أوجه الاختلالات والاستثمار في المستقبل. لقد ترك اقتصادا أمريكيا متفوقا وأعمالا تثير التفاؤل.

لكن بايدن لم يتمكن من معالجة الانقسامات في البلاد بالطريقة التي كان يأمل فيها، أو وقف تراجع الديمقراطية في جميع أنحاء العالم. لقد أثبت أنه صاحب إنجاز سياسي مؤقت يتمثل في هزيمة ترامب في عام 2020. والآن تعهد الرئيس الجمهوري المنتخب بالتراجع عن الكثير مما أنجزته الإدارة الديمقراطية.

وقال ديفيد أكسلرود، وهو مستشار السابق للرئيس باراك أوباما، "كل ما أراد جو بايدن أن يتذكره الناس من أشياء عظيمة فعلها من أجل هذا البلد، على الأقل في الأمد القريب، طغت عليه قراراته السيئة المتعلقة بالترشح".

وأضاف "لقد أصبح رئيسا تاريخيا عندما هزم ترامب. لذا فمن الواضح أن حقيقة أن ترامب عاد إلى الظهور وعاد إلى السلطة أقوى مما كان عليه عندما غادر، هي خاتمة غير سعيدة للقصة".

وتناول بايدن ما وصفه بالتهديد المستمر للبلاد في رسالة أصدرها البيت الأبيض. وقال "لقد ترشحت للرئاسة لأنني اعتقدت أن روح أمريكا كانت على المحك. كانت هويتنا على المحك. وهذا لا يزال هو الحال"، وحث الأمريكيين على الاستمرار في النضال من أجل تركيز البلاد على المساواة والحياة والحرية والسعي لتحقيق السعادة.

وقال مسؤول في البيت الأبيض إن الإرث يتحدد على المدى الطويل.

وأضاف المسؤول "بالمعايير التاريخية، لم يمر وقت يُذكر منذ الانتخابات. لقد حقق هذا الرئيس السجل التشريعي الأكثر أهمية منذ عهد ليندون جونسون في الستينيات، وستظهر الفوائد التي لا رجعة فيها لهذه القوانين على مدى عقود من الزمن".

وقال السناتور كريس كونز، وهو حليف قديم، إن بايدن واجه أزمة اقتصادية وأزمة صحة عامة وأزمة ديمقراطية في أعقاب اقتحام أنصار ترامب لمبنى الكابيتول في السادس من يناير كانون الثاني 2021 عندما تولى منصبه في ذلك العام.

وكانت البلاد تواجه أزمات. وقال كونز "كان التعافي بعد هذا الوباء أعظم إنجازاته".

وأشرفت إدارة بايدن على توزيع لقاحات كوفيد والتعافي الاقتصادي الذي انتصر على توقعات الركود، حتى مع ارتفاع التضخم واستمرار ارتفاع الأسعار، مما أثار غضب الناخبين بشأن إدارته الاقتصادية.

واستغل الجمهوريون الإحباط العام في انتخابات العام الماضي، وأذكوا حالة الغضب بشأن ارتفاع الأسعار باتهامات للديمقراطيين بأنهم نخبة منفصلة عن الناخبين من الطبقة العاملة، بينما ألقوا باللوم على المهاجرين في زيادة الأسعار، على الرغم من عدم وجود أدلة تدعم ذلك.

وقالت هايدي شيرهولز، رئيسة معهد السياسة الاقتصادية، "لا يمكنك إزالة أثر أربعة عقود ونصف العقد من انعدام المساواة المتزايد ببضع سنوات من النتائج الاقتصادية الجيدة للغاية والتغييرات السياسية.. لكن أحد أهم الأشياء الأساسية التي فعلوها هو التعافي الذي صنعوه على نطاق سمح بانتعاش قوي للوظائف".

ويستشهد بايدن، الذي قضى أكثر من ثلاثة عقود في مجلس الشيوخ الأمريكي وثماني سنوات كنائب للرئيس أوباما قبل أربع سنوات في الرئاسة، برد غربي موحد على حرب روسيا مع أوكرانيا، وتعزيز التحالفات، والانسحاب الأمريكي من أفغانستان باعتبارها إنجازات رئيسية في السياسة الخارجية.

ومع ذلك، توفي 13 جنديا أمريكيا في أثناء الانسحاب الفوضوي من أفغانستان في أغسطس 2021، ولم تتعاف شعبية بايدن أبدا من هذا الأمر.

وأدى دعمه القوي لإسرائيل، التي قتلت عشرات الآلاف من الفلسطينيين ردا على الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل، إلى انقسام الحزب الديمقراطي، وتضررت سمعة بايدن لدى اليسار.

وقال فينسنت ريجبي، وهو مستشار سابق للأمن القومي لرئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، إن بايدن سيظل في الأذهان إلى الأبد باعتباره رئيسا "مؤقتا" على الرغم من إنجازاته القوية في إعادة بناء الثقة في الولايات المتحدة بعد فترة ولاية ترامب الأولى.

وأضاف "سنرى كيف سينظر إليه التاريخ بعد خمسة أو عشرة أو خمسة عشر عاما من الآن، لكنه سيُنظر إليه على أنه الرئيس (الذي تولى) بين رئاستي ترامب.. أمسك بالخيط، لكن ترامب عاد".

مقالات مشابهة

  • روسيا تشترط وقف دعم أوكرانيا لاستئناف المفاوضات النووية والاقتصادية مع واشنطن
  • بلينكن يكشف عن شرط غير متوقع لإنهاء الصراع في أوكرانيا
  • مصيره بيد إدارة ترامب.. البيت الأبيض يعلّق على حظر تيك توك
  • باكستان تدعو إلى إنهاء الصراع الدائر في أوكرانيا عبر الحوار والسبل الدبلوماسية
  • قلق في الأمم المتحدة من عودة ترامب إلى البيت الأبيض.. اعرف الأسباب
  • البيت الأبيض: لا مؤشرات على خروج اتفاق وقف إطلاق النار عن السكة
  • أوكرانيا تصد لهجوما روسيا بطائرات مسيرة على كييف ... وتأسر 27 جنديا في كورسك
  • بايدن يودِّع البيت الأبيض.. ويترك إرث "الفشل" لخليفته ترامب
  • أوكرانيا تستهدف منشأة نفطية داخل الأراضي الروسية
  • نائب رئيس البرلمان السلوفاكي: بوتين وترامب سيحلان الأزمة الروسية الأوكرانية