ملثمون في الليل ووعود في النهار.. الشيعة في حمص تحت التهديد
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
18 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: شهدت مدينة حمص وسط سوريا، التي عُرفت بتنوّعها الطائفي والعرقي عبر التاريخ، تصاعداً في حالات التغييب القسري، مما يعيد إلى الواجهة التساؤلات حول استهداف الأقليات في المحافظة التي عانت طويلاً من الصراع والتوترات الطائفية.
مصادر أهلية أكدت تسجيل 11 حالة اختفاء قسري لشبان من أبناء المدينة وريفها، ينتمون إلى الأقليات الطائفية والعرقية، وخصوصا الشيعة،
عمليات الاختطاف وقعت على الطرقات المؤدية إلى حمص، في مناطق يفترض أنها تخضع لسيطرة أمنية مشددة، مما أثار شكوكاً حول الجهة المسؤولة عن هذه العمليات، وفق تقارير عربية.
الأهالي، الذين يعيشون حالة من الخوف والقلق، لجأوا إلى مراكز هيئة تحرير الشام التي تُدير المناطق، وقدموا شكاوى بشأن الأحداث.
الهيئة، التي تعتبر حديثة العهد في إدارة مناطق عدة بسوريا، وعدت بمتابعة القضية. لكن هذه التطمينات لم تخفف من وطأة القلق، خاصة مع تزايد تقارير عن عمليات سطو ليلي ينفذها أفراد يرتدون أزياء عسكرية، يدّعون انتماءهم لفصائل مسلحة .
التركيبة السكانية للشيعة في حمص
لطالما كانت حمص مزيجاً متنوعاً من الأعراق والطوائف، ومن ضمنها الأقلية الشيعية التي تسكن في مناطق متفرقة داخل المدينة وريفها. الشيعة في حمص تعرضوا خلال السنوات الماضية لتحديات وضغوط متزايدة، سواء بسبب الصراع العسكري أو بسبب الانقسامات الطائفية التي أجّجتها الحرب. ورغم محاولات التعايش التي طبعت تاريخ المدينة، أصبحت الأقليات، بما في ذلك الشيعة، عرضة للاستهداف سواء من الفصائل المعارضة أو حتى من بعض الأطراف التي تسعى لإثارة الفتن داخل المجتمع.
إدارة العمليات العسكرية الجديدة، التي أعلنت مراكز لتسوية أوضاع الضباط والمجندين السابقين، حاولت تقديم تطمينات للأقليات في حمص، لكنها لم تنجح حتى الآن في وضع حدّ للتجاوزات. حالة عدم الثقة تجاه هذه المبادرات تفاقمت مع استمرار عمليات الاختطاف والتغييب القسري، مما يعزز الشعور بالهشاشة لدى الأقليات.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: فی حمص
إقرأ أيضاً:
صلاح البردويل قيادي في حماس اغتالته إسرائيل قائما الليل في خيمته
صلاح البردويل أحد الشخصيات البارزة في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، كانت له مساهمات في تأسيسها أواخر عام 1987. بدأ مسيرته السياسية بالانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين، كما شارك في إنشاء حزب الخلاص الوطني الإسلامي عام 1996. برز بدوره الفاعل في المجالين السياسي والإعلامي، فكان من الوجوه الإعلامية البارزة للحركة، وأحد مؤسسي صحيفة "الرسالة".
على مدار حياته تعرض للاعتقال والملاحقة من قبل الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية، كما كان هدفا دائما لمحاولات الاغتيال، حتى استُشهد فجر 23 مارس/آذار 2025، إثر قصف جوي إسرائيلي استهدفه أثناء قيامه الليل في خيمة نزح إليها غربي خان يونس.
المولد والنشأةولد صلاح محمد إبراهيم البردويل يوم 24 أغسطس/آب 1959 في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة، لأسرة فلسطينية لاجئة تعود أصولها إلى قرية الجورة المحتلة في قضاء غزة.
استشهدت معه زوجته في القصف الإسرائيلي وتركا ثلاثة أولاد وخمس بنات.
الدراسة والتكوين العلميدرس البردويل المرحلتين الأساسية والثانوية في مدارس مدينة خان يونس، ثم حصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية من كلية دار العلوم في جامعة القاهرة عام 1982.
أكمل درجة الماجستير في الأدب الفلسطيني من معهد الدراسات والبحوث العربية في القاهرة عام 1987، ونال درجة الدكتوراه في التخصص ذاته من السودان عام 2001.
بدأ البردويل مسيرته العملية عام 1985 مدرسا للمرحلة الأساسية، ثم أصبح محاضرا في جامعة الأقصى بين عامي 1990 و1993، ومنها انتقل للتدريس في الجامعة الإسلامية بغزة.
إعلانكان للبردويل عضوا في اتحاد الكتاب الفلسطينيين، كما أشرف على تأسيس جمعية التجمع الوطني للفكر والثقافة.
التجربة السياسيةانضم صلاح البردويل إلى جماعة الإخوان المسلمين في مرحلة مبكرة من حياته، ونشط في مجالاتها الدعوية والاجتماعية والمؤسساتية. ومع تأسيس حركة حماس أواخر عام 1987، التحق بصفوفها وشارك بفعالية في أنشطتها الوطنية.
وفي عام 1996 كان من مؤسسي حزب الخلاص الوطني الإسلامي، وترأس دائرته الإعلامية ومثّله في المجلسين الوطني والمركزي التابعين لمنظمة التحرير الفلسطينية.
شارك البردويل في أولى جولات الحوار بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية في السودان. وفي عام 2006 خاض الانتخابات البرلمانية ممثلا لمحافظة خان يونس عن كتلة التغيير والإصلاح التابعة لحركة حماس، وفاز بعضوية المجلس التشريعي الفلسطيني.
كما تولى مسؤولية ملف العلاقات الخارجية داخل الكتلة البرلمانية، وكان مقررا للجنة السياسية وعضوا في لجنة الرقابة داخل المجلس التشريعي.
في عام 2017 انتُخب البردويل عضوا في المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، وتولى رئاسة دائرة العلاقات الوطنية، وهي الجهة المسؤولة عن التواصل والتنسيق مع الفصائل الفلسطينية، وبفضل دوره البارز أعيد انتخابه عام 2021 لعضوية المكتب السياسي، ثم كُلّف بقيادة مكتب التخطيط للحركة في الداخل والخارج.
حظي البردويل بعلاقات وثيقة مع قيادات بارزة في حركة حماس، من بينهم الرئيس السابق للحركة في غزة الشهيد يحيى السنوار، والقائد العام السابق لكتائب عز الدين القسام الشهيد محمد الضيف، إضافة إلى الشهيد ياسر النمروطي، الذي كان أول قائد لكتائب القسام، وذلك بحكم نشأتهم جميعا في مخيم خان يونس.
التجربة الإعلاميةبرز البردويل في المجال الإعلامي داخل حركة حماس، وأسس أول صحيفة تابعة لها عام 1996 وسميت "الرسالة"، وترأس تحريرها، ونال عضوية نقابة الصحافيين الفلسطينيين.
إعلانتميز بأسلوبه النقدي اللاذع عبر مقاله الأسبوعي الساخر "من شوارع الوطن"، وفيه كان يتناول الواقع والسياسة وانتقاد السلطة، مما جعله عرضة للاستدعاءات الأمنية المتكررة، واعتقل مرات عدة بسبب ذلك.
قاد البردويل الدائرة الإعلامية لحركة حماس، وعمل على تطوير وسائلها الإعلامية وإدارتها، كما كان الناطق الرسمي باسم الحركة في خان يونس.
الاعتقالاتاعتقل البردويل مرات عدة، سواء من الاحتلال الإسرائيلي أو أجهزة أمن السلطة الفلسطينية. وفي عام 1993، اعتقلته قوات الاحتلال وخضع للتحقيق 70 يوما في سجني غزة وعسقلان.
كما اعتقلته أجهزة أمن السلطة الفلسطينية مرات عدة، وكان هدفا مستمرا لقوات الاحتلال، التي دمرت منزله مرارا في الحروب التي شنتها على القطاع.
اغتيالهأعلنت حركة حماس استشهاد صلاح البردويل وزوجته فجر 23 مارس/آذار 2025، بصاروخ أطلقته طائرة حربية تابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، أثناء قيامه الليل داخل خيمة نزح إليها في منطقة المواصي غرب خان يونس.
ووصفت الحركة العملية بأنها "عملية اغتيال صهيونية غادرة"، مؤكدة أن البردويل كان "علما من أعلام العمل السياسي والإعلامي والوطني، ورمزا في الصدق والثبات والتضحية، وأنه لم يتخلف يوما عن واجب أو موقف أو ساحة من ساحات الجهاد وخدمة القضية".