عقد الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الإندونيسى «برابوو سوبيانتو»، خلال قمتهما أمس بالقاهرة، محادثات رسمية هدفت إلى تعزيز علاقات التعاون والصداقة التاريخية بين البلدين.

وقال السفير محمد الشناوى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيسين عقدا جلسة مباحثات ثنائية أعقبتها جلسة موسعة حضرها من الجانب المصرى الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، والمهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، حيث أعادا تأكيد التزامهما بتعميق التعاون الثنائى فى مجالات عديدة، بما فيها التجارة وأمن الغذاء والطاقة والدفاع والتعليم والثقافة والسلم الإقليمى.

 

وثمَّنا إمكانات اقتصاد البلدين، وأكدا ثقتهما فى استمرار نمو حجم التجارة والاستثمار بين البلدين، واتفقا على المضى قدماً فى تعزيز أنشطة التجارة والاستثمار فى مجالات زيت النخيل والأسمدة والطاقة المتجددة والسلع الزراعية والاقتصاد الرقمى والبنية الأساسية والنقل، باعتبار مصر بوابة للمنتجات الإندونيسية إلى كل من الأسواق الأورومتوسطية والأفريقية، واعتبار إندونيسيا مركزاً لنفاذ المنتجات المصرية إلى أسواق منطقة الآسيان، كما ثمَّنا الانعقاد الناجح للجنة المصرية الإندونيسية للتجارة فى يوليو 2024 كخطوة رئيسية نحو تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيسين أكدا أهمية التعاون القائم فى مجال الدفاع والأمن بين البلدين، واتفق الجانبان على الحاجة لاتخاذ الإجراءات الضرورية لتعزيز وتوسيع هذه المجالات، وأبرزا أهمية الاستمرار فى التعاون فى مجال التعليم بين البلديين، ورحبا باستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين فى نوفمبر 2023 وبحثا كيفية اتخاذ المزيد من الإجراءات لتوطيد التواصل بين الشعبين، وأعربا عن تطلعهما لعقد اجتماع اللجنة المشتركة، برئاسة وزيرى خارجية البلدين، فى القاهرة فى 2025، والانتهاء من التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقات الجارى التفاوض بشأنها سعياً لوضع إطار فعال لدفع سبل التعاون بين البلدين.

وأعرب الرئيس «برابوو» عن الامتنان للدعم المستمر الذى تقدمه مصر فى استضافة نحو 15 ألف طالب إندونيسى وخاصة أولئك الدارسين فى جامعة الأزهر، وما لذلك من أثر إيجابى على المجتمع الإندونيسى ومساهمته فى نشر الفكر الإسلامى الوسطى، وأيضاً عن اهتمامه بتعزيز التعاون مع مصر والأزهر لتطوير التعليم الدينى وتعزيز الوئام الإقليمى.

وثمَّن الرئيس الإندونيسى دور مصر المحورى فى الشرق الأوسط كقائد للسلام والاستقرار فى المنطقة، معرباً عن تقديره العميق للجهود المصرية الحثيثة للتوصل للسلام فى نزاعات مثل العدوان الإسرائيلى على غزة، مؤكداً دعم بلاده الكامل للدور القيادى لمصر، ورغبة إندونيسيا فى تعزيز العلاقات والتعاون الثنائى فى مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية، خاصة فى دعم استقلال فلسطين، والحفاظ على الاستقرار فى المنطقة، بما فيها لبنان وسوريا.

وفيما يتصل بالوضع فى فلسطين، استعرض الرئيسان سبل دعم الجهود للتوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وضمان النفاذ الآمن والمستمر دون عوائق للمساعدات الإنسانية للفلسطينيين، حيث أعربت إندونيسيا عن تقديرها لدور مصر الرائد فى تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية إلى غزة، مؤكدة التزامها بالعمل مع مصر فى هذا الشأن.

وأكد الرئيسان ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضى التى احتلتها فى الرابع من يونيو 1967، ووقف كافة الإجراءات أحادية الجانب، والالتزام بقواعد القانون الدولى، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن، خاصة القرارات 242 و252 و267 و446 و2334، لاسيما أن الممارسات الإسرائيلية أحادية الجانب لخلق واقع جديد على الأرض -فضلاً عن كونها انتهاكاً لالتزامات إسرائيل الدولية- تقوض حل الدولتين، الذى لا تزال تعتبره الدول المحبة للسلام الحل الوحيد لإنهاء الصراع.

واتفق الزعيمان على حتمية إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ومتصلة الأراضى وقابلة للحياة على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وأدان الرئيسان تهجير الفلسطينيين من أرضهم، ورفضا الممارسات الإسرائيلية التى ترمى لتحقيق هذا الهدف سواء التهجير من غزة أو الضفة الغربية أو القدس الشرقية، كما أدانا الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية والعنف الذى يمارسه المستوطنون وهدم بيوت الفلسطينيين والاقتحامات العسكرية فى المدن الفلسطينية، والممارسات التى تهدد الوضع القانونى والتاريخى للأماكن المقدسة فى مدينة القدس.

ورحب الرئيسان باتفاق وقف إطلاق النار فى لبنان الذى دخل حيز التنفيذ فى 27 نوفمبر 2024، ودعوا إسرائيل إلى الالتزام بالاتفاق، وأكدا أهمية التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 (2006)، وتمكين نشر الجيش اللبنانى وفرض سيطرته على كافة أنحاء البلاد بما فيها جنوب لبنان، كما أكدا أهمية دعم المؤسسات اللبنانية.

وفيما يخص الوضع فى سوريا، فقد اتفق الرئيسان على أن الحل الوحيد المستدام للوضع فى سوريا يأتى من خلال إطلاق عملية سياسية سلمية شاملة وديمقراطية وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254، تعطى الأولوية لتحقيق تطلعات ومصالح الشعب السورى، وتضمن سيادة ووحدة أراضى سوريا، كما أدان الرئيسان أى محاولات للمساس بسيادة سوريا وسلامة أراضيها، خاصة العدوان الإسرائيلى على هضبة الجولان الذى يمثل انتهاكاً لاتفاق فك الاشتباك عام 1974، ولقرارات الأمم المتحدة المتعددة، ودعا الرئيسان إسرائيل لإنهاء احتلالها لهضبة الجولان.

وأعاد الجانبان تأكيد أهمية الحفاظ على الأمن المائى والغذائى لكلتا الدولتين، من خلال تعزيز التعاون العابر للحدود وفقاً للقانون الدولى، لضمان استدامة إمدادات المياه اللازمة للحياة والزراعة وإنتاج الغذاء وخدمات النظم البيئية.

وأشار المتحدث الرسمى إلى أن الزيارة الرسمية للرئيس «برابوو» إلى مصر لدعم التعاون الاستراتيجى الوثيق بين الدولتين القائم على الاحترام المتبادل والتطلعات المشتركة للسلام والرخاء.

وأعرب الرئيسان عن تفاؤلهما بشأن مستقبل العلاقات الثنائية بين الدولتين، والتزامهما بالعمل على الوصول لمخرجات تحقق صالح الشعبين.

وفى نهاية اللقاء، دعا «برابوو» الرئيس السيسى لزيارة إندونيسيا فى توقيت لاحق يتم الاتفاق عليه بين الجانبين، حيث ستمثل هذه الزيارة محطة مهمة على صعيد الشراكة بين مصر وإندونيسيا، وفرصة لتحقيق المزيد من السلام والرخاء والتقدم لكلا البلدين.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إندونيسيا مصر السيسي التجارة أمن الغذاء بین البلدین

إقرأ أيضاً:

الرئيس الإيراني يصل إلى موسكو لتوقيع معاهدة الشراكة الاستراتيجية مع بوتين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

وصل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الجمعة، إلى روسيا، لتوقيع معاهدة الشراكة الاستراتيجية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ونظرا لعقوبات دولية تقيد التبادلات التجارية لكل منهما، قام حلف وثيق بين روسيا وإيران في السنوات الأخيرة في مواجهة الولايات المتحدة والأوروبيين.

وتسعى طهران وموسكو إلى أن تشكلا مع بكين قطبا موازنا للنفوذ الأمريكي.

ونسجت الدول الثلاث علاقات وثيقة في مختلف القطاعات وهي تتساند في ملفات دولية عدة، بدءا من الشرق الأوسط ووصولا إلى النزاع في أوكرانيا.

وفي مطلع الأسبوع، أكد الكرملين أن البلدين سيعززان هذا التعاون بتوقيع بوتين وبزشكيان الذي يجري زيارة رسمية إلى روسيا، اليوم الجمعة "اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة".

وسيتحدث الرئيسان إلى الصحافة بعد توقيع الاتفاقية، وفق الرئاسة الروسية.

ويأتي اللقاء قبل أيام قليلة من تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة لولاية ثانية غير متتالية.

وكان ترامب اتبع في ولايته الأولى (2017-2021) سياسة "الضغوط القصوى" حيال إيران.

والاتفاقية التي ستوقع اليوم الجمعة ستشمل "التعاون الاقتصادي والتجاري في مجالات الطاقة والبيئة والمسائل المتصلة بالدفاع والأمن"، وفق ما أشارت السفارة الإيرانية في روسيا الأسبوع الماضي.

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي -في مقالة نشرتها وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي"- "إنها خطوة نحو عالم أكثر عدلا وتوازنا. إيران وروسيا تبنيان نظاما جديدا إذ تدركان مسؤوليتهما التاريخية".

وأشار عراقجي إلى أن الاتفاقية ترمي إلى استبدال "هيمنة" الغرب بـ"التعاون".

 

مقالات مشابهة

  • بحث تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين «ديوا» وبلدية دبي
  • تفاصيل اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا وإيران
  • الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان يوقعان اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين
  • الرئيس الإيراني يصل إلى موسكو لتوقيع معاهدة الشراكة الاستراتيجية مع بوتين
  • المشاط تفتتح اجتماع اللجنة الفرعية للنقل والبيئة والطاقة ضمن الشراكة الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي
  • اجتماع اللجنة الفرعية للنقل والبيئة والطاقة في إطار الشراكة الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي
  • المشاط تفتتح اجتماع الجنة الفرعية للنقل والبيئة والطاقة في إطار الشراكة الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي
  • السعودية وسنغافورة تنشآن مجلس الشراكة الاستراتيجية بين البلدين
  • وزير الخارجية يلتقي نظيره السنغافوري ويوقعان مذكرة تفاهم لإنشاء مجلس الشراكة الاستراتيجية بين البلدين
  • وزير الخارجية يلتقي وزير خارجية سنغافورة ويوقعان مذكرة تفاهم لإنشاء مجلس الشراكة الاستراتيجية بين البلدين